هتلر في الميزان

هتلر في الميزان (1940) هو كتابٌ سياسيٌّ للأديب والفيلسوف، عباس محمود العقاد، يعالجُ فيه نشأة سياسي ألماني نازي وزعيم ألمانيا النازية، أدولف هتلر، وتفاصيل حياته

مقتطف

«في هذا الكتاب ما أنا بقاض، ولا يسرني أن أكونه

لأنني لا أحسن التسوية بين الخصمين في قضية الطغيان والحرية الإنسانية. وأحمد للهأنني خصم قديم فيها منذ نيف وثلاثين سنة؛ أي في السن التي يراع فيها بعضالناس بمظاهر السطوة والاقتحام، والتي يخيل إليهم فيها أن الشجاعة والبغيشيء واحد، وأن العزة هي إذلال الآخرين، وأن بُعد الذكر هو حسبُ الإنسان من المجد، ولو كان ذِكرًا بالفتك والشر والإيذاء

فمنذ نيف وثلاثين سنة كان لي شرف الخصومة في هذه القضية الخالدة، وكنت أبحث في أعماق نفسي فلا أحس فيها غير المقت والازدراء لأولئك الذين سمَّوْهم عظماء التاريخ لأنهم طلبوا المجد والشهرة من طريق الغزوات والفتوح، وقاسوا عظمتهم بمقدار .« للإنسان » احتقارهم

وقدصدرت في مصركتب وعجالات أشاد أصحابها يومئذٍ بتمجيد هؤلاء العظماء وفي طليعتهم نابليون الأول، فكتبت 1 أقول:

… يعظم مثل نابليون في عيون الهمل بقدر استهانته بأرواح الناس، وتكبر قيمة حياته بمقدار استصغاره لحياتهم، وليس هو من قبيل أولئك العظماء الذين يكبرون وزان ما لهم من المقدرة على تهذيب الناس وإصلاح شئونهم، وليس في طاقة العامي أن يتصور كيف أن رجلًا يُميت الألوف لا يكون أهلًا للإجلال والتبجيل»