عبد الرحمان المجذوب

شاعر وصوفي مغربي في القرن 16م
(بالتحويل من عبد الرحمن المجذوب)

عبد الرحمان المجذوب
(1506 - 1568)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

Wikipedia logo اقرأ عن عبد الرحمان المجذوب. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أبو محمد عبد الرحمان بن عياد بن يعقوب بن سلامة بن خشان عرف بالمجذوب أو عبد الرحمان المجذوب (توفي في 1568), شاعر وصوفي مغربي. الكثير من قصائده وأمثاله الشعبية متداولة في جميع أنحاء بلاد المغرب العربي. ترك من الأزجال ذخيرة (خصوصا مايعرف بالرباعيات) لا زالت تحتفظ بها الذاكرة الشعبية إلى عصرنا هذا وتتغنى ببعضها الطوائف العيساوية وغيرها من المتصوفة.

مــن أقــواله

عدل

رباعية

عدل

-الصمت ذهب مسجر - والكلام يفسد المسالة

- إذا شفت لا تخبر - وإذا سالوك قل لا لا

الذهب المسجر وهو ما نسج بالذهب والحرير أو ما طرز بالذهب فكثرة الحرير ما فيها إلا الضرر ـ والمقصود التحذير من الثرثرة فإنها تفسد الأمور وتغير القلوب

ويقرب منه قوله الآتي :

-نوصيك يا واكل الرأس - في البير ارم عظامه

- اضحك والعب مع الناس - فمك متن له لجامه

ومعنى البيتين النصيحة في كتمان أسرار الناس وعدم نشرها لكي لا تقع العداوة بينهم ـ متن له أي أوثق له لجامه وأجعل له لجاما متينا صحيحا وفي ذلك تشبيه بين

رباعية

عدل

يا زارع الخير حبة ويا زارع الشر ياسر مولى الخير ينبا ومولى الشر خاسر

حبة أي شيء قليل ـ ياسر معناه كثير بخلاف اليسير في الفصحى والذي معناه القليل ـ ينبا أي يرتفع شأنه ويعلوا مقامه

رباعية

عدل

لا تخمم في ضيق الحال شوف عند الله ما وسعها الشدة تهزم الأرذال أما الرجال لا تقطعها ما وسعها أي ما أكثر وسع الحالة عند الله ،وكل شيء بالنسبة إلى الله سهل لا صعوبة فيه ـ تهزم تطرد وتبعد ـ الأرذال من ليست لهم الإرادة ولا العزيمة ـ الرجال أصحاب الشجاعة والحزم ـ لا تقطعها لا تغلب الشدة أرباب الشجاعة والمروءة والهمة لأنهم يقاسون الشدائد ونوائب الزمان ويتغلبون عليها

رباعية

عدل

أنا الي كنت ثقيل وخفيت من بعد الرزانة مشيت للرماد عامين ندور فيه السخانة يشير إلى تغير حاله فشبه نفسه بالإنسان الذي يذهب إلى الرماد يطلب منه الحر والدفء فلا يجد فيه مرغوبه وهناك رواية أخرى وهي عميت وصميــــت وخفيت بعد الرزانة واش كانون عامين نستنى فيه السخانة يريد صرت لا أرى ولا أسمع ـ المعنى المجازي ـ وذلك بعدما كنت صاحب رزانة وهدوء وروية ونظر في أمور الدنيا - صرت في حالة الطيش - والكانون هو الموقد وما تشعل فيه النار ، وهل يمكن الإستدفاء والتسخن في كانون انطفأ جمره منذ عامين

رباعية

عدل

عيطت عيطة حنينة فيقت من كان نايم ناضوا قلوب المحنة ورقدوا قلوب البهايم عيطت ناديت وصحت ودعوت فأجابني الغافلون عن مصالحهم الدينية والدنياوية الذين فيهم ميل إلى الخير والرجوع إلى الصواب وأما المفلسون أرباب الشهوات الراتعون فيها كالحيوان فلم يستمعوا لي

رباعية

عدل

اللفت ولات شحمة وتنباع بالسوم الغالي في القلوب ما بقات رحمة شفت حالي يا العالي اللفت من الخضر المعروفة قيمتها غير مرتفعة ولكن ثمنها صار غاليا كثمن اللحم وهو أعز منها وأغلى يريد أن الناس صاروا لا يميزون بين الجيد والرديء بل ربما فضلوا الأشرار على الأخيار ، فيتأسف على هذه الحال ويقول إنها نتيجة فقد الرحمة والشفقة من القلوب فيستغيث لهذا السبب بالله تعالى ويتضرع إليه ، ولات أي صارت والأصل ولت

رباعية

عدل

من يامنك يا كحل الرأس ما شينك بطبيعة السن يضحك للسن والقلب فيه خديعة كحل الرأس وهو الإنسان ـ وأصله أسود في الفصحى ـ وفي هذا القول إشارة إلى من يظهر البشاشة والضحك ويبطن الغدر والخديعة قال الشاعر في هذا المعنى يامنك أي يأمنك ويضع ثقته فيك إذا رأيت أنياب لليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم المعنى أنه يجب أن لا يغتر الإنسان بالظاهر

رباعية

عدل

سافر تعرف الناس وكبير القوم طيعه كبير الكرش والراس بنص فلس بيعه فائدة الأسفار معروفة لا لزوم لبسطها وشرحها- وطاعة أولي الأمر من قواعد الإسلام ، بالطاعة تكون الهدنة وراحة العقول ويرتفع الشقاق والخلاف - كبير الكرش يحتمل أنه يريد به من همه اعتناؤه ببطنه وكثرة أكله ـ ولعله يريد به من له طمع وفيه شره وعدم قناعة ـ كبير الرأس من له إعجا بنفسه وافتخار ـ نص معناه نصف ،والفلس يكون دائما مصنوعا من النحاس فليس له قيمة كبيرة ويقرب هذا القول من المثل العامي في الجزائر—الي تخدمه طيعه والي ترهنه بيعه ومما يجب التنبيه عليه فإن الشيخ عبد الرحمن المجذوب كثيرا ما يجمع معنيين فأكثر في القول الواحد على قدر ما يسمح به التعبير وتركيب الكلام ، ففي هذه الرباعيات يقع الإقتضاب غالبا وهو الانتقال من معنى إلى آخر لا علاقة بينهما

رباعية

عدل

طاقوا على الدين تركوه وتعاونوا على شريب القهاوي الثوب من فوق نقوه والجبح من تحت خاوي الجبح هو بالفصحى خلية النحل ـ والمعنى أنهم اعتنوا باظاهر فتزينوا باللباس الفاخر وتركوا الباطن لا نية صالحة فيه ولهذا لم يهتموا بتهذيب نفوسهم وتربيتها

رباعية

عدل

لا تسرج حتى تلجم واعقد عقدة صحيحة لا تتكلم حتى تخمم لا تعود لك فضيحة لا تسرج أي لا تجعل السرج على الفرس قبل أن تجعل له اللجام واعقد الحزام عليه بعقدة متينة قوية لا تنحل ، ولا تتكلم في مسألة قبل أن تتأمل فيها جيدا وإلا رجع عليك قولك بالفضيحة والعار

رباعية

عدل

مزين النسا بضحكات لو كان فيها يدوموا الحوت في الماء يعوم وهما بلا ماء يعوموا مزين أي ما أحسن والمعنى أنهن لا يدمن على حالة واحدة وفي هذين البيتين إشارة إلى حذاقة النساء ومهارتهن وحسن تصرفهن في شؤون الحياة ومعرفة كيف يتخلصن من المشاكل والصعوبات

رباعية

عدل

سوق النسا سوق مطيار يا داخل رد بالك يوريولك من الريح قنطار والدرك رأس مالك سوق مطيار أي لا فائدة فيه ولا ريح ولهذا تراه يحذر الداخل إليه ليكون ببال وعلى بصيرة من أمره ثم إنه بين هذا الغرض بأنهن يرين ويظهرن الأرباح الغزيرة ولكن النتيجة الملموسة هو خسران رأس المال ـ والدرك هو الثقل وتحمل المشاق والأتعاب وخسارة ما كان يملكه الإنسان ـ وفي رواية أخرى والخسارة رأس مالك

رباعية

عدل

ياالي تعيط قدام الباب عيط وكون فاهم ما يفسد بين الأحباب غير النسا والدراهم من المعلوم أن النساء بكلامهن والنزاع بينهن يفسدن بين الأصحاب لأن أزواجهن ينصتون في آخر الأمر إلى أقوالهن فيكون ذلك سببا لإيقاع الخلاف والمناوشات التي لا تحمد عقباها وللعداوة بين الأقارب والأصدقاء كما أن المال وبالخصوص القرض له أيضا ذلك التأثير وهذا المآل غير المرضي والذي يظهر أن الشيخ المجذوب جعل البيت الأول وسيلة ليتوصل إلى المعنى الذي قصده في البيت الثاني وكثيرا ما يقع له مثل هذا الصنيع

