مارغريت آتوود

كاتبة كندية


مارغريت إلينور آتوود (بالإنجليزية: Margaret Atwood) روائية وكاتبة كندية وشاعرة وناقدة أدبية وناشطة في المجال النسوي والاجتماعي. ولدت في 18 تشرين ثاني 1939 وهي أحد أهم كتاب الرواية والقصص القصيرة في العصر الحديث. حازت على جائزة آرثر سي كلارك في الأدب والعديد من الجوائز والأوسمة الرسمية في كندا وولاية أونتاريو. وهي أحد زميل في الجمعية الملكية الكندية. كانت من بين المرشحين الأوائل للحصول على جائزة بروكر خمس مرات, وفازت بالجائزة مرة واحدة. وبالرغم من أن شهرتها كانت نتيجة كتاباتها المميزة كروائية كندية إلا إن شعرها نال قبولاً واسعاً كذلك ولها العديد من المجموعات الشعرية الناجحة والتي بلغت 15 مجموعة شعرية حتى الآن.

صورة معبرة عن مارغريت آتوود
صورة معبرة عن مارغريت آتوود
Wikipedia logo اقرأ عن مارغريت آتوود. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مارغريت أتوود، 2015

«البينلوبية» لمارغريت أتوود ... بلا قناع[1]

عدل

هل نحن ما نبدو عليه؟ وكيف يمكن أن نكشف الحقيقة؟ هذا ما تنشغل في رواية «البينلوبية» بالإجابة عنه من خلال التدقيق بالتفاصيل الصغيرة، ومقارنة الأساطير والمرويات والإشاعات، ومن خلال الكتابة عبر الأجناس، واستخدام تقنيات حداثية مثل السرد الشعري، والارتداد (فلاش باك). بينلوب المخلصة الصابرة التي انتظرت زوجها المغامر الخارق صاحب خدعة «حصان طروادة» التي مكنت جيش أغاممنون من دخول طروادة وتحطيمها والعودة بخيراتها وبهيلين زهرة الخراب التي لا تذبل. وحدها بينلوب ظلت رمزاً للإخلاص؛ فهيلين الفاتنة سببت بهروبها من زوجها مع باريس، الحرب، وحين عاد أغاممنون منتصراً قتلته زوجته المنتقمة «كليتمنسترا» بمساعدة عشيقها قائد الجند. وحدها بنيلوب بقيت رمزاً للإخلاص على مدى آلاف السنين، فهل كانت كذلك فعلاً؟ وهل ما روي عنها وعن الملحمتين الخالدتين حقيقة أم مبالغة أم افتراءات لا أساس لها؟ تواجه الكندية مارغريت أتوود (ولدت 1939) الإلياذة والأوديسة، بروايتها «البينلوبية» التي صدرت ترجمة عربية لها أخيراً بتوقيع المصري عمرو خيري عن «سلسلة الجوائز» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب. تختار أتوود أن تكون بينلوب هي كاشفة الحقيقة أو حاملة الوعي الممكن، ومن هنا نعرف لماذا اختارت لروايتها ذلك العنوان؛ ففي مواجهة إلياذة هوميرس وأوديسته تأتي البينلوبية؛ إشارة إلى أنها ستقدم رؤية مخالفة للمتعارف عليه.

