صالح العجيري

عالم فلك ورياضيات كويتي


صالح العجيري
(1920 - 2022)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

صالح محمد صالح عبد العزيز العجيري (23 يونيو 1920[1]) عالم فلك كويتي قدم الكثير لعلم الفلك ومحبي علم الفلك وجاب الأرض شرقاً وغرباً باحثاً عن كل جديد ومبتكر في هذا العلم بتقديمه هذا العلم على طبق من ذهب للعرب والمسلمين المتخصصين والباحثين والهواة وله الكثير من الإضافات العلمية في مجال هذا العلم من خلال أبحاثه العلمية والعديد من الكتب والمؤلفات والندوات والمحاضرات التي قدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية العلمية والمشاركات بفعاليات متميزة في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية.

أقواله عدل

  • «أنا ما زلت تلميذاً وأتلقى علوم الفلك حتى الآن.» حيث ما زال يراسل جامعات ومراصد كثيرة بالعلم ليلبي ويسد نهمه لهذه الرغبة في الاستزادة وإفادة من حوله.[2]
  • «أوصي الأمة العربية والإسلامية بالاتحاد والوحدة وبخاصة في المناسبات الدينية وبداية الشهور القمرية فلا يوجد بينهم مجال للخلاف ولا تناقض بين العلم والحسابات الفلكية ورؤية الهلال كما أوصي الشباب باغتنام الفرص المتاحة أمامهم للتزود من مناهل العلم والاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة لتلقي العلم والوصول إلى أعلى المراتب والدرجات العلمية.[3]»
  • «اجعلوا العلم من أجل أهدافكم وإن المرء يدرك بالعلم ما لا يدركه بسواه وأن ليس هناك معلم يستطيع أن يهبك العلم مثلما تهبه أنت لنفسك! فأنت خير معلم لذاتك وبنفسك ترقى إلى سلم المجد.[4]»
  • «الصحة والقناعة والسعادة؛ الصحة تاج على رؤوس الأصحاء والقناعة كنز لا يفنى والسعادة هي ألا يفكر الإنسان هل هو شقي أو سعيد!.[5]»
  • «الفرق بين التعليم اليوم والأمس أن التلميذ كان يحترم المدرس ويطيعه، كان أولياء الأمور يقفون بجانب المدرسين ويقولون لهم لكم اللحم ولنا العظم لكن الصورة الآن اختلفت وهذه هي رأس المشكلة.[6]»
  • «لا فرق بين الأمس واليوم فالأمس كان اليوم واليوم سيكون أمساً.[7]»
  • «لا تكرهوا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم.[8]»
  • «ليس في حياتي كلها وقت فراغ وأتعجب ممن يشكون من أوقات الفراغ ففي صغري كنت مشغولاً بالتعلم وأعمال المنزل نظراً لوفاة والدتي وأنا صغير السن 12 عاماً، وفي شبابي انشغلت بالحسابات الفلكية والتأليف والرصد، وفي كهولتي بليت زوجتي بمرض عضال مما جعلني في خدمتها ورعايتها على مدار الساعة وبعض من وقتي أصرفه في التأليف والحسابات الفلكية وتقديم المعلومات عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.[9]»
  • «الثقافة والمواهب والهوايات والميول لا تورث فكل إنسان ميسر لما خلق له، لذلك برز أبنائي وتفوقوا في مجالات أخرى إلا أن أحد أولادي يهوى علم الفلك من ناحية الرصد كما أنه يجيد حسابات التقاويم والإحداثيات السماوية وله خبرة في مجالات فلكية أخرى ليست من اهتمامي.[10]»
  • «أمنيتي التي أتمناها طوال عمري هي اتفاق المسلمين في جميع الأقطار وعلى اختلاف مشاربهم على صوم واحد وفطر واحد.[11]»
  • «لخلق جيل موهوب فلكياً يجب أن نبحث على الموهوبين أولاً ثم ننمي فهم هذه الموهبة ونصقلها بالعلم والمعرفة والتدريب من خلال برامج خاصة لذلك وتقديم الرعاية الدائمة لهم ومتابعتهم.[11]»
  • «الصعوبات التي تواجهني وتواجه غيري من المهتمين والهواة بعلم الفلك هي قلة المراصد وندرة التأليف والترجمة في هذا العلم الجليل.[11]»
  • «اكتشفت ميولي الفلكية منذ طفولتي عندما كنت أخاف الظواهر الطبيعية من رعد وبرق ورياح وعواصف شديدة ولعل الأمر جاء من باب اعرف عدوك والحقيقة أنا أشعر بأنني قد دفعت إلى ذلك دفعاً.[12]»
  • «أكبر مشجع لي هو والدي، حيث أرسلني إلى البادية منذ صغري لتعلم الفروسية والرماية والحياة الخشنة وإكرام الضيف كما خصص لي الكثير من المدرسين الخصوصيين في علم الفقه والفرائض والنحو وإمساك الدفاتر.[12]»
  • «أهل الكويت كانوا يعيشون في الماضي في فقر مدقع، وعندما تغيرت الحياة الاقتصادية وانتعشت بشكل فائق وبشكل كبير، كفر الناس بالنعمة التي وهبها الله لهذا الشعب، وأصبحوا متباغضين، ينظر أحدهم إلى الآخر بشيء من الكراهية، وعدم المبالاة ولا يحترم الرأي الآخر كما كان يحترم في الماضي. ولم يكن هناك في الماضي قضية تفرقة بين السنة والشيعة ولا الحضر والبدو ولا إنتماءات فكرية وسياسية، كل أهل الكويت كانوا متحابين، متآخين، متوادين، ولكن كان من الممكن أن ينبذ واحد شخصا آخر ويقول له أنت سني أو أنت شيعي، لكنها كانت حوادث بصورة فردية، لكن في الجماعة لم تكن هناك أي تفرقة ولا يستطيع أحد أن يقول هؤلاء سنة وهؤلاء شيعة، وهؤلاء بدو والآخرون حضر، أو هؤلاء من المنطقة العاشرة البعيدة، أو هؤلاء من المنطقة الحضرية القريبة، وكان الرأي محترما في الماضي أكثر مما هو عليه الآن.[13]»
  • «التعليم في الماضي كان تعليما من أجل العلم، وإن كان العلم في ذلك الزمان أقل شأنا مما هو عليه الآن، لأن الناس كانوا بسطاء والحياة المعيشية بشتى مناحيها كانت بسيطة، لكن الآن في الوقت الحاضر ومع تعقد الأمور والحياة فإن وضع التعليم أقل، لدرجة أن أحد أساتذة الجامعة يقول لي في أحد اللقاءات: سألت طالبا ماذا ستعمل بعد التخرج في الجامعة بعد مرور أربع سنوات من الدراسة؟ قال له، «أشوف لي واسطة» لكي أعمل في وظيفة حكومية، فهذا الطالب كل طموحه التخرج من الجامعة، ويبحث لنفسه عن واسطة سواء كان وزيرا أو غيره لكي يعمل في وظيفة حكومية، فهذا الطالب لم يتعلم من أجل العلم، إنما تعلم من أجل الحصول على وظيفة، وهنا منبع مشكلة التعليم، فلا يوجد الآن طالب يتعلم من أجل العلم.[13]»
  • «غياب مفهوم المواطنة خطأ كبير نعيش فيه، ولكن ربما بعض الناس اليوم أصبحوا يشعرون بهذا الخطر الداهم، غير المرغوب، وهو أمر مفسد للحياة الاجتماعية، والاقتصادية، وهذه الأمور بدأ الناس يشعرون بها اليوم، في الماضي كانت المرأة هي التي تقوم بطبخ الطعام، وغسل الملابس، وتعد أبناءها للذهاب إلى المدرسة، وتقوم بتربيتهم، واليوم أصبحت المرأة تعتمد على الخادمة، فكلما ولد طفل تجد مقابل ذلك خادمة تأتي إلى البلاد، والرجال تقريبا شبعوا وأصبحوا اليوم يريدون أن يأخذوا وألا يعطوا، ولم يعد هناك شيء يشبع نهمهم، لذلك لم يعد هناك عطاء واختلفت المفاهيم في الماضي عن المفاهيم في الوقت الحاضر.[13]»
  • «علم الفلك من العلوم القديمة المتأصلة التي برز فيها كثير من الشعوب، منها الصينيون قبل آلاف السنين، وقدماء المصريين، والكلدانيون والآشوريون، والرومان واليونانيون كذلك، وقام العرب بترجمة كثير من كتب الفلك اليونانية في زمن الدولة العباسية، ولم يقف العرب عند حد الترجمة، وقمنا بتنقية علم الفلك من أدران علم التنجيم، وأصبح علما استقرائيا، ملموسا وليس مجرد نظريات، كما كان عليه في الماضي.