رباعية

عدل

فاعل الخير هنيه

بالفرح والشكر ديمة وفاعل الشر خليه فعله يرجع له غريمة ديمة أي دائما ـ غريمة غرامة أو غرم ، يريد اترك فاعل الشر فإنه يرجع عليه في يوم من الأيام فيكون له كمثل غرامة يجب عليه أداؤها ودفعها أحب أو كره

رباعية

عدل

الأرض فدان ربي والخلق مجموع فيها عزريل حصاد فريد مطامره في كل جهة الفدان معناه هنا أرض الزراعة ـ والخلق يعيشون على سطح الأرض ـ وعزريل *ويقلبون اللام نون فيقولون عزرين *هو الملك الذي يقبض الأرواح ولما كان هو الملك المكلف بهذا الشأن قال حصاد فريد والمطامر جمع المطمورة وهي حفرة في الأرض تخزن فيها الحبوب من قمح وغيره يريد بذلك أن المقابر موجودة في كل مكان

رباعية

عدل

كل دواي مسوس يجيب الهليكة لراسه ويستهل ضربة بموس حتى يبانوا اضراسه الدواي هو الثرثار كثير الكلام واللغط ، مسوس هو الذي ليس فيه ملح يعني أنه يمل ويجلب الهلاك لنفسه فيستحق لهذا السبب الضرب ـ اضراسه جمع ضرس ـ والمقصود أنه يضرب لأجل تأديبه وعقابه ضربا شديدا مؤلما حتى تظهر ضروسه من الضرب والجرح الذي يصيبه

رباعية

عدل

ضربوه يستهل الضرب والطريحة معمول عليها هذاك جزا من يوسع على الناس ونفسه يضيق عليها المعنى الذي يظهر هو أن الضامن يعرض نفسه للخسارة لأنه هو الذي يدفع الدين عوضا عن المديون فهو بذلك يضيق على نفسه

رباعية

عدل

رجل بلا مال محقور في الدنيا ما يسوى شي المشرار كالدلو المقعور يوصل للماء يرجع بلا شيء ليس المقصود أن الشيخ فضل الغنى على الفقر وإنما قصده أن يقول أن من عادة الخلق أن يعتبروا الغني ويرحبوا به ـ والمشرار في كلامنا الدارج معناه الفقير المعدم أو البخيل المقتر ـ وقتر على عياله ضيق عليهم في النفقة ـ ومثل المقتر مثل الدلو أو القربة التي لا تمسك الماء فلا خير فيه ولا منفعة

رباعية

عدل

نخدم على المال ونطيح والمال بيت الطناخة رجل بلا مال كالريح مشرار وحب الشياخة طاح يطيح بمعنى سقط يسقط ـ الطناخة هي الافتخار والتكبر ـ وقولهم كالريح أي لا أهمية له ـ الشياخة هي الرئاسة فيستحقها من له الأهلية ، وفي رواية أخرى :نفخة بلا مال كالريح ، النفخة هي الكبرياء والفخر

رباعية

عدل

الشر ما يظلم حد غير من جابه لراسه في الشتا يقول البرد وفي الصيف يغلبه نعاسه والمعنى أن الفقر لا يظلم أحدا من الناس بل يجلبه الإنسان إلى نفسه بسبب التكاسله ففي الشتاء يزعم أن البرد هو الذي منعه من العمل وفي الصيف يتغلب عليه الحر والنعاس فيمنعانه من الاشتغال

رباعية

عدل

ضربت كفي لكفي وخممت في الأرض ساعة صبت قلة الشيء ترشي وتنوض من الجماعة خممت :يقال في العربية خمن أي تأمل في الأمر واستنتج ـ قلة الشيء هو الفقر ـ ترشي تصير الشيء باليا ـ فربما اعتزل الفقيرجماعة الناس وابتعد عن مجالسهم لسبب مسكنته وفقره

رباعية

عدل

الشاشية تطبع الرأس الوجه تضويه الحسانة المكسي يقعد مع الناس والعريان نوضوه من حذانا تطبع الرأس أي تواتيه يعني تلائمه ـ تضويه أي تصيره مضيئا ـ الحسانة أي الحلاقة ، نوضوه يمكن أن يكون فعلا ماضيا أو فعل أمر ، من حذانا أي من جانبنا ومن قربنا ،وبلا شكـ أن الشيخ المجذوب يقصد لسان حال الجلاس الذين يحتقرون هذا المسكين

رباعية

عدل

يا ذا الزمان يا الغدار يا كاسرني من ذراعي طيحت من كان سلطان وطلعت من كان راعي شبه في البيت الثاني من كان سلطانا وفي مرتبة عالية بالراكب على الجواد ،وأراد بالقول أن الأحوال تتغير وظروف الزمان تنزل من كان في المقام الرفيع وتجعل العديم عوضه وهذا أمر لا غرابة فيه ـ فليس على ريب الزمان كفيل ـ والكفيل هو الضامن وهكذا الدنيا صحو وغيم وصعود وهبوط

رباعية

عدل

درت مطمورة في رأس رفروف ومتنتها من كل جانب عهدي بالمطمورة متينة ساعة من تحت شارب درت صنعت ووضعت ، رأس رفروف لعله اسم موضع والظاهر أنه يريد مكانا مرتفعا تهب عليه الرياح فجعل المطمورة في مرتفع من الأرض لتكون بمعزل عن الماء ، متن صحح وأوثق ، عهدي معرفتي بها إعتقادي ، شارب بتفخيم الراء يعني أن الماء دخل إلى الحبوب التي في المطمورة وبللها وجعلها غير صالحة بسبب فسادها وهكذا الدنيا يتحذر الانسان من عواقب الزمان ويحتاط ولكن المقادير تفعل ما تشاء ، يقول المثل القديم :من مأمنه يؤتى الحذر ،وقوله ساعة بمعنى وإذا بها ، أخطأت التقدير فإذا هي ،فهذه اللفظة تفيد معنى المفاجأة والبغتة وعدم التوقع والانتظار ـ من كل جانب أي من كل جهة

رباعية

عدل

لا يعجبك نوار الدفلى في الواد داير ظلايل لا يعجبك زين الطفلة حتى تشوف الفعايل الدفلى هي شجرة معروفة لا تقربها الحيونات ولا تاكل منها نظرا لطعمها المر ، ظلايل جمع ظل لما يقع ورد الدفلى في الوادي أو النهر يجتمع بجانب بعضه بسبب تموج الماءمحدثا منظرا جميلا والمعنى أن الجمال وحده لا يكفي فالمطلوب هو حسن الأفعال ومرضي الأخلاق ـ جمال الروح لا جمال الجسم

رباعية

عدل

سور الرمل لا تعليه ولا تعمق في ساسه ولد الناس لا توصيه يكبر ويولي لناسه وتوجد رواية أخرى وهي حيط الرمل لا تعليه يعلى يرجع لساسه ابن الغير لا تربيه يكبر ويرجع لناسه من المعلوم أن البناء على الرمل ليس بشيء يذكر والمقصود أنه في كثير من الأحيان لا تفيد هذه التربية المربي وانما يحتسب أتعابه عند الله

رباعية

عدل

القمح يسموه الربح ذريه يمشي غباره القلب الي كان مهموم اللون يعطي اخباره ذريه من ذرى القمح يذري تذريه إذا نقاه وصفاه بالريح ـ الهموم التي في القلب تظهر وتؤثر على وجه الانسان. وفي رواية أخرى : القمح هو الربح وذريه يصفى غباره إذا بغيت تنجى من الناس من البلا تنهى صغاره القمح هو الربح الحقيقي والسلاح الأخضر فالعام الزراعي يقاس بكمية إنتاج القمح ، فهو أساس كل المأكولات والنجاة من شر الناس يكون بالإبتعاد عن المشاغبات وترك الخصومات حتى الصغيرة منها لأن لكل شيء بداية بسبب صغير معلوم أو مجهول ولعله يريدإذا ظهرت بوادر الأذى لا بد من حسمها وقطعها في أوائلها ـ وتنهي بمعنى تمنع وفي المثل العامي ـ داو العلة قبل ما تتمكن ولعله يقصد السكوت ومراعاة الكلام ـ لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات والناس ألسن

رباعية

عدل

الخبز يا الخبز والخبز هو الافادة لو كان ما كان الخبز ما يكون لا دين ولا عبادة الخبز يا الخبز هذا التعبير وكانه تعظيم للخبز ولهذا سموه بالعيش لأنه يغني عن غيره عند الضرورة وفقد الأطعمة الأخرى وبه تكون صحة البدن وتمكن العبادة وتسهل الاستقامة وتحسن السيرة لأنه أساس العيش

