نوادر الكرام

‏يتناولُ هذا الكتاب سمةً من أنبل السمات الأخلاقية عند العرب؛ أَلَا وهي الكرم وذلك باعتبارها صفة فارقةً في نسيج تكوين الشخصية العربية؛ فقد اتصف العرب بهذه الصفة حتى نزلت منهم منزل الشرف، وصارت ميدانَ مُباراةٍ لحصد غنائم الفَخَارِ والمجد. وقد ضمَّ الكتاب بين طياته العديد من نوادر الكرام في الجاهلية والإسلام، ولا سيما نوادر البرامكة ومَن سار على نهجهم في ذلك الكرم كحاتم الطائي. وقد وُفِقَ الكاتب في إجلاء ملامح تلك السمة المؤلِفة لوجهٍ من وجوه الشخصية العربية، حيث ذَيَّلَ كتابه بالعديد من الأمثالِ والحكم والأحاديث النبوية التي تُعَظم من شأن الكرم وَتُنْزله منزلة المروءة الإنسانية، كما استعان بذاكرة التاريخ مبرهنًا على وثاقة اتصال تلك الصفة بالشخصية العربية.‏

اقتباسات من الكتاب[1] عدل

  • "وقيل: «أكمل الخصال ثلاث: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة، وحلم بغير ذل»."
  • "وقيل أيضًا: «السخي من كان مسرورًا ببذله، متبرعًا بعطائه، لا يلتمس عرض دنيا فيحبط عمله، ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ويكون مثله مثل الصائد الذي يلقي الحَبَّ للطائر لا يريد نفعها ولكن نفع نفسهِ»."
  • "قال أبو هريرة: ما وددت أمًّا تلدني غير أم جعفر بن أبي طالب، تبعته يومًا وأنا جائع فلما بلغ الباب التفت فرآني فقال لي: ادخل، فدخلت ففكر حينًا فما وجد في بيته شيئًا إلا وعاء فيه قليل من السمن، فأنزله من رف لهم، ففتحه بين أيدينا فجعلنا نلعق ما كان فيه من السمن وهو ينشد ويقول: ما كلف الله نفسًا فوق طاقتها ولا تجود يدٌ إلا بما تجد"
  • دخلت ليلى الأخيلية على الحجاج فأنشدته: إذا ورد الحجاج أرضًا مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة سقاها فقال لها: لا تقولي غلام ولكن قولي همام، ثم قال: أي النساء أحب إليك لأنزلك عندها، قالت: ومن نساؤك أيها الأمير، قال: أم الجلاس ابنة سعيد بن العاص الأموية وهند ابنة إسماعيل بن خارجة الفزارية وهند ابنة المهلب بن أبي جفرة العتكية، قالت: الحيثية أحب إليَّ، فلما كان من الغد دخلت عليه، قال: يا غلام أعطها خمسمائة، قالت: أيها الأمير أحسبها إبلًا، قال قائل: إنما أمر لك بشاءٍ، قالت: الأمير أكرم من ذلك، قال: اجعلوها إبلًا ولا تخيبوا ظنها بنا."