وبداية معرفة العرب بعلم الفلك كانت من خلال كتاب «المجسطي» للعالم الفلكي اليوناني بطليموس الحكيم الذي عاش في الإسكندرية في القرن الثاني، ولما اضمحلت دولة الإسلام إضمحل علم الفلك معها، وأصبحنا اليوم نستقيه من الخارج، وهذا العلم نحن «العرب» الذي صدرناه إلى أوربا، وليس هناك دليل على ذلك أكثر من أن أسماء النجوم إلى يومنا هذا لاتزال تنطق باللغة العربية، ولم تتغير «فالدبران والثريا وآخر النهار والجوزاء» كلها أسماء عربية، لم يغير فيها الأوربيون، إلا أن هذا العلم لم يحظَ باهتمام الحكومات العربية الحالية، غير أن مصر كانت لها قدم راسخة في هذا العلم خلال العقود الماضية، ونبغ بها علماء في هذا العلم منهم محمد محمود باشا الفلكي، وكان موجودا قبل 150 عاما، سافر في بداية حياته إلى فرنسا وألَّف العديد من الكتب في علم الفلك بالفرنسية، وترجمت كتبه في الفلك إلى اللغة العربية، وكذلك كان هناك اهتمام من قبل الأردن بهذا العلم، ونحن في الكويت بدأنا في هذا العلم بقوة لكننا اليوم أصبحنا متخاذلين، لكن اليوم بدأ الناس في شتى مناحي الحياة يتطلعون إلى علم الفلك لأنه علم يخدم الزراعة والصناعة والملاحة الجوية والبحرية، ونأمل أن نتقدم فيه، لكننا لانزال مقصرين في ذلك.[13]»