رباعية

عدل

نوصيك يا كاسر الخبز اعمل الكسرة الصغيرة راه إلى جاك مرهام يرفد الكسرة الكبيرة الكسرة هي الخبز ، المرهام الراهم ضعيف الجسم ولعل الرواية الصحيحة هي المهرام وهو الملهوف أي النهم الشره ـ يوصي الشيخ المجذوب في هذين البيتين بعدم الاسراف والتبذير لا بالبخل وغالب الظن أنه يشير إلى صاحب القناعة والمروءة فإنه إذا جاع لا يطمع ولا يتسلط وقريب من هذا القول العامي :خذها من يد الشبعان إذا جاع وما تاخذها شي من يد الجيعان إذا شبع

رباعية

عدل

الخيل هبة من الريح والبل هي الشريفة البغال قرصة من الهند والحمار هو العيفة الخيل تسرع في جريها بخفة كهبوب الريح ـ هبة ـ والإبل حيوانات شريفة ليس لها نظير في الفلوات وأرض الرمال تنفع العرب الرحل في أسفارهم وتكفيهم في شؤون حياتهم بألبانها ولحمها وأوبارها وبها يخترقون القفار وينفلتون من أيدي العداة ـ أما البغال فلها قوة وصلابة كفولاذ أرض الهند وقد كان قدامى العرب يجلبون الحديد من أرض الهند لصنع الجيد من السيوف ولهذا يقال عن السيف هندي ومهند وهندواني وقوله والحمار هو العيفة يقصد أن الحمار أدنى منزلة من الحيوانات التي أورد ذكرها فإنه يقنع بالعيش كما كان الحال ويتمرغ في أي مكان ولا يحافظ على نظافته ولا يتطلبها من صاحبه

رباعية

عدل

اللي يركب يركب أشهب طرز الذهب في لجامه اللي يدور يقول كلمة الحق يدير هراوة في حزامه أشهب :فرس أشهب اللون ولجامه مطروز-مرصع- بالذهب ، ولا حاجة إلى ذكر فضل الخيل وعلو منزلتها عند العرب وناهيك الكتب التي ألفت فيها ـ الهراوة :العصا الضخمة والكبيرة ، ومن المعلوم أن كلمة الحق مرة ولا يتقبلها جميع الناس بالإستحسان والرضى ولا يستطيع أن يقول كلمة الحق إلا القوي والمسلح

رباعية

عدل

أنا الي رقيت في رقوبة وقعدت مثل الرصاص نذوب من لا يقرا للزمان عقوبة يجي على رأسه مكبوب رقيت ضعف جسمي ونحف ، رقب أطل من مكان عال أو بعيد ، رقوبة المكان المشرف العالي المرتفع ـ لعله يشير إلى حوادث حياته وتغير أحواله ، والنظر في عواقب الأمور مطلوب والأمثال في هذا الشأن كثيرة منها :من ينظر العواقب فما الدهر له بصاحب ـ يريد أن يقول اطلعت على أحوال القوم ورأيت أفعالهم التي لا تسر ولا ترضي فبقيت حائرا مغتاظا يذوب قلبي من الألم الناشيء عن هذه الحالة ومن الغيره على الأخلاق فيكون في قوله تشبيه بمن يشرف من ربوة ويطل من الأعلى إلى الأسفل وفي رواية ما يفطن حتى يجي مكبوب

رباعية

عدل

نوصيك يا واكل الخوخ من عشرة رد بالك في النهار تظل منفوخ وفي الليل تبات هالك من عشرة هذا العدد ليس للتحديد وإنما المقصود هنا هو الكثرة كان ذلك أقل أو أكثر والمراد بالخوخ الأشياء النفيسة الثمينة فالمبالغة منها مضرة ،والظاهر أنه يشير إلى أهواء النفس بتعبير فيه حلاوة ـ فطبعا إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده

رباعية

عدل

مهبول من يحرث الفول في شط مالح يلوحه مهبول من يسمع القول في صاحب عوض روحه مهبول أي مخبول قليل التمييز ـ الشط أرض واسعة ماءها مالح ويسمى أيضا سبخة والشط أيضا هو ساحل البحر أو حافة النهر ـ يلوحه أي يرميه ومن سخافة العقل أن يغرس أي شيء في مثل هذه المواضع أي في الأرض الغير صالحة للزراعة ،وذلك يطبق على المعلم فلا ينبغي أن يضيع وقته على من ليس فيه قابلية وحب للتعلم أو الصناعة ـ وهكذا الشان من يستمع إلى القول السيئ في صديق مخلص ويعمل به بلا حجة ولا عمل،والانسان الذي يستمع لقول الناس في الصديق الحميم الذي يكون بمثابة أخوك أو أكثر فهو ليس بعاقل

رباعية

عدل

الدنيا مثلتها لدلاعة تتكركب مع جميع الدلاع الحاذق يقعد معها ساعة والجايح غدا معاها قاع تتكركب تتدحرج أي تدور وتنقلب على نفسها ـ الحاذق هو الشاطر الفاهم ـ الجايح عكس الحاذق الأبله الذي لا فطانة له ـ بمعنى الحاذق يذوق من حلاوة الدنيا قليلا ثم يرجع عنها ،أما الجايح فإنه يبقى مغموسا في لذاتها وشهواتها

رباعية

عدل

جحش البغل لا تغنجيه وبالزيت تدهن جلوده الصك والعض فيه هذيك عادة جدوده جحش البغل أي صغير البغل ـ لا تغنجيه لا تحسن إليه ـ الصك الركل والضرب بالرجل ـ عادة جدوده أي فطرته ،عادة موروثة ـ لا تتعب نفسك من تعليم من لا ينفعك ولا ينفع نفسه وتوجد رواية أخرى ولد الحمار لا تربيه لو كان تدهن زنوده الصك والعض فيه هذيك عادة جدوده زنوده بمعنى أرجله ـ اللئيم لا يعترف بالجميل والإحسان

رباعية

عدل

إذا ناض ريحك وإذا ما ناض لا تدوي وأطلب غير السلامة لوح التبن طول قامة ناض الريح أي بدأت تهب ـ طول قامة اشتغل بطاقتك القصوى ـ لا تدوي لا تيأس ولا تقطع الرجاء واصبر حتى تهب الرياح والمعنى لكل إنسان فرصة في عمره إذا جاءت لا بد من اغتنامها إذا هبت رياحك فاغتنمها ،وهناك رواية أخرى من ناض ريحه يذري ويلوح التبن طول قامة والي رقد ريحه يسري وطريق السلام السلامة المعنى إذا لم تساعدك المقادير فلتلتزم طريق السلامة والعافية فالله هو خير رازق

رباعية

عدل

بهت النساء بهتين ومن بهتهم جيت هارب يتحزموا باللفاع ويتخللوا بالعقارب البهت هو الحيلة ـ يتحزموا يجعلن الأفاعي كالحزام وهو النطاق ـ يتخللوا يجعلن ما يسمى الخلايل جمع خلالة وهي ما يشد به الحايك

رباعية

عدل

الأمثال في النساء كثيرة في اللغة العربية ـ ونقول كلمة صريحة إننا نجد المحاسن والمساوئ في الرجال والنساء ـ ومن تتبع أقوال الشيخ المجذوب التي جمعناها هنا يجد أن أكثرها وأخيرها يتحقق

كيد النساء كيدين

ومن كيدهم يا حزوني راكبة على ظهر السبع وتقول الحداء ياكلوني ياحزوني أي يا أسفي الحداء هو نوع من الطيور آكلة اللحوم التي تفترس غيرها من الطيور والحيوانات الصغيرة وقوله كيد النساء كيدين أي حيلهن عديدة وفي هذا القول تعجب من مهارة النساء

رباعية

عدل

حديث النساء يونس ويعلم الفهامة يديروا شركة من الريح ويحسنوا لك بلا ماء الشركة هي القلادة أي ما يجعل في الرقبة من المصوغ ـ سلسلة ـ وربما قصد الشيخ شركة برفع الشين أي الشراكةـ أي أن النساء بكلامهن يصنعن لك مشاريع وهمية ويغلبن الرجال بلين الحديث في الرأي ويصلن إلى مبتغاهن

رباعية

عدل

الدنيا مثلتها دراعة ما يلبسها غير الي يشطح يلبسها ويدوح بها ساعة وينكد عليها من بعد ما يفرح دراعة هي قميص أو لباس أصلها درع وهو قميص من حلقات حديد يلبسونه في الحروب ـ يشطح يرقص ـ يدوح يمشي متكبرا ـ ينكد يتغبن ويحزن على فقدها وذهابها في اللهو ـ فغنا الدنيا وسرورها لا يدوم وفي رواية أخرى الدنيا مثلتها دلاعة تتكركب ما بين الدلاع ماذا لحقوها من طماعة ورمتهم في بير ما له قاع الطماعة الطامعون فيها الراغبون في لذتها ـ قاع أسفل البئر ـ أي كانت سبب خسارتهم وهلاكهم لتعلقهم وولعهم بها

