منصور الأطرش

سياسي وصحفي سوري وأحد مؤسسي حزب البعث


منصور سلطان الأطرش (3 فبراير 1925 - 14 نوفمبر 2006)، سياسي وصحفي سوري.

منصور الأطرش

نثرات مما قيل عنه

عدل

قالوا في رحيله

عدل
  • (...) رحم الله منصور الأطرش الذي غاب بعد وفاة أحلامه بزمن طويل.

طلال سلمان

بيروت - جريدة السفير - 15 نوفمبر 2006

  • (...) رحمك الله أبا ثائر، رمزاً من رموز جيل العزة والكرامة والوحدة والانبعاث القومي، وابناً أصيلاً لأحد أبرز الثوار في حياتنا العربية المعاصرة، وألهم عائلتك وذويك ومحبيك الكثر في سوريا والوطن العربي، جميل الصبر والعزاء.

الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

بيروت - 14 نوفمبر 2006

  • (...) والتجمع القومي الديمقراطي في البحرين، قيادةً وأعضاء، (...) نعزي أنفسنا برحيل رفيقنا المناضل الكبير (أبو ثائر) الذي عاش ووهب حياته من أجل حرية واستقلال وكرامة أمتنا العربية، وعاش مناضلاً وفياً لمبادئ وقيم هذه الأمة وأهدافها الكبرى في الوحدة والتحرر والعدالة.

رئيس وأعضاء التجمع القومي الديمقراطي

المنامة- البحرين 15/11/2006

  • (...) رحيل الصديق أبي ثائر، النجل البكر لسلطان الثوار وقائدهم، خسارة للوطن ولكل فارس يناضل في ميادين العزة والكرامة؛ ففي زحمة الأحداث فقدنا مناضلاً كان صلب العود، سديد الرأي.

اللواء المتقاعد عبد المجيد التجار

دمشق 15/11/2006

  • (...) وقد فقدت فلسطين برحيل المناضل الكبير رجلاً ظل يعمل ويناصر قضيتها بكل الوسائل والسبل الممكنة.

الرفاق في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دمشق 15/11/2006

  • (...) إن وفاة الأستاذ منصور الأطرش خسارة فادحة على المستوى العام وخسارة شخصية لكل من عرفه.

الدكتور حسام الخطيب

المجلس الوطني للثقافة الدوحة – قطر

15/11/2006

  • (...) فقد وجدتُ فيه المناضل الأصيل والأب الودود النصوح والجبل الشامخ الحاضر في كل المحطات الصعبة من تاريخ أمتنا الحديث، بحكمة وتواضع وصبر وثبات واستعداد لتقديم المزيد من التضحيات، ووجدت فيه الرافض للمغريات والمناصب والمؤمن بالديمقراطية إيمانه بالوحدة وبالعزة والكرامة وبضرورة مناهضة الاحتلال والمشاريع الخارجية ومحاولات الهيمنة الأمريكية والصهيونية.

(...) أشعر بالأسى العميق على ذهاب أحد رموز الأمة وأبنائها المخلصين البررة في لحظة تاريخية تحتاج إلى بصماته وحكمته وصدقه وجرأته وحصافة رأيه والإجماع على احترامه.

خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي

المغرب العربي

16/11/2006

  • (...) ونحن نفتقده اليوم في هذه الظروف المصيرية التي تمر بها أمتنا العربية. لقد كان الراحل مناضلاً شريفاً في الدفاع عن قضايا الأمة العربية، وحاملاً همومها وآمال أهلنا في التحرر والتقدم والفلاح.

سليم الحص

بيروت في 16/11/2006

  • (...) أبكي معكم صديقاً وأخاً حاول جاهداً وبكل قواه خدمة القضية التي نذر نفسه لها منذ ريعان شبابه، وقد تميز بالصدق ونصرة الناس والوفاء لأصدقائه.

فوزي عيون السود

دمشق 17/11/2006

  • يحزننا أن نسر الجبل قد هوى. يحزننا أن نرثي مَنْ نحب. يحزننا أننا فقدنا الرجل الشهم...العروبي من رأسه لأسفل قدميه... يحزننا غياب الرجل الأمير خَلْقاً وخُلُقاً، منصور الأطرش.

شمس الدين العجلاني، م. هدى الحمصي العجلاني

دمشق 17/11/2006

  • منصور الأطرش، الوطنية الصعبة

بين كل الألقاب الرسمية والحزبية والشعبية الرفيعة التي حظي بها منصور سلطان الأطرش كان لقب "مزارع" الأحب إلى قلبه، يدوّنه إلى جانب اسمه في كل مؤتمر أو ندوة أو اجتماع يحضره. أما مزرعته في جوار بلدته "القريّا" في جبل العرب فقد تعلّق بها في السنوات الأخيرة إلى درجة أنه أوصى أن يدفن فيها بعد رحيله، حتى قال بعض أصدقائه إنه أراد أن يجعل من مزرعته وطناً بعد أن جعل الكثير من الساسة في بلاد العرب أوطانهم مزارع لهم. (...) كانت "الوطنية الصعبة"، بل "العروبة الصعبة" هي التي اختارها أبو ثائر نهجاً لحياته (...). أهمية منصور الأطرش أنه بقي، كالكثير من أبناء جيله، الصديق الصدوق للجميع حتى النَفَس الأخير، رحمه الله. لهذا لا عجب أن تجتمع اليوم في وداعه شخصيات من كل ألوان الطيف السياسي السوري والعرب، داخل الحكم وخارجه فهو الجامع يوم وداعه بين مَنْ كان يطمح إلى جمعه طيلة حياته.

معن بشور

بيروت- جريدة السفير

17/11/2006

  • (...) لقد ساهم الفقيد في المواقع التي شغلها في إرساء دور العائلة الوطني والقومي وأعطى للنضال السياسي بعداً أخلاقياً مميزاً.

رؤوف أبو زكي، المدير العام لمجموعة الاقتصاد والأعمال

بيروت 18/11/2006

  • وداعاً منصور الأطرش

(...) ناضل منصور الأطرش في صفوف الحركة الوطنية ثم في مقدمة وطليعة البعثيين الذين قاوموا الديكتاتورية كي تستعيد سورية تجربتها الوطنية الديمقراطية الرائدة، وأخلص للوحدة ورفض الانفصال (...). (...) ولم يرتضِ للبنان حربه الأهلية فوجه رسائل تحض الأشقاء على معرفة الطريق الصحيح، طريق الوحدة الوطنية (...). منصور الأطرش، ستظل رمزاً ومثلاً أعلى في الوطنية، وفي احترام الذات، في الشفافية والرصانة وأنت القريب منا جميعاً، من أطياف هذا الوطن الذي أحبك وأحببتَه، أعطيتَه وأعطاك، (...). فإلى جنان الخلد يا أبا ثائر. وإذا افتقدك جبل العرب فإن سورية تفتقدك والوطن الكبير والأمة، لكن اسمك المطرّز بأحرف من الضياء عزاء كبير.

رياض طبرة

دمشق- جريدة تشرين

19/11/2006

  • (...) ستظل ذكراه ماثلة في ضمير الناس، يتردد صداها ليس في سوريا العربية فحسب بل على نطاق الوطن العربي بأجمعه.

