سودة بنت عمارة


سودة بنت عمارة

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

سَودة بنت عُمارةَ بن الأشتَر الهَمْدانيّ، وهي امرأة شجاعة ذات منطق فصيح بليغ.

موقفها مع معاوية عدل

وفدت سَوْدَة بنت عمَارَة بن الأشتر الهمدانية على مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فاستأذنت عَلَيْهِ فَأذن لَهَا فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ سلمت عَلَيْهِ

فَقَالَ لَهَا: كَيفَ أَنْت يابنة الأشتر

قَالَت : بِخَير يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ

قَالَ لَهَا: أَنْت القائلة لأخيك

(شمر كَفعل أَبِيك يَابْنَ عمَارَة ... يَوْم الطعان وملتقى الأقران)
(وانصر عليا وَالْحُسَيْن ورهطه ... واقصد لهِنْد وَابْنهَا بهوان)
(إِن الإِمَام أَخا النَّبِي مُحَمَّد ... علم الْهدى ومنارة الْإِيمَان)
(فقد الجيوش وسر أَمَام لوائه ... قدما بأبيض صارم وَسنَان)
قَالَت : يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَاتَ الرَّأْس وبتر الذَّنب فدع عَنْك تذكار مَا قد نسى

قَالَ معاوية: هَيْهَات لَيْسَ مثل مقَام أَخِيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك

قَالَت : صدقت وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كَانَ أخى خفى الْمقَام ذليل الْمَكَان وَلَكِن كَمَا قَالَت الخنساء وَإِن صخرا لتأتم الهداة بِهِ كَأَنَّهُ علم في رَأسه نَار وَبِاللَّهِ أسأَل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إعفائى مِمَّا استعفيته

قَالَ : قد فعلت فقولى حَاجَتك

قَالَت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّك للنَّاس سيد ولامورهم متقلد وَالله سَائِلك عَمَّا افْترض عَلَيْك من حَقنا وَلَا تزَال تقدم علينا من ينْهض بعزك ويبسط سلطانك فيحصدنا حصاد السنبل ويدوسنا دياس الْبَقر ويسومنا الخسيسة ويسألنا الجليلة هَذَا ابْن أَرْطَاة قدم بلادى وَقتل رجالى وَأخذ مالى وَلَوْلَا الطَّاعَة لَكَانَ فِينَا عز ومنعة فإمَّا عزلته فشكرناك وَإِمَّا لافعرفناك

فَقَالَ مُعَاوِيَة: إياى تهددين بقومك وَالله هَمَمْت أَن أَدْرَاك على قتب أَشْرَس فَينفذ حكمه فِيك

فَسَكَتَتْ ثمَّ قَالَت :
صلى الإلَه على روح تضمنه .... قبر فَأصْبح فِيهِ الْعدْل مَدْفُونا
قد حَالف الْحق لا يبغى بِهِ .... ثمنا فَصَارَ بِالْحَقِّ وَالْإِيمَان مَقْرُونا

قَالَ : وَمن ذَلِك

قَالَت :على بن أبي طَالب رَحمَه الله تَعَالَى

قَالَ : مَا أرى عَلَيْك مِنْهُ أثرا

قَالَت : بلَى اتيته يَوْمًا في رجل ولاه صَدَقَاتنَا فَكَانَ بَيْننَا وَبَينه مَا بَين الغث والثمين فَوَجَدته قَائِما يصلى فَانْفَتَلَ من الصَّلَاة ثمَّ قَالَ برأفة وَتعطف أَلَك حَاجَة فَأَخْبَرته خبر الرجل فَبكى ثمَّ رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ اللَّهُمَّ إنى لم آمره بظُلْم خلقك وَلَا ترك حَقك ثمَّ أخرج من جيبه قِطْعَة من جراب فَكتب فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم قد جاءتكم بَيِّنَة من ربكُم فأوفوا الْكَيْل وَالْمِيزَان وَلَا تبخسوا النَّاس أشياءهم وَلَا تعثوا في الأَرْض مفسدين بَقِيَّة الله خير لكم إِن كُنْتُم مُؤمنين وَمَا أَنا عَلَيْكُم بحفيظ إِذا أَتَاك كتابى هَذَا فاحتفظ بِمَا في يَديك حَتَّى يأتى من يقبضهُ مِنْك وَالسَّلَام فَعَزله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا حزمه بحزام وَلا خَتمه بختام

فَقَالَ مُعَاوِيَة : اكتبوا لَهَا بالإنصاف لَهَا وَالْعدْل عَلَيْهَا

فَقَالَت :ألى خَاصَّة أم لقومى عَامَّة

قَالَ :مَا أَنْت وَغَيْرك

قَالَت :هى وَالله الْفَحْشَاء واللؤم إِن لم يكن عدلا شَامِلاً وَإِلا يسعنى مَا يسع قومى

قَالَ : هَيْهَات لمظكم ابْن أَبى طَالب الجرأة على السُّلْطَان فبطيئا مَا تفطمون وغركم قَوْله فَلَو كنت بوابا على بَاب جنَّة لَقلت لهمدان ادخُلُوا بِسَلام.

  اقرأ عن سودة بنت عمارة. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة