الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ابن حزم»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 2:
 
== اقتباسات ==
* '''ليس في الرذائل أشبه بالفضائل من محبة المدح ، ودليل ذلك أنه في الوجه سخف ممن يرضى به ، وقد جاء في الأثر في المداحين ما جاء ، إلا أنه قد ينتفع به في الإقصار عن الشر والتزيد من الخير ، وفي أن يرغب في ذلك الخلق الممدوح من سمعه'''
* '''ليس شيء من الفضائل أشبه بالرذائل من الاستكثار من الإخوان والأصدقاء ، فإن ذلك فضيلة تامة متركبة ؛ لأنهم لا يكتسبون إلا بالحلم ، والجود ، والصبر ، والوفاء .. والعفة ... وتعليم العلم ، وبكل حالة محمودة . ولسنا نعني .. الأتباع أيام الحرمة ، فأولئك لصوص الإخوان وخبث الأصدقاء ، والذين يظن أنهم أولياء وليسوا كذلك. ودليل ذلك انحرافهم عند انحراف الدنيا. ولا نعني أيضاً المصادقين لبعض الأطماع ، .. والمتآلفين على النيل من أعراض الناس ، والأخذ في الفضول ، وما لا فائدة فيه ؛ فليس هؤلاء أصدقاء. ودليل ذلك أن بعضهم ينال من بعض ، وينحرف عنه عند فقد تلك الرذائل التي جمعتهم ، وإنما نعني إخوان الصفاء لغير معنى إلا لله عز وجل ، إما للتناصر على بعض الفضائل الجدية ، وإما لنفس المحبة المجردة فقط. ولكن إذا أحصيت عيوب الاستكثار منهم ، وصعوبة الحال في إرضائهم ، والغرر في مشاركتهم ، وما يلزمك من الحق لهم عند نكبة تعرض لهم ، فإن غدرت بهم أو أسلمتهم ، لؤمت وذممت ، وإن وفيت ؛ أضررت بنفسك ، وربما هلكت ، وهذا لا يرضى الفاضل بسواه إذا تنشب في الصداقة . وإذا تفكرت في الهم بما يعرض لهم وفيهم من موت أو فراق أو غدر من يغدر منهم ؛ كاد السرور بهم لا يفي بالحزن الممض من أجلهم'''
* '''حد الصداقة الذي يدور على طرفي محدوده هو : أن يكون المرء يسوءه ما يسوء الآخر ، ويسره ما يسره ، فما سفل عن هذا فليس صديقاً ، ومن حمل هذه الصفة فهو صديق ، وقد يكون المرء صديقاً لمن ليس صديقه. وليس كل صديق ناصحاً ، لكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه. وحد النصيحة هو أن يسوء المرء ما ضر الآخر ، ساء ذلك الآخر أو لم يسؤه ، وأن يسره ما نفعه ، سر الآخر أو ساءه ، فهذا شرط في النصيحة زائد على شروط الصداقة. وأقصى غايات الصداقة التي لا مزيد عليها من شاركك بنفسه ، وبماله لغير علة توجب ذلك ، وآثرك على من سواك'''