الأخطل الكبير
الأخطل الكبير هو غيّاث بن غوث التّغلبي، لقبه الأخطل وكنيته أبو مالك. شاعرٌ أمويٌّ، ولِد في الحيرة أيّام عشرين للهجرة، من أبٍ تغلبي فقير.
شعر الهجاء
عدلاتّجه الأخطل الكبير منذ صباه إلى شعر الهجاء، ولهذا اتّصل به يزيد حين أقدم شاعرٌ من الأنصار على هجائه وهجاء والده والتّشبيب بأُخته والتّحدث عن غرامياتٍ معها، وطلب إليه أن يهجوَ الأنصار. فتهيّب الأخطل ثم قَبِلَ لعدّة أسبابٍ، أهمّها إنّه أموي الهَوى وطالب شهرةٍ وطالب مال. وهكذا انفتح باب المجد أمامه، فأطلق لسانه في هجاء الأنصار ونعتهم بأنهم يهود، وبأنهم فلاّحون، يشربون الخمر، وضرَبَ على وترٍ حسّاسٍ فجعلهم دون قريش مكانةً وشرفًا، وأثار ما كان بين القحطانية والعدنانية من عداء، وجعل اللّؤم تحت عمائم الأنصار، وأَمَضّهُم في نصيحته حين ثناهم عن طلب المجد لأنهم ليسوا من أهله، ووصمهم بالجُبن في القتال:
- ذهبت قريش بالمكارم والعلا واللؤم تحت عمائم الأنصـارِ
فذَروا المعالي لَسْتُم من أهلها وخذوا مساحيكم بني النـجارِ وكانت هذه المناسبة سبيله إلى الإتّصال ببني أميّة وخاصّة بـ عبد الملك بن مروان، حتى أصبح شاعرهم الناطق بإسمهم، والمروّج لسياستهم. والمُدافع عنهم، وكان يُمثّل قبيلته تغلب في الوقت نفسه، فيتغنّى بأمجادها، ويهجو أعداءها القيسيّة، ويشدّ النّزاع القَبَليّ بين تغلب وقبائل قيس إلى عجلة السياسة الأموية؛ وممّا سهّل عليه ذلك كون بني تغلب حلفاء للأمويين، بينما القيسية أعداء الخلافة.
بين الأخطل الكبير وجرير
عدلإلتحم الهجاء بين الأخطل وجرير حتى مات أبو مالك (الأخطل) في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة 92 هـ. وسبب هذا الهجاء أن الأخطل انحاز إلى الفرزدق ففضّل شعره على جرير، وكان من نتيجة ذلك نشوء فنّ شعريّ جديدٍ عُرِفَ بـ النّقائض، مع هؤلاء الشّعراء الثلاثة المعروفين بـ "المُثلّث الأُمويّ" والذين شغلوا الناس بنقائضهم على مدى عقودٍ طويلة.
وصف أشعار الأخطل الكبير
عدلأما شعر الأخطل الكبير، فقد تناول معظم الأغراض الشعرية المعروفة من مدحٍ وهجاءٍ ووصفٍ وفخرٍ. غير أن شهرته قامت على المديح الذي اقتصر على بني أميّة حيث نال عندهم حظوةً واحتلّ في بلاط خليفتهم عبد الملك بن مروان مكان الصّدارة، بالرّغم أنه كان نصرانيًا، فلُقِّبَ بـ "شاعر بني أمية" و"شاعر أمير المؤمنين". وأروع قصائده المدحيّة، "رائيته" في الخليفة عبد الملك. ومنها قوله: شمسُ العداوةِ حتى يُستقاد لهم وأعظمُ الناسِ أحلاماً إذا قدروا وفيها هذه الحكمة الموفّقة:
- إنّ الضغينة تلْقاها وإن قَدُمَت كالعُرِّ يكمنُ حيناً ثم ينتشِرُ
وإلى جانب منزلته الرفيعة في المديح، فقد برع الأخطل في وصف الخمرة التي كان يُعاقرها، مُظهرًا أثرها في عقول شاربيها. قال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: ((هو غياث بن غوث بن الصلت بن الطارقة، ويقال ابن سيحان بن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمر بن غنم بن تغلب. ويكنى أبا مالك. وقال المدائني: هو غياث بن غوث بن سلمة بن طارقة، قال: ويقال لسلمة سلمة اللحام. قال: وبعث النعمان بن المنذر بأربعة أرماح لفرسان العرب، فأخذ أبو براء عامر بن مالك رمحاً، وسلمة بن طارقة اللحام رمحاً وهو جد الأخطل، وأنس بن مدرك رمحاً، وعمرو بن معد يكرب رمحا.