مسلمة بن عبد الملك

أمير أموي وقائد عسكري ووالي وسياسي ورجل دولة

مسلمة بن عبد الملك
(685 - 738)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

وسائط متعددة في كومنز

أبو سعيد مَسْلَمة بن عبد الملك بن مروان بن الحَكَم بن أبي العاص بن أمية الأُموي القُرشي (66 هـ-685 م/7 محرم، 121 هـ-24 ديسمبر، 738|738 م)، هو أمير الأُموي، وقائد عسكري، ووالي، وسياسي ورجل دولة. برز ما بين عام 86 هـ-705 م وعام 121 هـ-738 م بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية على كُلٍّ مِن الإمبراطورية الروميَّة البيزنطيَّة وإمبراطورية الخزر والخوارج واجراجمة، وكانت جلَّ حروبه وأغلبها على الدولة الرومية البيزنطية. وخلال فترات متفرقة من حياته تولى على العديد من المناطق والمدن، مثل مكة، وحلب، والعراق، وخراسان، وتولى إمارة ارمينيا واذربيجان (منطقة جنوب القوقاز) ثلاث مرات بأوقات مختلفة.

والده هو الخليفة عبد الملك بن مروان الذي يُعتبر من أعظم الخلفاء، ويُعدُّ مؤسس الدولة الأموية الثاني، وجده هو الخليفة مروان بن الحكم. وهو أخ غير شقيق لكُلِّ من؛ الخليفة الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك. وهو عم لثلاثة من الخلفاء هم؛ الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد. وابن عم لخليفتان هما؛ عمر بن عبد العزيز، ومروان بن محمد.

بدأت حروبه في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان واستمر بشكل سنوي بغزو الروم والخزر خلال عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك وأخيه الخليفة سليمان بن عبد الملك حتى استطاع عام 98 هـ-717 م، وتوقف في عهد ابن عمه عمر بن عبد العزيز سنتين وعاد مجدداً لميدان القتال بعهد أخيه الخليفة يزيد بن عبد الملك حيثُ قاتل جماعات من الخوارج في العراق واستطاع القضاء على يزيد بن المهلب وقضى على ثورته في معركة العق]، وفي عهد أخيه هشام بن عبد الملك عاد للغزو للخارجي فظلَّ يُحارب الروم والخزر حتى عام 114 هـ-732 م ثم توقف لمدة ست سنين حتى عام 121 هـ-739 م وعاد لمحاربة الروم وهي السنة التي مات فيها.

بدأ مَسلمة حياته الحربية والعسكرية وهو فتى صغير كجندي في جيش عمه محمد بن مروان الذي فتح ارمينيا ومنطقة جنوب القوقاز، وأعطى مَسلمة الفرصة الأولى ليبدأ عمله كقائد عسكري إذ ولَّاه خلال فتوحاته في القوقاز على جيش وأمره بالذهاب لغزو الخزر في روسيا فهزمهم بعد حِصار دام طويلاً. واستولى على أقوى مدنهم. وكانت أولى غزواته على الروم بعدها مباشرة حيث استدعاه والده مع عمه من القوقاز بسبب محاولة الروم غزو الشام فجهز جيشاً ضخماً واستعمل عليه مَسلمة ووجه إلى الأناضول لغزو الروم، ومِن حينها استمر يغزو بشكل سنوي حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية (اسطنبول اليوم) عام 98 هـ-717 م، وكاد أن يفتحها لولا الظروف المناخية والثلوج والأمطار ومساعدة البلغار للروم واستخدام الروم لسلاح النار الإغريقية ووفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك حيثُ أجبره الخليفة الجديد عمر بن عبد العزيز على العودة والانسحاب من الحصار. ثم اتجه إلى القضاء على فتنة يزيد بن المهلب التي كادت أن تدمر الدولة الأموية فقضى عليه وأنهى الفتنة. وفي عهد هِشام بن عبد الملك عاد لغزو الروم والخزر، وكان يترك الجُبهة الروميَّة ويذهب لقتال الخزر في القوقاز، واستمر على هذا الحال حتى آخر عام من حياته وهو عام 121 هـ-739 م.

