خيمة عن خيمة تفرق
في قصة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني "أم سعد" تقول أم سعد: "خيمة عن خيمة تفرق".
وصمتت لحظة، ثم أدارت وواجهتني: أتعتقد أنه سينبسط لو ذهبت فزرته؟ أستطيع أن أوفر أجرة الطريق، وأذهب يومين إلى هناك. وتذكرت شيئاً، فأكملت: أتدري؟ أن الأطفال ذل! لو لم يكن لدي هذان الطفلان للحقت به. لسكنت معه هناك. خيام؟ خيمة عن خيمة تفرق! لعشت معهم، طبخت لهم طعامهم، خدمتهم بعيني. ولكن الأطفال ذل.
كانوا يقولون الفلسطيني اللاجئ، صاروا يقولون الفلسطيني الفدائي، وتتضح بوادر ثورة الفلسطيني على صورته كإنسان ضعيف سلب وطنه منه في ليلة "ما فيها لا ضو قمر ولا ضمير عربي ولا من يحزنون" في كلمات أم سعد في رواية غسان كنفاني التي قالت بأن "خيمة عن خيمة تفرق" فخيمة الفدائي التي ينتظر فيها فرصة ضرب العدو تختلف عن خيمة اللاجئ الذي ينتظر فيها رحمة الله الواسعة التي ننتظر أن تسعنا يوماً.