جهاد كرم بيروت

  • بعد منصور الأطرش

(...) لقد خرجت من اللقاء [مع منصور الأطرش في منزله] متفاجئاً إلى حد ما... بتلك الموضوعية والروح الطيبة... فالرجل كان يتحدث عن خصم [أديب الشيشكلي] وصل في خصومته إلى حد العداء... لكنه كان يتحدث عن التاريخ فانتهج الصدق والموضوعية (...). وإذ تودّع سورية أبنها منصور الأطرش فهو عقد الختام ينص على : وفيتَ لوطنك وسيوفي لك... وليرحمك الله.

أسعد عبود

دمشق- جريدة الثورة

20/11/2006

- منصور الأطرش

يا بنَ العرينِ...

ويا رفيق جراحِنا

والريحُ تمضغُ حُلمَنا الموؤودا

سيظل بيتُك...

عبرَ حالكةِ الدُجى

ناراً تضيء كفاحَنا...

ووقوداً...

أُمدُدْ يديكَ إلى الرفاقِ

مِنَ الرّدى...

الفجرُ فجرُك...

ما يزال بعيدا...

سليمان العيسى

دمشق- جريدة تشرين

21/11/2006

كتبت زوجته، هند حبيب الشويري، قصيدة شبيهة بقصيدة سليمان العيسى، فقالت:

يابن الأصيل ويا رفيق دروبنا

والحزنُ يعصرُ قلبَنا الحيرانا

سيظلُّ ذكرُكَ عبر طولِ وجودنا

عطراً يفوحُ ببيتنا وسبيلِنا

انظرْ إلينا من علوِّ سمائِكَ

تلقَ الوفاءَ، الحبَ والعرفانا.

  • إنهم باقون في ذاكرة الشعب

إن حركة التحرر العربية وشعبنا العربي وكل الدعوات المحبة للعدل والسلام في العالم قد خسروا بوفاته مثقفاً كبيراً ومناضلاً عظيماً ورجلاً صلباً في مواقفه وفي دفاعه عن المبادئ والثوابت العروبية من أجل نهضة العرب وحريتهم وعزتهم وكرامة ورفاه شعوبهم. إن الشعوب إذ تقدر عالياً مجاهديها الذين نذروا أنفسهم التزاماً منهم في الدفاع عن حقوق أبنائها، فإنها لا تنسى أبداً أن تفيهم حقهم. إنهم باقون في الذاكرة. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.

حركة القوميين العرب/مكتب الارتباط

المحرر العدد 577

17/11/2006

  • الوطن ودّع منصور الأطرش

(...) رحل أبو ثائر، رجل المبادئ والبعثي العروبي والجريء في الدفاع عمّا يعتقد أنه الأصوب، (...)، والواضح في أزمنة البلبلة والتردد، والثابت في أزمنة الانتكاس والتمزق، ونصير المشروع القومي النهضوي على أسس ديمقراطية وحضارية (...). اختار أبو ثائر الوطنية الصعبة وشدد على التوازن الدقيق بين أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة الضغوط والتهديدات الخارجية، وبين ضرورة تحصين الجبهة الداخلية وتعميق الحوار الوطني وتوسيع أفق المشاركة الشعبية، (...). وكان مقسّماً على الجميع ورجل الحوار وصاحب الصوت الواضح حين يصمت الآخرون أو ينكفئون، (...)، وكانت وصيته لابنه ثائر وابنته أن يُتِمّا مواصلة هذا النهج (...). هل رحل مَنْ أتقن إدارة اختلاف الآراء والإصغاء ومحاورة الخصوم السياسيين دون خصومة، والحاجة مُلِحّة إلى أمثاله في هذه الأوقات العصيبة؟ هل رحل مَنْ ودعه الوطن، أم أنها استراحة المحارب؟ فيما القيم والأفكار التي دافع عنها تواصل تأثيرها فينا وتجعل حضوره أقوى وأبقى؟

دمشق- جريدة النور

22/11/2006

  • (...). إننا نعزي أنفسنا بوفاة هذا الفارس العربي الكبير الذي كان له الدور البارز والمساهمة الفاعلة في المقاومة والتصدي للمشاريع الأمريكية والصهيونية في منطقتنا والدعم الدائم لقضيتنا الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة، وكان صوته مدوياً في التصدي للاحتلال الأمريكي للعراق ونصرة شعبه المقاوم (...).

الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

خالد عبد المجيد

دمشق 18/11/2006

  • (...) عرف السوريون منصور الأطرش مناضلاً سياسياً وشخصية اجتماعية وثقافية، وهو أحد الذين ذهبوا إلى الزواج المختلط، كما عرف السوريون عنه استقامته ونزاهته ورأيه الحرّ ودأبه في خدمة المجتمع واستعداده للمشاركة فيه بنشاط (...).

دمشق- النداء

15/11/2006

  • (...). فقد عرفت في المغفور له بإذن الله، صلابته الثورية ونُبله وشهامته الموروثة عن والده شيخ المجاهدين المغفور له بإذن الله، سلطان باشا الأطرش، القائد العام لجيوش الثورة السورية الكبرى، التي أسست لتحوّلات قومية وحدوية عظيمة، لا في القطر العربي السوري وحده، بل في الوطن العربي الكبير من محيطه إلى خليجه (...).

أخوكم سميح القاسم

الرامة- الجليل

16/11/2006

  • (...) بغياب الأخ العزيز والصديق الكبير المناضل العربي الأصيل الأستاذ منصور الأطرش يشعر المرء بأن العالم الذي نعيش أصبح أصغر حجماً، فَمَوْت الكبار محنة في الخاص والعام وخسارة للوطن والأمة (...).

إلياس الفرزلي

بيروت، 19/11/2006

  • (...). كان مدرسة في الصدق والإخلاص والشجاعة والوفاء للمبادئ القومية العربية التي وهبها كل عمره.

نقولا الفرزلي

بيروت، 28/11/2006

  • (...). ستبقى ذكراه في القلب ذكرى مناضل تفتحت عيناه على مهد سوريا الثورة... فلسطين الثورة... وأغمضتا على صورة الانتفاضة والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق... رحل مطمئناً وتسكنه الطمأنينة بوجود المقاومة العربية الشعبية ضد مخططات الهيمنة الإمبريالية الصهيونية الأمريكية.

- سنبقى نذكره على الدوام... وما أحوج قضايانا العربية لرجال من أمثال المناضل الكبير أبي ثائر.

