في قلب نجد والحجاز

يُعَدُّ هذا الكتاب بمثابة الوثيقة التي أرَّخَت لتاريخ نجد والحجاز على رمال صحرائها، حيث تضمَّن سلسلة مقالاتٍ سياسيَّةٍ واجتماعيَّةٍ ودينيَّةٍ وجغرافيَّة، حملت بين طيَّاتها حقائقَ ومشاهداتٍ في قلب شبه الجزيرة العربية. وقد أرَّخ «محمد شفيق مصطفى» لنجد والحجاز من خلال وصف البلدان التي زارها، والتي أفصحت بدورها عن العادات والتقاليد والموروثات الشعبيَّة والثقافيَّة والعَقَدِيَّة. ونرى أنَّ الكاتب قد استهلَّ رحلته بزيارته لبلدة «قريات الملح» باعتبارها أول بلدة تدخل في نفوذ «الملك عبد العزيز آل سعود» العاهل السعودي آنذاك، ثمَّ زار مدن «الجوف»، و«حائل»، و«بريدة»، وتحدَّث عن عقائد النجديين في الحياة والخلود، واختتم رحلته بزيارته لأم القرى؛ «مكة المكرمة»، حيث تحدَّث عن نظام إدارتها، وشعائر الحجِّ وطقوس الصيام ومختلف العبادات فيها.

اقتباسات من الكتاب[1] عدل

  • "فلستُ أُنكر أنني كنت إلى ما قبل زيارة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود ولي عهد نجد والحجاز لمصر في صيف العام الماضي، أجهل كل شيء عن أحوال البلاد العربية التي ندين وإياها بدين الإسلام الحنيف"
  • " وعلى ذلك لم نَرَ بُدًّا من الاقتصار على زيارة مكة المكرمة، وفي الواقع أنها كل شيء في الحجاز، بل هي الحجاز كله، فأم القرى هي مظهر حياة الحجاز والحجازيين، على أنها في الأثناء الأخيرة، وبعد أن حكمها الوهابيون قد تطورت تطورًا يدفع بالباحث الرحالة إلى استطلاع قديمها وجديدها."
  • "وللماء هناك شأن يُذكر، ولا سيما في موسم الحج، فيكثر استهلاك الماء من الآبار فتقل مياهها بطبيعة الحال، ولا سيما في الطريق ما بين مكة وجبل عرفات، وكان من أهم ما اتجهتْ إليه أنظار جلالة الملك ابن السعود بعد فتحه الحجاز، هو العمل على حلِّ هذه المشكلة الهامة"
  • "إن مصر لَتَتِيهُ فخرًا بين أمم الإسلام التي تحج الحجازَ بوجود التكية المصرية والمستشفى المصري التي يخفق عليهما العَلَم المصري على الدوام بصورة تُشعر العالم الإسلامي أن مصر ذات الأثر الخالد والمجد التالد في المكرُمات، السبَّاقة إلى رعاية حقوق الإنسان"