  • «الرجل في الماضي كان يبذل جهدا كبيرا للحصول على لقمة العيش وهذا المطلوب من الرجال العمل والكدح من أجل لقمة العيش لا أن ينتظروا من يطعمهم ورسالتي لهم أن يهتموا في بيوتهم ويسامحوا وينبذوا كل الخلافات وأن يكونوا أزواجا صالحين وآباء مشفقين وأبناء بارين.[14]»
  • «كانت عيشة الكويتيين قائمة على صيد اللؤلؤ وبيعه في البحرين وفي الهند وغيرهما من البلدان، وأنحط سوقه بسبب الانهيار العالمي، فأصبح الناس لا يشترون الأشياء غالية الثمن، وثاني شيء أدى إلى انهيار أسواقه أن اليابانيين استطاعوا صنع لؤلؤ صناعي وزراعته، بعدما عرفوا كيفية تكوين حيوان اللؤلؤ له، وذلك عندما يدخل إلى قوقعته رمال تؤذيه فيفرز عليها مادة ويكور اللؤلؤة، وقام اليابانيون بإدخال مسحوق الزجاج على حيوان اللؤلؤ وكثر اللؤلؤ وقل ثمنه، وانحطت الحياة العامة في الكويت، لكن تواصلنا وتراحمنا إلى أن تخطينا تلك الأزمة الاقتصادية، وكان هناك شيء في ذلك الزمان لا يوجد الآن اسمه «العارية»، والعارية هي امتلاك خمسة أو ستة منازل لشيء واحد، والكل كان يستعيرها، فالمرأة كانت تشتري بأموالها ذهبا، وهذا الذهب كانت تعيره إلى من تحتاج إليه، لو امرأة لديها فرح كانت تذهب إليها وتستعير هذا الذهب، وكذلك الرحى التي كانت تدش القمح كانت توجد في منزل ولا توجد في عشرة منازل أخرى، فالكل كان يأتي لاستعارة تلك الرحى، وكذلك الرجل إذا ذهب لصلاة العيد كان يذهب لاستعارة بشت، ثم يأتي بعد ذلك ويعيده، حتى الحمار كان يعار.[13]»
  • «رسالتي التي أوجهها لأبنائي وبناتي المواطنين وبكل حب أقول لهم عليكم أن تكونوا مثل آبائكم الذين عاشوا في كل الأحوال والظروف، وأن يكون ولاؤهم للكويت وأن يساهموا في بناء ونهضة الكويت في كل المجالات وألا يكون الوطن مصدر عيش فقط وأذكرهم بأن آباءهم وأجدادهم عاشوا في أصعب وأحلك الظروف حتى واجهوا أعواما كانت حافلة بالصعوبات مثل سنة الهدامة وسكة الغوص وغير ذلك من الأيام الصعبة ولكنهم ظلوا متماسكين مترابطين لذا أوصيهم بأن يكونوا متحابين متآخين ولا أقول لهم إنني سمعت أو قرأت ولكنني أقول بنفسي ذات يوم ذهبت إلى بيت جيراننا وقلت لهم «أمي تبي عودين كبريت» حتى بأعواد الكبريت تآخينا.[14]»
  • «من المواقف التي لا أنساها أنني كنت يوما من الأيام طرفا من أطراف أول استجواب في تاريخ مجلس الأمة وكان مقدم الاستجواب هو النائب السابق محمد الرشيد، رحمه الله، وكان المستجوب عبدالله الروضان وزير الإسكان الأسبق وسبب مشاركتي أنني كنت مسؤولا عن الإسكان لكن المفارقة العجيبة أن الاستجواب لم يكن في مجلس الأمة بل كان في مكتب الوزير ولمدة أقل من ساعة انتهى على خير لأن الهدف لم يكن شخصيا وإنما كان للمصلحة العامة، وكم نحتاج إلى هذه الطريقة في ظل ما نشاهده اليوم. رسالتي التي أوجهها لأبنائي وبناتي المواطنين وبكل حب أقول لهم عليكم أن تكونوا مثل آبائكم الذين عاشوا في كل الأحوال والظروف، وأن يكون ولاؤهم للكويت وأن يساهموا في بناء ونهضة الكويت في كل المجالات وألا يكون الوطن مصدر عيش فقط وأذكرهم بأن آباءهم وأجدادهم عاشوا في أصعب وأحلك الظروف حتى واجهوا أعواما كانت حافلة بالصعوبات مثل سنة الهدامة وسكة الغوص وغير ذلك من الأيام الصعبة ولكنهم ظلوا متماسكين مترابطين لذا أوصيهم بأن يكونوا متحابين متآخين ولا أقول لهم إنني سمعت أو قرأت ولكنني أقول بنفسي ذات يوم ذهبت إلى بيت جيراننا وقلت لهم «أمي تبي عودين كبريت» حتى بأعواد الكبريت تآخينا.[14]»

