نور الدين جهانكير
السُلطَانُ الأَعظَم والخَاقَانُ المُكرَّم خُسرو گیتی پناه أَبُو الفَتح نُورُ الدِّين مُحمَّد خان سَلِيم جِهَانكِير پادشاه غازي بن مُحمَّد أكبر بن مُحمَّد همايون الگوركاني (17 ربيع الأوَّل 977هـ - 17 صفر 1037هـ المُوافق فيه 30 آب (أغسطس) 1569م - 28 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1627م) المعروف اختصارًا بِنُور الدين جهانكير أو نُور الدين مُحمَّد جهانكير أو جهانكيرشاه أو نورُ الدين مُحمَّد سليم، هو رابع سلاطين دولة المغول الهندية الذين حكموا شبه القارة الهندية طيلة 300 عام، وقد حكم البلاد من سنة 1014هـ المُوافقة لِسنة 1605م إلى سنة 1037هـ المُوافقة لِسنة 1627م. معنى اسمه «جهانكير» هو «فاتح العالم» أو «قاهر العالم»؛ ورث عن والده دولة مُترامية الأطرف، ووقَّع مُعاهدةً تجاريَّةً مع شركة الهند الشرقيَّة الإنگليزيَّة واعدًا تُجَّارها مُعاملة تفضيليَّة، فاتحًا بِذلك شبه القارَّة الهنديَّة على مصراعيها لإنگلترا لِأوَّل مرَّة.
نور الدين جهانكير |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
استكمل جُهُود والده في تطوير الدولة المغوليَّة، واشتهر بِكونه سُلطانًا عادلًا رحيمًا مُطلق التسامُح مع رعاياه، فكان يُتابع شكاوى المظلومين بِنفسه، فجعل سلسلةً من الذهب، مربوطة بسبعة أجراس، يدُقُّها المُشتكي فينزل السُلطان لِيحقق مظالم الناس بِنفسه، كما أصدر دُستُورًا من 12 وصيَّة أسَّس بها نظام دولة لِلصحَّة وتوطيد الأمن، وشجَّع العُلُوم والآداب والفُنُون، فازدهرت الحياة الفكريَّة والثقافيَّة في عهده، كما كان لزوجته نورجهان دورٌ كبيرٌ في إدارة الشُؤون التنظيمية والنسائيَّة في عصره. وكان جهانكير نفسه شغوفًا بِالمعرفة، وعلى درجةٍ عاليةٍ بِالثقافتين الفارسيَّة والتُركيَّة، واشتهر بِالإضافة إلى ذلك، بِالشجاعة والجُرأة. شابت علاقته بِوالده أكبر عدَّة شوائب خِلال حُكم الأخير، وتطوَّرت الأُمُور بينهما إلى حد الصراع بِسبب عصيان جهانكير في أواخر عهد أكبر، غير أنَّ وفاة أبناء الأخير جميعهم، وبقاء جهانكير وحده لِيرث العرش المغولي، رأبت الصدع بين الطرفين. وعلى العكس من والده، نشأ جهانكير نشأةً إسلاميَّة صافية، فلم يكن إيمانه مُتضعضعًا أو ضعيفًا كأبيه، فشبَّ مُسلمًا سليم العقيدة، على مذهب أهل السُنَّة والجماعة، يحترم العُلماء ويُكرِّمُهم. وعلى الرُغم من عدل جهانكير وميله إلى التسامُح كما أُسلف، إلَّا أنَّ دولة مغول الهند شهدت ثورات مُتعددة وفي أماكن مُتفرِّقة طيلة عهده، ما أعاقها عن المضي في الفُتُوح والتوسُّع كما كان الحال في عهد أبيه أكبر، فأمضى مُعظم الوقت وهو يعمل على وأد الفتن حتَّى وافاهُ الأجل أثناء عودته من إحدى حملاته العسكريَّة، وكان لهُ من العُمر نحو 58 سنة.