رباعية

عدل

حطيتها تبـــرد جاء من لقفها سخونة هذا دوا من يبرد خير المواكل سخونة لقفها أي اختطفها والتهمها ـ على الانسان أن يغتنم فرص الحياة قبل فواتها وقبل أن يطرأ عليك من يأخذها بسبب تأخرك وترددك الحياة سريعة لا تنتظر ولا تشاور

رباعية

عدل

تخلطت ولابت تصفى ولعب خزها فوق ماها رياس على غير مرتبة هما سباب خلاها لا بت ما حبت ـ من أبى يأبى ـ الخز هو الحرير أو ما نسج من الحرير والصوف ـ وفي الدارجة هي تلك الخضر والنباتات التي تعلوا الماء المزمن الراكد فهذا الماء ينبت فيه عشب يعلوه ـ سبب خلاها أي سبب خرابها ـ المعنى سبب خراب المعيشة بسبب تولي عديموا الكفاءة والإيمان مقاليد الحكم ـ وهذا منذ الأزل وفي جميع الأمم

رباعية

عدل

حوست شعاب وعرقوب وحوست عرب الزناقي المال قطعة من القلب جربتها من اعناقي شعاب جمع شعبة وهو مسيل الماء ويكون غالبا بين جبلين ـ عرقوب كدية مكان مرتفع ربوة ـ عرب الزناقي هم سكان المدن والزناقي ـ زنقة هي النهج أو الشارع ـ المال قطعة من القلب أي أن الإنسان يحب المال أكثر من أي شيء بنص القرآن ـ وكما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ـ يصبر الانسان على فقد ولده ولا يصبر على فقد ماله ـ من اعناقي أي من عنقي فهو رأى ذلك في نفسه بعد ما أطال التطواف في الأرض سهلا وجبلا

رباعية

عدل

من جاور الأجواد جاد بجودهم ومن ناسب الأرذال خاب ضناه ومن جاور قدرة انطلى بحمومها ومن جاور صابون جاب نقاه الأجواد أفاضل الناس وأخيرهم ـ جاد صار جيدا كريما ـ الأرذال من لا خير فيهم ـ ضناه ذريته ـ جاور صار جارا لأحد ـ إن الصحبة والمخالطة له تأثير ظاهر قال رسول الله تخيروا لأبنائكم ـ وقال بعضهم في هذا المعنى :طبع الفتى يسرق من طبع من...يصحبه فانظر لمن تصحب ـ ويقول المثل العامي الخلطة تردي والجرب يعدي وفي رواية أخرى من خالط الأجواد جاد بجودهم ومن خالط الأرذال زاد عناه ومن جاور برمة انطلى بحمومها ومن جاور الصابون جاب نقاه زاد عناه زاد عناؤه برمة أي قدر ـ والمراد هو معرفة اختيار الأصحاب ويروى الشطر الرابع هكذا ـ ومن جاور السلطان فاز معاه ـ والمراد بالسلطان كل من له مرتبة عالية على العموم ـ وفي ديوان منسوب إلى الإمام علي كرم الله وجهه هذين البيتين فلا تصحب أخا الجهل فإياكــ وإيـــاه فكم من جاهل أردى حكيما حين آخاه

رباعية

عدل

فاعل الشر مقبوض فاعل الخير سالك بالك بالـــك بدراهمك جبتها لك مقبوض محكوم يعني ما ينجى شي على خير أي تكون عاقبته وآخر أمره خلاف ما يظن وعكس ما يحب وما يريد ـ سالك ناج من المهالك وناجح ـ بالكـ بالكـ رد بالك واحذر وانظر العواقب ـ وتكرار الكلمة يدل على التوكيد ـ والمعنى ربما سعى الإنسان لمضرته بنفس ماله ويقرب منه القول العامي يا شاري الهم بالدرهم

رباعية

عدل

شيبني مرو يخمم من علق لاصقين في لهاته هذاك به هم المرأة عزوه ياناس في حياته شيبني أي صيرني شايب ـ وقوله من علق أي أن حالته كالإنسان الذي لصقت له علق في لهاته ـ ولهاته اللها هو اللحمة الكبيرة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم ـ فهو متحير مما أصابه ـ وفي البيت الثاني يبين ما هي هذه العلقة التي علقت بحلقه فهي الأتعاب التي لحقته بسبب زوجته فيتأسف على حياته المرة ـ مرو أي امرؤ بالفصحى أو مرء والمثل العامي الخير مرأة والشر مرأة وفي رواية أخرى مروان لقيته يخمم واصل العظم في لهاته هذاك من زوجة الهم بفعالها عذباته عذباته أي عذبته ـ والعظم مرادبه هنا تعبير مجازي ـ أي ما يقلق ويحير الانسان ـ مروان اسم رجل غير معين وقد يكون تفخيم امرؤ وربما قد تذكر الشيخ شاهدا من شواهد النحو من عهد دراسته يا مرؤ مطيتي محبوسة **ترجو الحباء وربها لم ييأس الكاتبة تنادي ومعاها الخير ولو كان من بعيد تجيها والخاطي عليك من يديك يطير رزقك من قبل ما هو فيها الكاتبة أي المكتوب وما كتبه الله لك ـ الخاطي عليك أي ما ليس مقدرا لك وليس من مكتوبك ـ والمقصود إنك لن تنال إلا ما كتبه الله لك ونصيبك ستناله بكل تأكيد ـ وما لم يكن من مكتوبك لن تصيبه ولو كان بين يديك ـ ولو كانت لقمة رفعتها إلى فمك لتأكلها ما أنت بآكلها إن لم تكن من نصيبك حتى ولو شقيت وكديت من أجل كسبها ـ لكن هذا لا يعني بأن نتكاسل عن طلب الرزق بحجة أنه لن ننال إلا ما كتب لنا

رباعية

عدل

واحدة رخيصة بماية ألف واحدة غالية بجلد قعود واحدة تجيب الخير معاها وواحدة تطرده بعمود ـ جلد قعود أي وبر الجمل ـ والمقصود أن المهر لا يعتبر مرتفعا ولا يعد غاليا إذا كانت المرأة تستحقه وجديرة به بأوصافها وخصالها ـ لكنه يعتبر غالي ولو كان بسيطا إذا كانت هذه الزوجة مبذرة لا تصون مال زوجها ولا تحافظ عليه ـ رخيصة أي مهرها رخيص مقارنة بصفاتها

رباعية

عدل

نوصيك يا حارث القديم بالك من دخانها لا يعميك لا تدي شي المرأة المعفونة تتعاون هي والزمان عليك القديم هو الحلفاء ـ والمعنى أن هذا النوع من النساء فيه مضرة للزوج فهي بسوء تصرفها تعين الزمان عليه ـ المعفونة هي الغير عفيفة والغير عاقلة وهناك رواية أخرى يا شـاعـل الدمــاغ صرف من دخانها يعميك بالك من المرأة المعفونة تتلاقى هي والزمان عليك الدماغ نوع من نباتات الصحراء فيه شوك ـ صرف انصرف وابتعد ـ

رباعية

عدل

اللي يركب يركب ازرق شعرة بشعرة سبيبه واللي يصحب يصحب العبد في كل حزة يصيبه أزرق ما لونه أزرق أو رمادي ـ شعرة بشعرة دلالة على أن هذا السبيب فيه شعر كثير مختلف ـ سبيبه هو شعر رقبة الفرس أو شعر ذنبه أو شعر رأسه ـ العبد هو الصاحب والصديق المخلص ـ الحزة الوقت العصيب والحالة الضيقة الصعبة ـ يقصد الصديق هو الذي تجده في الصراء والضراء في الشدة والرخاء أما من لا تستفيد منه ولا تفيده فلا داعي لصحبته لأنك بصحبته تضيع وقتك ـ والفارس الماهر يختار الفرس الجواد لركوبه والسفر به إلى أقاصي البلاد

رباعية

عدل

الأجواد ما يقولوا لا لا وحديثهم خطا وصواب إذا قالك روح وتعالى هذيك مارة الكذاب الأجواد هم كرام الناس وأخيرهم الذين لا يحرمون المحتاج إعانتهم ـ وهم لا يتعمدون الخطأ في قولهم إلا إذا وقع على سبيل السهو والغلط ـ أما أصحاب الكذب والنفاق فإنهم يكثرون المواعيد قصد التهرب تعالى ائت ـ مارة هي العلامة والميزة

رباعية

عدل

من لا يطعمك عند جوعك ولا يحضر لك في مصايب لا تحسبه من فزوعك قد حاضر قد غايب من لا يطعمك المعنى الظاهر أي من لا يقدم لك طعاما ـ لكن الشيخ يقصد معنى أعم يقصد من لا يعينك وقت الضيق ليس من النافعين لك ـ من فزوعك أي ليس من أنصارك وأعوانك ـ قد حاضر قد غايب التكرار دل على التوكيد بأن حضوره كغيابه لا فائدة منه ـ بالفصحى سواء كان حاضرا أو غائب