تقويم العجيري عدل

  • «عندما كنت طفلاً في مدرسة والدي كنت أشاهد لوحة على الحائط فيها أوراق تنزع يومياً يسمونها روزنامة ولعلها مجلوبة من مصر، وكان والدي إذا جاء يوم الخميس يقول لنا انظروا الروزنامة وكيف أن يوم الخميس يضحك! كنت مستغرباً من كلامه فلم أفهمه ولعله كان يقصد أن نهاية الدوام يوم الخميس تأتي بعدها عطلة الجمعة، وفي سن مبكرة من عمري قلدت الرزنامة فكنت أكتب اليوم من الأسبوع ومعه رقم اليوم من الشهر فقط ولاحظ ذلك والدي فسألني ماذا تقول الروزنامة على الساعة التي يؤذن فيها العصر؟ فأجبته عندما يؤذن المؤذن لصلاة العصر فرد علي ولكن الساعة كم؟ فعجبت لسؤاله وصرت في حيرة ولكن حيرتي زالت عندما أرسلني إلى نصر الله النصر الله في السوق فأراني كتاباً تعرف منه الأيام والشهور وفيه مواقيت الصلاة اسمه تقويم العيوني لمؤلفه الشيخ عبد العزيز العيوني من الإحساء فقرأت الكتاب عدة مرات وصرت أنا أدرس معلمي المواد التي لا يعرفها من الكتاب ثم صرت أعمل رزنامات مخطوطة.[15]»
  • «وفي سنة 1938 أخذني والدي ومعي الرزنامة مخطوطة إلى مساعد الصالح فأبدى إعجابه بها فأخذني إلى عبد العزيز علي العبد الوهاب وكانت له علاقات تجارية مع بغداد وطلب منه أن يحاول طبعها في بغداد لعدم وجود مطابع في الكويت، فطلبت المطبعة عشرين ديناراً عراقياً تبرع مساعد الصالح بخمسة دنانير وتبرع عبد العزيز العلي بخمسة دنانير وطلبوا من دائرة المعارف المساعدة في ذلك الوقت فتبرعوا بخمسة دنانير وصار ينقصها خمسة دنانير لم نتمكن من تدبيرها ولم نتمكن من طباعة التقويم، وفي السنة التالية قام عبد الحميد الصانع بتقديم مسودة التقويم إلى أمير البلاد أحمد الجابر الصباح الذي طلب من السيد عزت جعفر أن يرسله إلى مصر للطبع فاشتعلت الحرب العالمية الثانية وتقطعت السبل وضاع التقويم في المعمعة.[16]»
  • «وفي سنة 1944 كتبت تقويماً صغيراً مختصراً من ورقة واحدة لكل شهر وطبعته على نفقتي في بغداد وبكمية ضئيلة وفي سنة 1945 عملت تقويماً كبيراً وأرسلته إلى صديق لي في بغداد لطبع خمسمئة نسخة وجاءني الرد بأن دائرة التموين في العراق لا تسمح بتصدير الورق الأبيض ويمكن طبعه على ورق رخيص ملون فوافقت على ذلك وتم طبعه في مطبعة السريان – أصحابها يهود – وهي متخصصة بطبع التقاويم وبعد إنجاز الطبع أصدرت دائرة التموين في العراق تعليمات بعدم تصدير الورق لخارج العراق بكل أنواعه حتى الملون، فطلبت من صديقي أن يرسل التقاويم إلى البصرة لتكون قريبة من الكويت على الأقل وأوعزت إليه أن يسلمها إلى محل رحمين ساسون وهو يهودي حيث كنا نتعامل معه عندما كنت أعمل عند علي قبازرد وكان اليهود في آخر أيامهم في العراق مذلولين فلم يتمكن حتى بجاهه وشهرته أن يهرب التقاويم إلينا فاقترح علي قبازرد أن يكلم أحمد عبد اللطيف الحمد ليجلبه لنا فله معاملات مع البصرة ولما ذهبنا لنكلفه بذلك أفهمه علي قبازرد بالموضوع فوعدني بأنه سيستلم التقاويم من رحمين ساسون ويجلبها لي في سفينتهم التي تجلب القمح من البصرة لكنه نسي الموضوع واستحيت أن أذكره، في ذلك الوقت اشتكى علي محمد أحمد الرويح صاحب المكتبة الوطنية عند والدي وقال له ولدك صالح وعدني بتقاويم فعدلت عن استيراد تقاويم من مصر وهو حتى الآن لم يسلمها لي مع اقتراب السنة الجديدة وعتب علي والدي كيف لم أوفي بوعدي له فسردت عليه القصة وأنا في ديوانية ياسين الغربلي فقال لماذا لم تخبرني بذلك فقال لوالدي أعطني مئة روبية فاخرج والدي من جيبه روبيات فقال ياسين الغربلي لا أريد قطعة واحدة من فئة مئة روبية خضراء فذهبت مع والدي إلى البيت وأحضرت المطلوب فقال ياسين الغربلي لأبنه عبد العزيز خذ هذه المئة الروبية واذهب مع صالح العجيري إلى عبد اللطيف وكان هذا ينقل الركاب من الكويت إلى البصرة وبالعكس وقل له أن يحضر المطبوعات من البصرة وسلم له المئة الروبية فذهبنا أنا وزميلي عبد العزيز إلى السائق المذكور وطلبنا منه إحضار التقاويم من البصرة فأجاب لا أستطيع فهذا أمر ممنوع فقلت لصديقي عبد العزيز سلم له الأمانة ولما رأى المئة روبية استدرك قائلاً لكنني لا أستطيع أن أعتذر لوالدك فهو عزيز علينا وأمره مطاع سأحاول أن أجلب المطبوعات معي فأحضرها فعلاً إلى الكويت وقصصت ذلك على أحد أصدقائي وهو أحمد الجار الله الحسن فقال كنت مع السائق بالسيارة قادماً من العراق وفوقها كانت رزم أوراق فلما سأله موظف الجمارك العراقي ما هذا؟ أجاب إنه البريد.[17]»
  • «وفي سنة 1946 افتتح الأديبان عبد الله زكريا الأنصاري وأحمد زين السقاف مكتبة الخليج وأوكلا في إدارتها يوسف مشاري الحسن فقدمت تقويمي لهذه المكتبة فلمست من أصحابها كل تشجيع وتقدير فطبعوها في بغداد وبيعت في تلك المكتبة إلا أنني خرجت من كل تلك الإصدارات بالخسائر فتوقفت عن طبع التقويم سنتين ولاحظ ذلك أحمد الجار الله الحسن فعتب علي وقال لا تبالي بالخسائر في بادئ الأمر ثم أردف قائلاً وكأنه يكشف عن المستقبل إن التقويم مجدك فأطعته وكتبت إلى زميلي في المباركية عبد الرحمن عبد الغني وكان قد سافر إلى الهند ليعمل في مكتب آل الشايع هناك فأبدى استعداده لطباعته في الهند إلا أنه نصحني بأن أطبعه في مصر ذلك أجدى فأرسلت التقويم سنة 1951 إلى بيت الكويت في القاهرة وكان يعنى بشؤون الطلبة الكويتيين هناك ويعتبره الكويتيون كسفارة لقيامه بخدمتهم وقام بطبعه الأستاذ عبد العزيز حسين وعبد الله زكريا الأنصاري. لكن بعد تجهيزه للشحن إلى الكويت تبين أن وزارة التموين تمنع تصدير الورق إلى خارج مصر وبعد جهد جهيد استطاعا أن يجدا رخصة تصدير ورق عند شركة فاشتريا الرخصة وصدرا التقويم بموجبها إلى الكويت وكانت لوحة الروزنامة تمثل صورة الأمير عبد الله السالم الصباح ثم بعد ذلك توالى طبع التقويم سنوياً حتى صرت أصدره على أنواع وخلال الفترة من سنة 1951 حتى الآن طبعت التقاويم بالإضافة إلى الطبع في الكويت في حلب ودمشق في سوريا والقاهرة واليابان ونابلس في فلسطين وبيروت وبغداد وباكستان وسنغافورة.[18]»
  • «عملت في المدرسة الشرقية ثم بعد ذلك انتقل للتدريس في مدرسة الأحمدية، بعد عامين من العمل في التدريس انتقلت إلى العمل عند التاجر علي قبازرد محاسباً ولمدة 3 سنوات ونصف تقريباً، وكنت أتقاضى راتبا قدره 250 روبية، وبعد ذلك انتقلت عند التاجر أحمد الغربللي براتب 400 روبية وعملت لديه محاسباً لأن دراستنا في المدارس كانت أغلبها في الأشياء التي يحتاجها التاجر خصوصاً المحاسبة وبقيت أعمل محاسبا لأكثر من 10 سنوات وبعدها انتقلت للعمل الحكومي في دائرة أملاك الحكومة، ثم انتقلت إلى دائرة الإسكان والشؤون الإدارية، ومن ثم انتقلت إلى دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل مسؤولاً عن الإسكان وكنت مؤسساً لقسم الادخار.[14]»

