في سبيل التاج


في سبيل التاج، رواية من تأليف الكاتب فرانسوا كوبيه وترجمة الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي.

الاقتباسات

عدل


  «أنا فإني لا أنخدع بها ولا أغترُّ؛ لأني أعلم — كما تعلم أنت وكما يعلم الساسة الكاذبون جميعا — أن الفاتحين من عهد آدم إلى اليوم وإلى أن تَُّبدل الأرض غري الأرض والسماوات لا يفتحون البلاد للبلاد، بل لأنفسهم، ولا يمتلكونها لرفع شأنها وإصلاح حالها، والأخذ بيدها في طريق الرقي والكمال كما تقول، بل لامتصاص دمها وأكل لحمها وعرق عظِمها، وقتل جميع موارد الحياة فيها، والأمة إن لم تتول إصلاح شأنها بنفسها لا تصلحها أمةٌ أخرى مهما حسنت نيتُها ونَبُل مقصدها»   [1]


  «لأن الناس مراءُون مخادعون يزعمون لأنفسهم من الفضائل والمزايا ما تنكره نفوسهم عليهم، فهم يحتقرون المذنب ويزدرونه؛ لا لأنهم أطهار أبرياءٌ كما يزعمون، بل ليوهموا الناس أنهم غير مذنبين، ولو أنهم تكاشفوا وتصارحوا، وصدق كل منهم صاحبه الحديث عن نفسه لتتاركوا وتهادنوا، وملا آخذ أحد منهم أحدا بذنب ولا جريرة!»   [2]


  «إن الرجل الفاضل الشريف يعيش من شرفه وفضيلته في سعادة يهنأ بمثلها الملوك في قصورهم!»   [2]


  «الحياة الذليلة خير منها الموت الزؤام، و أن الحرية حياة الأمم وروحها، والرق موتها وفناؤها، وأن الأمة التي ترضى بضياع حريتها و استقلالها وتقبل أن تضع يدها في غاصبها إنما هي أحط الأمم وأدناها وأحقها بالزوال والفناء.»   [3]


  «تعلم يا أبت أن التاج الذي يتناوله مُتناولهُ من يد عدوّه ليس بتاج شريف...ولكنه تاج على أي حال!»   [4]


  «كل الناس مذنبون آثمون، وإنما تختلف صور الذنوب وأشكالها وأساليب اقترافها.»   [2]


  «هنا ذرفت عينا ذلك الرجل العظيم الذي لم يبك في يوم من أيام حياته لضربة سيف، أو طعنة رمح، أو رشقة سهم، وعلا صوت نحيبه ونشيجه كما يفعل النساء الضعيفات في مواقف حزنهن وثُكلهن، وما كان مثله أن يبكي أو يذرف دمعة واحدة من دموعه لو أن الذي كُتب له في صحيفة الغيب من الشقاء، كان الوقوف بين السيف والنطع...ولكنه الشرف، شديدٌ جدّا على صاحبه أن تنزل به نازلةُ مذلةٍ، أو أن يتصل به ظفر جارح من أظفار الهوان، فإذا شعر بشيء من ذلك هاله الأمر وراعه، وخارت عزيمته ووهنت قوّته؛ فبكى بكاء الضعفاء، وأعول إعوال النساء.»   [5]


  «إننا ما أُصبنا بما آصبنا به من هذه النكبة الشعواء والداهية الدهياء التي نزلت بنا... إلا من ناحية كبريائنا وخيلائنا واعتدادنا بأنفسنا في جميع شؤوننا وأعمالنا، واحتقار غنينا لفقيرنا، وقوينا لضعيفنا، وسيدنا لمسودنا، فسلط الله علينا ذلك العدوّ القاهر الذي لا يعتمد في جميع شؤونه ومواقعه إلا على قوته وأيدِه، لأننا لم نعتمد في يوم من أيام حياتنا في جميعِ صلاتنا وعلائقنا إلا على قوتنا وأيدينا، والجزاء من جنس العمل.»   [6]


  «أهكذا قضى على الإنسان في هذه الحياة ألا تخلص نفسه من شوائب الرذيله والشر حتى يسلب عقله وإدراكه قبل ذلك، وإلا يمنح مقدارا من الصدق والشرف حتى يحرم في مقابله مقدارا من الفطنة والذكاء، فليت شعري هل عجزت الطبيعة عن أن تجمع للمرء بين هاتين المزيتين: مزية العقل الذي يعيش به، والخلق الذي يتحلى بحليته، أو أن لله في ذلك حكمة لا نعلمها ولا ندرك كنهها؟»   [7]


  «إننا الآن في حرب مع عدوّ قاهر جبار ننقم منه جوره وظلمه واستضعافه إيانا، واستطالته علينا بقوته وكثرته، فجدير بنا ألا نفعل ما ننقمه منه ونأخذه به، عسى أن يرحمنا الله وينظر إلينا بعين عدله وإحسانه، وينتصفَ لضعفنا من قوّته، وقلتنا من كثرته!»   [6]


  «إن الرجل لا يخاف إلا ذنبه»   [8]


  «وأن الأمة التي ترضى بضياع حريتها واستقلالها، وتقبل أن تضع يدها في يد غاصبها إنما هي أحطُّ الأمم وأدناها وأحقها بالزوال والفناء؟»   [3]


  «إن الله لم يخلق الضعفاء و المساكين ليكونوا ترابًا لنا تدوسه أقدامنا، وتطؤه نعالنا كلما وجدنا إلى ذلك سبيلًا، و لم يمنحنا القوة و العزة لنتخذ منها أسواط عذاب نمزق بها أجسامهم، و نستنزف بها دماءهم، وكل ذنوبهم عندنا أنهم أذلاء مستضعفون لا يملكون من القوة والعزة مثل ما نملك ولا يذودون عن أنفسهم بمثل ما نذود، وأحسب أنهم لو كانوا أقوياء أو أعزاء مثلنا أو أعز و أقوى منا؛ لخفناهم واتقينا جانبهم، ونظرنا إليهم بعين غير العين التي ننظر بها إليهم اليوم، لأن القوي الذي يتنمر على الضعفاء لا بد أن يكون جبانًا ذليلًا أمام الأقوياء.»   [9]


  «ضحى أباه في سبيل إنقاذ وطنه، ثم ضحى نفسه في سبيل إنقاذ شرف أبيه»   [10]

  1. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 34
  2. 2٫0 2٫1 2٫2 في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 26
  3. 3٫0 3٫1 في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 17
  4. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 50
  5. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 79
  6. 6٫0 6٫1 في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 24
  7. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 25
  8. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 57
  9. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 23
  10. في سبيل التاج، مصطفى لطفي المنفلوطي. مؤسسة هنداوي، 2017. ص. 82