 
مارغريت أتوود، 19.10.2009

تنزع أتوود إلى تفكيك الملحمة الأسطورية؛ ولأن من خصائص الملاحم كثرة الشخصيات والأحداث والأماكن مع التعقد والتداخل؛ فقد اختارت بنية شديدة التعقيد، تجمع بين الأجناس الأدبية كافة. فثمة فصول تنتمي إلى الشعر مثل الفصلين الثاني والثالث عشر، وثانية إلى جنس المسرح مثل الحادي عشر، وثالثة إلى الدرس النقدي مثل الرابع والعشرين. علاوة على أن كل فصل يحمل سمات القصة القصيرة؛ التركيز والتشويق والوحدة البنائية؛ فكأننا أمام نص جامع في مواجهة الملحمة الجامعة. الحدث الملحمي في الإلياذة هو غضب أخيل لقتل صديقه وابن عمه باتروكلوس، ورغبته في الانتقام له، لذلك، فأول كلمات الإلياذة هي «الغضب، غني أيتها الربة غضبة أخيل بن بيليوس المدمرة»، والحدث في الأوديسة هو أوديسوس ورحلته؛ لذلك بدأت بـ «غني ربة الشعر عن الرجل الرحالة الذي هام يجوب الآفاق...». تفتتح أتوود روايتها بـ «المعرفة» والتمهيد لنقلها: «هأنذا قد مُتّ فأصبحت أعرف كل شيء». ما الذي تقدمه بينلوب هنا غير ما عرفناه في ملحمة هوميروس وتضاعيفها لدى يوربيدس وغيره؟ ببساطة إنها تقدم الحقيقة؛ القلب الإنساني والعين الإنسانية، وبكلمة: لا قناع. في الفصل الأول تلجأ الروائية إلى حيلة أن بينلوب تحكي الرواية من قبرها، وقبول القارئ هذا الأمر سيجعله يتوقع أن النص سيسير على خطا الملحمة بجمعه الحكايات الخرافية جنباً إلى جنب مع الأحداث الكبرى، لكن الفصول تمارس بذكاء تجريد الملاحم من أسطوريتها؛ حتى مع الشخصيات الأسطورية الأساس مثل جنية الماء أم بينلوب التي يكشف السرد عن أنها كانت امرأة ماهرة على رغم وصفها الأول «جنية الماء التي لا تجيد أي شيء»، فنصائحها لبينلوب بأن تكون كالماء الذي لا يُمسك هي ما ساعدتها على أن تحفظ بينلوب عرشها حتى عاد زوجها. القصة ظاهرياً لا اختلاف فيها؛ فبينلوب تتزوج أوديسوس بعد فوزه في المسابقة التي أعدت لذلك، وتنجب له ابنه تليماخوس، وحين تفر هيلين مع مارس ويقرر أغاممنون الحرب يسافر أوديسوس ولا يعود حتى يظن الناس أنه مات، ويحيط الخُطَّاب الطامعون بقصر بينلوب التي تظل منتظرة حتى يعود زوجها. لكن الظاهري لا يكفي، فتلجأ أتوود إلى التفاصيل الصغيرة بادئة بسؤال: لماذا قتلت الخادمات المقربات من بينلوب مرة واحدة؟ هل أثرت العلاقة الهامشية بين هيلين وبينلوب في الأخيرة؟ هل حقدت بينلوب على هيلين؟ هل سخرت هيلين من بينلوب؟ هل أحب أوديسوس بينلوب؟ هل أحبته؟ هل خانته مع الخُطَّاب سراً بمساعدة الخادمات؟ هل «نحن ما نبدو عليه»؛ كما قال أوديسوس لها بعد عودته؟ نحن إذاً، أمام نص يحتفظ بالإطار العام للملحمة لكنه يعيد تكوينها، عبر بينلوب. لماذا يعيد التكوين؟ هذا ما يمكن كل قارئ أن يجيب عنه كما يتراءى له. لو أخذنا تفكيك غياب أوديسوس نموذجاً فسنجد أن بينلوب تقارن بين الروايات: «جاءت الإشاعات، تحملها السفن الأخرى: أوديسوس ورجاله ثملوا في الميناء الأول الذي يطأه وتمرد الرجال/ ويقول البعض لا، بل أكلوا من نبتة مسحورة فقدوا بسببها الذاكرة، وأوديسوس أنقذهم بعد أن ربطهم وحملهم حملاً إلى السفن». يقول البعض أن أوديسوس تشاجر مع السيكلوب العملاق ذي العين الواحدة/ فيقول البعض لا، بل هو صاحب الحانة الأعور، وكانت معركة على دفع الحساب. يقول البعض أن قوماً من أكلة لحوم البشر أكلوا بعض الرجال/ فيقول البعض لا، بل هو شجار من الشجارات المألوفة، شمل عض الأذن ونزيف الأنف والطعنات وبقر البطون. قال البعض أن أوديسوس حل ضيفاً على ربة في جزيرة مسحورة، وأنها حولت الرجال إلى خنازير – وهي ليست مهمة صعبة في رأيي – ثم حولتهم مرة أخرى إلى رجال، لأنها وقعت في هواه وراحت تطعمه من أطايب الطعام الذي أعدته بيديها الخالدتين، «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»، وأنهما كانا ينامان معاً كل ليلة وقد ذهبت اللذة بعقليهما/ فيقول البعض لا، بل هو بيت عاهرات محترم وأنه ينام مع «المعلمة» مجاناً. إن صدقنا أن هناك أكاذيب، فمن صنعها؟ ولماذا تحكي بينلوب ما يرد لها مسبوقاً بكلمة «إشاعات»، وهل كانت تعرف أنها كاذبة: «غني عن القول أن الشعراء أخذوا هذه الأنباء وجملوها وطرزوها كثيراً. كانوا دائماً يقصون النُسخ الأرقى والأنبل من الحكايات في حضوري، حيث أوديسوس ماهر وشجاع واسع الحيلة يقاتل وحوشاً أسطورية خارقة وتعشقه الربات. السبب الوحيد لعدم عودته إلى البيت هو أن رباً – رب البحر بوسيدون كما قال البعض – يتحداه، لأن السيكلوب الذي أصابه أوديسوس بعاهة مستديمة هو ابنه. أو أن زمرة من الآلهة ضده. أو هي بنات القدر، أو شيء ما. المهم – كما ظهر من أناشيد الشعراء ومن ثنائهم عليه ومديحهم له – أن قوة ربانية جبارة – لا أقل – هي القادرة على منع زوجي من أن يهرع مسرعاً قدر الإمكان إلى ذراعي زوجته المحبة العذبة». وحين نأتي إلى النقطة المهمة؛ لماذا صمتت بينلوب؟ لماذا لم تقل لهم توقفوا عن الكذب؟ فإن النص يقول: «فكلما زادت مبالغاتهم، علت قيمة الهدايا التي يتوقعونها مني. وكنت دائماً أمتثل. حتى المبالغات الواضحة المفضوحة تبعث على الراحة عندما لا يُتاح لك غيرها». هكذا، يعود أوديسوس إلى أحضان محبته، وحين تحاول أن تبين له أن الشباب ولى وأنها ليست تلك الفاتنة التي تليق به: «وهكذا مضينا إلى السرير نفسه الذي أمضينا عليه ساعات سعيدة كثيرة في بداية زواجنا، قبل أن تفكر هيلين في الهرب مع باريس وتشعل نار حرب وتجلب التعاسة على بيتي. كنت سعيدة أن الوقت أصبح ليلاً، بما أن الظلال ستُظهر قدراً أقل مما خط الزمن فينا. قلت: لم نعد شباباً ربيعياً كما كنا. قال أوديسوس: نحن ما نحن عليه. ولكن تبقى الأسئلة مشتعلة: هل جرى هذا فعلاً بالكيفية التي روي بها؟». بقي أن المترجم المصري بذل جهداً مضاعفاً في تتبع المفردات والأحداث؛ إذ إن المعاجم اللغوية لا تفي بالحاجة عند العمل على مفردات ذات بعد تاريخي أو اجتماعي، ويظهر ذلك الجهد في سلاسة الترجمة وتناغمها وعدم وجود تفسيرات مخالفة لما يعرفه دارسو الملاحم، وفي الشروح الميسرة الدقيقة، وفي التسميات المطابقة. كما أنه تأثر بالانحراف الأسلوبي الذي انتهجته المؤلفة فقام بتحويل الأمثال التي ترجمها إلى العامية المصرية مع وضع هامش بالترجمة اللغوية الفصيحة، كما أنه أضاف عنواناً جانبياً (بينلوب وأوديسوس) لتقريب العمل للجمهور. أهم ما تطرحه هذه الترجمة، إضافة إلى مضمونها، هو ما ورد في مقدمة المترجم المخطوطة: نُشرت هذه الرواية القصيرة 2005 بعد أن اقترح عليها ناشرو «سلسلة أساطير كانونجيت» كتابة رواية قصيرة تعيد فيها رواية أسطورة من اختيارها، ألا يلفت انتباهنا هذا إلى ضرورة وعي دور النشر إلى ما ينشر؟ ألا يلفت انتباهنا هذا إلى ضرورة وجود خطط مسبقة تتم الاستعانة بالمبدعين الحقيقيين لتنفيذها؟ هل كانت دار النشر تعرف أن روايتها تلك ستترجم إلى ثلاثين لغة، وستحول إلى نص مسرحي، وستبيع هذه المبيعات الكبيرة، مع أنها تتعامل مع حكاية قديمة عولجت آلاف المرات؟ فهل سيملك المحتوى العربي خططاً للنجاح فيتآمر الجميع لإنجاحه، أم سيظل بلا خطة نجاح وتلك خطة جاهزة للفشل؟