د. جورج حبش/مؤسس حركة

القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

  • منصور الأطرش رجل العروبة الراحل

(...)؛ ثم عاد إلى الوطن ليحمل مشعلاً وضّاء لا يوازيه مشعل آخر... سار على الدرب الطويل لا يلتوي ولا ينحني؛ يقرر ولا يساوم؛ يعطي بطيب نفس ولا يأخذ، بأنفة وكبرياء؛ يجمع بين الوطنيين ولايفرّق بينهم إلا إذا انحدروا في هاوية الدخلاء والعملاء، فلا يرمي لهم حبلاً ولا يشد لهم أزرا؛ ولكنه ظلّ قلقاً من تنامي عجز الداخل وكثرة أطماع الخارج والمهرولين خلفه؛ عنيداً بلا غرور، عفيفاً بلا حدود، سلساً لكنه لا ينقاد، يمشي ولا يتعثر لأنه يسلك أقصر الطرق وهو الطريق المستقيم. وطالما أحببت فيه ذاك العناد والثبات، فهو ابن الجبل، جبل السنديان، جبل العرب الصامد (...) ضاقت عليه رقعة الوطن ، ولم يلجأ إلى إلى خارج الوطن عند الخروج من المعتقلات. وكثرت همومه ولم تنتهِ أحلامه وآماله وظلّت قناعته هي هي: فلا حلّ لمشكلات الأمة إلا بالوحدة والتوحيد ولا طريق إلا طريق العروبة ولا نهج سوى نهج العدالة والاشتراكية (...).

بقلم المحامي توفيق عبيد

عاديات السويداء شباط 2007

  • (...) منصور الذي عُرِف بمكارم الأخلاق والشيم والعزة والكرامة والإباء والتواضع. منصور الذي التصق بالوطن والأرض والعروبة، عقيدة ومبدأ، آمن بها وهو يافع. كان مناضلاً شريفاً، عنيداً من أجل تحقيق مبادئها... حمل همّ الوطن طيلة حياته، وكان العفيف الأعفّ والوطني الشريف والمتواضع بإباء، الصادق النزيه والمحب للخير.

منصور ابن القريّا التي كانت مركز القيادة الحربية من عهد ذوقان (أبو علي) جده إلى عهد سلطان (أبو طلال). سلاماً يا أبا ثائر، أيها الراحل المقيم في ذاكرة الأمة، في ذاكرة الأجيال، وتحية أيها الفارس الشهم، يا سليل الأباة من الثوار والثائرين على كل ظلم واستبداد. (...) كان مؤمناً بالديمقراطية، وبأن حل مشاكل هذا المجتمع لا تأتي إلا عن طريق الديمقراطية (...). ترجّل الفارس الأبيّ بعد أن أتعبته هموم وطنه الذي أحبه والتصق به (...).

غازية حمزة

السويداء- جبل العرب

17/11/2006

  • (...) لقد كان والدي رحمه الله مؤمناً بالفكرة القومية العربية، وخصماً عنيداً لأعدائها وأعداء الأمة، وثابتاً ملتزماً بمبادئها يوم اهتزت هذه المبادئ. ليس له ارتباط إلا بالوطن والأمة، واضحاً كالشمس في انتمائه، صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، يمارس عمله السياسي حسب قناعاته دون مواربة ودون تآمر.

يعتمد الحوار الديمقراطي أساساً في التعامل مع خصومه السياسيين من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة تخدم في النهاية مصلحة الوطن وأهدافه، ومؤمناً بأن هذا الحوار يجب أن يبدأ بتثبيت نقاط اللقاء ثم البحث في نقاط الاختلاف وحلّها بالتدريج وبشكل متصاعد؛ فالوطن للجميع والجميع لهم الحق في المشاركة في حلّ مشكلاته سلمياً وديمقراطياً. لقد كان مؤمناً أيضاً بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع المغتصَب من الأرض، وأنه يجب نشر ثقافة المقاومة بين الأجيال لكي تكون دائماً جاهزة للدفاع عن الوطن ضد أعدائه، داعماً لهذه المقاومة بكل السبل المتاحة، المعنوية منها والمادية (...).

المهندس ثائر منصور الأطرش

يوم التشييع في الملعب البلدي في السويداء

17/11/2007

  • منصور الأطرش – الرجل الاستثناء

(...) إننا نعتبر أنفسنا جيلاً محظوظاً لأن هذا الجيل عاصر وعايش منصور الأطرش. لقد عاشرناه، سمعناه، نبرات صوته دخلت نفوسنا، صورته اخترقت عقولنا واستقرت في قلوبنا، سرنا وراءه، تعلّمنا منه، استفدنا من توجيهاته، كل موقف له كان درساً، كل تصرّف له كان مثالاً، كل قول له كان دستوراً ومرجعاً. نعم يحقّ لنا أن نتباهى ونفخر أمام الأجيال القادمة التي ستقرأ أو تسمع فقط عن منصور الأطرش، لكننا عاصرناه وكان بطلاً حقيقياً لعصرنا. محظوظون وقليلون هم من يعايشون ويعيشون في عصر الرجال الأبطال. لاشك أن منصور الأطرش يحمل الكثير من صفات والده سلطان باشا الأطرش وهو متأثر به حتماً، لكن أهمية منصور أنه استطاع بشخصيته الفذّة أن يُحيك عباءة قيادته بنفسه بأسلوب بديع عماده الوطنية المخلصة والقومية الصادقة. كان صديقاً للجميع منفتحاً ومحاوراً لكل الأفكار والتيارات فاستحقّ لقب "الديمقراطي". كان يستمع لآراء الكبار والصغار بإصغاء واهتمام ويحترمهم فكان "المتواضع". سار أمام الناس في الصعاب وقادهم إلى بر الأمان فسمّوه "قائداً بطلاً". جاءته الألقاب بنفسها طائعة ولم يسعَ يوماً إليها. أبا ثائر... لن نقول لك "وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر" لأنّك استثناء، ولأن عُمر بدركَ ثلاثين يوماً، فقد سقطت هذه المقولة. فالبدر يطل أياماً معدودة في الشهر ويخذل من طلب ضياءه في الأيام الأخرى لأنه تابعٌ، والتابعُ لا يكون حرّاً في قراره. أمّا أنت فلم تكن يوماً تابعاً، لذلك كان نور بصيرتك دائم الإشعاع على مدار الأيّام وسيبقى هادياً لنا وملهماً نستمد منه العزم والأمل. نعم أبا ثائر، لأنّك استثناء فقد أسقطت كل مقولات اليأس.

سعود الأطرش

كاليفورنيا في 11 ديسمبر 2006

  • (…) Mansour el-Atrache était un grand homme.Grand par sa simplicité, grand par sa vertu d'accueil et d'ouverture. C'était un homme animé d'une grande ferveur nationaliste et laïque. (…)

Si l'occupation de la Palestine l'indignait, Mansour a vécu la chute de l'Irak comme une tragédie personnelle. Mais, il croyait en la Résistance pour la libération. Une résistance qu'il a déployé tout au long de son parcours contre le totalitarisme (…).

------------------------------------------------------
  • (…) (le nom de) Mansour Al-Atrach, est entouré de beaucoup de respect. Homme d'une grande sincérité et de fortes convictions, il s'est toujours comporté en défenseur de la nation syrienne et arabe. Il n'a pas hésité, quand cela lui a paru nécessaire, à prendre les distances qui s'imposaient avec des idéaux, des théories, des courants et des groupes dont il ne reconnaissaient plus le combat comme le sien. Jusqu'à la fin de ses jours, il est resté ce qu'il était: un homme engagé dans les luttes de son pays et dans la recherche de plus de justice et de liberté pour tous ses frères arabes. (…).