جُسِّدت شخصيَّة جهانكير في الكثير من الروايات واللوحات والأفلام السينمائيَّة، ومنها الفيلم الهندي الشهير «مُغَل أعظم»، الصادر سنة 1960م، بِالإضافة إلى العديد من الأفلام الأُخرى. كما ترك جهانكير أثرًا مُهمَّا على الصعيدين التاريخي والفني هو كتاب «تُزك جهانكيري» الذي سار فيه على نهج جد أبيه ظهير الدين بابُر في الـ«بابُر نامه» في تدوين الأحداث السياسيَّة التي وقعت خِلال عهده وإرفاقها بِالمُنمنمات البديعة التي تُصوِّرُ أبرز الوقائع، على أنَّ الكتاب المذكور يختلف عن سابقه في أنَّ جهانكير أرفقه بِآرائه وتوجُّهاته الشخصيَّة في مجاليّ السياسة والفن، كما ضمَّنهُ معلوماتٌ عن أُسرته وعن آبائه وأجداده.
اقتباسات
عدل
«لِقَد لَقَّنَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَضْلِ وَالِدِي أَنَّ خَاتِمَ النَّبِيَّيْنَ مُحَمَّدًا ﷺ كَانَ أْفْصَحَ النَّاسِ وَأَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ تَأْلِيفِهِ، وَلِذَلِكَ أَوََعَزَتْ إِلَى "نَرْسِنكه دَيْو" عِنْدَ عَوْدَةٍ أَبِي الْفَضْلُ مِنَ الْجَنُوبِ، أَنْ يَقْتُلَهُ، وَكَانَ وَالِدِيٌّ - بَعْدَ ذَلِكَ - تَابَ مَنْ هَذِهِ الْعَقِيدَةِ»
- مقولة نقلها المُؤرِّخ المغولي «صمصام الدولة شاه نواز خان» في كتابه «مآثر الأُمراء».[1]
«إِنَّ الْحَالَةَ الْآنَ فِي عَهْدِ حُكْمِي هِي أَنَّ الْأَبَ هُوَ دِيوَانُ الْكَلِّ، وَالْاِبْنُ هُوَ الْوَكِيلُ الْمُطْلَقُ، وَالْبِنْتُ هِي صَاحِبَةُ السِّرِّ وَالنَّدِيمَةِ»
- كلامٌ ذكره جهانكير في مُذكَّراته واصفًا نفوذ الشيعة والصفويين في عهده، المُمثلين بِصهره وزوجته ووالدهما.[2]
«فَخَرَّجَنَا يَوْمُ 24 مِنْ شَهْرِ دِي لِلتَّفَرُّجِ وَالنُّزْهَةِ فِي قَلْعَةِ كَانگَرة، فَأَمُرْنَا أَنْ يُرَافِقَنَا القَاضِيَ وَمِيرَ عَدْلٍ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْعُلَمَاءِ، لِيُظْهَرُوا فِي هَذِهِ الْقَلْعَةِ شَعَائِرَ الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ، وَأَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، عَلَى سَبِيلِ الْإيجَازِ، وَوَصَلَنَا بَعْدَ سَيْرِ فَرْسَخٍ وَاحِدٍ إِلَى ذُروَةِ الْقَلْعَةِ، فَأَمَرَّتْ- بِتَوْفِيقِ اللهِ تَعَالَىٰ- بِالْأَذَانِ، فَأُذِّن، ثُمَّ أَلْقَيْتُ خُطْبَةً، وَأَمَّرْتُ بِذِبْحِ الْبَقَرَةِ- وَلَمْ يَتَّفِقْ ذَلِكَ قَطُّ مُنْذُ بِناءِ هَذِهِ الْقَلْعَةِ- ثُمَّ خَرَرْتُ للهِ سَاجِدًا عَلَى أَنَّ وَفَّقَنِي إِلَى مَا لَمْ يُوَفِّقْ إِلَيْهِ أَيَّ سُلْطَانِ قَبْلَ، وَأَمَّرْتُ بِبِنَاءِ مَسْجِدِ وَاسِعِ فِي دَاخِلِ الْقَلْعَةِ»
