مروان بن أبي حفصة
مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويّ (105 - 182 هـ = 723 - 798 م) هو شاعر عالي الطبقة، من شعراء صدر الإسلام، يكنى أب
مروان بن أبي حفصة |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
أعماله في ويكي مصدر |
مروان بن سليمان بن يحيى أبي حفصة يزيد شاعر عالي الطبقة, رأس الشعراء أبو السمط ، وقيل : أبو الهندام ،جده أبي حفصة يزيد ، مولى مروان بن الحكم ، الأموي . أعتقه مروان يوم الدار لكونه بيَّن يومئذ . وقيل : بل كان أبو حفصة طبيبا يهوديا ، فأسلم على يد عثمان بن عفان، أو يد مروان ، ويقال : إن أبا حفصة من سبي اصطخر . وكان مروان بن أبي حفصة من أهل اليمامة ، فقدم بغداد ، ومدح المهدي والرشيد . قال ابن المعتز : أجْود ما لَه : "اللامية" التي فُضِّل بها على شعراء زمانه في معن بن زائدة ، فأجازه عليها بمال عظيم .
من أشعاره
عدلطرقتك زائرة
عدلطَرَقَتكَ زائِرَةً فَحَيِّ خَيالَها
بَيضاءُ تُخلِطُ بِالحَياءِ دَلالَها
قادَت فُؤادَكَ فَاِستَقادَ وَمِثلُها
قادَ القُلوبَ إِلى الصِبا فَأَمالَها
وَكَأَنَّما طَرَقَت بِنَفحَةِ رَوضَةٍ
سَحَّت بِها دِيَمُ الرَبيعِ ظِلالَها
باتَت تُسائِلُ في المَنامِ مُعَرِّساً
بِالبيدِ أَشعَثَ لا يَمَلُّ سُؤالَها
في فِتيَةِ هَجَعوا غِراراً بَعدَما
سَئِمو مُراعَشَةَ السُرى وَمِطالَها
فَكَأَنَّ حَشوَ ثِيابِهِم هِندِيَّةٌ
نَحَلَت وَأَغفَلَتِ العُيونُ صَقالَها
وَضَعوا الخُدودَ لَدى سَواهِمَ جُنَّحٍ
تَشكو كُلومَ صِفاحِها وَكَلالَها
طَلَبَت أَميرَ المُؤمِنينَ فَواصَلَت
بَعدَ السُرى بِغُدُوِّها آصالَها
نَزَعَت إِلَيكَ صَوادِياً فَتَقاذَفَت
تَطوي الفَلاةَ حُزونَها وَرِمالَها
يَتبَعنَ ناجِيَةً يَهُزُّ مِراحُها
بَعدَ النُحولِ تَليلَها وَقَذالِها
هَوجاءَ تَدَّرِعُ الرُبا وَتَشُقُّها
شَقَّ الشَموسِ إِذا تُراعُ جِلالَها
تَنجو إِذا رُفِعَ القَطيعُ كَما نَجَت
خَرجاءُ بادَرَتِ الظَلامَ رِئالَها
كَالقَوسِ ساهِمَةٌ أَتَتكَ وَقَد تُرى
كَالبُرجِ تَملأُ رَحلَها وَحِبالَها
أَحيا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ
سُنَنَ النّبِيِّ حَرامَها وَحَلالَها
مَلِكٌ تَفَرَّعَ نَبعُهُ مِن هاشِمٍ
مَدَّ الإِلهُ عَلى الأَنامِ ظِلالَها
جَبَلٌ لِأُمَّتِهِ تَلوذُ بِرُكنِهِ
رادى جِبالَ عَدُوِّها فَأَزالَها
لَم تَغشَها مِمّا تَخافُ عَظيمَةٌ
إِلّا أَجالَ لَها الأُمورَ مَجالَها
حَتّى يُفَرِّجها أَغَرُّ مُبارَكٌ
أَلفى أَباهُ مُفَرِّجاً أَمثالَها
ثَبتٌ عَلى زَلَلِ الحَوادِثِ راكِبٌ
مِن صَرفِهِنَّ لِكُلِّ حالٍ حالَها
كِلتا يَدَيكَ جَعَلتَ فَضلَ نَوالِها