رباعية

عدل

خبزة والقلب مشروح والضحك هو إيدامه خزار والكبش مذبوح ما يلذ شي علي طعامه مشروح منشرح وفرحان ـ الايدام هو الزيت والشحم واللحم ـ قال :سيد إدامكم الخل ـ المقصود انطلاق الوجه والبشاشة خير من سعة العيش مع العبوس ـ خزار البخيل الشخص الذي يعطيك ويمنك أو من فوق قلبه كما نقول بالدارجة

رباعية

عدل

ما كان كالحرث تجارة ما كان كالأم حبيب ما كان كالشر خسارة ما كان كالدين طليب المقصود من التجارة هو البيع والشراء وكل المعاملات بين الناس والصنائع ـ طليب من يطالب بدينه الذي ترتب بذمة أحد من الناس ـ والمعنى أن الحراثة هي أفضل ما يعتني به الإنسان وهي الأصل في الثروة والغنى لأنها سابقة لجميع الصنائع وبها اعتماد حياة الإنسان إذا لم يجد غيرها من طرق الاكتساب ـ وشفقة الأم على أولادها وحنانها أمر معروف لا يحتاج إلى الاطناب وتطويل الكلام ـ وأما فعل الشر فإن عاقبته وخيمة

رباعية

عدل

يا لايم لا تلومني في وسط الناس وإذا عينك في الملامة فرزني الفضة الصافية ولات نحاس والثوب الي كان وافي عراني واذا عينك واذا أحببت وإذا أردت أن تلومني فلا تلمني أمام الناس ـ والناس صاروا لا يميزون بين الفضة والنحاس ـ فكأنني كنت لابسا ثوبا يكسوني تماما ثم إنه لم يعد يناسبني وعاد لا يغطي جسدي كاملا ـ فرزني تكلم معي على انفراد

رباعية

عدل

حبيبي أن غضب ما صبت له طب بعد المحبة جفاني نجيب القهوة ونصب ونحدثه بالمعاني ماصبت له طب ما صبت له دواء ـ جفاني ترك صداقتي وصحبتي وأنا لا أصبر على مفارقته ومودته ولهذا أجتهد في تجديد الصداقة بيننا وأحدثه بالقول العذب الطيب فارضيه بحلو الكلام ـ قوله بالمعاني يعني بالتعريض والإشارة والظاهر أنه يوصي في هذين البيتين على استفزاز الصحبة ودوامها واستعمال جميع الوسائل للمحافظة عليها ـ وقوله أن غضب أي إن غضب ـ والمعنى حبيبي إذا كان سريع الغضب وكثير الاحساس والانفعال ينبغي ل.أن أستعمل معه ما يجلبه ويقنعه من القول ويرجعه إلى المودة السابقة

رباعية

عدل

أنا قلبي رهيف ما يحمل التكليف وانتم يا لطيف ما فيكم رحمة رفدتونا منين كان الحمل خفيف سيبتونا منين صرنا ضعفة قلبي رهيف :قلبي رقيق لا يتحمل القول العنيف ولا اللوم والتوبيخ ـ يا لطيف هذه عبارة ليس المقصود منها الاستغاثة والدعاء وانما الاستعظام والتعجب رفدتونا أي حملتونا ـ منين أي حين كان ـ سيبتونا تركتمونا ـ ضعفة أي ضعاف وضعفاء ـ والمعنى على الاجمال أن أصحابه تركوه لما صار فقيرا ـ فشبه نفسه حين كان غنيا بأن حمله كان ثقيلا

رباعية

عدل

جبت اولادي يقلعوا تنكادي زادوني تنكاد على تنكاد إذا كانوا الاولاد كيف اولادي لا يعطي للضانيين اولاد التنكاد والتنكيد هو ما يسمى الغضب والزعاف ـ الضانيين المنجبين للأبناء ـ وهذا كلام من خاب ظنه في ذريته

رباعية

عدل

قلبي تقطع بالامواس ما جا برا نلوحه من كان كواي للناس يصبر لكيات روحه معنى البيت الأول أنه غضب واغتاظ وحزن على ما وقع له وكان شيئا لا ينتظره ولا يتوقعه ثم قال إنه عرف الآن وتفطن للضرر الذي ألحقه بغيره وأحس بفضاعته فما دواؤه إلا التوبة والصبر على ما سيلحقه بسبب أفعاله لأنه كيما تزرع تحصد

رباعية

عدل

يا قايل العـــــــار كيفاه يحلى كلامــك تمرض ولا عدت تزار وتتفكر الناس عارك المعنى أن الرجل الذي أساء إلى الآخرين فالناس تفر منه وتكرهه وتترك مخالطته وحتى لو مرض فلا أحد سيزوره ويبقى الناس يذكرون إساءتك إليهم فكما هو معلوم شر البرية من تتركه الناس اتقاء شره

رباعية

عدل

مثلت روحي لحمام مبني على صهد ناره من فوق ما بان دخان ومن تحت طابوا حجاره صهد أي حر شديد ـ المعنى أنه يصبر ويتكبد ويتحمل نوائب الدهر ولا يفضي بسره ولا يتحدث عن حاله لأحد بل هو ملازم للصمت والسكوت والصبر على ما قدر له

رباعية

عدل

من الثلج عملت مطرح بالهواء غطيت روحي من القمر عملت مصباح وبالنجوم ونست روحي يعني أنه يعيش منعزلا عن الناس ولا ينبغي إلا حياة الهدنة والهدوء وراحة البال بعيدا عن الحركة وضوضاء المدن وأصواتها المختلفة

رباعية

عدل

قلبي جاء بين المعلم والزبرة والحداد مشوم ما يشفق عليه يردف له الضربة على الضربة وإذا برد يزيد النار عليه المعلم هو صاحب صناعة من الصنائع وهو هنا الحداد كما ذكر ـ المشوم هو المشؤوم الذي لا شفقة عنده ولا رحمة ـ يردف يتبع ويضيف ويوالي ويضاعف ـ ولعله يشير إلى حالته مع زوجته وما يقاسيه من الموجعات النفسية ـ أو يقصد أن حياته تضايقت عليه بسبب أناس نغصوها عليه فائدة معنى المجذوب ليس بفاقد الحس والتمييز كما كان يفهمه كثير من الناس فلم يكن مغلوبا على نفسه منقطعاعن الدنيا بل كان شأنه شأن الكمل من الوظائف الدينية والرسوم الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الاخلال بشيء منها ، وكان له أهل وأولاد وزاوية يطعم فيها الطعام للواردين عليها من الغرباء وأبناء السبيل وغيرهم ، وكان يجري على لسانه كلام موزون من الكلم الملحون على لسان أهل العرف وأوزانهم الشعرية يحفظ الناس كثيرا منه ويتداولونه بينهم في مجامعهم وأذكارهم ، وقد اشتمل على حقائق وإشارات سنية وعبارات ذوقية يفهمها الذائقون ويعترف بغور مغزاها العارفون وقد وقع كثير مما أشار إليه الشيخ كدلالة على فراسته ، فقد كان الشيخ من شيم الأخلاق بمكان مع سخاوة نفس وكثرة بذل وإيثار

رباعية

عدل

ما يرقد في الليل مهموم الي يحمل الذل مانع ما يغسل العرض صابون ما يقلب القلب صانع الظاهر هو المثل العامي ألي تربى على حمل الذل يبات بلا هم.هذا هو الظاهر لكن المقصود هو أن الانسان ينبغي له أن يتحمل بلا ضجر ولا قلق من أصحابه بعض الهفوات وبالخصوص التافهة منها فيكون كما قال الشيخ عمر بن الوردي وتغافل عن أمورإنه ...لا يفز بالحمد إلا من غفل ومن نشأ على حسن الخلق والشهامة فإنه يحافظ بكل جهده وطاقته على صيانة عرضه مهما كانت مخالطته ولا تتغير سيرته ولا أخلاقه لقوة نفسه وعزيمة صادقة في قلبه ؛ فالمجتمع كثيرا ما يؤثر في العقول ويميلها ـ والقدماء شبهوا العرض بالزجاجة فإن كسرها لا يجبر

رباعية

عدل

خفيف الأقدام ينمل لو كان وجهه مراية قليل الأكتاف ينذل لو كان جهده عتاية خفيف الأقدام : من يكثر التردد على الناس (ضيف كل يوم ) فيقلقهم حتى يكرهوه ويملونه ولو كان وجهه جميلا كالمرآة ـ قليل الأكتاف ينذل : من لا أعوان له ولا أنصار قد يهان ويذل ولو كان ضخم الجسم وفي رواية أخرى لو كان في رأس العناية والعناية أي في القمة