تاريخ التعليم في الكويت عدل

تحدث العجيري عن تاريخ التعليم في الكويت كيف كان فقال:

التعليم في الماضي كان تعليماً من أجل العلم، وإن كان العلم في ذلك الزمان أقل شأناً مما هو عليه الآن، وكان يطلق على المدرسة الكتاب أو الكتاتيب، وكان عبارة عن كتاب به أستاذ واحد يسمى ملا أو مطوع، وصف واحد فقط، وهكذا كانت كل المدارس، وكانت هناك مدرسة موازية تدرس بها البنات، وكان التعليم في تلك المدرسة مختلطاً بين الأطفال الصغار البنات والأولاد، وكان يطلق عليها في ذلك الزمان «الملاية»، فإذا تخرج فيها الولد، يذهب إلى الملا من أجل استكمال دراسته، والبنت عندما تنهي «الملاية» تذهب إلى البيت وينتهي تعليمها إلى تلك المرحلة.[19]

تناول العجيري تاريخ نشأت المدرسة المباركية وبعض الحوادث التي شهدها فيها ومنها تعامله مع الأمير جابر الأحمد الذي كان قمة في التواضع موضحاً أن هذه المدرسة انشأت بحسب رواية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي حيث قال:

كنا جلوسا عام 1910 في إحدى الديوانيات نحتفل بالمولد النبوي الشريف، وكان الشيخ محمد بن جنيدل ينشد علينا قصيدة البرزنجي في مدح الرسول، ودخل علينا الشيخ ياسين الطبطبائي وسألنا: ماذا تفعلون؟ فقلنا نحتفل بمولد الرسول. فقال: ليس هكذا يُحتفَل بمولد الرسول، إنما يحتفل به باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهذا لا يأتي إلا من خلال تعليم الناس، وتعليم الناس لا يكون إلا بافتتاح المدارس، فقال الشيخ يوسف القناعي دخلت كلمة افتتاح المدارس مخي، وذهبت استأذنت من الشيخ جابر المبارك وطلب أن يستأذن له من مبارك الكبير، وأطلق عليها المباركية تيمنا بالشيخ مبارك الكبير.[19]

وجلبت مواد البناء من الهند، وبنيت المدرسة المباركية بالتبرعات من التجار والأغنياء وغيرهم وأكثر من تبرع للمدرسة المباركية تاجر غني اسمه جاسم الإبرهيم وكان يعيش في بومباي في الهند، وكان تاجراً للؤلؤ، ويعمل أيضا بالتجارة العامة، وتبرع بـ 15 ألف روبية في ذلك الزمان، وتم افتتاحها يوم 22 ديسمبر عام 1911 إلا أن الناس قالوا إن الافتتاح كان عام 1912، وقال الشيخ يوسف بن عيسى «كوّنا مجلس إدارة للمدرسة، وكانت تحتاج إلى الكثير من اللوازم والأشياء منها مجلس الإدارة ولم يكن هناك دائرة معارف أو وزارة تربية أو تعليم، فقط كانت هناك المدرسة المباركية من وجهاء البلد، وفي إحدى الجلسات اقترحت عليهم أن يدخلوا منهج اللغة الإنجليزية إلى بجانب المناهج التي يتم تعليمها وتقريباً كلهم وافقوا إلا شخص واحد وعندما سألناه عن السبب وراء رفضه لإدخال الإنجليزية إلى المدرسة المباركية، قال: أحد الأشخاص حضرته الوفاة وعندما قلنا له قل أشهد أن لا إله إلا الله كان يقول بالإنجليزية «no no no».[19]

بعد ذلك أتوا بمدرسين من الخارج واستمرت المدرسة واستمر التعليم بها، وبعد ذلك رأى حاكم البلاد الشيخ أحمد الجابر الصباح أن يتم افتتاح مدرسة مساندة لها فأسست المدرسة الأحمدية ونسبت للشيخ أحمد نفسه حاكم الكويت آن ذاك، وافتتحت سنة 1924 بعد 3 سنوات من تأسيس المباركية، وسارت الأمور، وفي 1936 خطت خطوة كبيرة في التعليم وكونت دائرة معارف وتم الإتيان بأربعة مدرسين فلسطينيين، وكانت أول بعثة تعليمية تأتي إلى الكويت من الخارج أرسلها الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في القدس واستبشر الناس بهم في ذلك الوقت وأطلق على المدرسة المباركية دائرة المعارف، وكان الضرب بالعصا في ذلك الوقت مسموحا به، وفي تلك الفترة كان هناك مدرس اسمه جابر حسن حديد كان يضرب بمسطرتين، وفي ذات مرة كان عليه تفتيش في الصباح وأتى للطلاب وبدأ يسأل من الذي لم يقص شعره ومن لم يقص أتى في وسط حوش المدرسة ومن لم يقص أظافره ومن الحافي ومن الذي يلبس وزرة ومن ليس في جيبه محرمة، وأدخل المدرسة كلها في الوسط وقام بضرب المدرسة كلها وتلك من الطرائف التي حدثت أيام دراستي.[19]