أشهر اقتباساتها

عدل


  «الرغبة بأن تكون محبوباً هي الوهم الاخير, تخل عنها وستكون حراً»  


  «سوف يبقى الظل الذى يلوح فوق إسرائيل إلى أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم «الشرعية» داخل حدودها المعترف بها دوليًا»  


  «تلك اللحظة التى بعد سنوات عديدة

من العمل الدءوب والرحلة الطويلة،
تقف فيها وسط حجرتك،
بيت، نصف فدان، متر مربع، جزيرة، بلد.
تعرف في النهاية أنك وصلت إلى هناك
وتقول، إننى أمتلك ذلك،فى اللحظة نفسها التى تصبح فيها الأشجار غير طليقة،
أذرعها الناعمة من حولك تحيط بك،
الطيور تهجر لغتها،
الجروف تتصدع وتنهار،
يتحرك الهواء بعيدًا عنك كأنه موجة
ولا تستطيع التنفس»  



  «يهمسون قائلين لا، إنك لا تمتلك شيئًا.

لقد كنت زائرًا، المرة بعد المرة،
تتسلق التل، وترفع العلم، وتجهر بالإعلان.
نحن لم نكن لك قط.
إنك لم تجدنا قط.
كان الأمر دائما على العكس من ذلك»  



  «في اسرائيل، كان الظل مخيما. لماذا كانت جميع الأشياء ترتعش قليلاً وكأنها سراب؟ لماذا كانت تلك لحظة تماثل تلك السابقة على التسونامى، حيث كانت الطيور ترتفع لتبلغ رءوس الأشجار، وتصعد الحيوانات إلى التل لشعورها بقدومه»  


  «قال لى شخص ما: «أستيقظ كل صباح ولدى شعور بالخوف». وقال آخر: «إنه مجرد رثاء للذات وإيجاد عذر لما يحدث». وبالطبع يمكن أن تكون مشاعر الخوف والرثاء للذات حقيقية، لكنهما عندما كانا ينطقان بعبارة «ما يحدث» كانا في الواقع يعنيان الظل المخيم على الجميع»  


  «قيل لى إن الإسرائيليين سوف يحاولون ستر هذا الظل. لكنهم بدلاً من ذلك، ظلوا يتحدثون عنه بلا توقف. فبعد دقيقتين من بدء أية محادثة، يظهر الظل. لكنه لا يسمى الظل، بل «الموقف»(situation). وهو يسكن كل شىء»  


  «ليس الظل هو الفلسطينيون، بل إنه معاملة إسرائيل للفلسطينيين، المرتبطة بمخاوف الإسرائيليين الذاتية. وكلما جرى التعامل مع الفلسطينيين بطريقة أسوأ بدعوى تلك المخاوف، أصبح الظل أكبر، وزادت معه المخاوف، وبالتالى تتضاعف مبررات هذه المعاملة»  


  «تعتبر محاولات إسكات الانتقادات مشئومة، مثلها مثل اللغة المستخدمة. فبمجرد أن تبدأ في مناداة الناس بأسماء مهينة، كـ«الأفاعى»، فإنك بذلك تقوم بإفنائهم. وسوف أشير إلى مثال واحد، وهو أن هذه الأسماء أطلقت على قبيلة التوتسى قبل شهور قليلة من بدء المذبحة ضدهم في رواندا. فقد أظهرت الدراسات أن الناس العاديين يمكن دفعهم إلى ارتكاب أهوال إذا ما قيل لهم إنهم يقومون بذلك دفاعا عن النفس، من أجل «انتصار» أو فائدة من الإنسانية»  