Michel Duclos

L'Ambassadeur de France en Syrie

Damas, le 21-11-2006

قالو في الذكرى الأولى لوفاته

عدل

في ذكرى رحيل المناضل الوحدوي العربي: منصور الأطرش

بقلم المحامي توفيق عبيد

السويداء، جبل العرب، سورية

في مثل هذا اليوم، من العام المنصرم ( 2006 )، رحل رجلٌ عربيٌّ شريفٌ و مقدامٌ يحمل اسم منصور، و هو منصور فعلا: لتغلبه في سلوكه على الأنانية الذاتية عِبْرَ جميع ممارساته اليومية، و في فروسيته التي طالما تجسدت بتحكمه الإنساني المخلص في إرادته: إذ لم ينحن هذا البطل الوحدوي الشجاع لإرهاصات أية سلطة دنيوية غير سلطة عشقه للحرية، مَثَلهُ كأبيه البطل العربي الخالد سلطان باشا الأطرش قائد الثورة العربية العظيمة، وهو لم يلتوِ البتة مع تداول الأيام بين الناس، كما لم يخضع بأي شكل من الأشكال لكل الإغراءات التي تذل الإنسان في الحياة، وتدفعه نحو الرذيلة والخطأ، وبنتيجة هذه السمة الصوفية الإنسانية: عرفت الصديق الصدوق منصور الأطرش صارما مع نفسه ومع الآخرين عبر ستين عاماً و نيفٍ، مثلما عرفه القاصي والداني في الوطن العربي العظيم.(...)

فكان، مع مرونته السياسية الواعية، عنيداً كالصخر الأصم صلباً كسنديان الجبل الأشم.

 لطيفاً قريباً إلى القلب.(...)

الجمعة، 16 تشرين الثاني، 2007


- رجلٌ؛ على حينَ الرجالُ قليلُ.

في الجبلِ الأشمِّ فتحَ عينيهْ، وفتحتِ الثورةُ عينيها:

كلَّما جُدِّلَ منا بطلٌ

زغردتْ في زحمةِ الهولِ النساءْ

وحينَ عتا الحديدُ، وخَمَدَ اللهيبْ، وَ..

شرفُ الوثبةِ أن تُرضي العُلى

غَلَبَ الواثبُ، أم لم يَغلِبِ

شُرَِدَ على كتفيْ أبيهِ وأمهِ عن ديارِهْ، لا عن وطنهْ؛

بلادُ العُربِ أوطاني

أمن هنا ائتلقتْ فيهِ الشعلةْ؟

أم سرتْ إليهِ من ذلكَ النسرِ في مَعقِلِهْ؟

في شرقِ الأردُنِّ البدايةْ، وفي جبلِ العربِ

حينَ أُذِنَ لشيخِ الثورةِ أن يعودْ، ومن بعدُ في جبلِ لبنانْ.

أعاشَ الوَحدةَ جسدُهْ، قبلَ أن يعيشَها عقلُهْ؟

الجبالُ الشامخاتْ، والسهولُ الشاسعاتْ؛

مسرحُ الفِكرِ، ومأوى البدنِ.

فهلْ عن الحريةِ من مَحيصْ!

تلكَ الأقانيمُ أورقتْ، فأثمرتْ رجلاَ، عاشَ ما عاشْ، وما بدَّلَ تبديلاَ، يَهديهِ عقلٌ، ويَرفِدُهُ نبلْ، فما ضلَّ لهُ طريقٌ إلى حقٍّ، ولا التوى به دربٌ إلى قلبْ.

أيها المنصورُ بنُ السلطانْ:

أكنتَ سليلَ أسرةٍ؛

لها في المجدِ؛ أيامٌ.. وأيامُ؟

نبني، كما كانتْ أوائلُنا

تبني، ونفعلُ مثلَما فعلوا

وقد فعلتْ.

أذكرُكَ علماً، أم أذكرُكَ مناضلاَ، أم

أذكرُكَ إنساناً، أم أذكرُكَ صديقاَ؟

كلَّ ذلكَ كنتَ، وقد رحلتْ، فهلْ أُنشِدُ

والدمعةُ في الروحْ:

حلفَ الزمانُ؛ لَيأتينَّ بمثلِهِ

حَنِثتْ يمينُكَ يا زمانُ! فكفِّرِ

الإعلامي مهران يوسف

دمشق، مكتبة الأسد الوطنية، 28/11/2007

- (...) أبو ثائر سوري عريق وعربي ملتزم تؤكد أعماله أن المخلص لوطنه هو المخلص لعروبته ولا فصم بين الحالتين؛ والتمييز بينهما هو خطوة على طريق الانحراف، إذ يكفي أن تنكر هويتك العربية حتى يفتح لك الغرب أبوابه ويعتبرك من أركان الديمقراطية ولو تفوّقتَ على فرانكو في القمع والتنكيل. (...)

بشارة مرهج

28/11/2007 مكتبة الأسد الوطنية- دمشق

- كلمة د. أشرف البيومي بمناسبة تأبين المناضل القومي العربي الأستاذ: منصور الأطرش (أبو ثائر) بمناسبة مرور عام علي رحيله دمشق الأربعاء 28/11/2007! مكتبة الأسد الوطنية- دمشق