- كلامٌ ذكره جهانكير في كتابه «تُزك جهانكيري» يتحدث فيه عن فتح قلعة كانگرة.[3]
«بِفَضْلِ اللهِ وَعَوْنِهِ جَلَسَتْ عَلَى عَرْشِ الْمُلْكِ فِي دَارِ الْخِلَاَفَةِ أَغرَة يَوْمِ الْخَمِيسِ الثَّامِنِ مِنْ جُمَادَى الْأَخِيرَةِ سَنَةَ 1014هـ وَأَنَا فِي الثَّامِنَةِ والثلاثين مِنْ عُمَرِيٍّ، وَكَانَ لَا يُبْقَى لِوَالِدِي أحَدٌ مِنَ الْأَوْلَاَدِ حَيًّا، إِلَى أَنَّ بَلَغَ الثَّامِنَةَ وَالْعُشُرَيْنَ مِنْ حَيَاتِهِ، فَكَانَ يُتَوِّجُهُ إِلَى الصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَيَلْتَمِسُ أَوْلِيَاءُهُ لِيَدْعُوَا لَهُ بِوَلَدٍ، وَقَدْ عَاهَدَ نَفْسُهُ وَنَوَى لَوْ رُزِقَ غُلَاَمًا يُعَيِّشُ فَإِنَّهُ يَزُورُ قَبْرَ مُعَيَّنَ الدَّيْنِ جُشْتِي، مَنْبَعَ الْأَوْلِيَاءِ فِي الْهِنْدِ- مَاشِيًا عَلَى رِجلَيهِ، قَاطِعًا مَسَافَةَ مَائَةً وَأَرْبَعِينَ فَرَسَّخًا مِنَ الْعَاصِمَةِ أَغرَة إِلَى أجمير بِكُلِّ إجْلَالٍ وَاِحْتِرَامٍ، فَوُلِدْتُ ظَهيرَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ فِي السَّابعَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ 977هـ»
- كلامٌ ذكره جهانكير في كتابه «تُزك جهانكيري» عن نُذر والده فيما لو زُرق بِولدٍ ذكر.[4]
«أَوَّلَ مَا أَمَرَّتُ بِهِ بَعْدَ جُلُوسِيَ عَلَى الْعَرْشِ تَعْلِيقُ سِلْسِلَةِ الْعَدَالَةِ، لِأَطَّلِعَ بِنَفْسِي عَلَى شَكَاوَى الْمَظْلُومِين»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن سلسلة العدالة الشهيرة التي وضعها جهانكير لِيتصل بالمظلومين من عامَّة الناس مُباشرةً.[5]
«نَهَيْتُ عَنْ أَخَذِ الْجِبَايَةِ عَلَى الشَّوَارِعِ وَالْأَنْهَارِ بِاِسْمِ «تَمغَةٍ» وَ«مِير بِحُرِّي» نَظَرًا إِلَى ضِعْفِ النَّاسِ وَعَجْزِهِمْ، وَخَشْيَةً مِنْ أَنْ يَدْخُلَ بَعْضُ الْجُنُودِ دَوْرَ الأَهَالِي قَهْرًا ويُؤذُوهُم، وَيُلِيِّن القَاضِي وَأَميرَ الْعَدْلِ جَوَانِبَهُمَا لِلْمُعْتَدِينَ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن محاولة جهانكير إقامة العدل بين رعاياه.[5]