تعليم البنات عدل

بعد إنشاء دائرة المعارف بسنتين أنشئت مدرسة للبنات ولم يكن لدى الكويت في ذلك الوقت مدرسات إلا مدرسة واحدة لاتزال موجودة إلى اليوم وهي الأستاذة مريم عبدالملك الصالح وكان عمرها في ذلك الوقت 12 سنة ولم يكن هناك إلا هي فعملت كمدرسة نظامية وأتوا لها بـ 3 مدرسات فلسطينيات، واستبشر الناس بالمدرسة وتحمس لها الجميع، وذهبت البنات إلى المدرسة وكانت المدرسات الثلاث أخوات اسمهن أخوات عودة وكان أخوهن معهن اسمه عودة عيسى عودة وكان محرماً للأخوات الثلاث، فكان يدخل عليهن المدرسة غير أن أولياء الأمور زاد استياؤهم من دخول عودة على بناتهم في المدرسة لرؤية أخواته المدرسات وزاد الاستياء لدخول المدير الإداري في دائرة المعارف على المدرسات ليسلمهن القرطاسية والكتب، ولم يكن هناك إلا شخص واحد، وزاد الاستياء عندما قامت مدرسة التدبير المنزلي بإحضار البنات عند السرير وتعليمهن كيفية فرش الملاءة وكيف تضع المخدة ويكون عليها كيس لكي لا تتسخ المخدة، وقالت المعلمة: أما إذا كان السرير ينام عليه نفران، عندها ضحكت البنات على استحياء وذهبن وقلن لأهاليهن إن المُدرسة تقول «السرير أبو نفرين» فذهب أولياء الأمور وأخرجوا بناتهم على الفور من المدرسة لكن مريم الصالح أقنعت الأمهات بإرجاع بناتهن إلى المدرسة وقام كذلك الشيخ يوسف بن عيسى بإقناع أولياء الأمور بإرجاع بناتهن، وهذا نموذج من الحالة الاجتماعية في الماضي، حتى أن أحد الآباء أخرج ابنته من المدرسة، وأخواها الاثنان كانا زميلي في المدرسة المباركية، وقالا لي تعال معنا نصبح ثلاثة لكي نقنع والدنا بإرجاع أختنا إلى المدرسة، فذهبت معهما إلى الأب وقلنا له أرجعها إلى المدرسة لكي تتعلم، فقال لنا: ماذا أقول للناس الذين عايروني وقالوا لي ابنتك تدرس «السرير أبو نفرين»، ولا رجعة لها لتلك المدرسة، وبقيت أمية، وكان عندي ذات مرة محاضرة في مدرسة بنات وعندما حكيت للتلميذات قصة السرير أبو نفرين، إلا وفتاة تخرج من الصف وتقول لي هذه الفتاة التي منعها والدها من استكمال تعليمها هي أمي حصة، وأصبحت ابنتها الآن مدرسة، أما هي فحرمت من التعليم، والآن لدينا تعليم ابتدائي وثانوي ومتوسط وجامعة، وخرجت المرأة للدراسة في الخارج، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه، وأصبحت وزيرة ونائبة في المجلس، وسيدة أعمال، ونحمد الله على ما وصلنا إليه الآن من تطور في عقول الناس.[19]