  «لست يهودية ولا إسرائيلية ولا فلسطينية ولا مسلمة لم أتابع «الموقف» عن قرب، بالرغم من أننى مثل أغلب الناس، شعرت بالأسف إزاء العنف وتمنيت أن تكون النهاية سعيدة بالنسبة للجميع»  


  «أفضل تجنب الحديث في موضوع فلسطيني - إسرائيلي ، لأن ذلك سرعان ما يتحول إلى مباراة للصراخ. (لماذا حدث ذلك؟ عندما يجد العقل أمامه خيارين غير محببين إليه، فإنه يختار أحدهما باعتباره أقل سوءا، زاعما أنه خيار جيد، بينما يقوم بتشويه الآخر)»  


  «عندما كان وفد مدرستى الثانوية يمثل «مصر» في نموذج الأمم المتحدة عام 1956، قام بعرض رؤية للقضية الفلسطينية. لماذا يعتبر عدلاً أن يفقد الفلسطينيون الذين لا علاقة لهم بالهولوكست منازلهم؟ وهو ما رد عليه من يقومون بدور إسرائيل قائلين: «أنتم لا تريدون لإسرائيل أن توجد». وبعد مرور عقد على معسكرات الاعتقال وإبادة ستة ملايين شخص، أصبحت هذه العبارة تستخدم لإسكات المعترضين»  


  «في برنامج عن الطبيعة بمعسكر صيفى يهودى ليبرالى. كان المشاركون أذكياء ومرحين ومبدعين ومثاليين. وتحدثنا طويلا عن السلام العالمى والإخوة الإنسانية. وأستطيع القول إن ذلك كان مختلفا عن تجربة نموذج الأمم المتحدة الفلسطينى. فهل يلغى الواقعان أحدهما الآخر؟ بالتأكيد لا، ومن المؤكد أنه كان من الممكن أن تؤدى أشكال سلوك التآخى اليهودى الإنسانى المتعددة التى نراها في كل من معسكرات الصيف وفى داخل إسرائيل نفسها إلى تفهم هذا الصراع بطريقة منصفة في وقت قريب»  


  «نحن لسنا في عام 1956. وقد تغير النقاش بشكل كبير. تعرضت للهجوم مؤخرا بسبب قبولى لجائزة ثقافية سبق وحصل عليها آخرون مثل أتوم أجويان وآل جور وتوم ستوبارد وجونان محمد ويو يو ما؛ هذه الجائزة لا تمنحها جهة تابعة لدولة إسرائيل كما قد يعتقد البعض، وإنما لجنة معتدلة تابعة لمؤسسة مستقلة. وهى جماعة تتبنى الديمقراطية الحقيقية، والحوار المفتوح، وحل الدولتين، وتسوية الخلاف»  


  «إننى أسمع الآن كل ما يشين إسرائيل ــ وعليه، تلقيت دورة مكثفة، مفاجئة وإجبارية، في السياسة. كانت التجربة ككل كأنها درس في الطهى يلقى فيه بالطالب في إناء الحساء»  


  «كانت أكثر اللغات قسوة معادية للسامية بحق (مقارنة بالتعبير الذى يستخدم عادة للتشويش على النقد). وكانت هناك حوارات ساخنة بين الناشطين حول «جدوى» مقاطعة إسرائيل؛ وهل يتمثل الحل في إقامة دولة واحدة أم دولتين؛ وهل تستثنى الثقافة من المقاطعة، بوصفها جسرا، أم أن هذا مجرد وهم زائف؟ وهل تعبير «التمييز العنصرى» صحيح، أم أنه إلهاء بلا طائل؟ وماذا عن «عدم شرعية» دولة إسرائيل؟ وبمرور العقود، اكتسب الجدل مفرداته الخاصة ومجموعة من الطقوس التى لا يفهمها ببساطة من ابتعدوا عن الجامعات وأنا من بينهم»  