رباعية

عدل

الأمان يابني الأمان والأمان يقطع الرقبة حطيت يا بني الإحسان جبت البلا بلا سبة يعني أن الثقة في الناس قد يكون مآلها الخسران فتأمل واعرف فيمن تضع ثقتك وقد يكون الإحسان وفعل الخير مضرة بدون سبب بل وربما ينقلب الجميل وبالا وهلاكا لكن ذلك لا يصدر إلا من الأشرار

رباعية

عدل

حبيبك حبــــــه والسر الي بينكم اخفيه إذا حبك حبه أكثر وإذا كرهك لا تسال عليه الأحرار لا يبوحون بأسرار أصحابهم ويقابلون الصحبة والمودة بالمحافظة والإخلاص وإذا هجرك صديقك وتركك بلا سبب معقول فاتركه حتى يعرف معنى صداقتك

رباعية

عدل

الصاحب لا تلاعبه والناعر لا تفوت عليه الي حبك حبه أكثر والي باعك لا تشريه لا تلاعبه : لا تتهكم به بل اعتبره واحترمه كما يجب عليه أن يحترمك ـ الناعر : من يدافع عنك ولو مرة ـ لا تفوت عليه : لا تنسى جميله ولا تتكبر عليه ـ ومن تكبر عليك لا تسأل عنه فانت في غنى عن صداقته

رباعية

عدل

آه يا محنتي عدت خماس والتبن اعمى عيوني خمست على عرة الناس كي يوجد العشاء يزعكوني المحنة هي الغبينة والمصيبة )حفظنا الله منهما ( ـ عدت خماس : صرت أعمل عند الناس مقابل الخمس من الفائدة ـ عرة الناس : أرذلهم وأسفلهم في الأخلاق والأفعال ـ يزعكوني :يطردوني ، يقصد بأن القوم الذين كان يعيش معهم أنكروه بعد انتفعوا منه وصاروا لا يحتاجونه

رباعية

عدل

مكتوب ربي نوديه والصبر واجب علينا وألي نحبه نخليه ياناس ما اعتاها غبينة ما قدر الله يقع لا محالة ولا شك فما علي إلا الصبر مع فعل ما وجب من العمل والسعي فإن المقدر على الإنسان لا يطلع عليه أحد ـ ما اعتاها : ما أكبرها )من عاتية ( الغبينة : الشيء الذي يضر الانسان سواء ماديا أو معنويا (الغبن بالفصحى (

رباعية

عدل

إذا هي دنيتك مهمومةً وزمانك ما هو معاك مليح خل الدرسة في التبن واستن حتى يهب الريح إذا لم توافقك الأحوال ولم تساعدك المقادير فانتظر زمانا آخر لعلك تكون فيه أحسن حالا وكن صبورا مثل الذي سكنت له الريح في وقت الدراس والتذرية فإنه ينتظر هبوبها ـ دنيتك أي دنياك ـ الدرسة مطمورة القمح

رباعية

عدل

يا قلب نكويك بالنار وإذا بريت نزيدك يا قلب خلفت لي العار وتريد من لا يريدك لعله يريد بهذا القول أنه يحب أصدقاءه ولكنه لم يكافأ منهم إلا بالجفاء ـ العيب هو النقيصة وهي ضد الخصلة الحسنة

رباعية

عدل

يا قلبي يا حامل الماء للعقبة ويا طراد الشمس ماك إلا مهبول لا تبغي من لا يحبك بمحبة وإذا حبك القلب غير خل الناس تقول حامل الماء للعقبة : الماء لا يطلع على العقبة )وهي المكان المرتفع من الأرض ( ولا يصعد عليها والشمس لا يمكن طردها ـ ويقرب من هذا القول المثل العامي : إذا حبك القمر بكماله...واش عليك النجوم إذا مالوا : يعني إذا أحبك القمر محبة تامة فلا يضرك مغيب النجوم ؛ والمقصود أنه إذا عطف عليك الرؤساء وأولوا الأمر فلا تسأل عن المستخدمين العاديين ويجوز تعميم هذا المعنى في أمور أخرى ـ غير خل الناس تقول : لا تبال بما يقوله الناس ودعهم يقولوا ما يشاءون

رباعية

عدل

ألي بغانا نبغوه على محبة الله نلموه وألي جفانا نجفوه هذاك تهنية منه من أحبنا في الله نحبه ومن كان مخلصا في صداقته وصحبته معنا كنا مثله والذي بعد عنا وتركنا فقد أراحنا الله منه

رباعية

عدل

ألي حب الطلبة نحبوه ونعملوه فوق الرأس عمامة وألي كره الطلبة نكرهوه حتى إلى يوم القيامة من يحب الأئمة ورجال الدين نعظمه ونكرمه ونحترمه والمعنى ظاهر

رباعية

عدل

الريح والسحاب رشات والغيم اظلام علي الأحباب قاع قاع قفات بقيت فريد العمد علي تغيرت الأحوال وتفرقت الأصحاب أو صاروا فارغين لا فائدة فيهم ولا منفعة وبقيت وحدي ليس لي على من أعتمد وأتكل ـ قاع قاع : كلهم

رباعية

عدل

يا ويح من طاح في بير وصعب عنه طلوعه فرفر ما صاب جنحين يبكي وسالوا دموعه طاح : سقط ، صعب عنه طلوعه : صعب عليه الخروج منه ،البير : البئر ـ فرفر أي حاول الطيران والخروج من البئر لكنه لم يستطع وهكذا الانسان الذي تخونه القوة والمعين فإنه يصعب عليه نيل مرغوبه

رباعية

عدل

مثلت روحي لتبيب في كل شجرة ينادي يعيط يا قلة الحبيب يا خروجي يا تنكادي مثلت روحي : شبهت نفسي ـ التبيب هو نوع من الطيور يسمى في الفصحى الهدهد وهو من الطيور المهاجرة ـ هذا النوع من الطيور معروف بعزلته والإنفراد عن أبناء جنسه

رباعية

عدل

لا في الجبل واد معلوم لا في الشتاء ريح دافي لا في العدو قلب مرحوم ولا في النساء عهد وافي الواد هو ما يسمى في العربية النهر ولا يكون في الجبال ـ ريح دافي : لا برد فيه ـ عهد وافي : أي أن النساء لا يفين بعهودهن ـ والخصال الحسنة والسيئة موجودة في الرجال على غرار النساء

رباعية

عدل

راح ذاك الزمان وناسه وجاء هذا الزمان بفأسه وكل من يتكلم بالحق كسروا له رأسه يتأسف على تغير الزمان وتقلب الأحوال فذهب من كان يقبل كلمة الحق ولا يستمع إليها وجاء أناس لا يرضون بذلك بل يقومون بالاعتداء على من يقول كلمة الحق

رباعية

عدل

السابق من الخيل تعثر وربي يدبر عليها وإذا يكلخ الفم ربي لا يحاسبني عليها أسرع الخيول وأجودها قد تتعثر في جريها أحيانا وقد جاء في أمثال العرب : إن الجواد يكبوا ـ يدبر عليها : يحفظها من الهلاك ـ يكلخ الفم : إذا أخطأ الفم وغلط بكلمة فإن الله لا يحاسبني عليها لأنني قلتها عن غير قصد ولهذا كان رجائي من الله هو التوبة والغفران ـ

رباعية

عدل

اعطته الكف والدف حتى ردته مثل الرغيفة تقول دقيقها مسلف والا كاتسال للمعلم حسيفة اعطته : المرأة التي تعجن لتصنع الخبز الذي سترسله إلى صاحب الفرن لينضجه فيقول : إنها ضربت العجين بالكف لتبسطه وترققه ـوقد بالغت في هذا الضرب ـ ولعل المقصود بدقيقها مسلف : وكأنها لا تبالي بصنع الخبر وكأن الدقيق مستعار ـ أو أنها عملت هذا حقدا وبغضا للمعلم وهو صاحب الفرن لأن الخبز لم يستوف الشروط اللازمة ـ وربما ناسب هنا الذكر مثل من أمثال العرب : أحق الخيل بالركض المعار ـ لأنه لا شفقة لك عليها لأنها ليست من مالك ، ومن الممكن أن يحتمل هذا القول معان أخرى

رباعية

عدل

الدنيا يكنوها ناقة إذا عطفت بحليبها ترويك وإذا عفطت ما تشد فيها لباقة تتكفحُ ولو كان في يديك شبه الدنيا بناقة حلوب تروي مالكها إذا كانت لينة الطبع فإذا ساعدت الانسان عاش في بسطة وهناء ـ وإذا لم تعطف عليه فلا تنفع معها اللطافة ـ عطفت أي هاجت أو ثارت ـ تتكفح أي تتبدد وتتبعثر وتتشتت ولو كانت بين يديك فإنها تنفلت ولا يبقى معك شيء