قالوا عنه عدل

  • الفلكي محمد محمد أحمد عيسوي:
الوفاء الذي يملأ قلب العجيري والذي يضفي به على من حوله والحب الذي نكنه في قلوبنا لدليل قاطع على صدق رسالة هذا الرجل الذي بذل طوال حياته أطال الله في عمره كل جهد مستطاع في نشر العلم وتربية هذا الجيل.[2]
الفلكي الكويتي صالح محمد العجيري يمثل منارة علمية فريدة من نوعها تستحق التكريم في (يوم الوفاء) مما يمثله من شخصية علمية حفرت في صخور المستحيل؛ لتستخرج ماء العلم في ظروف علمية قاحلة، وفي بيئة خالية من العلم وتشجيع البحث العلمي، وهو ما يؤهله ليكون نموذجاً فريداً للجيل الجديد في الإصرار على طلب العلم، بالإضافة إلى شخصية العجيري المسالمة والمتصالحة مع الجميع.[20]
  • الفلكي محمد أحمد سليمان:
الدكتور صالح محمد العجيري يوحي لي دائما بالشجرة المثمرة التي تثمر كلما قذفت بآيات التقدير والثناء كأنما تنعش ذاكرته وتشجعه على البذل والعطاء أكثر، وهو يحيط الآخرين بما ينثر عليهم من خيراته التي لا تنضب ويشعر بذلك كل مبنى يدخله أو كل باب يدلف منه، وهو يمثل البداية الحقيقية لعلم الفلك في دولة الكويت كما كان قدماء المصريين يمثلون البداية الحقيقية لعلم الفلك في مصر وكما كان البابليون يمثلون البداية الحقيقية لعلم الفلك في العراق وكما يمثل الإغريق البداية الحقيقية لعلم الفلك في اليونان، وهو الأستاذ الذي لا يتورع أن يكون في بعض الأحيان تلميذاً وهو التلميذ الذي يستطيع بسهولة ارتداء عباءة الأستاذ، ويعتبر مرصد العجيري الفلكي الموجود بقسم الفلك بالنادي العلمي الكويتي من الإضافات التي تحسب له، وإن كان من خلفه لم يحرصوا على صيانته واستمرار تشغيله، عمراً مديداً يا ظاهرة لن تتكرر لا في الكويت ولا في غيرها فاهنأ بما حباك الله من ريادة وسيادة في علم الفلك وفي رصيد من حب الشعب الكويتي لك.[21][22][23][24]
  • خالد العيسى:
العجيري رجل حسن السمعة والسيرة ويتميز بالتواضع الجم وهو موسوعي الثقافة وخاصة ما يتعلق بعلم الفلك وتاريخ الكويت وما جاورها، فما من سؤال يوجه له الا وتجد الاجابة عنده حاضرة بالأرقام والاحداث والتواريخ الدقيقة، وهو مفخرة للكويت والمنطقة فهو عالم عصامي حيث علم نفسه بنفسه بكل دأب وجهد واستحق الكثير من التقدير والتكريم مثل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت عن جدارة واستحقاق، وان كانت شهادتي في العجيري مجروحة فالعالم كله يشهد لهذا العالم الجليل.[25]
  • مشاري الجاسم:
د.صالح العجيري لا مثيل له في عالم الفلك في الكويت والمنطقة وقد تعلم بدأب وجلد حتى وصل إلى هذه المكانة الكبيرة التي يستحقها، وهو من الشخصيات المرموقة في الكويت والعالم العربي، ويتميز بالعالم الوفير والتواضع الجم، ورغم وصوله إلى مكانة مرموقة وأصبح محط وسائل الاعلام طوال العالم الا أن أهم ما يميز صالح العجيري أن ظل هو نفسه الكويتي القديم فلم يتبدل ولم يتكبر ولم تغيره الأيام ولا المكانة التي وصل اليها، ولا يستحق العجيري كتابا واحدا وانما عشرات الكتب.[25]
  • داود مساعد الصالح:
من الصعب الكتابة عن د.صالح العجيري فهو لديه ذاكرة قوية لهذا من الافضل أن «تحوم حول الحمى» لأن الدخول في تفاصيل اعمال أو أنشطته وفقا عن العلمية او عملية نجده سباقاً لمعرفه التواريخ والمواقع والتفاصيل «كيف يفتى ومالك في المدينة».[25]
  • برجس البرجس:
معرفتي به تعود إلى عام 1952 عندما ترافقنا سوياً برحلة في القطار من البصرة إلى بغداد، في تلك الرحلة اقتربت من شخصية صالح العجيري بكل ما فيها من حب لتلك المرحلة وروحه اللطيفة التي يتمتع بها والفضول العلمي الذي يلازمه في حياته اليومية، وكبرت العلاقة بيننا مع مرور وتوالي الأيام والسنين ونمت مع تطور الأحداث وتقلباتها إلى الآن أصبحت كعلاقة الجسد بالروح، إذا أصيبت بألم في النفس تداعي لها بقية الأعضاء، المسار الذي سلكه في حياته الوظيفية واهتماماته الفلكية كان حديث أبناء جيلنا الذي كان يرصد خطواته الأولى في القراءة وتساؤلاته عن الظواهر الطبيعية وقراءاته التي تسنت له، عرفته عصامياً ومكافحاً وفية صفات الشهامة والوفاء. وما يميز سيرته إنه شخصية محببة إلى كل من يلتقيه، وهذه سمة ينفرد بها يوزعها على الأصحاب والأصدقاء دون أن يتبدل منذ أن كان ولم تنقطع العلاقة بيننا حتى كبرنا سوياً وهو من رواد ديواننا في منطقة الشويخ السكنية وأحد الوجوه التي لا تفارق روادها فهو جليس المجلس وأنيسه.[25]
  • محمد الرميحي:
عرفت الدكتور صالح منذ زمن، فهو أحد اركان رواد ديوان السيد برجس البرجس في الشويخ الذي يضم نخبة متميزة من المواطنين، كل سبت تلتئم المجموعة ويكون مركزها «ان صح التعبير» اثنين صالح العجيري وعقاب الخطيب الاثنان عملا في بداية نهضة الكويت أي أكثر من ستين عاما في التدريس وقد تعودت في السنوات الاخيرة أن اخذ الدكتور صالح إلى بعض محاضراتي في الجامعة من اجل أن يطلع الطلاب والطالبات على هذه القامة الوطنية المتميزة، ودائما يأتي بجديد، ويقوم وهو في هذا السن متعه الله بالتحضير للمحاضرة وجلب ادواتها من وثائق، فهو مخزون لا ينضب للتاريخ الشفوي الحديث والمعاصر لما مر بالكويت من احداث، له معرفة واسعة بأهل الكويت ومن النادر أن تسأله سؤالا عن شخص او عائلة او حدث الا ويذكر لك مع الاجابة التفاصيل الدقيقة.[25]
  • رضا الفيلي:
عرف صالح العجيري بسمو خلقه واخلاصه ووفائه لأسرته وأصدقائه، بشدة وقد كنتُ محظوظاً أن أتعرف على صالح العجيري الذائع الصيت في مناسبة ذهبية عام 1957 في مدرسة صلاح الدين النموذجية في المرقاب ومنذ ذلك العام استمرت الصداقة بيننا حتى عملت في الاذاعة عام 1959 والتلفزيون 1961 وعرفت من خلاله العديد من المعلومات التاريخية عن التعليم وتطور المجتمع والشخصيات الكويتية، وقد توطدت علاقتنا بمرور الزمن، ففي نهاية السبعينيات من القرن العشرين وكنتُ آنذاك وكيلاً مساعداً لشؤون التلفزيون ارتبطت واياه بصحبة معتبراً نفسي ابناً وأخاً له حيث كان يتردد على مبنى التلفزيون للالتقاء بجيله من الفنانين، ودرج ديوان البرجس منذ سنوات، وبحس اعلامي من صاحبه، أن يتم التقاط صورة تذكارية كل عام في شهر رمضان، لرواد الديوان وتوثيق تلك اللحظة التاريخية، وبمناسبة بلوغ العجيري عامه الرابع والتسعين أطال الله في عمره احتفى به رفاقه في ديوان البرجس.[25]
  • علي محمد الفيروز:
ميز العجيري بأسلوبه البسيط في تبسيط علوم الفلك حتى عرفه جميع اهل الكويت وخارجها لما له من صفات جليلة تمثلت في طيب الخلق وحسن المعشر ورزانة العقل والحكمة، فالعم العجيري من رجال الكويت المخلصين الذين جبلوا على حب الخير ومحبة الناس وحبه للتعاون والتواصل مع جميع رجالات الكويت.[26]
  • ابنه جمال صالح العجيري:
نشأنا لنكتشف أن أبانا مختلف عن غيره من الآباء الآخرين، كان بعض هؤلاء الآباء يذهب إلى البحر والبعض الآخر يقضي اوقاته بين الرفاق في الديوانية، وهناك من يذهب إلى البر، لكننا منذ نعومة أظفارنا كنا نجد أبانا صالح العجيري جالسا بصفة دائمة على مكتبه منهمكا من قمة رأسه إلى اخمص قدمه في علم الفلك وسط أوراقه وحساباته ليعد تقويم السنة القادمة، في هذه الأجواء كبرنا واكتشفنا أن صالح العجيري علم من أعلام الكويت ذلك المجتمع الصغير، عرفنا أنه موجود في كل بيت من خلال تقويمه وتنبؤاته الفلكية التي لا تخيب والتي ينتظرها الجميع، والتقويم عند غالبية الناس مجرد ورق لمعرفة التواريخ والمواقيت، مجرد ورقة يقوم بقطعها في اليوم التالي، لكن ما لا يعرفه الكثيرون وما عاصرناه نحن منذ كنا أطفالا أن وراء تقويم العجيري قصة من العمل الجاد الدؤوب واخلاص بلا حدود، كنا نشاهد حجم المعاناة والجهد والسهر والبحث الدقيق الذي يبذله ابي من أجل أن يظهر هذا التقويم الدقيق الذي دخل كل بيت.[25]
  • حفيدته داليا سعيد الملا:
بابا صالح هكذا أنادي جدي صالح العجيري منذ نطقت حروفي الأولى، أنا حفيدته الأولى من ابنته الوحيدة، لم أر جدي من جهة والدي وولدت لدي جد واحد هو صالح العجيري، في سنوات الطفولة المبكرة لم أكن أعرف أن جدي عالم فلك يتمتع بكل هذه المكانة المرموقة، لذا تعرفت على الجانب الانساني منه أولا، كان طيبا وحنونا إلى أبعد الحدود.[25]

