Editor


أنا رجل عادي جدا، وليس لهذا معنى ، أقصد بأني من النوع الذي إذا جلس بالقرب منك فلن يثير إنتباهك،. . سوف أبدو رتيبا لو حدثتك عن إمرأة أحبها، لا بأس الحياة أصلا رتيبة، ألم تفكر بأن القمر يدور حول الأرض منذ سالف العصر والدهور، أقصد بأن نفس القمر رأه فرعون ذات يوم في طفولته ولعله أثار فيه حركات رومنسية، حتى الإكسندر العظيم حلم بأن يطير إليه بخيول من نار! أه أقصد بأن الرتابة صفة وجودية . المهم أنا أحب جارتي لحسن حظي، فكلما كان من تحب قريبا منك كلما كانت حياتك أفضل لكن ليس دائما، هي بنت جامعية لعلي أكبرها بأربع سنوات . قبل أن تفتح الحكومة إذاعة ميدي1 Medi بشكل دائم، أعني لقد كانت الحكومة تفتحها ربما أربع ساعات، كنت أرقد على سريري، وأضع راديو فوق الطاولة وأسمعها، لا أقصد بأني أسمع الإذاعة بل أسمعها هي، كانت تدرس أطفال الحي الحساب والأنجليزي والعربي في بيتها . أتخيل لو تزوجتها سوف تنقل لوحها الأسود إلى هنا وتدرس أطفال الحي . أتخيل بأني سوف أطلب منها أن تتوقف عن ذلك وحينها سوف أبدو حقا مثل وغد حقيقي . هي ليست جميلة جدا، لكنها تعجبني فكلما رأيتها يخفق قلبي بشدة، أحيانا يستحسن أن تتزوج تلك التي كلما رأيتها تزداد نبضات قلبك . لها شعر كثيف جدا، لو أطلقته سوف تبدو مثل مغنية ميريام فارس . غير أن لها إبتسامة جميلة، تغريك بأن تعانقها، أن تكون معها، ، سوف تتألم كثيرا لكنك سوف تنسى الألم عندما تعتذر إليك بابتسامة جذابة . .. . من السوق إشتريت دواوين شعر صغيرة نسبيا لنزار قباني الذي كنت أعتبره مجرد صعلوك ووغد حقيقي! وفهمت أخيرا عن ماذا كان هذا الوغد الذي له وجه قط عجوز أنني أره في أنحاء البيت أحيانا يتحدث معي، كان يتحدث لي عن النساء بكل ألوانهن وأشكالهن . لقد جعلتني أقرأ الكتب وهي لا تزال تدرس الأطفال، صوتها يكرر ( I )فيقول الأطفال : ( I'am ) يردد الأطفال : I'am وأنا كل مرة أقول : I love you . لابد بأني كنت مثيرا للشفقة بالنسبة للسماء إذا كانت تسمع وأنا أقول هذه العبارة للفراغ، لا لشيء أخر، أنا إعتبرت هذا نوع من التقدم، أحتاج فقط إلى الكلمات، والقراءة سوف تساعدني هي على إيجادها . . عندما سألني صديقي، نعم أصبح لي أصدقاء، هل تحبها! ضحكت وقلت أنا لم أسألها عن حبها لي أبدا. كنا أحيانا نثرثر على الحائط طوال الليل، لا أقصد حائط الفيس بوك، بل حائط الذي يفرقني عنها، هي قصيرة نوعا ما، فتطلع على صندوق كان من النوع ( كوكاكولا ) و أنا على ياجورتين من الطين، ونثرثر طوال الليل ، ذات مرة رضيت أن تأتي إلي، بمعنى حاولت أن تتجاوز الحائط لنكون معا في بيتنا ( نعم ليس بيتي ) وعندما لم تستطع فعلت أنا ذلك، على عكسي بيتها لم يكن خاليا، كنت أسمع شخير جدها العجوز، غمغمة إخوتها الصغار، . أعطتني صورة فتوغرافية لها، حقا لها لون مختلف عن لوني، هي ألوان من صنع الإله لا علاقة لنا بها، هل هي سمراء، هل هي سوداء، هل هي بيضاء؟ حقيقة لا أعلم لكني أعلم بأني أحب كل شيء فيها، أخبرت أمي بأني أريد أن أتزوج، أنا أعرف من هي التي سوف أتزوجها، نزار قباني يقول : ( الحب للشجعان أما الجبناء فتزوجهم أمهاتهم ) .