رباعية

عدل

يا حصراه بعد اللية والزبدة الطرية عدت نكدد في عظام الرأس ومن بعد ركوبي على الشاحب العلوية عاد ركوبي على بغل نكاس يا حسراه : أي يا حسرتاه ـ اللية : هي اللحم والشحم ـ عدت : صرت ـ نكدد في عظام الرأس : أتتبع بقايا اللحم في العظام ـ وهي كناية عن تحول حالته من الحياة الرغيدة إلى الفقر وضيق العيش ـ الشاحب : الفرس القليلة الشحم وكانوا يحبون الخيول النحيفة لتكون سريعة ويفوزوا بها في السباق ـ العلوية :العالية ـ النكاس :الحران ـ وهو البغل الذي ينكس رأسه أثناء السير والبغل معروف بكثرة عناده

رباعية

عدل

العبد ألي كان مذوب ما تعيبه كحولة والحر ألي كان مجعوب ما يسوى نص فولة مذوب : ألي هو صافي ـ هذا هو المعنى الظاهر إذ بتذويب المعدن يكون صفاؤه وتنقيته من المواد الأجنبية التي تكون معه ـ تعيبه : تشينه وتجعل فيه عيبا ما ـ فالعبد المراد به هنا الإنسان الأسود لأنه قال في الشطر الثاني ما تعيبه كحولة أي سواد ـ مجعوب لعله يريد به صفاته وأخلاقه مذمومة فمكانة المرء في المجتمع سيرته وصناعته لا بلونه ـ نص فولة : نصف فولة أي شيء ليس له أدنى قيمة ـ قال ) خير الناس أنفعهم للناس ( وأراد الشيخ بالحر الإنسان الأبيض البشرة ـ والإسلام لا يفرق بين الأبيض والأسود ولا بين العربي والعجمي إلا بالتقوى

رباعية

عدل

الشواف يشوف من قاع القصعة والغربال تشوف منه قاع الناس الكيس يعفس على رأس اللفعة والعوام يعوم بحر لا يقاس الشواف : البصير بالأمور ـ الفارس ـ ـ تعبير مجازي أي أن الفهيم يرى ما وراء الحقيقة ويفقه من خلال النظرة ـ قاع الناس : جميع الناس ـ فالغربال يرى منه كل من يتمتع بالنظر ـ الكيس : من يعامل ويتعامل مع الأشياء بالفطنة والعقلانية ـ يعفس : يمشي على ، يطأ ـ العوام : السباح ـ لا يقاس : لا يقدر بحدود ـ يقال أن الإنسان بعيد النظر يستخرج من حوادث الزمان ووقائعه ما يمكن أن يطرأ في المستقبل والذي نظره سطحي لا يتعلم من الوقائع شيئا ـ والرجل الكيس هو الفاطن حسن الأدب والفهم يمر على الصعوبات من دون أن يلحقه أي أذى

رباعية

عدل

المصبط ما درى بالحافي والزاهي يضحك على الهموم ألي راقد على القطيفة دافي والعريان كي يجيه النوم المسبط : الذي يلبس حذاء لا يدرك ما الذي يعانيه الحفاة ـ الزاهي : الفرحان ـ القطيفة : الزربية المصنوعة من الصوف العالية الجودة ـ دافي : عكس بردان أي دافيئ ـ كي يجيه : أنى له أن ينام ، من أين يأتيه

رباعية

عدل

الفرد مشى للغرب والذيب جاب رأسه لو كان الخير في البصل ما ينغرس على رأسه لعل الشيخ يقصد بأن المحاسن والفضيلة غربت وغابت وحلت مكانها الحيلة ثم قال إنه من لا يصون نفسه فإنه يذل ويهان

رباعية

عدل

احرث يا حــــــراث وطيب رأس المراجع راهوا مال التجار ما زال ليك راجع طيب: اقلب التربة واحرثها جيدا ـ رأس المراجع : موضع بداية خط الحرث والمرجع هو الثلم وهو الخط الذي يتركه المحراث في الأرض ـ ليك : إليك ـالزراعة هي العنصر الأول من عناصر العيش فمال التاجر وغير التاجر يرجع لا محالة إلى يد الفلاح لأن الفلاح يبيع حبوبه للجميع سواء كانوا تجارا أو غير تجار ـ وفي هذا القول مدح وثناء وإشارة إلى فوائد الأرض

رباعية

عدل

لا تجري لا تهقهق وامشي مشية موافقة ما تدي غير ألي كتب لك ولو كان تموت بالشقا ما تهقهق :لا تهرول ـ لا تسرع في السير بل سر سيرا موافقا مقتصدا واعتن بأمورك بلا إفراط ولا تفريط ـ وإذا كان الإنسان لا يعرف ما قدر له فالواجب عليه أن يسعى في نفع نفسه وإصلاحها بلا إضرار بالغير

رباعية

عدل

ألي حبك حبه وفي محبته كن صافي وألي كرهك لا تسبه وخليه تلق العوافي العوافي : جمع عافية وهي الراحة واطمئنان البال ـ يوصي بالإخلاص وإحترام من يحبك والإبتعاد عن سب من كرهك وهجرك

رباعية

عدل

ألي طارت من سعود ايامها تتخبل في ريشها وتعيش وألي قعدت من تعوس أيامها ما هي لا بالصحة ولا بالريش من سعود أيامها : من سعادتها وحسن حظها ـ تتخبل : تختبيئ في ريشها ومن دون شك أن السعيد من الطيور من له قدرة على الطيران ـ من تعوس أيامها : من سوء وتعاسة حظها لأنها لا تقدر على الطيران من أجل الحصول على رزقها ولا حين تحس بخطر يداهمها ـ والمقصود هنا الفتاة التي تزوجت فمن حسن حظها ـ والعانس ساء حظها ـ والمعنى عام لكل من خانته الأيام والأصحاب

رباعية

عدل

الطير الطير ما ظنيته يطير من بعد ما والف خلى قفصي وعمر قفص الغير رماني في بحور خلاني تالف الطير الطير : تكرار اللفظة يدل على التفخيم لشأن الطير - فهذا الطير غادر صاحبه وفارق منزله بعد الألفة وانتقل إلى قفص آخر ـ فصار مدهوشا لا يعرف ماذا حدث ـ خلى : ترك ـ في بحور : في أحزان وهموم ـ وكأنه يشير إلى ابنه الذي رباه حين كان صغيرا وغادره حين كبر أو إلى زوجته بعد ألفة ومؤانسة

رباعية

عدل

يا من درى شي الحال يصبح وتزول لينا الشميسة ألي عاش لا بد يفرح وتزول عليه الغبينة يقول أتساءل وأترجى هل يتغير الحال الذي أنا فيه وينقلب إلى سعة وبسطة عيش ـ فشبه حالته الضيقة بالجو المظلم فقال من يعلمني بأن هذا الجو سيصير مضيئا بإشراق الشمس ـ لينا : إلينا

رباعية

عدل

يا ناس من شاف دمي غابت عني السمية للبحر نشكي بهمي ينشف يولي ثنية السمية : السمو والفخامة ـ يريد أنه حدثت له مشاكل حطت من حاله وأنقصت من شأنه حتى تغير حاله ودمه ـ ومن كثرة هذه المشاكل صار لا يستطيع أن يحكيها لأحد ولو حكاها إلى البحر لجف وصار كالطريق اليابس من كثرة الركض عليه

رباعية

عدل

الزيت يخرج من الزيتونة و الفاهم يفهم لغات الطير ألي ما تخرج كلمته ميزونة يحجرها في ضميره خير الزيت يخرج من الزيتونة : يعني أن الفرع تابع للأصل غالبا والولد يشبه أباه وإلى ذلك يشير الشاعر : بأبه افتدى عدي في الكرم**ومن شابه أباه فما ظلم ـ افتدى أي فعل مثله ـ عدي : عدي بن حاتم الطائي ـ وبأبه بالإعراب على لغة النقص يعني بالحركات الثلاث لا بالحروف ـ والفاهم هو الذي يفهم لغات الطير ـ وقد أصاب الشيخ في هذين البيتين حيث أكد علماء هذا العصر أن أصوات الحيونات وصراخها له معان مختلفة ومن استقرأ وتفهم لغة الطير فهو الفاهم الحقيقي ـ ميزونة : موزونة ـ والكلمة الموزونة هي التي تأمل فيها قائلها قبل النطق بهاـ يحجرها : يخفيها في قلبه ولا يتفوه بها فالفرع يناسب الأصل واللبيب بالإشارة يفهم

رباعية

عدل

ألي علينا حنا درناه واللي على الله هو به أدرى خيط المحبة فنيناه ما خصته غير المذرى يقول الشيخ ما علينا من الواجب قمنا به أما التوفيق فمن الله عز وجل ـ المذرى ) المدرى ( هي خشبة ذات أطراف كالأصابع يذرى به القمح وغيره ـ قد فنيت في محبتكم وأجهدت نفسي لأجلكم وأنتم عليكم بتزكية قلوبكم وتصفيتها كما تصفى الحبوب بالمذرى