«عَمِلَتُ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ نَزَّلَتُ فِيهِ مَدِينَةَ أَحَمَد آبَاد عَلَى الْجُلُوسِ كُلَّ يَوْمٍ مَعَ شِدَّةِ الْحَرِّ وَالسَّمُومِ- بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاَةِ الظُّهْرِ- فِي شَرَفَةٍ عَلَى جَانِبِ الْبَحْرِ سِاعَتَينِ أَوْ ثَلَاثًا، لَا يُحَوِّلُ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ بَابٌ وَلَا جِدَارٌ وَلَا حَارِسٌ، وَمَا تَخَلَّفَتُ يَوْمًا- حَتَّى أيَّامَ اِبْتِلَاَئِي بِالْوَجَعِ الشَّدِيدِ- عَنْ حُضُورِ الشَّرَفَةِ، وَلَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ حِرْمَانٌ لِنَفْسِي مِنَ الرَّاحَةِ وَالْهَنَاءِ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن محاولة جهانكير إقامة العدل بين رعاياه.[5]
«بِفَضْلِ اللهِ اِعْتَادَتْ نَفْسِي السَّهَرِ، فَلَا أَدْع النَّوْمَ يُنْهِبُ أَوْقَاتِي إِلَّا سَاعَتَين أَوْ ثَلاثَ سَاعَاتٍ فِي الْيَوْمِ غَالِبًا، فَأَقْضِي مَا بَقِّيَ مَنِ الْيَوْمِ فِي الْوُقُوفِ عَلَى أَحْوَالِ الْمُلْكِ، وَذِكْرَ اللهِ تَعَالَىٰ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن محاولة جهانكير إقامة العدل بين رعاياه.[5]
«لَمَّا تَوَالَتْ عَلِيَّ الْأَنْبَاء بِاِعْتِدَاءِ بَعْضِ الْمُوَظَّفِينَ وَالْأَغْنِيَاءِ عَلَى بَنَاتِ بَعْضِ الضُّعَفَاءِ، دَعَوْتُ الشَّيْخَ بَنَارِسِيٌّ وَغِيَاثُ الدِّينِ خَان وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ قَصَّرُوا فِي حِفْظِ الْأَمْنِ، فَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أغَرَةِ أَمُرْتُ بِحَلْقِ رُؤُوسِهِمْ وَلِحَاِهِمْ، وَإِرْكَابَهُمِ الْحَمِيرَ وَالطَّوَافَ بِهُمْ فِي أزِقَّاتِ الْبَلَدِ وَشَوَارِعِهَا»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن محاولة جهانكير إقامة العدل بين رعاياه.[5]
«خَطَرَ بِبَالِيَ مَرَّةً وَضْعُ قَائِمَةٍ بِمَا اِصْطَدْتُهُ مُنْذُ بَدَأَتُ الْاِصْطِيَادِ إِلَى الْيَوْمِ، فَأَمَرَّتُ بِذَلِكَ مُسَجَّلِي الْأَحْوَالِ وَكَاتِبِي الْأَخْبَارِ، فَوَضَعُوا قَائِمَةً عَلِمَتُ مِنْهَا أَنَّ مَجْمُوعَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ألْفًا وَخَمْسُمِائَةٍ وَاثِنَانِ وَثَلَاثُونَ رَأْسًا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ، مِنْهَا سَبْعَةَ عَشَرَ ألْفًا وَمِائَةٌ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ رَأْسًا مِنْ مَصَائِدِيَ الْمُخْتَصَّةِ بِي»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن رحلات الصيد التي كان يقوم بها جهانكير.[5]