لِلمُسلِمينَ وفي العَدُوِّ وَبالَها
وَقَعَت مَواقِعها بِعَفوِكَ أَنفُسٌ
أَذهَبتَ بَعدَ مَخافَةٍ أَوجالَها
أَمَّنتَ غَيرَ مُعاقِبٍ طُرّادَها
وَفَكَكتَ مِن أُسَرائِها أَغلالَها
وَنَصَبتَ نَفسَكَ خَيرَ نَفسٍ دونَها
وَجَعَلتَ مالَكَ واقِياً أَموالَها
هَل تَعَمونَ خَليفَةً مِن قَبلِهِ
أَجرى لِغايَتِهِ الَّتي أَجرى لَها
طَلَع الدُروب مُشَمِّراً عَن ساقِهِ
بِالخَيلِ مُنصَلِتاً يُجَدُّ نِعالَها
قُوداً تُريعُ إِلى أَغَرَّ لِوَجهِهِ
نورٌ يُضيءُ أَمامَها وَخِلالَها
قَصُرَت حَمائِلُهُ عَلَيهَ فَقَلَّصَت
وَلَقد تَحَفَّظَ قَينُها فَأَطالَها
حَتّى إِذا وَرَدَت أَوائِلُ خَيلِهِ
جَيحانَ بَثَّ عَلى العَدُوِّ رِعالَها
أَحمى بِلادَ المُسلِمينَ عَلَيهِم
وَأَباحَ سَهلَ بِلادِهِم وَجِبالَها
أَدمَت دَوابِرَ خَيلِهِ وَشَكيمها
غاراتُهُنَّ وَأَلحَقَت آطالَها
لَم تُبقِ بَعدَ مَقادِها وَطِرادِها
إِلّا نَحائِرَها وَإِلّا آلَها
هَل تَطمِسونُ مِنَ السَماءِ نُجومَها
بِأَكُفِّكُم أَم تَستُرونُ هِلالَها
أَو تَحجبونَ مَقالَةً عَن رَبِّكُم
جبِريلُ بَلَّغَها النَبِيَّ فَقالَها
شَهِدَت مِنَ الأَنفالِ آخِرُ آيَةٍ
بِتُراثِهِم فَأَرَدتُمُ إِبطالَها
فَذَروا الأُسودَ خَوادِراً في غيلِها
لا تولِغُنَّ دِماءَكُم أَشبالَها
رَقَع الخَليفَةُ ناظِرَيَّ وَراشَني
بِيَدٍ مُبارَكَةٍ شَكَرتُ نَوالَها
وَحُسِدتُ حَتّى قيلَ أَصبَحَ باغِياً
في المَشيِ مُتَرَفَ شيمَة مُختالَها
وَلَقَد حَذَوتَ لِمَن أَطاعَ وَمَن عَصى
نَعلاً وَرِثتَ عَنِ النَبِيِّ مِثالَها
نعم الغيث
عدللَعَمري لِنَعمَ الغَيثُ غَيثٌ أَصابَنا
بِبَغدادَ مِن أَرضِ الجَزيرَةِ وَابِلُه
فَكُنّا كَحَيٍّ صَبَّحَ الغَيثُ أَهلَهُ
وَلَم تَرتَحِل أَظعانُهُ وَرَواحِلُه
معن
عدللَنَدبِكَ أَحزانٌ وَسابِقُ عَبرَةٍ
أَثَرنَ دَماً مِن داخِلِ الجَوفِ مُنقَعا
تَجَرَّعتُها مِن بِعدِ مَعنٍ بِمَوتِهِ
لَأَعظَم مِنها ما اِحتَسى وَتَجَرَّعا
وَمِن عَجَبٍ أَن بِتَّ بِالرُزءِ ثاوِياً
وَبِتُّ بِما خَوَّلتَني متَمَتِّعا
وَلَو أَنَّني أَنصَفتُكَ الوُدَّ لَم أَبِت
خِلافَكَ حَتّى نَنطَوي في الرَدى مَعا
أَلِمّا بِمَعنٍ ثُمَّ قولا لِقَبرِهِ
سَقَتكَ الغَوادي مَربَعاً بعدَ مَربَعا
فَيا قَبرَ مَعنٍ أَنتَ أَوَّلُ حُفرَةٍ
مِنَ الأَرضِ خُطَّت لِلسَّماحَةِ مَضجَعا
وَيا قَبرَ مَعنٍ كَيفَ وارَيتَ جودَهُ
وَقَد كانَ مِنهُ البَرُّ وَالبَحرُ مُترَعا
بَلى قَد وَسِعتَ الجودَ وَالجودُ مَيِّتٌ
وَلَو كانَ حَيّاً ضِقتَ حَتّى تَصَدَّعا
وَلَمّا مَضى مَعنٌ مَضى الجودُ وَاِنقَضى
وَأَصبَحَ عِرنينُ المَكارِمِ أَجدَعا
وَما كانَ إِلّا الجودَ صورَةُ وَجهِهِ