رباعية

عدل

الناس قالولي عجايبي وانا طريقي مسرور إذا صفيت مع ربي العبد ما فيه ضرور عجايبي :مهرج - غريب الأطوار ـ طريق مسرور : طريق حسنة ليس فيها إلا ما يسر ويفرح فإذا أخلصت النية مع الله فلا يضرني أحد من الناس

رباعية

عدل

عينيك وحواجبك سود وسوالفك هندويلة يا نابشة الأرض بالعود اتكلمي يا هبيلة السوالف :جمع سالف وهو الشعر المتدلي على الموضع بين العين والأذن ـ هندويلة : غليظة ملتفة ـ والعرب تستحسن سواد الشعر وتقول إنه نصف الجمال ـ يا نابشة الأرض : أي تطأطئ رأسها وتتأمل في الأرض تفكر في مسألة عويصة ـ هبيلة : خفيفة العقل ومن فيها طيش والظاهر أن الشيخ يقول : أيتها المرأة الجميلة هل لك شيء زائدعلى الجمال من خصال تكونين بها معدودة من جملة ربات البيوت ذوات الهمة ومعرفة تدبير شؤون البيت وتربية الأولاد فهذا أحمد عند الناس وأبقى عند الله عزوجل

رباعية

عدل

يا الجايزات في الطريق يا مقورين العمايم في راسكم شي عناية والا راتعين كالبهايم الجايزات في الطريق: العابرات في الطريق المارات بها ـ مقورين : معتمات بالعمائم )جمع عمامة(عناية :الاهتمام بمعالي الأمور والآراء الصائبة المفيدة ـ راتعين : البهائم حين تكون باسطة رأسها في الأرض تأكل يقال عنها راتعة ـ فهو يخاطب أولئك النسوة المارات في الطريق ويسألهن عن مدى فهمهن للحياة هل لهن مقاصد رفيعة أو هل يعشن حياة لا نصيب فيها للروح يعني هل هن لا يعتنين ولا يشتغلن إلا بالتفاهات وسفائف الأمور ـ وما أحسن قول المتنبي في هذا المعنى في مرثية أخت سيف الدولة وهمها في العلى والمجد ناشئة وهم أترابها في اللهو واللعب

رباعية

عدل

حليل من ماتت أمه وباباه في الحج غايب وما صاب حدان يلفه واضحى بين الدواوير سايب حليل: ما أتعس وماأشقى ـ وما صاب : لم يجد ـ يلفه : يتكفل به ويعينه ويعزيه ـ أضحى : أصبح وصار ـ الدواوير : جمع دوار وهو في العربية جمع من خيام أهل البوادي ـ سايب : ضائع ووحيد ـ حدان : أحد ـ ما أشقى من كسرت جناحه من الأقرباء فأهمله الجميع بعد فقدانه لأعز الناس أو تقلب الزمان فحوله من الترف إلى الفقر والإحتياج ـ فلم يجد من يعينه ويصونه من نوائب الدهر

رباعية

عدل

حجيت سبع حجات وتبت سبع توبات رجيت نفسي تبقى لغيرها لا بـــــــات يقصد بسبع حجات وسبع توبات عددا كثيراـ رجيت : رجوت ـ لا بت : أبت وامتنعت ـ أني بطبيعتي مستقيم ونزيه ولكن ضعف الإرادة والعزيمة فأصبحت في صراع طويل مع نفسي ـ وطالما حاولت كبحها وقهرها لكنها في كل مرة تتغلب علي وكأنه أشار بنوع من السخرية والإستهزاء إلى ضعيفي الإرادة ـ ويناسب هنا إيراد بيت للشيخ عمر بن الفارض ) 576ـ 632ه( ونهج سبيلي واضح لمن اهتدى **ولكنها الأهواء عمت فأعمت

رباعية

عدل

شفيتني يا المسكين وشفني حالــــــــــك الزين ما تاخذه والدين ما ينعطالــــك شفيتني : رثى له ورق قلبه عليه وحن ـ المسكين : من هو في حالة سيئةـ أعطف عليك وأتفهم حالتك لضيق يدك فإنك لم تجد من يصاهرك ولامن يعيرك مالا ـ الدين : السلف من المال ـ الشيخ يتأسف على من لم تساعده الأيام ولكن باب الله واسع وكما يقال أن الله لا يسد بابا حتى يفتح مائة باب

رباعية

عدل

ادهن السير يسير وبه ترطاب الخرازة النقبة تجيب الطير من باب سوس لتازة السير : هو حبل من الجلد أو المطاط جمعه سيور ـ ترطاب: تصير رطبة ـ الخزارة : هي حرفة الخراز ـ وخرز الجلد : أي ثقب الجلد وخاطه ـ النقبة : ما يقدم للطير من قمح وشعير كي يلتقطه بمنقاره ـ والمعنى أن المجاملة ولين المعاملة والأخلاق الطيبة تكون سببا في تسيير الحياة وتسهيل أمورهاـ باب سوس : أول بلاد سوس قطر واسع في جنوب المغرب الأقصى ـ وتازة : مدينة مغربية مشهورة ـ والشيخ يشير إلى أن الإحسان يجلب القلوب ويحبب عند الناس

رباعية

عدل

الطبخ والرمخ في فاس والعلم والدين فيها لا عيب يقال في فاس مكمول من كل جيها يثني الشيخ على مدينة فاس ففيها ما يلذ من الأطعمة مع إتقان الطبخ وفيها من النبات والأزرهار ما تسر العين لرؤيته مع كونها مركزا علميا ودينيا ـ وقد أسس مدينة فاس مولاي إدريس الأول سنة 192هجري على النهر الذي يسمى باسمها المتفرع عن وادي سبو وهي في موقع جغرافي من أبدع ما يكون تكتنفه جبال شاهقة لا ينقطع هدير مياهها ـ ورحم الله الشيخ عبد الرحمن فقد تذكر أيام صباه بمدينة فاس وهكذا يكون الرجل الذي لا ينسى الجميل ويقول المثل العامي : الطير الحر يشكر مباته

رباعية

عدل

جيت من طيط بالعجلة والشر زأدنى شظاية الخبز دخله الجص علاش يا طالب ذا القراية

طيط ( تسمية قديمة لمدينة الجديدة المغربية)* هي القرية التي ولد فيها الشيخ ـ شظاية : إلتهاب مشقة وحمل ثقيل ـ الجص : الجبس ـ الخبز دخله الجص : دلالة على فساد الأخلاق وسوء السيرة حيث كل الناس تبحث فقط عن الربح السريع ـ يقول الشيخ جئت من بلدي لتهذيب القوم ولكنهم لم يستمعوا إلى وشعرت بأنهم ليسوا ممن ينتفعون بالتربية والتهذيب بل صرحوا بأنني أتعب نفسي بلا نتيجة ولا فائدة وتعجبوا من محبتي للعلم ( علاش عليك يا طالب هذا القراية)

رباعية

عدل

إذا كان السعد يتنجر من عود ننجر ستين عود غير عودي وإذا كان السعد منك يا مسعود يا سقام السعود سقم لي سعدي

لو قدر للإنسان أن يجعل سعادته بنفسه لكنت أجعل لنفسي منزلة عالية وبما أنني لا طاقة لي على ذلك فإنني أستنجدك للوصول إلى مرغوبي ونيل الغاية التي أريدها واستنجد بمعنى استعان أي طلب الإعانة وهي رواية أخرى لو كان ندري السعود ينغرسوا بالعود نغرس منه عود في مرجة وحدي يا سقام السعود سقم لي سعدي نزرب عليه بالسجاز والريش مدربي بالعود : هو الفسيلة يعني النقلة ـ أي العود الذي يقطع من الشجرة ويغرس في الأرض ـ المرجة : المرج وهي أرض واسعة فيها نبات كثير وجمعها مروج ـ سقام السعود : مصلحها ومزيل اعوجاجها ـ السعود : جمع سعد وهو الحظ وسقام السعود هو الله عز وجل قال لبيد بن ربيعة في هذا المعنى فاقنع بما قسم المليك فإنما قسم الخلائق بيننا علامها وإذا الأمانة قسمت في معشر أوفى بأوفر حظنا قسامها نزرب عليه : أجعل حوله زربا وزريبة أي حاجز ـ بالسجاز : هو الزجاج ـ والريش مدربي : أي المتدلي المحيط بجميع الجهات ـ فأراد بهذا الشطر المحافظة وحسن الإستعمال بلا بخل ولا تبذير هنا انتهى المجموع ـ اللهم اجعل لنا حظا حسنا في دنيانا وألهمنا إلى ما فيه السداد والصواب ويسر لنا أمورنا ـ آمين يا رب العالمين