مرام المصري
شاعرة سورية
مرام المصري (2 أغسطس 1962) شاعرة سورية.
مرام المصري |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
اقتباسات
عدل- القصيدة هي ذراع وحضن كتف وظهر . بها أعانق الكون بها أمسح له شعره وأربِّت على ظهره، بها أفتح أبوابه المغلقة ونوافذه المغبرة . أراقب نمله وغباره اضم بها اليتامى وامسح دموع الأمهات أفكك طلاسمه أوسع جدرانه إن لم أحطمها .
- لا أدري فيما إذا كنت توافقني بأن الشعر ليس فقط بكتابة قصيدة ؟ يُختزل العالم أيضا بلقاء العشاق بالحرية عندما يخرج السجين بالنجاح بقبلة بسقوط الدكتاتور بتوقف الحرب بالشعر إذ إنه ليس فقط مصنوع من كلمات بل هو ما يجعل من كل شي حيا جميلا وإنسانيا حتى الألم.
- أن الكتابة ليست سهلة لأنها التنفس بشكل آخر والنظر بشكل آخر والنوم بشكل آخر واليقظة بشكل آخر، بقدر ما هي كرم بقدر ما هي أنانية تأخذك من كل شيء، تضع الصمغ في أذنيك لكي لا تلبي نداء الحياة والعجيب أنها تبلعك كالرمال المتحركة، في الوقت الآن نفسه هي أيضا حياة حياة داخل حياة كأن تكون في مطعم ماكدونالد والسيارات تعبر الباص وسط الناس وصخب الأطفال وأنت بهدوء تكتب قصيدة أو تجمع أفكارك، هي الغرفة التي تدخلها لوحدك وأنت محاط بكل هذا تصبح ثقلا عندما تجد نفسك وجها لوجه أمامها تحاصرك وتأمرك حتى أن تكتب.
- المسافة بين العزلة والوحدة قصيرة وملغومة، العزلة فعل اختياري بينما الوحدة هي الإحساس، غامض أن تموت فلا تجد نظرة مُحب تنظر إليك، جميعنا من وقت لآخر يشعر بالوحدة لا أدري فيما إذا كان الجميع يفهمها، هل الرُعاة يترجمونها كما يترجمها المثقفون هل العمال والفلاحون ومن ليس لهم وقت يفكرون بها ؟
- طبعا لدي طقوسي للنسيان وللذاكرة أيضاـ تتمثل في الكتابة ففي الكتابة نضع كل حياتنا قصص حبنا أحلامنا خيباتنا فعندما أتحدث عن كتبي لا أستطيع إلا أن أتحدث عن حياتي وما مررت به فكل كتاب هو مفرق أخذني لطريق آخر لمفرق آخر كدرجة من سلم يقودني إلى آخر، وكأنني أوثق حياتي في كتبي لربما أضحي بي بان أفضح نفسي وأعرضها لجميع الذين أعرف بأن من الممكن أن تكون نظرتهم قاسية، وبعد كل قراءة أعود وأتساءل لماذا أتعرى هكذا ؟ ما هو مرامي ؟ بالطبع أريد أن أحب ولكن أكثر من ذلك أريد أن أضيء زاوية معتمة أو مهملة لفهم الحياة فأنا أعتقد بأن الأدب يرقى بنا ويجعلنا أفضل، إنما الآداب والفنون الرقص والرسم والغناء هم الوجه الحضاري لإنسانيتنا من خلالهم نكسر الحاجز الذي يحيط بنا ليسهل التعارف والعيش بشكل أفضل.
- أحتفي بالجسد كما أحتفي بالروح وأفكك طلاسهما، الجسد منزل الروح أحيانا تهجره وأحيانا يضيق بها وأحيانا أخرى يخونها وتخونه، هو الذي يتحول ويتغير ويفنى وتبقى هي خالدة.
- الكتابة هي سلوك أيضا لا أستطيع ان افرق بين السلوك الحياتي والكتابي، الكتابة هي إعادة تشكيل للأشياء وأحيانا هدمها وأحيانا نكشف ذاتنا عبر النص الذي نكتبه ونصبحه بشكل ما، لا أكتب شيئا لم أعشه وإن كتبت ما لم أعش لأصبحت كمن يكسي الحقائق بالغبار.