«أَخْبَرَنِي الصَّيَّادُونَ بِأَرْبَعَةِ أُسودٍ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا وَمَعْي النِّسَاءِ، اِسْتَأْذَنَتْنِي نُورُجِهَان بَعدمَا رَأَتِ الْأُسودَ، فَأَذِنَتُ لَهَا فَأَسْقَطَتْ أَسَدَيْنِ، وَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَطْلَقَتْ عَلَى البَاقِيَينِ وَأَرَدْتُهُمَا فِي طَرَفَةِ عَيْنٍ، وَمَا رَأَيْتُ إِطْلَاقَ الرَّصَاصِ مِنَ الْهَوْدَجِ وَإصَابَةٍ مِنْ غَيْرِ خَطَأٍ كَمَا رَأَيْتُ؛ فَإِنَّ الْهَوْدَجَ يُنَصَبُ عَلَى الْفِيلِ، وَالْفِيلُ لَا يُقِيمُ سَاكِنًا عَنْدَمًا يُشْعِرُ بِوُجُودِ الْأَسَدِ بَلْ يَتَحَرَّكُ، فَطَرِبَتُ لِذَلِكَ، وَأَنْعَمَتُ عَلَيْهَا بِألْفِ أَشْرَفِي، وَسِوَارٌ مِنَ الْأَلْمَاسِ يَبْلُغُ ثَمَنُهُ مَِائَةَ أَلْفِ أَشْرَفِيٍّ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن رحلات الصيد التي كان يقوم بها جهانكير.[5]
«أَتَوْا بِطَائِرٍ، مِنْ إحْدَى مَزَايَاِه أَنَّهُ عَنْدَمَا يُقْبِلُ اللَّيْلُ يَنُوطُ رَجِّلِيهِ بِفَرْعٍ أَوْ بِخَشَبَةٍ تُنَصِّبُ لِجُلُوسِهِ، فَيَبِيتُ مُعَلَّقًا مَقْلُوبًا مُغَرِّدًا طُولَ اللَّيْلِ، وَيَسْتَوِي عَنْدَمَا يَطَلِعُ الْفَجْرُ، وَلَا يَغْتَرِفُ مِنَ الْمَاءِ شُرْبَةَ أَبَدًا، فَإِنَّ الْمَاءَ يَفْعَلُ بِهِ فَعَلَ السُّمِّ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن مُلاحظات جهانكير لأنواع الحيوانات التي كان يُشاهدها في مملكته.[5]
«أَهْدَى نَجْلُ الْمَلِكِ دَاوَرَ بَخْش أَسَدًّا تَآلَفَ مَعَ شَاةٍ، فَكَانَا فِي قَفَصٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ الْأَسَدُ يُعَاشِرُهَا مُعَاشَرَةَ الْحُبِّ، وَلَمَّا اِحْتَجَبَتْ عَنْهُ مَرَّة عَزَّ عَلَيْهِ وَازْدَادَ قَلَقِهِ وَاِضْطِرَابِهِ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن مُلاحظات جهانكير لأنواع الحيوانات التي كان يُشاهدها في مملكته.[5]
«أَلِفَت الْأُسودُ وَأَنِسَتْ حَتَّى أَصْبَحَتْ تَخْتَلِفُ إِلَى النَّاسِ مِنْ غَيْرِ سَلَاَسِلِ، وَهُمْ يَأْمُنُونَ أَذَاَهَا وَلَا يَحْفِلُونَ بِقُرْبِهَا»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن مُلاحظات جهانكير لأنواع الحيوانات التي كان يُشاهدها في مملكته.[5]
«لَوْ كَانَتْ هُنَاكَ صُورَةٌ رَسْمِ وَجْهِهَا مُصَوِّرٌ، وَرَسْمَ الْعَيْنَ وَالْحَاجِبَ مُصَوِّرٌ آخَر فَإِنَّنِي أَفَطُنُّ لِلَذِي رَسَمِ هَذَا وَذَاكَ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن دقَّة مُلاحظة جهانكير وحُبِّه لِفن الرسم والتصوير.[5]
«أَرْسَلَتُ بَشِن دَاس الْمُصَوِّر- وَكَانَ وَحِيدَ عَصْرِهِ فِي صِنَاعَتِهِ- إِلَى الْعِرَاقِ مَعَ خَان عَالَم لِيَرْسُمَ صُورَةَ الْمَلِكِ، وَصُورَةَ الْأعْيَانِ وَالْأُمَرَاءِ فِي دَوْلَتِهِ، وَكَانَت الصُّورَة الَّتِي وَصَلَتْ مَنْقُولَةٌ عَنْ أَصْلٍ فِي الْعِرَاقِ»