  «بدأ أصحاب النفوس الطيبة، الذين أغضبهم الإحباط وغياب العدل، يصرخون في وجهى؛ لكن حين ذاك، بعد أن اعتبرت نفسى طفلا صغيرا يتسكع بين السيارات، أصبحتُ مفيدة للغاية. استنكر آخرون إشارتى إلى منظمة «بن» PEN الدولية وجهودها لإطلاق سراح الكتاب السجناء، التى تعوقها مقاطعة إسرائيل ثقافيا، واعتبروها لغوا لا طائل من ورائه. (وهو ما هللت له كل الحكومات القمعية، والمتطرفون الدينيون، وجماعة السياسيين المتشددين في أركان المعمورة، الذين يقفوا وراء منع وسجن ونفى وقتل كثير من كتاب الأدب)»  


  «لم يغير شىء من هذا من الطبيعة الأساسية للواقع، وهو ما يعنى وجود عقبات أمام رؤية إسرائيل كدولة إنسانية وديمقراطية تعانى مأزقا خطيرا. فما أن يبدأ بلد في منع دخول رجال مثل نعوم شومسكى إلى أراضيه ومصادرة حقوق مواطنيه في استخدام تعبير مثل «النكبة» ويصف كل من يحاول إبلاغه بما يجب أن يعرفه بأنه «معاد لإسرائيل»، فإن قمع الدولة البوليسية يلوح في الأفق. هل سنشهد خيانة التقاليد الإنسانية اليهودية العريقة وسيادة القانون العادل، أم سنتحول باتجاه حل المشكلة وبناء مجتمع مفتوح بحق؟»  


  «إن الوقت يمر. وقد تكون هناك آراء متصلبة في إسرائيل، لكن الأمور في الولايات المتحدة تسير في الاتجاه المعاكس. والأنشطة الطلابية في الجامعات في تزايد؛ وكثير من الشباب الأمريكى اليهودى لا يريدون أن تتكلم إسرائيل نيابة عنهم. ولا بد أن يأتى وقت ترى فيه أمريكا، التى تخوض حربين لا يمكن التنبؤ بنهايتهما وتواجه غضبا دوليا متزايدا بسبب مشكلة فلسطين، إسرائيل كعبء لا كسند»  


  «هناك أناس مثلى. ولأننى اهتممت مؤخرا بالانقراض الضخم للأنواع والكوارث الطبيعية، ومن ثم تجولت في منطقة الشرق الأوسط بعقل منفتح إلى أقصى ما يمكن لكنه ليس شاغرا تماما؛ تغيرت نظرتى. قتل الأطفال في غزة؟ قتل مقدمى المساعدات على ظهر السفن في المياه الدولية؟ إصابة مدنيين بسوء التغذية بسبب الحصار؟ منع دخول ورق الكتابة؟ منع البيتزا؟ أى حقارة وأى انتقام! هل البيتزا من أدوات الإرهاب؟ وهل يوافق على هذا معظم الكنديين؟ وهل أُعتبر إرهابية عندما أقول هذا؟ لا أعتقد ذلك»  


  «هناك الكثير من المجموعات التى يعمل من خلالها الإسرائيليون والفلسطينيون معا في مناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك، وهذا يعكس آفاق مستقبل إيجابى، لكن الظلال ستبقى حتى تحل المشكلة البنيوية ويحصل الفلسطينيون على وطنهم «الشرعى» في إطار حدود معترف بها دوليا»  


  «يقول كثير من الإسرائيليين: «نحن نعلم أن علينا حل المشكلة». ويقول أحد الفلسطينيين: «علينا أن نتجاوز ثنائية «هم» و«نحن» إلى «نحن» فقط. وهذا فهم يبعث على الأمل. ويرى كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أن المنطقة ككل معرضة للأخطار، بفعل ارتفاع حرارة الكون ونضوب المياه. وهما خطران لن يؤديا إلى المحو أو الإبادة، إلا أنهما خطران حقيقيان. وأى كارثة تحل بأحدهما ستطال الآخر أيضا»  


  «البشر ليسوا “أميبا”. كونهم كانوا هناك وفعلوا ذلك، يروون القصص. نحن نحكي، إذا نحن موجودون. لذلك نحن لسنا كائنات أميبية. أنا كائن بشري (في أغلب الأحيان باستثناء ما قبل الإفطار)، لذلك أحكي»  


  «اجعلوهم يضحكون، اجعلوهم يبكون، اجعلوهم ينتظرون” قال شارلز ديكنز. وأنا أقول: اجعلوهم ينتظرون، لكن ليس لمدة طويلة، وبشكل خاص ليس بعد الجثة الأولى في قصة عن جريمة ما»  


