كل عام وأنت حبيبتي


كل عام وأنت حبيبتي، قصيدة من تأليف الشاعر نزار قباني. تم نشر القصيدة في عام 1978

اقتباسات

عدل


  «أيتها المدهشة كألعاب الأطفال إننى أعتبر نفسى متحضرا .. لأننى أحبك .. و أعتبر قصائدي تاريخية .. لأنها عاصرتك .. كل زمن قبل عينيك هو احتمال .. كل زمن بعدهماهو شظايا .. فلا تسألينى لماذا أنا معك»  



  «كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أقولها لك، عندما تدق الساعة منتصف الليل وتغرق السنة الماضية في مياه أحزاني كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورق.. أقولها لك على طريقتي.. متجاوزاً كل الطقوس الاحتفاليه التي يمارسها العالم منذ سنة.. وكاسراً كل تقاليد الفرح الكاذب التي يتمسك بها الناس منذ سنة.. ورافضاً.. كل العبارات الكلاسيكية.. التي يرددها الرجال على مسامع النساء منذ سنة..»  

[1]


  «كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أقولها لك بكل بساطه.. كما يقرأ طفلٌ صلاته قبل النوم وكما يقف عصفورٌ على سنبلة قمح.. فتزداد الأزاهير المشغولة على ثوبك الأبيض.. زهرةً.. وتزداد المراكب المنتظرة في مياه عينيك.. مركباً.. أقولها لك بحرارةٍ ونزق كما يضرب الراقص الاسباني قدمه بالأرض فتتشكل ألوف الدوائر حول محيط الكرة الأرضيه..»  



  «كل عامٍ وأنت حبيبتي.. هذه هي الكلمات الأربع.. التي سألفها بشريطٍ من القصب وأرسلها إليك ليلة رأس السنه. كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات لا تقول ما أريده.. وكل الرسوم التي عليها.. من شموعٍ.. وأجراسٍ.. وأشجارٍ.. وكرات ثلج.. وأطفالٍ.. وملائكه.. لا تناسبني.. إنني لا أرتاح للبطاقات الجاهزه.. ولا للقصائد الجاهزه..»  

[1]


  «لأنني أحبك.. تدخل السنة الجديدة علينا.. دخول الملوك.. ولأنني أحبك.. أحمل تصريحاً خاصاً من الله.. بالتجول بين ملايين النجوم..»   [1]


  «كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أمنيةٌ أخاف أن أتمناها حتى لا أتهم بالطمع أو بالغرور فكرةٌ أخاف أن أفكر بها.. حتى لا يسرقها الناس مني.. ويزعموا أنهم أول من اخترع الشعر..»  

[1]


  «كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ .. أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي .. وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به .. ولكنْ .. من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟ من يحاسبُ الفقراءْ؟ إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ لمدّةِ خمسِ دقائقْ؟ من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ؟ هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً: حالةُ الجنونْ .. وحالةُ الشِّعرْ .. وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ .. وأنا أُعاني لحسنِ الحظّ منَ الحالاتِ الثلاثْ ..»   [1]


  «كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ .. ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ .. كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ... كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ .. ومبلّلٌ بأمطاركْ .. ومحفورٌ كالإناء الصينيّ بتضاريسِ جسمكْ»  

[1]


  «كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ .. اختاري أنتِ أسماءكِ .. كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ .. وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ إسمحي لي أن أناديكِ: يا حبيبتي .»  

[1]


  «عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ .. سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي .. وسأسحبكِ معي .. فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ .. ولا بالزمنِ العامْ .. ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا .. ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا .. ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل سوى رجالٌ من ورقْ .. ونساءٌ من ورقْ .. آهٍ .. يا سيّدتي لو كانَ الأمرُ بيدي .. إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ وتتشمّسينْ .. وتستحمّينْ .. وتركضينَ على رمالِ شهورها .. كما تريدينْ ..»   [1]