- كلامٌ من كتاب «تُزك جهانكيري» عن دقَّة مُلاحظة جهانكير وحُبِّه لِفن الرسم والتصوير.[5]
قيل عنه
عدل- أحمد محمود الساداتي، مُؤرِّخ عربي مُعاصر.[6]
لَوْلَا مِحْنَةَ الشَّرَابِ الَّتِي اِبْتُلِي بِهَا جِهَانكِير لَأَفَادَتْ الْهِنْدُ مِنْهُ خَيْرًا كثيرًا. فَلَقَدَّ كَانَ لِهَذَا السُّلْطَانِ الْكَثِيرِ مِنْ صَفَّاتِ أَبِيهِ الْعَالِيَةَ الَّتِي أَرَادَهَا لَهُ حِينَ حَرِصَ عَلَى تَزْوِيدِهِ بِالْكَثِيرِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالْفَضَائِلِ فَنَهْجِ نَهْجِ التَّسَامُحِ الْمُطْلَقِ فِي حُكْمِهِ وَقُرْبٍ إِلَيْهِ الْمُسْلِمِينَ وَالهَنَادِكَةَ عَلَى السَّوَاءِ، وَلَاطَفَ الْأورُوپِّيَّيْنِ وَمُبَشِّرِيهُمْ حِينَ قَدَّمُوا إِلَيْهِ |
وَيُؤَكِّدُ صِدْقُ رِوَايَتِهِ عُمُومًا، مَا كتبه مُعَاصِرُوهُ مِنَ الْأورُوپِّيِّينَ عَنْ هَذِهِ الْبِلَادِ حِينَ زَارُوهَا |
- عبد المنعم النمر، عالم مُسلم وكاتب ومُؤرِّخ مصري مُعاصر.[7]
وَمِنِ الْمُسَلَّمِ بِهِ بَيْنَ الْمُؤَرِّخِينَ أَنَّ جِهَانكِير لَمْ يَكُنْ فِي عَزْمِ أَبِيهِ وَقُوَّةَ شَخْصِيَّتِهِ، بَلْ كَانَ يَغْلَبُ عَلَيْهِ التَّرَدُّدَ وَالْاِسْتِسْلَاَمَ لِمَنْ يثق بِهِ، وَكَانَ مُفْرِطًا فِي شَرِبِ الْخَمْرِ وَتَعَاطَي الْأفيُونِ حَتَّى أَفَسَدَ صِحَّتِهِ فِي أَوَاخِرَ حَيَاتِهِ |
وَتَعْتَبِرُ يَوْمِيَاتُهُ مِنْ أَهُمْ مَا تَرَكَهُ، فَإِنَّ مُذَكِّرَاتٍ يَكْتُبُهَا الْمَلِكُ يَوْمًا، فَيَوْمًا، يُدَوِّنُ فِيهَا حوَادِثَهُ وَخَوَاطِرَهُ، وَيُكَشِّفُ لِلنَّاسِ مَا اِسْتَتَرَ عَنْهُمْ وَرَاءَ الْحُجُبِ الْمَلِكِيَّةِ لَتَعْتَبِرُ مَنْ أَمَتَّعَ مَا يُقْرَأُ، كَمَا تَعْتَبِرُ مِنْ أَهُمِ الْمُصَادَرُ لِمَعْرِفَةِ اِتِّجَاهَاتِ الْمِلْكِ وَنَفْسِيَّتِهِ، وَمِنْ خِلَالَهَا يُمْكِنُ لِلْقَارِئِ أَنْ يُعَيِّشَ مَعَهُ فِي حَرْبِهِ وَسُلَّمِهِ، فِي قَصْرِهِ الخاص وَمَعَ النَّاسِ، فِي لَهْوِهِ وَجِدِّهِ، فِي مَجَالِسَ الْحُكْمِ وَفِي مَيَادِينِ الصَّيْدِ يُطَارِدُ الْوُحُوشَ، وَيَدُونَ مُلَاحِظَاتُهُ عَلَيْهَا، وَمِمَّا يَزِيدُ هَذِهِ الْيَوْمِيَّاتِ قِيمَةً مَا دَوَّنَهُ مِنْ أَشْيَاءٍ تُؤْخَذُ عَلَيْهِ وَلَمْ يُحَاوِلْ إِخْفَاءُهَا |
- عبد الحي بن فخر الدين بن عبد العليّ الحسني الطالبي، باحث ومُؤرِّخ مُسلم هندي.[8]