يُعتبر مَسلمة بن عبد الملك أحد أفضل القادة العسكريون في التاريخ الإسلامي، وهو أكبر القادة الذين تولوا غزو الإمبراطورية البيزنطية في تاريخ الدولة الأموية، وأعظم القادة العسكريون من بني أمية بعد معاوية بن أبي سفيان، وأعظم من حاصر القسطنطينية من القادة العرب. وقارنه المؤرخون المسلمين بالصحابي القائد خالد بن الوليد في محاربته للروم، وكثرة حروبه، وانتصاراته الدائمة، وشدة بأسه وشجاعته، واعتبروه أحق أبناء عبد الملك بن مروان بالخلافة وأفضلهم. وكان يغزو كل سنة مرة وأحياناً مرتين في السنة ثم يعود للشام حتى توفي. وقد شملت فتوحاته وحروبه 7 بلدان وهم؛ تركيا، وروسيا، وداغستان، وجورجيا، وأرمينيا، وأذربيجان، والعراق، تحديداً في منطقتي الأناضول (آسيا الصغرى) والقوقاز. وخلال حروبه تمكن من تطهير وتأمين الحدود الشمالية والشرقية من أعداء الدولة الإسلامية الأموية، ودامت حروبه أكثر من 35 عاماً.[1][2]

بعض اقتباساته عدل


  «إنه لا عِفَّة مع الشُّحِّ، ولا مُرُوءَة مع الكذب»  



  «إن أَقَلَّ الناس هَمًّا في الآخرة، أَقَلُّهم هَمًّا في الدنيا»  



  «ما حَمِدْتُ نفسي على ظَفَر ابْتَدَأتُه بعَجْز، ولا لُمْتُها على مَكْروه ابْتَدأتُه بحَزْم»  



  «مُروءَتان ظاهرتان: الرّياسة، والفَصاحَة»  



  «ما سَلِمْتُ في ذلك من ذُعْرٍ يُنَبَّه على حِيْلي، ولم يَغْشَنِي ذُعْرٌ قَطُّ سَلَبَنِي رَأيِيِّ»  



  «العَيْشُ في ثلاث: سِعَة المَنْزِل، وكَثْرَة الخَدَم، ومُوافَقة الأهل»  



  «إن القَناعة أَحَدُ اليَسارَيْن، وأَحَدُ المَالَيْن.»  



  «ما فَرِحْتُ قَطُّ بفَتْح كان على غير تَقْدير»  



  «عَجِبْتُ لمَنْ قَدِر، كيف لا يَغْفِر؟ ولمَنْ وُسِّع عليه، كيف لا يَجُود ؟»  



  «ما قرأتُ كتابًا قطَُّ لأحد إلا عَرَفْتُ عَقْلَه منه»  



  «ما رَكِب الناسُ مثل بَغْلَة قصيرة العِذْار، طويلة العِنان، سَفْواء العُرْف، حَصَّاء الذَّنَب، سَوْطُها عِنانُها، وهَمُّها أمامها»  



  «إني لأعجب من ثلاثة: من رجل قَصَّر شَعْرَه، ثم عاد فأطاله، أو شَمَّر ثوبه، ثم عاد فأَسْبَلَه، أو تَمَتَّع بالسَّرارِيِّ، ثم عاد إلى المُهَيْرات»  



  «المرأة الصالحة خير للمرء من يديه ورجليه، ومن لم تخنه نساؤه تكلم بملء فيه»  



  «اتقوا زحمة المواكب، ورفسة الجنائب، وصدمة الصناديق، ومضايق القناطر، ويتقدم الأصاغر الأكابر إذا ساروا ليلاً، أو واجهوا خيلاً»  



  «ما أخذت أمراً قط بحزمٍ فلمتُ نفسي فيه وإن كانت العاقبة عليّ، ولا أخذت أمراً قطّ وضيّعت الحزم فيه إلا لمتُ نفسي عليه وإن كانت لي العاقبة»  



  «إن الرجل ليُكَلِّمُنِي في الحاجة يَسْتَوْجِبُها، فيَلْحَن، فكأنه يُقْضِمُنِي حَبَّ الرُّمَّان الحامِض حتى يَسْكُت، فأَرُدُّه عنها، ويُكَلِّمُني الرجل في الحاجة ما يَسْتَوْجِبُها، فيُعْرِب، فأُجِيْبُه إليها»  