- 22 مايو 2022؛ مقابلة مع «طيوب» [1]
- في طفولتي، كانت أمي دائمًا تحكي لي حكاية الوحش الضخم جدًا، الذي كان قد حكم عليه بالسير للأمام، فإن عاد إلى الوراء سيموت. وكان في طريقه يحطم البيوت والأشجار من دون أن يقصد ذلك، ولكنه لم يكن يملك خيارًا آخر. وفجأة التقى في إحدى القرى بفتاة طيبة وحنونة، غنّت له وتعاملت معه بحنان رغم أنه وحش وبشع، وراحت تخاطبه بكل الألفة وتقول له كم أنه يتسبب بعذاب للآخرين لمجرد أنه يسير. عند ذاك توقف الوحش، وصمت طويلًا، ثم قرر العودة وهو يعرف أنه بمجرد استدارته إلى الوراء سيموت. أنا أريد مما أكتبه الآن أن يكون مثل غناء تلك الفتاة فحسب.
- الشعر هو المكان الذي نتعرف فيه على العالم وعلى الآخرين، وابعد من ذلك، هو المكان الذي نتعرف فيه على أنفسنا، فهو يفتح او يكسر الجدران التي تحيط بنا، تلك الجدران التي بنيناها نحن لتحمينا، وتلك التي بناها المجتمع والأديان لكي يحافظ على الهيمنة. الشعر يسهل معرفتنا بالآخر، يبني جسورا، يمهد طرقا، يهدم حدودا ليجمعنا، ففي كل قصيدة نقترب من الاخر، نحاوره، نقاربه.
- الأدب الحقيقي يلذع أحيانا ويترك أثرا ظاهرا، وأحيانا أخرى يمر ذلك الأدب أيضا كمياه البحار والانحدار بنعومة، إلا أنه يغير شكل الحصى والصخور، وأحيانا يفتتها.
- المنفى هو الموت كثيرا والولادة قليلا. انفصام وانفصال. هو العيش بنصف قلب، وهو الركض بقدم مجروحة، وإحساس من يمشي على حبل يصل بين جبلين ولكنه لا يصل لأي منهما. هو النوم على سرير من غيوم. نتحايل على عقاربه بقوة الأمل والذكريات، ونكذب على أنفسنا باننا سنعود ونعرف جيدا باننا لن نعود. لأن منفانا أصبح داخلنا، استوطن بنا، ونحن بدون أوطان نبقى غرباء أينما ذهبنا.
- أن تكون من سوريا هذا يعني أن تكون قد قضيت بعض الليل وأنت تفكر بمن يموتون وماتوا في السجون، ماتوا ويموتون من الجوع والبرد والحر والحزن والقنابل والكيماوي.
- الثورة التي حلمنا بها طويلا غيرت بي الكثير. جعلتني أرى العالم بشكل آخر، نزعت عن عيني غشاوة السذاجة والبراءة التي غطّت بصيرتي، تعرفت على الإنسان بوجوهه المتعددة! الثورة السورية بالنسبة لي كانت كصدمة كهربائية تشبه تلك التي يحدثونها على صدر من توقف قلبه. وبالوقت نفسه أعطتني أجنحتها لكي أحلق معها، وأسقط وأعود وأطير من أجلها.
- نحن شعوب محرومة من الحرية، بنسائنا ورجالنا. الحرية بالنسبة لنا هي الفاكهة المحرمة المحبوبة والمكروهة، المشتهاة والمنبوذة، المقدسة والمدنسة، المعبودة والمنتهكة. كل الحريات بقيمها الإنسانية النبيلة تحقق علاقة سليمة بين الشعوب وكذلك بين الأفراد، وتقييد الحرية يبدأ في قوانين المدارس، والبيت، والشارع... نرى نساء يتمتعن بالحرية وأخريات يُقتلن. كل الشعوب لها الحق بممارسة الحرية، وبالعيش تحت أجنحتها، فكيف لا يحق للشعب السوري العريق ألا يتمتع بها؟ إنها حقه الشرعي والطبيعي، لا حرية بدون عدالة واحترام القوانين التي تحفظ كرامة الفرد وتحرص على حقوقه وتؤمن له حياة كريمة.
- 18 يونيو 2023؛ مقابلة مع تلوزيون «سوريا» [2]