وَكَانَ جِهَانْكِير رَحِيمًا حَلِيمًا كَرِيمًا شَاعِرًا لَطَيْفَ الطَّبْعِ حُسْنَ الْمُعَاشَرَةِ ظَريفَ الْمُحَاضَرَةِ حُسْنَ الصُّورَةِ سَلِيمَ الذِّهْنِ بَاهِرَ الذَّكَاءِ فَصِيحَ الْعِبَارَةِ |
صَنَّفَ كِتَابًا فِي أَخْبَارِهِ وُسْمَاِهِ تَزُكُّ جِهَانگِيرِي وَهُوَ مَقْبُولٌ مُتَدَاوَلٌ فِي أَيْدِي النَّاسِ |
- موريس سڤن ديماند، كاتب ومُؤرِّخ أمريكي مُعاصر.[5]
اِعْتَادَ هَذَا الْإمْبرَاطُورِ أَنْ يَصْحَبَ فِي رِحْلَاتِهِ اِثْنَينِ أَوْ ثَلَاثَة مِنْ مُصَوِّرِي الْبَلَاطِ، لِتَسْجِيلِ مَا يُعَرِّضُ أَثْنَاءُ الرِّحْلَةِ مِنَ الْحوَادِثِ الْهَامَةَ. أَصْبَحَ رَسْمُ الصُّورِ الشَّخْصِيَّةِ فِي عَصْرِ جِهَانكِير شَائِعًا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ، وَكَثِيرًا مَا رُسْمِ الْإمْبرَاطُورِ، إِمَّا بِمُفْرَدِهِ أَوْ بَيْنَ رِجَالِ حَاشِيَتِهِ... وَمِنْ بَيْنِ الصُّورِ الَّتِي تَرْجِعُ إِلَى عَهْدِهِ صُورَةً رَائِعَةً بِمُتْحِفِ الْمَتروپوليتَان بِأَمْرِيكَا تَمثُّلِ الْإمْبرَاطُورِ يُرَاقِبُ مَعْرَكَةً بَيْنَ فِيلَيْنِ، كَمَا يُحْتَفَظُ بِصُورٍ تُمثِّلُ الْمُتَصَوِّفِينَ وَالزُّهَّادَ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ مَعَ الْأُمَرَاءِ وَالْأَشْرَافِ، وَبِصُورَةٍ أُخْرَى تَمثُّلُ جِهَانكِير أَثْنَاءَ زِيَارَتِهِ لِأَحُدِّ النُّسَّاكِ |
- مجلَّة ثقافة الهند، سبتمبر سنة 1950.[5]
إِنَّهُ سَجَّلَ فِيهَا مَا لَا يَسْتَطِيعُهُ كَاتِبٌ بِخِفَّةِ الْفِكْرِ وَخَطْفِ النَّظَرِ مَهْمَا يَكُنْ مُقْتَدِرًا، فَهُوَ يَكْتُبُ عَنِ الْوَلَاَيَاتِ: طُولُ الْبِلَادِ وَعَرْضِهَا، وَيُكَشِّفُ عَنْ مِسَاحَتِهَا بِالضَّبْطِ، وَعَنِ الْبِلَادِ وَمَوَاقِعِهَا وَطَقْسِهَا، مَنْتُوجَاتِهَا وَحَاصِلَاتِهَا، وَعَنْ أَثْمَارِهَا وَفَوَاكِهِهَا وَأَشْجَارِهَا وَغُدْرَانِهَا وَبِحَارِهَا وَأَنْهَارِهَا، ثُمَّ عَنْ عَوَائِدِ النَّاسِ وَمُعَاشَرَتِهِمْ مُسْهِبًا مُطْنِبًا مُلْتَقِطًا مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ. وَقَدْ أَكَسَبَتْهُ هَذِهِ الرِّحْلَاتِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي اِخْتَلَطَ فِيهَا بِشَعْبِهِ عَنْ قُرْبِ بَصَرًا بِأُمُورِ رَعِيَّتِهِ، وَمَعْرِفَةً بِدَقَائِقِ أَحْوَالِهَا، وَوُقُوفًا عَلَى أَمثَلِ الطُّرُقِ فِي سِيَاسَتِهَا الَّتِي كَانَتْ تَدْعِيمًا لِسِيَاسَةِ أَبِيهِ فِي عَدَمِ التَّفَرُّقَةِ بَيْنَ رَعَايَاِهِ، فَكَانَ الْجَمِيعُ يَتَمَتَّعُ بِرِعَايَتِهِ وَعَدْلِهِ وَعَطْفِهِ |
مراجع