  «اللحنُ في الكلام أقبحُ من الجُدَري في الوَجْه»  



  «اللحن في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب النفيس»  



  «لئن يلقمني رجل بحجرٍ أحبُّ عليَّ من أن يُسمعني رجل لحناً»  



  «إيَّاكم والضَّجاجُ؛ فإنكم إن صَلَحْتُم، صَلُح الناس، وإن فَسَدْتُم كان الفساد أَسْرَع - قالها لإخوانه عندما توفي والده عبد الملك بن مروان»  



  «إني قد وَصَلْتُ جَناحَك بعَضُدِي، ورَضِيْتُ بك قَرينًا لوَلَدي، فأَحْسِن سِياسَتهم، تَدُم لك اسْتِقامَتُهم، وأَسْهِل بهم في التَّأْدِيب عن مَذاهب العُنْف، وعَلِّمْهم مَعْروفَ الكلام، وجَنَّبْهم مُثاقَبَة[7] اللِّئام، وانْهَهُم أن يُعْرَفوا بما لم يَعْرِفوا، وكُنْ لهم سائِسًا شَفِيقًا، ومُؤدِّبًا رَفِيْقًا، تُكْسِبك الشَّفَقَةُ منهم المَحَبَّة، والرِّفْقُ حُسْنَ القَبول، ومَحْمود المَغَبَّة، ويَمْنَحْك ما أرى من أثَرَك عليهم، وحُسْن تَأدِيْبك لهم مِنِّى جَميل الرَّأي، وفاضِل الإحْسان، ولَطِيْف العِناية. - وصية مسلمة لمعلم أولاده»  



  «ما شيء يؤتى العبد بعد الإيمان بالله تعالى، أحب إلى من جواب حاضر، فإن الجواب إذا انعقب لم يكن شيئاً»  



  «الكتاب يدل على عقل كاتبه، والرسول يدل على عقل مرسله، والهدية تدل على عقل مهديها»  



  «ما أعان المرء على المروءة كالمرأة الصالحة»  



  «المرأة الصالحة خير للمؤمن من العينين واليدين والرجلين»  


رسائله لملك الروم ليو الثالث الإيساوري عدل


  «أما بعد فقد ورد علي كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه من الصلح على أنك تعطيني ما سميت وأرحل عنك إلى المسيحية، غير أني قد آليت يميناً لا كفارة لها أني لا أرحل عن هذه الجزيرة أبداً دون أن أدخل مدينتك هذه، فإذا دخلتها نظرت بعد ذلك فيما ذكرت، وإن أنا لم أدخلها صبرت عليك أبداً حتى يفتح الله على يدي، فإن وصلت إلى ذلك فذاك الذي أريد، وإن تكن الأخرى وقتلتُ أو متُ شهيداً مجاهداً كان المصير إلى ثواب الله عز وجل الذي وعده عباده المجاهدين في سبيله - والسلام -»  



  «أما بعد، فإن الله قد أظفرني بك وأعلاني عليك، وجعل جدك الأسفل، فله الحمد على إعزاز أوليائه وإذلال أعدائه، وقد عزمت على الرحيل عن بلدك إلى بلاد الشام، فابعث إليَّ ما صالحتني عليه فإني راحل عن قريب إن شاء الله»  



  «من مسلمة بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى إليون صاحب الروم، أما بعد فإني قد أحببتُ أن أحسن إليك لأني رأيتك محباً للعافية وأنا راحلٌ عنك، وقد تركت عندك مسجدي الأعظم وهو وديعتي فانظر لا تقلعنَّ منه حجراً، لا تنقصنَّ من سقفه خشبة، ولا تكسرنَّ منه عوداً واحداً فما سواه، وإياكَ أن تعبر هذا الخليج في طلبي أو تطلب أثري إذا أنا عبرتُ من جزيرتك هذه، فإنك أن تعديتَ ما أمرتك به رجعتُ إليك ثم لا أقلع عنك أبداً أو يهلككَ الله على يدي، فاقبل من ذلك ما شئت أو دع - والسلام على عباد الله الصالحين»  


مراجع عدل

  هناك ملفات عن Maslama ibn Abd al-Malik في ويكيميديا كومنز.