عبد الحسين الحلي
عالم مسلم وشاعر عراقي
عبد الحسين الحلي (1883، الحلّة - 14 مارس 1956، المنامة) فقيه جعفري وقاضي شرعي وشاعر عراقي.
اقتباسات
عدل
| ||
لولا انتزاحيَ عن أهلي وعن وطني | لم يَجْفُ جفنيَ يومًا لذّةُ الوسنِ | |
له صبوت، وما في صبوتي عجبٌ | إني شربت هواه العذبَ في لبني | |
فارقتُه وبرغمي أن تُباعِدني | عن قربه مهنٌ جَرَّت إلى محن | |
إن دام حزني فلا واللهِ ما نظرتْ | عيني إلى منظرٍ من بعده حسن | |
إذا شجانيَ أنِّي عنه مبتعدٌ | فإنَّ ذكراه سُلواني من الشجن | |
قالوا هواه من الإيمان يحْفِزُني | له ومن فوق إيماني أرى وطني | |
عبدتُهُ وهْو أحجارٌ ولا عجبٌ | من مسلمٍ في هوى أوطانه وثني | |
كفى بأنيَ لم أشركْ بوحدته | سِرّاً وأنيَ ما داهنتُ في علني | |
لقد بكيتُ وأبكيت الصخور معي | من غربةٍ ليَ جرَّت أعظمَ المحن | |
إن الغريب وإن عَزّت مكانته | هيهات ينفكّ عن وَجدٍ وعن حَزَن | |
تظنه بهناء العيش مغتبطًا | لكنّ عيشَ غريب الدار غير هني | |
قالوا أتبكي على الأحجار قلت لهم | بهنَّ مَرمسُ آبائي الكرامِ بُني | |
بمعشري وبآبائي وبي رُفعتْ | منها المقاصيرُ في الأرياف والمدن | |
إني لأعذل من يبكي على أحدٍ | ولّى وأعذر من يبكي على الدّمن | |
أرضٌ رسى مَغرسي فيها فطاب وكم | منه تفرّعَ للعلياء من غُصُن | |
بها نشأتُ وفي أبياتها انتُزِعتْ | تمائمي، وبها اقتاد الهوى رسني | |
لها تحمَّلت ما تفنى النفوسُ به | يا حيَّ من بقيت أوطانه وفَنِي | |
ما للنفوس سوى أوطانها ثمنٌ | وليس للوطن المحبوب من ثمن | |
كم غمرةٍ خضتُها للذبّ عنه وما | غامرتُ بالنفس في يومٍ من الزمن | |
ونارُ حربٍ له كنت اشتملت بها | كالماء أفرغه بَرْدًا على بدني | |
إن عربد المدفعُ الرعّاد قمت له | شوقًا، وما قمت من خوفٍ ومن جُبُن | |
وإن دَوَتْ من فم الرشاش زمجرةٌ | حسبتها نغمةَ الأوتار في أذني | |
أَبِيتُ في خَنْدقٍ ضنْكٍ فأحسبه | غِمدًا أقام به سيفُ بنُ ذِي يَزَن | |
أصافح التربَ فيه وادعًا وأرى | أنى على المسك ثاوٍ لا على دَرَن | |
وأستلين به الأحجارَ أحسبها | مهدًا ولولا هوى الأوطان لم تلن | |
إني أغار عليها أن تدنّسها | أو أن تمدّ لأدناها أكفّ دني | |
أعيذها أن يحلّ الضيم ساحتها | وإن تهي - لا وهت يومًا - وأن تَهِن | |
يا أيها الوطنُ المحبوب لا برحت | منك المواطن في أمنٍ من الفتن | |
إني لأنعم عينًا في هواك وإن | أوليتني منك طهرَ المركب الخشن | |
أفديك بي إن غدا في لحظ باصرةٍ | موتي ومحياك مقرونين في قَرَن |