عرفت أخي الكبير منصور الأطرش في التسعينات أثناء اللقاءات والمؤتمرات التي جمعتنا في بغداد ودمشق وعواصم عربية أخري في إطار محاولاتنا لرفع الحصار الظالم الذي فرضته القوي الإمبريالية وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة علىشعب العراق الشقيق، كما جمعتنا لقاءات أخرى عقدت لفضح جرائم العدوان والاحتلال ولتأييد المقاومة العراقية الباسلة. ومنذ اللحظة الأولى تطابقت شخصية منصور الأطرش مع ما انطبع في ذهني وتخيلته عن الشخصية العربية الأصيلة التي كنا نقرأ عنها في كتب المطالعة من خلال القصص الكثيرة عن الشجاعة والمروءة والوفاء ونصرة الحق والعطف والكرم. ولقد ذكرت هذا الانطباع - بتلقائيتي - المعهودة في كلمة ألقيتها في أحد اللقاءات مما جعل البعض يلقب منصور الأطرش بالفارس العربي الأصيل. رأيت فيه شخصية فذة جمعت ما قد يبدو للبعض صفتين متناقضتين ولكنهما تتعايشان بسهولة ويسر وتناسق : رقة المشاعر الآسرة التي تنشط خلايا الحب وتحييها ولعل صورة الفقيد التي أمامكم تعبر عن ذلك بوضوح رغم أنها صورة مسطحة ساكنة. الصفة الأخرى صلابة في المواقف تعكس رسوخا وإيمانا للمبادئ الوطنية والإنسانية التي تمسك بها . ويحضرني هنا مقولة لثوري عظيم تعبر عن اعتقادي الشخصي – ومضمونها أن الثوري الحقيقي شخصية مليئة بالحياة والحب والحنان، تسعى لتحقيق السعادة للآخرين وليست شخصية متجهمة عابسة غير مكترثة بآمال البشر وسعيهم للمعيشة الكريمة السعيدة. أيها الأصدقاء، لقد رحبت كثيرا بدعوة ريم وثائر ووالدتهم المحترمة للمشاركة في هذه المناسبة الجليلة .. وشعرت باعتزاز كبير يعكس اعتزازي بصداقة هذه الشخصية الفريدة وهذا الرجل العظيم. كيف نتذكر هذا الرجل العظيم؟ هل نحزن لفقدانه؟ بلا شك خصوصا ونحن في حاجة ماسة لحكمته وإخلاصه، ولكن لا بد وأن يتحول هذا الحزن وسريعا إلى ذكريات عذبة ودروس وطنية. يسألني حفيدي عندما كان طفلا في محاولته لتقبل حقيقة الموت، وهذا شأن ليس باليسير في مراحل العمر المبكرة، كيف أتعامل مع الحزن الشديد الذي لا شك سيصيبني عندما تموت وكيف فعلت ذلك عندما مات جدك الذي قلت لي أنك كنت تحبه كثيراً؟ قلت له لقد حزنت كثيراً لوفاته ولكن سرعان ما حل محل هذا الحزن ذكريات الأيام الجميلة والأحداث الظريفة والطريفة التي ذكرت لك بعضها وبهذا فهو لا زال يعيش في ذهني وأراه في مخيلتي وهكذا سأحيى في ذاكرتك بعد موتي،عجبه الكلام ولكنه لم يقتنع تماماً به! إن أبناء أخينا الكبير منصور الأطرش لا شك فخورون بوالدهم وتاريخ عائلتهم في النضال الوطني ولهم كل الحق في ذلك ولا بد أن يواصلوا ونواصل جميعاً هذا الاعتزاز والفخر. ولا بد أن نترجم هذا الشعور الفياض إلى مواصلة النضال لتحقيق التحرر الوطني العربي ونهضة عربية شاملة. ولعل شعوري بالرغبة في تمجيد ذكرى منصور الأطرش هو الذي يجعلني أذكر لكم ما أعتز به كثيراً وهو عمي محمد عزت البيومي رمز من رموز الوطنية المصرية والذي صارع الاستعمار البريطاني في مصر فناله رصاص الاحتلال أمام كوبري شبرا بالقاهرة في 11 مارس 1919 فكان أول من استشهد في ثورة 1919 العظيمة وتلاه شهداء كثيرون. لا أعتقد أن هناك جينات وطنية تتوارث ولكن هناك مناخ وطني تنشأ فيه الأجيال الجديدة فتقتدي بالمثل والرمز ويتعمق شعورها بالمعرفة والنضال. هكذا نشأ منصور في رحاب سلطان باشا وترعرع في بيئة تفيض بالوطنية والعزة. عندما أقرا سيرة سلطان باشا الأطرش أشعر بفخر كبير وثقة عظيمة بأن النضال مستمر وها نحن نشاهد أمام أعيننا مقاومة باسلة في العراق تكبد المحتل الغاصب خسائر ضخمة والمقاومة المنتصرة في لبنان تحطم الأساطير الإسرائيلية وتبرز البديل الواضح للاستسلام وهاهي المقاومة الفلسطينية مستمرة رغم العقبات الكؤود التي تواجهها. نعم ترتفع روحنا المعنوية وتقوي عزيمتنا عندما لا ننسى مقاومتنا المستمرة وصمودنا القوي وعندما نتذكر رموزنا الخالدة التي تصدت للقوى الغاشمة المعتدية سواء أكانت بريطانية أو فرنسية أو أمريكية أو صهيونية وسواء كانت في القاهرة أو في جبل العرب بالسويداء أو في بغداد أو دمشق أو فلسطين الحبيبة. لقد تناقشت كثيراً مع أخي منصور حول استمرارية النضال وضرورة إبراز الدروس المستفادة للأجيال الشابة. أحد هذه الدروس هو أن الصراع من أجل الاستقلال هو صراع طويل ولا تحسمه معركة واحدة كما كنا نعتقد ببراءة ونحن صغار. كنا نستخف بضراوة القوى المعتدية ودهائها وقدرتها على المراوغة والالتفاف والإصرار. إذاً يصبح الدرس الأول هو أن المعركة طويلة متعددة الجوانب لا نستخف أثناءها بقدرات المستعمر فتحدث النكسات ويجب أيضاًً ألا نبالغ بقوته فيكون الاستسلام والهزيمة المحققة. لا بد إذاً أن يكون على رأس أولوياتنا أن يتلقف راية النضال شباب مؤمن بقضاياه ذو معرفة معمقة تدعم هذا الإيمان وتسانده. الدرس الثاني الذي أكدناه هو أن الاستقلال الوطني ليس حالة ثابتة عندما نصل إليها تستقر الأمور وتستتب إنما هو حالة ديناميكية لا بد من دعمها دائماً وحمايتها وتعميقها والدفاع عنها. إن لم تكن كذلك فأخبروني أين ذهبت كل الانجازات، لماذا اندثرت كافة المحاولات؟ أين التجربة الناصرية بكل نجاحاتها بما في ذلك مشروع التنمية الواعد؟ نعم لم تكن تجارب مثالية وكانت هناك أخطاء ومع ذلك حققت انتصارات جعلت المستعمر يتربص بها وينقض عليها في الفرصة التي ناسبته. ألم يحل الفساد والتبعية والتدهور وعدم الانتماء والاكتراث بعد كامب دافيد؟ ألم نرَ كيف أن البعض انجر وراء أوهام السلام لعقود رأينا التنازل تلو التنازل بل رأينا من ينادي ب"التطبيع" مع عدو عنصري غاصب؟ وفي العراق، ورغم اختلافنا مع النظام السابق في أمور هامة، ألم يحقق هذا النظام تقدماً حثيثاً في العديد من مجالات التنمية مثل التصنيع والتعليم والبحث العلمي مما جعله هدفاً للتدمير من قبل الإمبريالية التي تعيق بروز أي دولة مستقلة غير تابعة ومن حليفها الكيان الصهيوني العنصري الذي لا يمكن أن يتعايش مع أي دولة عربية قوية. إن الذي يدافع عن الاستقلال الوطني في مواجهة قوى عسكرية متقدمة تكنولوجياً هو الشعب وليس فقط الجيوش النظامية فلقد ثبت عمليا وفي ظروف متعددة أن الكفاح الشعبي المسلح هو الذي يقلب موازين القوى وهو الذي يستنزف القوى المعتدية مهما عظمت قوتها. الدرس الثالث هو أن الاستقلال السياسي لا قيمة له دون تنمية اقتصادية مستقلة لا تأخذ النموذج الغربي مثالا يحتذى ولكن تبتدع ما يناسبها وما يحقق معيشة كريمة حتى وإن كانت متواضعة لكافة المواطنين ونؤكد كافة المواطنين وليس بعضهم ولا حتى غالبيتهم. نموذج يحمي البيئة ولا يسعى للاستهلاك المدمر إنما يضع نصب عينيه الصحة الجيدة والسعادة والعدل.نموذج يضمن مشاركتنا الجادة في التقدم الإنساني. أما من لازال يتوهم أن ما سمي بالانفتاح الاقتصادي وما يمكن أن يحققه من رفاهية فهناك تجربة عملية ماثلة أمامنا بمصر وما أنجزه هذا الانفتاح من فساد وتدهور واستقطاب اقتصادي هائل ترك غالبية المجتمع يئنّ من معاناة معيشية طاحنة. الدرس الرابع من سيحمي هذا الاستقلال وهذه التنمية؟ هنا يبرز عامل أساسي بدونه يندثر كل إنجاز ويضيع كل نجاح. هذا العامل الحاسم يتمثل في مشاركة شعبية واسعة وتمتع المواطن بالحرية الكاملة التي تتيح له أن يحقق ذاته في نفس الوقت الذي يساهم فيه ببناء مجتمعه ووطنه. إذاً الحرية شرط أساسي للتقدم ولحماية الوطن وهنا لا نتحدث عن الحرية في الاستقواء بالأجنبي أو الحرية المقترنة بأنانية الفرد وذاتيته. إن الحرية الحقيقية هي الضمان الأساسي لتفجير الطاقات الإبداعية الكامنة في شعوبنا والكفيلة بتنمية اقتصادية واجتماعية كبيرة. إن تنحية الشعب جانباً مهما كانت القيادات جادة في مشاريع التنمية تجعل النجاحات التي تتحقق محدودة ومعرضة للانهيار في المستقبل. وفي ختام كلمتي لتأبين المناضل العظيم منصور الأطرش أقول إن مواصلة النضال ستحقق لنا النصر في نهاية المطاف وإننا بمثابرتنا سنحقق هدفنا الأسمى وهو بناء وطن عربي حر واحد وسنحقق نهضة عظيمة تتمثل فيها العدالة الإنسانية وتحقق الكرامة لكل المواطنين دون تمييز بين الأديان والأعراق والطوائف. تحية لك يا أبو ثائر ولمواقفك ومبادئك التي نتمسك بها دوماً وشكراً

