عبقرية محمد
عبقرية محمد هو مؤلف لعباس محمود العقاد نُشر أول مرة سنة 1941م، وهو كتاب تناول العقاد شخصية الرسول بطريقة عبقرية، تحليل غير تقليدى بعيدا عن طريقة الكتب التقليدية، وأراد العقاد في هذا الكتاب إبراز ملامح عبقرية النبي الإنسان الذي اصطفاه الله بظروف مُختارة صَقَّلت شخصيته، وبقدرات إنسانية فذَّة مكَّنته من الاضطلاع بحمل الرسالة.
اقتباسات
عدل- الأسلوب الذي يخرج من الفطرة المستقيمة، هو أسلوب عصري في جميع العصور.
- التفكير في حقائق الوجود هو طريق الوصول إلى الله ولا طريق غيره للحواس ولا للعقل ولا للبديهة
- العقائد إنما تُقاس بالشدائد ولا تُقاس بالفوز والغلب، كل إنسان يؤمن حين يتغلب الدين وتفوز الدعوة، أما النفس التي تعتقد حقًا ويتجلى فيها انتصار العقيدة حقًا فهي النفس التي تؤمن في الشدة وتعتقد ومن حولها صنوف البلاء.
- بهر الجمالُ محمدًا من صغره: جمال الشمس والقمر والنهار والليل والروض والصحراء، وجمال الوجوه التي يلمح عليها الحسن فيطلب عندها الخير. إنما هو الخير على كل حال ما قد طُلب من الجمال. وإنما جمال الله هو الذي كان يدعو إليه، كلما نظر إلى خلقٍ جميل.
- تلك فاطمة بقية الباقيات من الأبناء والبنات، يختصها النبي بمناجاته في غشية وفاته: إني مفارق الدنيا فتبكي، إنك لاحقة بي فتضحك. في هذا الضحك وفي ذلك البكاء على برزخ الفراق بين الدنيا والآخرة أخلص الود والحنان بين الآباء والأبناء. سرها بنبوته، وسرها بأبوته، فضحكت ساعة الفراق لأنها ساعة الوعد باللقاء
- حيثما غلبت الحيرة والقلق في العالم فهنالك أمر واحد كن منه على اتم يقين. كن على يقين أن العالم يبحث عن عقيدة روحية!
- خلاصة المحفوظ من الروايات المتواترة أن النبي عليه السلام كان مثلًا نادرًا لجمال الرجولة العربية، كان كشأنه في جميع شمائله مستوفيًا للصفة من جميع نواحيها.
- رُبَّ رجلٌ وسيمٌ غير محبوب، ورُبَّ رجل وسيم محبوب غير مهيب، ورُبََّ رجل وسيم يحبه الناس ويهابونه وهو لا يحب الناس ولا يعطف عليهم ولا يبادلهم الوفاء، أما محمد عليه السلام فقد استوفى شمائل الوسامة والمحبة والعطف على الناس. فكان على ما يختاره واصفوه ومحبوه، وكان نعم المسمى بالمختار
- ظنوا أن النبي لا يحزن، كما ظن قومٌ أن الشجاع لا يخاف ولا يحب الحياة، وأن الكريم لا يعرف قيمة المال. ولكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم، والقلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر. إنما الفضل في الحزن والغلبة عليه، وفي الخوف والسمو عليه، وفي معرفة المال والإيثار عليه—٠ ص 163
- كان مُحمّد -عليه الصلاة والسلام- إذا حزبه أمر صلّى، كذلك إذا حزب الأمر نفسًا، رجعت لمن تُحب، فخفّ وقرها، وانفرج كربها، وأنست بعد وحشة، واهتدت بعد حيرة.
- لا أحب الكتب لأننى زاهد في الحياة. ولكنى أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفينى ومهما يأكل الإنسان فإنه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة ومهما يلبس فإنه لن يلبس على غيرجسد واحد ومهما ينتقل ف البلاد فإنه لن يستطيع أن يحل في مكانين ولكنه بزاد الفكر والشعور. والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد ويستطيع أن يضاعف فكره وشعوره وخياله كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل وتتضاعف الصورة بين مراتين
- القيادة الحسنة هي القيادة التي تستفيد من خبرة الخبير كما تستفيد من شجاعة الشجاع، وهي التي تجند كل ما بين يديها من قوى الآراء والقلوب والأجسام.