  «لأجل تغيير ما في القصة: “على الرغم من”، “مع ذلك” أو “في غضون ذلك” أو الأكثر استعمالا. تفكير في عادات سيئة “فكر” أو ربما الكلمة التي تأتي في وقت غير مناسب ككلمة “خبيزة”، جرب أن تقول هذه الكلمة في سياق اتهامي: “لماذا تتصرف كخبيزة حمقاء»  


  «حكوماتنا تعاملنا كالماشية، محكومون بالخوف، ولقد استسلمنا كثيراً للحرية التي حصلنا عليها»  


  «حان الوقت لاستعادة ما فقدناه . نحن نتحدث باستمرار عن "حريتنا" ولكن ماذا نقصد بذلك؟ هناك أكثر من نوع واحد للحرية: "حرية إلى وحرية منها" والانسان في حاجة إلى "حرية الفعّالة"، وليس "الحرية من" أي في الحالة السلبية»  


  «سئل ويليام بليك ايهما تفضل؟ القفص الآمن ام الخطير والوحشي؟ المريح ام الموحش؟ أن تكون إنسانا لك دوافع متعددة أم انساناً تسيطر عليه دوافع شتى ومختلفة : نحن نريد الاثنين ، ففي بعض الامور هناك رغبة بالمخاطرة والتي تؤدي إلى عمل إجرامي وتخطي الحدود المألوفة، وفي احيان اخرى نفضل الرغبات التي تقودنا إلى اعمال إجرامية او ربما في مرات اخرى تؤدي بنا إلى السلامة والحكومات تعرف رغبتنا جيداً بالسلامة، ولكنها تحب اللعب مع الخوف الذي نحس به»  


  «القانون الجديد قد جاء لتوفير السلامة، ونحن لسنا احراراً فالكثير منا يموت في حوادث التغييرات الجوية: عواصف وفيضانات او في خلال العواصف الثلجية»  


  «الحكومات باي شكل تقلل من دورها، يموت الكثيرون منا في حوادث السيارات ولكنها تعبر عن اسفها»  


  «نحن البشر نبحث عن الحدود ما بين الحرية وغير الحرية منذ وقت طويل. ولم يكن الخيار للحرية ليس السجن بل الموت، منذ وقت طويل»  


  «بعد حلول الزراعة، كان الحياد بديلا للحرية، ونوعا من العبودية. وكان في ذلك توفير الغذاء للاسرة كما إنه قد يؤدي بك إلى الثراء. وبعد مئات الاعوام وحتى العصر الحديث اصبحت الحرية وعكسها بنفس المعنى كما هو حالياً»  


  «بدأت الثورة الفرنسية بالحرية، المساواة والتآخي وكان ذلك يعني الحرية من الارستقراطيين، مع انها انتهت بعدئذ بالدموع، الاف الرؤوس قطعت ثم جاء نابليون»  


  «الحرية فكرة جاءت لتبقى هنا، لكن "الحرية" كانت منقوشة على الرايات في القرن التاسع عشر وفي القرن العشرين. وتم تحرير "العبيد" من العبودية في جنوب أمريكا وايضا تحرر الأمريكيون الجنوبيون من الحكم الاسباني، وحرية الروس من القياصرة وتحرر المرأة من قوانين ضدها، واخيراً التحرر من النازية والشيوعية»  


  «حرية للكتابة، حرية للطبع، حرية للكلام، وكل هذه الامور تحققت بعد نضال من اجلها، في عدد كبير من البلدان في العالم، واستشهد من اجلها العديد من الناس»  


  «منذ انبثاق الصحافة الحرة، ومنذ تشكيل أول ظهور أول محكمة مستقلة، ومنذ ظهور أول كاتب مستقل، او مغني واول فنان، وتم سحقه، فلن يبقى من يدافع عنك، وإن كان لدينا شيء واحد يجب أن يعرف الآن، وهو الانظمة القاسية التي تعود إلى منتصف القرن العشرين. ولكن كل هذا الأمر قد يبدو تقليداً قديماً ببعض الشيء، يعود إلى منتصف القرن العشرين ووحشيته، والديكتاتوريين الذين كانوا يحكمون آنذاك، وبالاضافة إلى المشاهد العسكرية الضخمة»  