-أيها الحفل الكريم،

(...) ونحن في كل حال لا نضع الموهبة في الاعتبار الأول، وإنما نبحث في تصرف الموهوب بموهبته، هل بذل جهده في إنمائها وصقلها وخدمتها ليبلغ بها ما يستطاع من الكمال وما لا يستطاع؟ هل وضعها في طريق الحق والخير؟ هل حمل الأمانة التي تأبى السماوات والأرض والجبال أن يحملنها؟ هذا كله يتصل بإرادة الإنسان ويسأل عنه يوماً أمام الله والناس. وليس مصادفة أن يقول شوقي:

وأعلم بأنك سوف تذكر مرة فيقال أحسن أو يقال أساء

(...) كان فقيدنا طوال حياته مع التقدم والوحدة. (...). وقد كان فقيدنا أكثر الوزراء بُعدَ نظر واستشرافاً للمستقبل، (...). وفي أواخر العام 1965، انتخب فقيدنا رئيساً للمجلس التشريعي، وكان حظي سعيداً عندما تمّ انتخابي نائباً له. كان فقيدنا حسن المحاضرة، غزير العلم وفصاحة اللسان وبراعة البيان وأناقة المجالسة وكرم العشرة وبلاغة المكاتبة وحلاوة المخاطبة وصحة القريحة وعذوبة المنطق، ما ليس عليه أحد ممن أعرف، ممن تقدمه أو تأخر عنه. وأجل من فوق التراب وتحته رجل عليه جلالة الإجماع

إنني أقول: دعوتك يا أخي فلم تجبني فردّت دعوتي حزناً عليّا بموتك ماتت الآمال مني وكانت حية إذ كنت حيّا فيا أسفي عليك وطول شوقي إليك لو أن ذاك يرد شيّا وبشّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا عزّى يقول: آجركم الله ورحمكم؛ وإذا هنّأ قال: بارك الله لكم وبارك عليكم. ونحن نقول: رحمك الله يا أبا ثائر.. فقد كنت الأخ الوفي والصديق الصدوق. عليك تحية الرحمن تترى برحمات غواد رائحات. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

المحامي مظهر العنبري ( نقيب المحامين سابقاً). دمشق، مكتبة الأسد الوطنية، 28/11/2007 - (...) في حلب (...) نستذكر الراحل الكبير.. ذلك الأنموذج الإنساني المدهش والمتفرد.. إننا أمام ظاهرة إنسانية عروبية عز نظيرها في هذه الأيام.. إنها تعيد لذاكرتنا مسيرة الثوار الأحرار. (...) مضى عام على راحلنا عندما طرق أبواب الأبدية على طريق الجلجلة، مناضلاً عربياً، صاحب الفتوحات في التجليات القومية وهو يزهو على عرش الشرف الوطني.. يختزن في نفسه رصيد العمالقة.. رحل قلعة صامدة.. فقلاع الشام تذكره.. رحل أنموذجاً وطنياً، منارات المآذن وأجراس الكنائس تزفه ضيفاً كريماً إلى جوار الرحمن.

أبا ثائر، أيها الشراع الأبيض الحالم.. أيها الجندي الشريف والبعثي النظيف، يا من حملت رسالة الكلمة فارساً تبذل روحك على بيادر الوطن، سنبلة مباركة، ضفيرة قمح ذهبية من تربة القريّا.. من شمم جبل العرب. عزاؤنا الوحيد برحيلك قول الشاعر:


فرحة النسر أن يرى الذروة العليّا وقد حوّمت عليها زِغابُه

إنها روحهُ التي تبقى مشعلاً يهتدي به أترابُه

في ذكراك، أبا ثائر، نتساءل ماذا يقول الحزن للحزن إذا التقيا..؟!

هذه الذكرى ليست لذاتك الطاهرة فحسب بل إنها أيضاً لذات الوطن ولذواتنا، علّنا نستلهم من أفكارك النيّرة وسيرتك الحميدة ما يضيء أمامنا الطريق في هذه الأيام الحالكات.. ونحن نواجه الغاشيات.

حلب، 28/11/2007

الدكتور عبد الهادي نصري، وكيل جامعة القلمون في حلب، رئيس جمعية العاديات، مدير الثقافة في حلب سابقاً

-ماذا أقول إذا ما منصف سألا من الأباة لدفع الضيم مَنْ بذلا ؟

من أمهروا الأرض بالأرواح راضية كي يسعد الوطن الغالي ويكتملا

من غيرهم زرعوا أجسادهم قيما فآل معروف أعطوا للعلا مثلا سلطانهم فخر من عاشوا حقائقهم ما أرخصوا الروح بل أغلوا بها البدلا

منصورٌ منهم وقد أدّى رسالته واليوم نذكره بالفضل إذ رحلا

أنا الوفي وتغنيني صداقته كل الوفاء لمن كانوا لنا رُسُلا

فآل معروفٍ لا شيء يعادلهم بين الأنام إذا ما منصف سألا

العماد أول مصطفى طلاس مكتبة الأسد الوطنية – دمشق 28/11/2007

-كلمة ثائر منصور الأطرش في حفل تأبين والده منصور سلطان الأطرش، دمشق، مكتبة الأسد الوطنية، 28/11/2007.