عدل- ↑ الندوي، أبو الحسن علي الحسني (المتوفى في سنة 1420هـ/1999م)؛ ترجمه عن الأردية: سليمان الحسيني الندوي (1428هـ - 2007م). رجال الفكر والدعوة في الإسلام (PDF). الجُزء الثالث (الطبعة الثالثة). دمشق-بيروت: دار ابن كثير. صفحة 113. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 3 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 29 مايو (أيار) 2020م.
- ↑ غازي، محمود أحمد (2009). تاريخ الحركة المُجدديَّة: دراسة تاريخيَّة تحليليَّة لِحياة الإمام المُجدِّد أحمد بن عبد الأحد السرهندي المعروف بِمُجدِّد الألف الثاني (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. صفحة 139 - 140. ISBN 9782745162656. تمت أرشفته من الأصل في 2020-05-28.
- ↑ الندوي، أبو الحسن علي الحسني (المتوفى في سنة 1420هـ/1999م)؛ ترجمه عن الأردية: سليمان الحسيني الندوي (1428هـ - 2007م). رجال الفكر والدعوة في الإسلام (PDF). الجُزء الثالث (الطبعة الثالثة). دمشق-بيروت: دار ابن كثير. صفحة 325-326. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 3 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو (أيار) 2020م.
- ↑ النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 298. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو (أيار) 2020م.
- ↑ 5٫00 5٫01 5٫02 5٫03 5٫04 5٫05 5٫06 5٫07 5٫08 5٫09 5٫10 5٫11 5٫12 5٫13 النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 309 - 313. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو (أيار) 2020م.
- ↑ الساداتي، أحمد محمود (1957). تاريخ المُسلمين في شبه القارَّة الهنديَّة وحضارتهم (PDF). الجزء الثاني. القاهرة: مكتبة الآداب. صفحة 180-181. تمت أرشفته من الأصل (PDF) في 12 يوليو 2019.
- ↑ النمر، عبد المنعم (1401هـ - 1981م). تاريخ الإسلام في الهند (الطبعة الأولى). بيروت - لُبنان: المُؤسسة الجامعيَّة لِلدراسات والنشر والتوزيع. صفحة 308-309. تمت أرشفته من الأصل في 12 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو (أيار) 2020م.
- ↑ الحسني، عبد الحي بن فخر الدين (المتوفى في سنة 1341هـ/1923م) (1420هـ - 1999م). الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ«نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر»، الجزء الخامس (الطبعة الأولى). بيروت - لبنان: دار ابن حزم. صفحة 516-517. تمت أرشفته من الأصل في 17 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 مايو (أيار) 2020م.