فَعاشَ رَبيعاً ثُمَّ وَلّى وَوَدَّعا
وَكُنتَ لِدارِ الجودِ يا مَعنُ عامِراً
وَقَد أَصبَحَت قَفراً مِنَ الجودِ بَلقَعا
فَتىً عيشَ في مَعروفِهِ بَعدَ مَوتِهِ
كَما كانَ بَعدَ السَيلِ مَجراهُ مَرتَعا
تَمَنّى أُناس شَأوَهُ مِن ضَلالِهِم
فَأَضحَوا عَلى الأَذقانِ صَرعى وَظُلَّعا
تَعَزَّ أَبا العَبّاسِ عَنهُ وَلا يَكُن
عَزاؤُكَ مِن مَعنٍ بِأَن تَتَضَعضَعا
مدح معن بن زائدة
عدلهاجَت هَواكَ بَواكِرُ الأَظعانِ
يَومَ اللِوى فَظَلِلتَ ذا أَحزانِ
لَولا رَجاؤُكَ ما تَخَطَّت ناقَتي
عَرضَ الدَبيلِ وَلا قُرى نَجرانِ
نِعمَ المُناخُ لِراغِبٍ وَلِراهِبٍ
مِمَّن تُصيبُ جَوائِحُ الأَزمانِ
مَعنُ بنُ زائِدَةَ الَّذي زيدَت بِهِ
شَرَفاً عَلى شَرَفٍ بَنو شَيبانِ
جَبَلٌ تَلودُ بِهِ نِزارٌ كُلَّها
صَعبُ الذُرى مُتَمَنِّعُ الأَركانِ
إِن عُدُّ أَيّامُ الفَعالِ فَإِنَّما
يَوماهُ يَومُ نَدىً وَيَومُ طِعانِ
تَمضي أَسِنَّتُهُ وَيُسفِرُ وَجهُهُ
في الرَوعِ عِندَ تَغَيُّرِ الأَلوانِ
يَكسو الأَسِرَّةَ والمَنابِرَ بَهجَةً
وَيَزينُها بِجَهارَةٍ وَبيانِ
كِلتا يَدَيكَ أَبا الوَليدِ مَعَ النَدى
خُلِقَت لِقائِمٍ مُنصُلِ وَعِنانِ
جَلَبَ الجِيادَ مِنَ العَراقِ عَوابِساً
قُبَّ البُطونِ يُقَدنَ بِالأَرسانِ
جُرداً مُحَنَّبَةً تُعاضِدُ في السُرى
بِالبيدِ كُلَّ شِمِلَّةٍ مِذعانِ
مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ يَبينُ بِنَحرِها
وَقعُ القَنا وَأَقَبَّ كَالسَرحانِ
حَتّى أَغَرنَ بِحَضرَموتَ شَوازِباً
مُقوَرَّةً كَكَواسِرِ العِقبانِ
مَطَرٌ أَبوكَ أَبو الوَليدِ إِذا عَلا
بِالسَيفِ حازَ هَجائِنَ النُعمانِ
نَفسي فِداءُ أَبي الوَليدِ إِذا عَلا
رَهَجُ السَنابِكِ وَالرِماحُ دَواني
ما زِلتَ يَومَ الهاشِمِيَّةِ مُعلِماً
بِالسَيفِ دونَ خَليفَةِ الرَحمانِ
فَمَنَعتَ حَوزَتَهُ وَكُنتَ وِقاءَهُ
مِن وَقعِ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَسِنانِ
أَنتَ الَّذي تَرجو رَبيعَةُ سَيبَهُ
وَتُعِدُّهُ لِنُوائِبِ الحَدَثانِ
فُتَّ الَّذينَ رَجَوا نَداكَ وَلَم يَنَل
أَدنى بِنائكَ في المَكارِمِ باني
إِنّي رَأَيتُكَ بِالمَحامِدِ مُغرَماً
تَبتاعُها بِرَغائِبِ الأَثمانِ
فَإِذا صَنَعتَ صَنيعَةً أَتمَمتَها
وَرَبَيتَها بِفَوائِدِ الإِحسانِ
إِلى المُصطَفي المَهدِيِّ خاضَت ركابُنا
دُجى اللَيلِ يَخبِطنَ السَريحِ المُخَدَّما
يَكونُ لَها نورُ الإِمامِ مُحَمَّدٍ
دَليلاً بِهِ تَسري إِذا اللَيلُ أَظلَما
إِذا هُنَّ أَلقَينَ الرِحالَ بِبابِهِ
حَطَطنَ بِهِ ثَقلاً وَأَدرَكنَ مَغنَما
إِلى طاهِرِ الأَخلاقِ ما نالَ مِن رِضاً
وَلا غَضَبٍ مالاً حَراماً وَلا دَما