أيها الأهل والأحباء، أيها الأصدقاء، أيها الحفل الكريم، مساء الخير. أرحب بكم أجمل ترحيب في احتفال الوفاء لذكرى فقيدنا الكبير، وأعتذر باسم أسرته وأصدقائه عن أي تقصير في الدعوة، فأنا أعرف تماماً أن محبّي فقيدنا كثر ولم نتمكن من دعوتهم كلهم بسبب الأمكنة المحدودة. لذلك تمّ اختيار زهرات من باقة زهور تفوح بالوفاء والمحبة والإخلاص لرجل كان يوماً ضمن هذه الباقة، أحبها فأحبته وأخلص لها فبادلته إخلاص بإخلاص ووفاء. أيها الحفل الكريم، لقد مرّ عام على رحيل والدي، صديقكم المغفور له منصور سلطان الأطرش، وقد كان هذا العام صعباً وشاقاً عليّ شخصياً وعلى أسرتي، فقد فقدنا سنداً حقيقياً وجبلاً شامخاً من جبل شامخ كان وما يزال رمزاً لشموخ الوطن وصخرة منيعة في ركن أساسي من أركانه. ولكن محبة الناس وعواطفهم التي رافقتني في هذا العام كانت بلسماً حقيقياً خفف كثيراً من المصاب الجلل؛ وكما يقولون في جبل العرب: "نفس الرجال يحيي الرجال". كما كان هذا العام أيضاً قاسياً على أختي ريم التي رافقته في مرضه وقدمت له كل ما يتوجب على ابنة بارّة بأبيها في أصعب ظرف يمكن أن يمر به إنسان، وكانت خير سند لي في تحمّل هذا الوضع الصعب. كذلك كان شاقاً ومضنياً على والدتي، هذه المرأة العملاقة الصامدة التي عاشت مع المرحوم والدي خمسين عاماً اقتسمتها معه بحلوها ومرّها بشموخ وكبرياء، كانت فيها الرديف والسند وكانت الزوجة والأم التي حمت بيتها وساعدت زوجها في كل المحن التي تعرّض لها. هكذا الرجال العظام يلتفتون لمجابهة الصعاب لأنهم مطمئنون أن وراءهم نساء عظيمات يصنّ البيت والأسرة. فتحية حب وولاء وإجلال لها في حزنها الجلل. أيها الأصدقاء، لقد تحدث الخطباء في كلماتهم عن منصور الأطرش كلّ من الزاوية التي عرفه بها؛ والحديث عن منصور الأطرش وعن مناقبه وصفاته هو سهل ممتنع: سهل لأنه كان واضحاً كالشمس، وممتنع لأنك تتحدث عن إنسان جمع كثيراً من الصفات في مختلف المناحي، تخشى أن تنقصه قدره إن نسيت أو أغفلت. لقد كان منصور الأطرش مدرسة في القومية والوطنية، مدرسة في الرجولة والشجاعة، مدرسة في الالتزام بالمبادئ، مدرسة في التواضع والأخلاق الإنسانية الرفيعة، وكان مدرسة عليا في اللاطائفية والعلمانية، وهذه المدرسة تعلّم منها كل مَن عاشره سواء أسرته الصغيرة أم أسرته الكبيرة؛ وكيف لا وهي المدرسة التي وضع حجر الأساس لها القائد الكبير سلطان باشا الأطرش وأكمل بناءها البعث العربي الاشتراكي. أيها الحضور الكريم، لقد كانت علاقة والدي بالقومية العربية علاقة عضوية، وكان عمله في الحقل العام ينطلق دائماً من هذه العلاقة، وقد كان العمل القومي المشترك والوحدة العربية هاجسين يلازمانه دائماً، وبقي حتى أيامه الأخيرة يؤكد على ذلك. وما مشاركته في لجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية، ورئاسته للّجان الشعبية لنصرة العراق وعمله الدؤوب على لمّ شمل قطرَيْ البعث سورية والعراق إلا برهان على تلك العلاقة العضوية وعلى إيمانه الكبير بالعروبة والقومية العربية. وأذكر حين زرت العراق معه أنه كان يقول ونحن نقطع البادية السورية والعراقية بأن هذا العمق الجغرافي لسورية يُحسَب له حساب في مقاومة أي غزو صهيوني للأرض العربية، فالحدود مع إسرائيل بعيدة وعميقة عمق هذه الصحراء؛ وحين كان يجابَه بأنه تفكير غير واقعي أو لم يعد له وجود الآن كان يقول:"ومَن قال لكم إن الحلم ممنوع في السياسة؟! إن أي فكرة في العالم تبدأ حلماً ويمكن تحقيقها بالسعي الدؤوب إليها، والواقع السيء للانقسام العربي لا يلغي حلم الوحدة". كذلك كان إصراره على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع المغتَصَب من الأرض، وكان يركز على تعميق وتجذير ثقافة المقاومة بكل أشكالها ومنها مقاومة التطبيع. هذه المقاومة التي لا تحتاج إلا إلى جهاد مع النفس لتبقى النفس سويّة غير منحرفة. وهنا أقتبس مما كتبه في العام 1999 في هذا المجال:"هناك مَن يعتقد أن التآخي بين العرب والإسرائيليين ستفرضه المجاورة في الأرض، ونحن نعتقد أن المجاورة في الأرض ستذكّرنا دوماً وأبداً بأرضنا المغتصبة، وأن إسرائيل التي نسجت أسطورة العودة إلى أرض الميعاد وحققت فيما بعد هذه الأسطورة تعطينا المَثَل الوحيد الجدير بالاقتباس، ألا وهو نسج أسطورة جديدة تبدأ مع نهاية القرن العشرين: هي تحرير الأرض المقدسة وتحرير القدس أغلى مدينة على نفوسنا، جيلاً بعد جيل وإلى الأبد". أيها الأحباء، لقد كان الانتماء للوطن والالتزام بقضاياه من المسلّمات في حياة منصور الأطرش، وكان دائماً على استعداد لبذل الغالي والنفيس لخدمة هذا الانتماء وتمتين هذا الالتزام. وحين يتعرّض الوطن للخطر يصبح الخلاف في وجهات النظر السياسية في المقام الخلفي، وتوحيد جهود القوى السياسية الوطنية في المقام الأول بالنسبة له؛ وكان لا يتورّع عن النزول إلى الشارع إذا اقتضت الضرورة في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن، والأمثلة على ذلك كثيرة في حياته. لقد بدّى المواطنة على كل انتماء آخر، كيف لا وهو ابن الثورة السورية الكبرى التي كان شعارها "الدين لله والوطن للجميع". وكان يرى أنه لا بد من الاستفادة من تجارب الأمم وعلى الأخص الغرب الأوروبي الذي هدأت حروبه بعد أن قدّم المواطنة على الدين والمذهب. كما دعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية، ولم تكن دعوته مجرّد دعوة لتعاضد الأديان والمذاهب والطوائف، إنما كانت نداء لاستنفار القوى الوطنية ووضع الجاهزية الوطنية في حالة الحركة بحيث تسبق هذه الجاهزية كل دعوة لموقف وطني متّحد. أيها الأخوة، إذا أردنا الحديث عن كل مناقب فقيدنا الغالي نحتاج إلى مجلّدات، ولست أدّعي القدرة على ذلك، ولكنني أدعو المهتمين بهذا المجال والذين يعرفون منصور الأطرش أن يعيدوا قراءة أفكاره ويضعوها في خدمة الأمة. لقد غاب جسد منصور الأطرش عنا ولكن تراثه الفكري والاجتماعي مَعين باقٍ بين أيدينا يجب أن نغرف منه بوعي وفهم حتى نتابع مسيرة الحياة؛ ويجب أن نعلم أن الفراغ الكبير الذي تركه يعوّض بالعمل الدؤوب على زرع هذا التراث في ذاكرة الأجيال القادمة ورعايته وحمايته حتى يثمر جيلاً محباً للوطن، مؤمناً بالأمة وقدرتها على الصمود في وجه كل المخاطر المحدقة بها. إن ما يحدق بالوطن من مخاطر تهدف إلى تفتيته والقضاء عليه وتحويله إلى دويلات وطوائف حتى يسود النموذج الاسرائيلي للدولة الدينية والمذهبية يحتاج إلى جهاد وجهاد، جهاد مع النفس وجهاد مع العدو، وأهم ما في هذا الجهاد هو نشر الوعي القومي والوطني عبر قراءة التاريخ، فهذا المشروع التفتيتي عُرِض على الشعب السوري سابقاً ورفضه وثار ضده حيث كان من أهم أهداف الثورة السورية الكبرى في العام 1925 هو توحيد البلاد السورية تحت شعارها الشهير؛ فمَن رفض أجداده وآباؤه هذا المشروع وبذلوا حياتهم في مقاومته في زمن ما، لا يمكن له أن يقبله في زمن آخر، والهوية القومية والوطنية هي هوية جيل الأحفاد والأبناء ولم تكن ولن تكون لهم إلا هذه الهوية. هذه هي مهمة الجيل الذي ورث منصور الأطرش، وأنا أدرك أنها مهمة صعبة وحملها ثقيل، ولكنها يمكن أن تتحقق بالفهم الصحيح لهذا الإرث والعمل المشترك لنشر وترسيخ المبادئ والقيم التي حملها منصور الأطرش. وهنا أحب أن أشير إلى أن أختي ريم قد بدأت بخطوة أولى وبسيطة على هذا الطريق وأنشأت موقعاً على الأنترنت لهذا الرجل العظيم.

