القطامي هو عُمير بن شُييم التغلبي وكلمة القطامي لقب له ومعناها الصقر. وهو من شعراء الدولة الأموية والشعر عنده له ديباجة حلوة يأنس المرء لقراءة شعره وحفظه. امتدحه الأخطل الكبير وهو تغلبيُّ أيضا، وذلك في حكاية تروى، فقد قيل: «قال عبدالملك بن مروان للأخطل ذات يوم: يا أخطل، أتحبُّ أن لك بشعرك شعر شاعر من العرب؟ قال: اللهم لا، إلا شاعراً مغدف القناع (يعني غير معروف- ويقصد القطامي)، خامل الذكر، حديث السن، إن يكن في أحد خير فسيكون فيه، ولوددت أني سبقته إلى قوله:

  • يقتلنا بحديث ليس يعلمه من يتَّقين ولا مكنونه باد

فهنَّ ينبذن من قولٍ يُصْن به مواقع الماء من ذي الغُلَّةِ الصادي وفي البيتين وصف جميل لحديث الفتيات حين يتهامسن بما بينهن من حديث حتى لا يعلمه من يحضر معهن، ولا يفهم ما به من معانٍ. ثم إنهن يلقين حديثهن هذا وكأنّهُنّ يصبن ما يروي عطش العطشان الذي هو في حاجة إلى الماء.

حول أشعاره

عدل

كان شعر القطامي الجميل هو الطريق إلى شهرته. وإلى إعجاب الناس به. أما القصيدة التي أورد الأخطل منها هذين البيتين، فهي في ديوان القطامي، وكان قد قالها مادحاً لشخص اسمه زهير بن الحارث ومطلعها:

  • ما اعتاد حبُّ سُليمىَ حين معتاد ولا تقضَّى بوادي دينها الطادِ

إلا كما كنت تلقى من صواحبها ولا كيومك من غراء ورَّادِ ثم يصف سليمى هذه الفتاة البيضاء الناعمة، وهو هنا يلومها هي وصويحباتها على اتجاههن للنظر إلى الشبان فأبصارهن مائلة إليهم. ثم يضيف إلى ذلك خروج القافلة بمن يحب وهي تحمل معها قلبه الذي لا فادي له. ويقول:

  • بانوا، وكانت حياتي في اجتماعهم وفي تفرقهم موتي وإقصادي
  • يخفون طوراً وأحياناً إذا طلعوا طوداً بدا لي من إجمالهم باد

وفي الخدور غمامات برقن لنا حتى تَصًيَّدننا من كل مصطاد يقتلنا بحديث ليس يعلمه من يتقين ولا مكنونه باد

- (طوداً: جبلاً)، (إقصادي: قتلي).

من قصائد القطامي الجميلة

عدل

قصيدة يمتدح بها عبدالواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي، ومطلعها: إنَّا محيُّوك فاسلم أيها الطللُ وإن بليت، وإن طالت بك الطَّيَلُ كانت منازل منَّا قد نَحلُّ بها حتى تَغَيَّر دهر خائن خَبِلُ ليس الجديد به تبقى بشاشته إلا قليلاً، ولا ذو خلةِ يصلُ والعيش لا عيش إلا ما تقرُ به عينُ، ولا حالة إلا ستنتقل والناس من يلق خيراً قائلون له ما يشتهي ولأمَّ المخطئ الهَبَلُ قد يُدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزَّللُ

من شعره

عدل
قد يدرك المرءُ بعض حاجته
 
وقد يكون مع المستعجل الزّلل
ورأيتُهُ أسدى إليّ يدًا
 
لمّا أبان بجهله حِلمي