عباس بيضون
صحفي لبناني
عباس بيضون (1945) شاعر وروائي وصحافي لبناني.
اقتباسات
عدل- ان العراق كان دائماً في ذاكرتنا التاريخية حاضراً كبيراً وكانت أسماء بغداد والكوفة والبصرة وكربلاء معالم حقيقية في ذاكرتنا التاريخية وفي ثقافتنا، وربما في وجداننا ايضاً.
- كان العصر الصداميّ حوّل العراق بالنسبة لنا إلى كابوس.
- أشعر أحياناً بأن العراق ممكن ان يكون بالنسبة لأي عربي موطناً ثانياً، هذا المكان لا أظن ان بلداً آخر يتمتع بهذه الميزة، قد نستثني فلسطين، لكن فلسطين الوطن الغائب، هي الوطن الذي لا يحتاج إلى وجود، هي، اذا جاز التعبير، وطن حاضر في غيابه وبالتالي نتساوى جميعا ً في امتلاكه، العراق ليس غائباً،
- أظن ان العراق ولا أعرف لماذا، كان موجوداً في حاضرنا وموجوداً على نحو مأساوي، بالنسبة لي فالعراق مأساة، ولا أفكر بالعراق الا على انه مأساة.
- لا اعرف لماذا نتجه نحن إلى ان نتعامل مع العراق على هذا النحو الماساوي، كأن العراق حاجتنا الشخصية لمأساة ما، كأن العراق مأساتنا الخاصة، كنا في ذلك الحين نشعر بان العراق مكان فظيع، ثم انني لم اسمع في بلد عربي من الفواجع والخسائر التي طالت أناساً كما حدث للعراقيين، كلما التقيت بعراقي انتظر ان يكون مثلاً فقد عشرين وثلاثين من عائلته او ان يكون نصف العائلة تحت التراب.
- ان العراق كان بالنسبة لي مكاناً ملغزاً لأننا لايمكن ان نتخيل ان ثمة حجماً من الرعب وحجماً من المأساة والصبر على الرعب وعلى المأساة وحجماً من ابتلاع واحتواء الرعب والمأساة كما يمكن ان يكون الأمر في العراق، هناك بلدان بالنسبة لنا تبدو وكأنها جحيم.
- هو المكان الذي تحوله الماساة إلى نوع من الأسطورة، العراق بهذا المعنى اسطورتنا التراجيدية، وبالتالي فوقوفنا إلى جانب العراق يبدو استثنائياً.
- عندما نقف إلى جانب العراق، نقف في الواقع إلى جانب انفسنا ونسعى من وراء ذلك ان نقدم شهادة عن عدالتنا، هنالك أماكن لا نستطيع أن نمر بها مرور الكرام، هناك قضايا لا نستطيع إلا ان نقف منها موقفاً، وذلك الموقف بالدرجة الأولى هو امتحان لنزاهتنا الخاصة ولإنسانيتنا، اظن ان الأمر كان دائما ً كذلك عندما تتعلق بالعراق، بالنسبة لي كان واضحاً وبدون لبس ان علينا ان نتخلص من صدام، قبيل الاحتلال قلت هذا بوضوح، ليذهب صدام وبعد ذلك فلنفكر باي شيء آخر، لكننا لا نستطيع ولدينا فرصة للتخلص من صدام ان نتفاداها ولأي سبب كان.
- أظن ان الوضع العراقي بدا بالنسبة لي ولايزال، مختبراً واضحاً للتردي العربي، فسوء الفهم المقصود للوضع العراقي، انا لا اعتبر ان سوء الفهم هذا عفوياً ولا أعتبره مجرد غشاوة ايديولوجية، اعتبره مقصوداً وأعتبره واعياً، لأن سوء الفهم المقصود للوضع العراقي، يدل على ان منطق التحرير كان باستمرار هو منطق الديكتاتورية، وان منطق (التحرير) كان باستمرار منطق الحرب الأهلية.
- ان العراق رغم كارثته الهائلة وقدرته الهائلة على انتاج الكارثة، لان الكوارث العراقية دائما ً تتم باحجام اسطورية والماساة العراقية دائما بحجم اسطوري، رغم هذا الرعب الجديد الذي زرعه الوضع العراقي فينا، بعد رعب صدام، هناك رعب التداعي والاقتتال الأهلي والرعب الأهلي ورغم كل ذلك، بدا بما يشبه المعجزة، ان العراق يخرج من مأساته
- ان العراق الذي غرق على نحو مخيف في الكارثة، استطاع ان يتجاوز الحرب الأهلية.
- يبدو ان الحرب الأهلية هي مأزق الحاضر العربي وهي مأزق الركود العربي ومأزق الانسداد العربي، مأزق لانعرف كيف نخرج منه.
- الأمر الأول هو الخروج من الحرب الأهلية أو على الأقل بداية ردم الحرب الأهلية ثم بداية انشاء الدولة، هاتان معجزتان حقيقيتان لانعرف كيف نصل اليهما لأننا لانعرف أصلاً سر هذا الركود، سر هذا الاهتراء، لانستطيع ان نفسره لا ثقافياً ولا تاريخياً، لا نعرف كيف وصلنا إلى هذا الدرك وصرنا فجأة في حالة من الاستنقاع وفي حالة من الخروج المتزايد والمتفاقم من العصر ومن العالم وفي نوع من اليأس المطبق.
- لا يمكنني الابتعاد عن الرواية؛ لأن الكتابة تعطيني معنى لحياتي.
- الرواية بالفعل أرحب كثيراً، الشعر يقوم على التكثيف والإلماح.. الشعر هو ناصية الكلام، ما يظهر مما يقوله الشاعر هو ما يظهر من جبل الثلج الغارق في الماء. الكتابة الشعرية هي كتابة تأتي كدفقة واحدة تنزل على الشاعر وكأنما تأتي من مكان آخر. أما كتابة الرواية أكثر سهولة ولا تتطلب انتظاراً طويلاً ولا تتطلب عمقاً أو نوعاً من الحضور اللغوي.. الكتابة الروائية للشاعر هي كتابة أكثر سهولة وأكثر مرونة.
- الكتابة هي فن سلبي وفن نقدي بشكل أو بآخر.
- في كتابتي كما في شعري أبتعد عما أسميه تهويلاً لغوياً، أكتب تحت الجلد أو فوق الجلد، أكتب ما أرى أنه حقيقة جارحة وأكتب بهذا المعنى.
- أريد أن أكتب بنوع من الواقعية الشديدة وأسميه أنا «ما تحت الواقعية»، أي أكتب عن وجود مطابق للواقع والحقيقة، هذا الوجود يبالغ في تهشيم الجسد والروح.
- الكتابة عمل صدامي بطبيعتها. الكتابة هي عمل وبحث عن أبعد ما نستطيع أن نصل إليه من الواقع والحقيقة.
- ما نجده في العالم العربي هو طوفان طائفي. لبنان يبدو البروفة الأولى لهذا الانقسام الطائفي ولكن يبدو أنه تجاوز كثيراً الحالة اللبنانية، ويغلي بالعنف ويهدد بفناء المجتمعات ويهدد بنهاية الدول والمجتمعات.
- 20 نوفمبر 2018 [3]