  «إن المواطنين يشاهدون الاساليب التي تتبعها الحكومات الغربية ويحاولون تقليدها»  


  «نعلم أن قادتنا يطبقون وسائل الآخرين فهل أن نظام السجون قد جاء منهم إذ لم يعد هناك إصلاح للسجين، وليس هناك ايضاً مجال له لابداء ندمه، بل أن السجن يصبح مكانا لخلق مجرمين اشد إجراماً، وهذا ما يعتبره السجن امراً حسناً»  


  «السنا قادرين على التفكير في أي شيء أكثر فاعلية واقل كلفة، مثل تعليم أفضل وعمل خلاّق؟ مثل تعليم يفيد المرء في العديد من الحالات»  


  «التكنولوجيا الرقمية، جعلت معاملة الناس أكثر سهولة، وكأنهم حيوانات منزلية. وانك لم تعد قادراً على تأجير سيارة او غرفة في فندق او شراء أي شيء من دون بطاقة الائتمان. ويطلب منك باستمرار هذه البطاقة : بطاقة الامن الاجتماعي. وبطاقة الهوية، واالبطاقة الصحية ورخصة قيادة السيارة وبطاقة البنك وتحتاج إلى كمية من "كلمات المرور"»  


  «أيهما سينقذ العالم – السياسة ام التكنولوجيا ؟»  


  «أن معظم المواطنين سواء، ولكن البعض منهم قادرون على البقاء تحت الرادار بفضل عدم حصولهم على سجل رسمي – إما انهم مسحوا سجلاتهم او انهم قاموا بتغييرها، او انهم رفضوا منذ البداية الحصول عليها»  


  «أن الغالبية منا ليسوا أحراراً، إن "حريتنا" محدودة بالنسبة إلى الموافقة على... او الاشراف على بعض الفعاليات. وان "حريتنا" لا تجعلنا احراراً من عدد كبير من الامور والتي قد تقتلنا – في الحمّام مثلاً!»  


  «هناك التحرر من الفيضانات او الجفاف او المجاعة ! الحرية من السيارات السيئة، وحرية من الادوية السيئة التي يفرضها الاطباء علينا والتي تقتل مئات الالوف من الناس سنوياً. لا تشهق عندما تسمع بذلك! ومن خرافات ايسوب ما يخص الضفادع»  


  «لقد اخبروا الآلهة انهم يريدون ملكا، وارسلت الالهة اليهم تحت قطعة من الخشب، كي يكون حاكمهم. وطافت قطعة الخشب هنا وهناك، ولم تفعل شيئاً. وقد كانوا قانعين فترة من الوقت، لكنهم بدأوا بعد ذلك بالتذمر، لنهم يريدون ملكاً افضل. ولم ترضَ الالهة بذلك وارسلت اليهم اللقلق والذي اكلهم جميعاً»  


  «أن مشكلتنا أن حكوماتنا الغربية، ليست راضية باستمرار من الملك الخشبي ومن الملك اللقلق، إنهم يؤكدون، وهم بارعون في هذا، على حريتهم في التجسس والسيطرة مع كونهم سيئين في منح المواطنين قدراً كبيراً من الحرية، كما كانوا سابقاً وهم جيدون في تعيين جواسيسهم وقوانينهم، ولكنهم غير قادرين على حمايتنا من نتائج اعمالهم»  


  «على الرغم من أن تكنولوجيتنا الرقمية ، قد جعلت الحياة أفضل بالنسبة لنا. لقد آن وقت إسدال ستائرنا، نستثني المتطفلين ونستعيد فرديتنا»  


مراجع

عدل
  اقرأ عن مارغريت آتوود. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  توجد ملفات عن: مارغريت آتوود في ويكيميديا كومنز.
  1. http://www.alhayat.com/Articles/8682616/-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9--%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%AA-%D8%A3%D8%AA%D9%88%D9%88%D8%AF-----%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%B9 صحيفة الحياة | مقال: «البينلوبية» لمارغريت أتوود ... بلا قناع لـ أحمد سراج في ٢١ أبريل/ نيسان ٢٠١٥