- عظيمٌ لأنه على خُلقٍ عظيم
- قالت عائشة رضي الله عنها: "خرجت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم. فقال صلى الله عليه وسلم للناس: تقدموا، فتقدموا. ثم قال: تعالي حتى اسابقك. فسابقته فسبقته، فسكت. حتى إذا حملت اللحم وكنا في سفرة أخرى قال صلى الله عليه وسلم للناس: تقدموا، فتقدموا. ثم قال: تعالي اسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: هذه بتلك".
- قلمّا تزول أمة يقظى في أوان انتباهها
- لم يكن الإسلام إذن دين قتال، ولم يكن النبي رجلًا مقاتلًا يطلب الحرب للحرب، أو يطلبها وله مندوحة عنها.
- واشتهر عن نابليون أنه كان شديد الحذر من الالسنة والأقلام، وكان يقول إنه يخشى من أربعة أقلام ما ليس يخشاه من عشرة آلاف حسام.
- وحروب النبي عليه السلام كما أسلفنا كانت كلها حروب دفاع ولم تكن منها حرب هجوم إلا على سبيل المبادرة بالدفاع بعد الإيقان من نكث العهد، والإصرار على القتال، وتستوي في ذلك حروبه مع قريش وحروبه مع اليهود أو مع الروم.
- وكان أضحك الناس وأطيبهم نفسًا، صافي القلب إذا كره شيءًا رُؤي ذلك في وجهه، وإذا رضي عرف من حوله رضاه
- وليس للنوع البشري مقياس صحيح يُقاس به مُحمَّد فيُعطيه مرتبةً دون مرتبة الحب والتبجيل
- ومتى وجدت النفس «فرحة اللقاء» في الصلاة فلا إجهاد فيها لجسد ولا تضييق فيها لوقت
- وكأن الفتى الذي بدرت منه الكلمة متحذلقاً يتظاهر بالمعرفة ويحسب أن التطاول على الانبياء من لوازم الاطلاع على الفلسفه والعلوم الحديثة—ص38
- ولن يتاح لمصلح أن يهدي قومه وهو مغموط الحق معرض للجفوه والكنود—ص 41
- ولكننا ننظر إلى السابقين وننظر إلى المتخلفين فنرى فارق واحداً بينهم أظهر من كل فارق ذالك الفارق هو الفارق بين الأخيار والإشرار وبين الرحماء المنصفين والظلمة المتصلفين—ص 59
- إنما نجحت دعوة الإسلام لأنها دعوة طلبتها الدنيا ومهدت لها الحوادث وقام بها داع تهيأ لها بعناية ربه وموافقة أحواله وصفاته—ص 63
- ولم يكن سادة قريش أصحاب فكره يعارضون بها العقيدة الإسلامية وإنما كانوا أصحاب سيادة موروثة وتقاليد لازمة لحفظ تلك السيادة في الأبناء بعد الاباء—ص 65
- تتم أداة الصداقة بالعاطفة الحية والذوق السليم والخلق المتين—ص 118
- نرى رجل كان يستطيع أن يعيش كما يعيش الملوك ويقنع مع هذا بمعيشة الفقراء ثم يقال إنه رجل غلبته لذّات حسه—ص 145
- ونشأ يتيما من طفولته فانطوى على نفسه وتعود التأمل والجد والعزوف عن عبث الصغار والنظر إلى ماحوله بعين الناقد المترفع عن الدنايا الجانح إلى الطهر استقامة الضمير—ص 175
- وتجلت هذه الاريحية في علاقته بكل انسان من خاصة أهله أو من عامة صحبه فرقت حاشية جده حتى عطفت على كل أسى ورحمت كل ضعف وامتزجت بكل شعور—ص 184
- كل إنسان يؤمن حين يتغلب الدين وتفوز الدعوة، اما النفس التي تعقد حقا ويتجلى فيها انتصار العقيدة حقا فهي النفس التي تؤمن في الشدة وتعتقد ومن حولها صنوف البلاء. -- ص196