في الختام أتوجه بالشكر لكل مَن ساهم معنا في إنجاح هذا الاحتفال التأبيني من أهل وأصدقاء، وأخص بالشكر الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية، والأستاذ محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد للحزب، والدكتور بسام جانبيه عضو القيادة القطرية، وإدارة مكتبة الأسد الوطنية الذين اقتدوا برئيس البلاد في تقديم كل ما يلزم لتكريم فقيدنا بما يستحق من تكريم: فشكراً لهم جميعاً. أشكر حضوركم الكريم ومشاركتكم الصادقة النابعة من الوفاء لهذا الرجل العظيم. وأشكر ضيوفنا من لبنان ولجان نصرة العراق من المحافظات السورية، وضيفنا الغالي من مصر العروبة. لفقيدنا الرحمة ولكم حسن البقاء، والسلام عليكم.

رثاء

عدل

قالوا ترجّل فارس الساح منصور ******* ولا مَنْ يشوفه باسماً حين يلقاه

شبل العرين اليوم ما له ترى حضور ******* صرنا يتامى بعد غيبة محياه

يا ويّْ دارٍ شاد لها عاليَ السور ******* ويا ويّْ قاعٍ صانها بذود يُمناه

دار العروبة حظها اليوم عيثور ******* مَنْ هو بعده قام ينصر قضاياه

ومن هو بعده للملا رادعَ الجور ******* ومَنْ هو مثله نايفاتٍ مزاياه

ستين عاماً رافعاً مشعل النور ******* يهدي التياها بلجّ ليل المعاناه

لا كَلّ مَتْنَهْ من ثقيلات الأمور ******* ولا فَلّْ عزمَهْ هول ضيمٍ تغشلاه

لاجل المبادي يرخِص الروح مسرور ******* ولا ضَنك عن جاد المبادي تنحّاه

لو التماني نيلِها كان ميسور ******* تمنّيت لَهْ ... عمر النسورَهْ بعلاياه

لَ يشوف بيرق عزّنا صار منشور ******* فوق العراق... وفوق قُدسَهْ تمنّاه

وتوحَّدتْ قاع العَرَب بين البحور ******* ولا ظلّْ حدٍّ فاصلٍ طود أو ماهْ

وعِلجٍ غزانا بأمسنا راح مدحور ******* من هول ضربات المقاوم يقول آه

يا حيف شبلٍ من ظنا ليث هيصور ******* ودَّع قصورَهْ وأصبح الرمس مثواه

وعانق ترابٍ من جدودَه بَهْ عطور ******* ليَّا هَنوَّهْ رِمِسْ ضَمَّهْ وواراه

بالأمس نمنا وفارس الساح حيذور ******* يرقَب عدوَّ الدار ينحي بلاياه

واليوم غافي بجنَّة الخُلد مبرور ******* وحنّا سهارى نذرف دموع فُرقاه

لو الدمع يحيي من الموت منصور ******* بكْيَتْ عيونَ الناسْ دمٍ بَدَلْ ماه

ولو الفِدا بالروح ينفع لها دور ******* الكل منّا يِرخِصْ الروح فدواه

وِش لي بروحي بعد ما غاب منصور ******* وانْ طال عمري بعد منّه بليّاه

مرحوم يا بدر سما بين البدور ******* مرحوم مَنْ فِعْلَهْ يخَلِّد سجاياه

إلى روح المرحوم منصور الأطرش في الذكرى السابعة لرحيله

عدل

شعر جميل حداد

يا سليل الرجال قد غبتَ عنّا ***** فعزاء لنا بمن كان منّا

كنتَ شبلاً يعيش في بيت أسد**** مُتَّ شبلاً عرينه لا يُثنّى

عاش فيك الجهاد إرثاً وطبعاً **** طاب فيك الجهاد إرثاً يُكنّى

كنتَ فخر الرجال والإرث فخر*** لك للعرب للذي غاب عنّا

يا عميد الأجيال قد متَّ صبراً *** ضقتَ ذرعاً بكل ما تتمنّى

يا عميد الأجيال قد متَّ قهراً *** وتركتَ الأهوال تورق حزنا

قد عفاكَ الرحمن منظر هول *** إننا اليوم غير ما فيه كنّا

كنا في أمسنا ننوح عليكم **** كان فينا النواح يُزكي المجنّ

كنتَ فينا الرشيد يوم وداع **** كنتَ رشداً وراشداً مطمئنّا

كنتَ في ذروة الشهادة مجداً *** كنتَ مغبوننا ولا ترضى غبنا

قد ورثتَ الأمجاد تُزكي حماها ** ودفنتَ الأحقاد حباً وحسنا

كنتَ في قمة الشموخ مناراً **** لمريديك بل عطاءً ومُزنا

لفّك الدهر في حنايا تراب ***** كان طهراً لكم وطهرك أغنى

نمْ قريراً وبلّغِ الصحب جمعاً *** أننا لاحقون بالرغم عنا

نمْ قريراً فرحمة الله تُتلى **** فوق قبر أمجاده تتغنّى

المراجع

عدل
  اقرأ عن منصور الأطرش. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  توجد ملفات عن: منصور الأطرش في ويكيميديا كومنز.