عمرو الوراق
شاعر من البصرة، في العصر العباسي
عمرو بن المبارك بن عبد الملك العنزي، عرف بالوراق شاعر ماجن خليع، أصله من البصرة له أخبار مع أبي نواس. اشتهر في أيام هارون الرشيد ونظر شعراً في حرب الأمين والمأمون.
من أشعاره
عدلبغداد
عدلذَهَبَت بَهجَةُ بَغدا
دَ وَكانَت ذاتَ بَهجَه
فَلَها في كُلِّ يَومٍ
رَجَّةٌ مِن بَعد رَجَّه
ضَجَّتِ الأَرضُ إِلى اللَ
هِ مِنَ المُنكَرِ ضَجَّه
أَيُّها المَقتولُ ما أَن
تَ عَلى دينِ المَحَجَّه
لَيتَ شِعري ما الَّذي نِل
تَ وَقَد أَدلَجت دَلجَه
أَإِلى الفِردَوسِ وُجّه
تَ أَم النارِ تُوَجَّه
حَجَرٌ أَرداكَ أَم أُر
ديتَ قَسراً بِالأَزِجَّه
إِن تَكُن قاتَلتَ بِرّاً
فَعَلَينا أَلفُ حَجَّه
وقعة يوم الأحد
عدلوَقعَةُ يَوم الأَحَدِ
صارَت حَديثَ الأَبَدِ
كَم جَسَدٍ أَبصَرتُهُ
مُلقىً وَكَم مِن جَسَدِ
وَناظِرٍ كانَت لَهُ
مَنِيَّةٌ بِالرَصَدِ
أَتاهُ سَهمٌ عائِرٌ
فَشَكَّ جَوفَ الكَبِدِ
وَصائِحٍ يا والِدي
وَصائِحٍ يا وَلَدي
وَكَم غَريقٍ سابِحٍ
كانَ مَتينَ الجَلَدِ
لَم يَفتَقِدهُ أَحَدٌ
غَير بَناتِ البَلَدِ
وَكَم فَقيدٍ بَئِسٍ
عَزَّ عَلى المُفتَقِدِ
كانَ مِنَ النَظّارَةَ ال
أولى شَديدَ الحَرَدِ
لَو أَنَّهُ عايَنَ ما
عايَنَهُ لَم يَعُدِ
لَم يَبقَ مِن كَهلٍ لَهُم
فاتَ وَلا مِن أَمرَدِ
وَطاهِرٌ مُلتَهِمٌ
مِثلَ اِلتِهامِ الأَسَدِ
خَيَّمَ لا يَبرَحُ في ال
عَرصَةِ مِثلَ اللّبدِ
تَقذِفُ عَيناهُ لَدى ال
حَربِ بِنارِ الوَقَدِ
فَقائِلٌ قَد قَتَلوا
أَلفاً وَلَمّا يَزِدِ
وَقائِلٌ أَكثَرَ بَل
ما لَهُم مِن عَدَدٍ
وَهارِبٌ نَحوَهُمُ
يَرهَبُ مِن خَوفِ غَدِ
هَيهاتَ لا تُبصِرُ مِم
مَن قَد مَضى مِن أَحَدِ
لا يَرجِعُ الماضي إِلى ال
باقي طِوالَ الأَبَدِ
قُلتُ لِمَطعونٍ وَفي
هِ روحُهُ لَم تبدِ
مَن أَنتَ يا وَيلَكَ يا
مِسكينُ مِن مُحَمَّدِ
فَقالَ لا مِن نَسَبٍ
دانٍ وَلا مِن بَلَدِ
لَم أَرَهُ قَطُّ وَلَم
أَجِد لَهُ مِن صَفَدِ
وَقالَ لا لِلغَيِّ قا
تَلتُ وَلا لِلرَشَدِ
إِلّا لِشَيءٍ عاجِلٍ
يَصيرُ مِنهُ في يَدي
عريان
عدلعُريانُ لَيسَ بِذي قَميصٍ
يَعدو عَلى طَلَبِ القَميصِ
يَعدو عَلى ذي جَوشَنٍ
يُعمي العُيونَ مِنَ البَصيصِ
في كَفِّهِ طَرّادَةٌ
حَمراءُ تَلمَعُ كَالفُصوصِ
حَرِصاً عَلى طَلَبِ القِنا
عِ أَشَدَّ مِن حِرصِ الحَريصِ
سَلِسَ القِيادِ كَأَنَّما
يَعدوا عَلى أَكلِ الحَبيصِ
لَيثاً مُغيراً لَم يَزَل
رَأساً يُعَدُّ مِنَ اللُصوصِ
أَجرى وَأَثبَتَ مَقدَماً
في الحَربِ مِن أَسَدٍ رَهيصِ
يَدنو عَلى سُنَنِ الهَوا
نِ وَعيصُهُ مِن شَرِّ عيصِ
يَنجو إِذا كانَ النَجا
ءُ عَلى أخَفّ مِن القَلوصِ
ما لِلكَمِيِّ إِذا لِمَق
تَلِهِ تَعَرَّضَ مِن مَحيصِ
كَم مِن شُجاعٍ فارِسٍ
قَد باعَ بِالثَمَنِ الرَخيصِ
يَدعو أَلا مِن يَشتَري
رَأسَ الكَمِيِّ بِكَفِّ شيصِ
قلبي
عدلأَرى قَلبي قَد حَنّا
إِلى دَيرِ مَريحَنّا
إِلى غيطانِهِ الفيحِ
إِلى بِركَتِهِ الغَنّا
إِلى ظَبيٍ مِن الإِنسِ
يَصيدُ الإِنسَ وَالجِنّا
إِلى غُصنٍ مِنَ البانِ
بِهِ قَلبِيَ قَد جُنّا
إِلى أَحسَنِ خَلقِ اللَ
هِ إِن قَدَّسَ أَو غَنّا
فَلَمّا اِنبَلَجَ الصُبحُ
بَزَلنا بَينَنا دَنّا
وَلَمّا دارَتِ الكَأسُ
أَدَرنا بَينَنا لَحنا
وَلَمّا هَجَعَ السُم
مارُ نِمنا وَتَعانَقنا