كتاب المساكين

كتاب المساكين، هو رواية من تأليف الأديب مصطفى صادق الرافعي.

الاقتباسات عدل


  «أف لهذه الدنيا! يحبها من يخاف عليها، ومتى خاف عليها خاف منها، فهو يشقى بها ويشقى لها، ومثل هذا لا يكاد يطالع وجه حادثة من حوادث الدهر إلا خيّل إليه أن التعاسة قد تركت الناس جميعا وأقبلت عليه وحده.»   [1]


  «يا إلهي! ما أقواك وما أضعفنا! كأنك تقذفنا من السماء فنجهد من بعد أن نرتفع ٍ إليها بأنفسنا على أجنحة الأعمال التي تطري بجاذبية مما تحب!»   [2]


  «فلا تسأل يا بني ما هي الحياة ؟ ولكن سل هؤلاء الأحياء: أيُّكم الحيّ ؟»   [3]


  «وكما تكون تحت الوسائد كنوز أحلام الليل.. تكون في هذه الحياة أحلام الكنوز الخالدة التي يملأ الأرض كلها ضوء لؤلؤة واحدة منها...»   [4]


  «وما هؤلاء الأطفال إلا الأساتذة الذين يعلموننا وهم يتعلمون منّا، غير أننا لا نأخذ عنهم فلا نصلح، ويأخذون عنّا فيفسدون»   [4]


  «من يهرب من شيء تركه وراءه ، إلا القبر فما يهرب أحد منه إلا وجده أمامه ، فهو أبدا ينتظر غير متململ ، وأنت أبدا مُتقدم إليه غير متراجع ، وليس في السماء عنوان لما لا يتغير إلا اسم الله . وليس في الأرض عنوان لما لا يتغير إلا اسم القبر»   [5]


  «الإنسان كله يا بني منطوٍ في رأسه.. وما هذا الجسم إلا أداة، منها ما يحمل الرأس، ومنها ما يحمل إليه ومنها ما يحمل عنه، فالجسم دابة من الدواب لا أكثر ولا أقل.»   [6]


  «تطلع الشمس تلمع على الناس كأنها فصّ خاتم السماء، تشير به أن تعالوا إلى الكنز في ضوء هذه الياقوتة الصغيرة!»   [7]


  «واه لك أيّه القبر لا تزال تقول لكل إنسان تعال، ولا تبرح كل الطرق تُفضي إليك، فلا يقطع بأحد دونك، ولا يرجع من طريق راجع، وعندك وحدك المساواة، فما أنزلوا فيك قط ملك عظامه من ذهب، ولا بطلا عضلاته من حديد، ولا أميرا جلده من ديباج، ولا وزيرا وجهه من حجر، ولا غنيّا جوفه خزانة، ولا فقيرا عُلّقت في أحشائه مخلاة»   [8]


  «أن الإنسان لا يعيش فردا، ولكنه حين يموت يموت فردا ؛ فإذا رأيت فقيرا منبوذا من الاجتماع منفردا عنه، لا يساهمه في عمله أو عيشه، بل كأنه يعيش في بقعة مجهولة من الحياة فاعلم أن إهمال ذلك الفقير إنما هو نوع من القتل الاجتماعي»   [9]


  «الإنسان من الهم في عمر دهر لا يموت، ومن السرور في عمر لحظة تشب وتهرم وتموت في ساعات، والحي كأنه من هذه الدنيا فرخ في بيضة مُلئت له وختمت عليه، فلن يزيد فيها غير خالقها، وخالقها لن يزيد فيها!»   [10]


  «ومن الأسئلة في هذه الحياة ما يولد حين يموت جوابه كما رأيت، فهو حمق من السائل ومضيعة لأنه لا جواب عليه، وربما اعتده الأحمق معضلة من المعضلات، وكدّ ذهنه فيه، وقصر همّه عليه، وجعل يلقى به الناس ويفتح له الأحاديث، وذلك سخف لا يوجد به الجواب الصحيح ولكن يضيع فيه السائل؛ إذ يستنفذ من وسعه وعمله وحيلته، ثم لا يرد عليه من كل ذلك سوى الخيبة»   [11]


  «فالناس عبيد أهوائهم، وأينما يكن محلك من هذه الأهواء فهناك محل اللفظة التي أنت خليق بها، وهناك يتلقاك ما أنت أهله أو ما يريدون أن تكون أهله، وليس في الناس شيءٌ يزيدك كمالاً من غير أن يزيدك نقصاً، حتى إيمانك فإنه كفرٌ عند قوم، وحتى عقلك فإنه سفهٌ لطائفة، وحتى فضلك فإنه حسدٌ من جماعة، وحتى أدبك فإنه غيظٌ لفئة»   [12]


  «ويوم يخرج الإيمان من قلوب الأغنياء، تخرج أرواح الفقراء من أجسامهم، فيموتون بالجوع وبالعري وبالمرض وغيرها من أسباب الموت، وكلها مظاهر متعددة لسبب واحد هو في الحقيقة كفر الأغنياء كفراً في الضمير لا كفراً في اللسان.»   [13]


  «من الذي ولد وفي يده قطعة من الذهب؟ ومن الذي مات وفي يده تحويل على الآخرة؟ لقد وسعت الخرافات كل شيء إلا هذا، فما لنا نتحد في البدء والنهاية ثم نختلف في الوسط؟ ذلك لأن بدءنا من طريق الله ونهايتنا في طريق الله، ولكن الوسط مدرجة بيوتنا ومصانعنا وحوانيتنا، وبكلمة واحدة هو طريق بعضنا إلى بعض»   [13]


  «فتحنا القبر وضرحنا للميت العزيز، لم أقل أنه مات، بل قلت: أن موته قد مات ! كأن الحي على هذه الأرض هو القبر الإنساني لا الجسم الإنساني، فإنك لتجد قبورا من ألف سنة ولا تجد إنسانا في بعض عمرها، أما ترى هموم الدنيا وأحزانها كيف لا يخلو منها أحد، وكيف تخرج من النعيم كما تخرج من البؤس؟ وما أحسبها إلا صورًا من ظلمة القبر يجيء القبر فيها حينا بعد حين إلى ميته الذي لم يمت!»   [5]


  «وما أشبه المال إلا أن يكون آلة من آلات القتل؛ فإنه يميت أكثر أصحابه موتا شرا من الموت –إلا من عصم الله- موتا يجعل أسماءهم كأنها قائمة على ألواح من العظام النخرة، ويرسلها كل يوم إلى السماء في لعناتٍ لا عداد لها، ثم يثبتها في التاريخ آخرا لا بأعيانها ولكن بعددها، أو كما تثبت الحكومة في كل سنة عدد البهائم التي نفقت بالطاعون.»   [14]


  «الفقر خلو من المال، ولكن أقبح الفقر الخلو من العافية!»   [15]


  «والغنى أن تملك من الدنيا، ولكن أحسن الغنى أن تهنأ في الدنيا»   [15]


  «فلو كان العالم كله رجالا، لطالت أنيابهم كثيرا، ولما وجد على الأرض من يخترع مقصا للأظافر!»   [16]

  1. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 88
  2. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 53
  3. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 106
  4. 4٫0 4٫1 كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 170
  5. 5٫0 5٫1 كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 55
  6. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 89
  7. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 52
  8. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 56
  9. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 66
  10. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 51
  11. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 102
  12. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 45
  13. 13٫0 13٫1 كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 64
  14. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 83
  15. 15٫0 15٫1 كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 138
  16. كتاب المساكين، مصطفى صادق الرافعي، مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 115