المصادر عدل

  1. صالح العجيري.... 92 عاماً من العطاء، جريدة النهار، 17 يوليو 2012
  2. 2٫0 2٫1 الجانب التربوي من حياة الدكتور صالح محمد العجيري، الجانب التربوي في حياة العجيري، ص20
  3. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص333، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  4. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص334، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  5. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص260، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  6. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص257، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  7. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص256، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  8. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص252، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  9. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص251، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  10. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص249، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  11. 11٫0 11٫1 11٫2 كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص248، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  12. 12٫0 12٫1 كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص247، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  13. 13٫0 13٫1 13٫2 13٫3 13٫4 صالح العجيري: العرب صدروا علم الفلك إلى أوروبا لقاء مع مجلة العامل عدد 535.
  14. 14٫0 14٫1 14٫2 14٫3 بحث عن المعرفة في هذا المجال من باب «اعرف عدوك» الأربعاء 28 يوليو 2010 - لقاء مع صحيفة الأنباء
  15. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص80، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  16. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص83، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  17. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص88، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  18. كتاب سيرة ومسيرة الدكتور صالح العجيري، ص89، محمد محمد أحمد عيسوي، مكتبة العجيري، 2003
  19. 19٫0 19٫1 19٫2 19٫3 19٫4 العجيري سعيت منذ صغري لمعرفة توقيت "نهاية العالم " موقع جمعية المهندسين الكويتية.
  20. سعاد الصباح تخصص يوم الوفاء للفلكي صالح العجيري مجلة سيدتي
  21. كتاب في مرصد حلوان كان لنا مواقف ذكريات، الباب العاشر: ظاهرة صالح العجيري، محمد أحمد سليمان، ص230
  22. كتاب في مرصد حلوان كان لنا مواقف ذكريات، الباب العاشر: ظاهرة صالح العجيري، محمد أحمد سليمان، ص231
  23. كتاب في مرصد حلوان كان لنا مواقف ذكريات، الباب العاشر: ظاهرة صالح العجيري، محمد أحمد سليمان، ص233
  24. كتاب في مرصد حلوان كان لنا مواقف ذكريات، الباب العاشر: ظاهرة صالح العجيري، محمد أحمد سليمان، ص245
  25. 25٫0 25٫1 25٫2 25٫3 25٫4 25٫5 25٫6 25٫7 كتاب جديد يصدر عن دار سعاد الصباح للنشر ضمن سلسلة «يوم الوفاء» بقلم مرفت عبدالدايم.
  26. قراءة في تاريخ الدكتور الفلكي صالح العجيري بقلم علي محمد الفيروز.