عبقرية الشَّريف الرَّضي

يجمع زكي مبارك في جزأي الكتاب مجموعة المحاضرات التي ألقاها في قاعة كلية الحقوق بجامعة بغداد ثلاثينيات القرن العشرين. ويبرر الكاتب اختياره الشريف الرضي موضوعًا للمحاضرات بوصفه من أهم شعراء اللغة العربية.

اقتباسات من الكتاب[1] عدل

  • "من طرائف ما اصطلح الناس عليه في العصر الحديث إقامة ضريح يحج إليه المشغوفون بتقديس البطولة والأبطال، وهو الذي يسمونه قبر الجندي المجهول، وذلك القبر يضم عظاماً لا يعرف صاحبها على التحقيق، ولكنها في أذهان الناس رمز التضحية والإخلاص"
  • "قد يكون ذلك الجندي أشجع الجنود، وقد يكون أجبن الجنود، ولكنه في جميع حالاته أسعد الأموات"
  • "أفي الحق أن الرجل لا يشتهر إلا أن أصبح على وفاق مع جميع الناس؟"
  • "لو كان أسلافنا من أدباء اللغة العربية تستهويهم المعاني المجردة عن الحوادث الدامية لوجدوا في أشعار الشريف أوسع مجال"
  • "مثل الشريف في نظم شعره مثل الصيدلي البارع الذي يحسن تركيب الدواء، فهو شخص مسئول يركب الدواء بمقادير معينة محددة يؤخذ بعضها بالقطارة وبعضها ٍّ بامليزان، وهو يعلم أن الدواء لو نقص منه جزء أو زيد عليه جزء لأصبح ضاراً أو غير مفيد".
  • "أنتم ترون أن الشريف يؤمن بأن سرقة شعره عناء في عناء وهي نظرة لا تقع إلا من رجل مثقف العقل، وهي دليل على قوة الذاتية التي تعد من أهم العناصر في مقومات الآداب والفنون".
  • "من المؤكد أن الشريف شهد الخصومة حول شعر المتنبي وهو طفل، ومن المؤكد أيضا أن عظمة المتنبي احتلت أقطار نهاه، ولعلها كانت السبب في أن ينظم الشريف أجود الشعر وهو ابن عشر سنين".
  • "أكاد أجزم بأن السري الرفاء نال من نفس الشريف كل منال، فقد شغل النقاد بشعر الرفاء شغلهم بشعر املتنبي، فأفنوا الليالي في إخراج سرقاته الشعرية ومزقوه كل ممزق، وكان الشريف يتمنى أن يظفر شعره من النقاد بعض ما ظفر به شعر الرفاء".
  • "لا تندهشوا أيها السادة حين أحدثكم عن غيرة الشريف الرضي من سلطان الشعراءَ في المشرق والمغرب، فقد كانت الدواوين الشعرية تصل إلى بغداد في حيَوات أصحابها، وكانت بغداد تشعر بخطر المنافسة، منافسة القاهرة وقرطبة، فكانت تستورد كل ما تجود به القرائح، وإن تباعدت البلاد".
  • "كيف لا يعز الشعر في زمن يكون من شعرائه وزراء عظام كأبي الفضل ابن العميد والصاحب بن عباد؟ كيف لا يعز الشعر في زمن يكون من شعرائه قاض كأبي الحسن الجرجاني وكاتب مثل عبد العزيز بن يوسف؟".
  • "وقد شاءت الظروف أن يعيش الشريف الرضي في القرن الرابع، وبعقل القرن الرابع، وشاءت الظروف أيضًا أن يكون من أسرة لها في العلم والأدب ماض جميل، بل وشاءت الظروف أن يكون له أخ من الأئمة في العلوم العقلية والنقلية، ثم قضت بأن يكون الشريف الرضي نقيب الأشراف في زمن لم يكن فيه للأشراف عرش ولا تاج، وإنما كان لهم مجد العلم والأدب والبيان."
  • "ولم تكن ثقافة الشريف موقوفة على ما وعت الكتب والمصنفات، وإنما امتد بصره فدرس الدنيا وخبر الناس، وساقه إلى ذلك أسباب خطيرة ترجع في جملتها إلى اثنين: الأول: تطلعه إلى الخلافة وحرصه على الاتصال بأقطاب الزعماء في الحواضر الإسلامية، والثاني. تشوفه إلى ما أجن الوجود من غرائب الصباحة، وعجائب الجمال، وسترون في الليالي المقبلات كيف كان الشريف يعيش موزع القلب والعقل بين الحب وبين المجد، وكيف كان فريسة للدسائس في عالم المجد وعالم الوجدان."
  • "لقد كان الناس في عهد الشريف يتفقهون ليعيشوا، أما هو فكان يتفقه ليسود."
  • أن الرضي لم يكن من طراز شعراء الجاهلية، الشعراء العوام الذين لم يعرفوا غير ما كان يعرف سكان البيداء، ولم يكن من طراز شعراء العصر الأموي الذين وقفوا عند المعارف الجاهلية بعد أن أنارتها بعض المعارف الدينية"
  •  وكان يشعر بأن أهم عناصر البلاغة قوة الذاتية، نعرف ذلك من كلامه في تجريح من يسرقون شعره وينتحلونه في بعض البلاد، فقد هدَّدهم بالفضيحة وأعلنهم أن شعره سينمُّ عليه وسيبوءون بالخيبة والإخفاق."
  1. عبقرية الشَّريف الرَّضي | زكي مبارك | مؤسسة هنداوي (hindawi.org)