أحمد مطر

شاعر عراقي

أحمد مطر
(1954 - 2014)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا


Wikipedia logo اقرأ عن أحمد مطر. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اقتباسات من شعره عدل

عباس وراء المتراسْ عدل

عباس وراء المتراسْ

يقظ.. منتبه.. حساسْ

منذ سنين الفتح.. يلمع سيفه

ويلمع شاربه أيضاً

منتظراً.. محتضناً دُفهْ

بلغ السارق ضفه

قلّب عباس القرطاسْ

ضرب الأخماس لأسداسْ

بقيت ضفهْ

لملم عباس ذخيرته والمتراسْ

ومضى يصقل سيفه

عبر اللصُ إليه..

وحل ببيته

أصبح ضيفه

قدم عباس له القهوةْ

ومضى يصقل سيفهْ

صرخت زوجته:

عباس!

أبناؤك قتلى.. عباس!

ضيفك راودني عباس!

قم أنقذني يا عباس!

عباس وراء المتراسْ

منتبه.. لم يسمع شيئاً

زوجته تغتاب الناس

صرختْ زوجته: عباس!

الضيف سيسرق نعجتنا

عباس اليقظ الحساس

قلّب أوراق القرطاس

ضرب الأخماس لأسداس

أرسل برقية تهديد

فلمن تصقل سيفك يا عباس

لوقت الشدة.. اصقل سيفك.. يا عباس!!

عباس شد المخصرة

ودس فيها خنجره

واستعد للجولة المنتظرة

اللص دق بابه

اللص هدّ بابه

وعابه وانتهره

يا ثور أين البقرهْ؟

عباس دس كفه في المخصره

واستل منها خنجره

وصاح في شجاعة:

في الغرفة المجاورة

اللص خط حوله دائرة

وأنذره

إياك أن تُجاز هذي الدائرهْ

علا خوار البقرة

خفت خوار البقرة

خار خوار البقرة

ومضى اللص بعدما قضى لديها وطره

وصوت عباس يدوي خلفه

فلتسقط المؤامرة

فلتسقط المؤامرة

- عباس:

والخنجر ما حاجته؟

- ينفعنا عند الظروف القاهرة

- وغارة اللص؟

- قطعت دابره

ألم تشاهدوني وقد غافلته

واجتزتُ خط الدائرة!

ولي الأمر والراقصة والإرهابي ! عدل

في با حة قصر السلطان

راقصة كغـصـين ا لبان ...

يفتلها إ يـقا ع الطبلة ...

تكْ تكْ .. تكْ تكْ....

والسلطان التّنبل

بين الحين وبين الحين

يراود جارية عن قبلة !!

ويراودها ...

ليس الآن ..!!

(ويراودها ... ) ليس الـ... آن ..

و ير ا .... ودهـــا ...

فإذا انتصف الليل ... تراخت ...

وطواها بين الأحضان !!

والحراس المنتشرون بكل مكان

سدوا ثغرات الحيطان

وأحاطوا جداً بالحفلة

أنا إرهابي ..! عدل

الغربُ يبكي خيفـةً

إذا صَنعتُ لُعبـةً

مِـن عُلبـةِ الثُقابِ .

وَهْـوَ الّذي يصنـعُ لي

مِـن جَسَـدي مِشنَقَـةً

حِبالُها أعصابـي !

والغَـربُ يرتاعُ إذا

إذعتُ ، يومـاً ، أَنّـهُ

مَـزّقَ لي جلبابـي .

وهـوَ الّذي يهيبُ بي

أنْ أستَحي مِنْ أدبـي

وأنْ أُذيـعَ فرحـتي

ومُنتهى إعجابـي ..

إنْ مارسَ اغتصـابي !

والغربُ يلتـاعُ إذا

عَبـدتُ ربّـاً واحِـداً

في هـدأةِ المِحـرابِ .

وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي

مِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِ

ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ

ألفـاً مِـنَ الأربابِ

ينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرا

مَزابِـلِ الألقابِ

لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ

وَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ

شعائرَ الذُبابِ !

وَهْـوَ .. وَهُـمْ

سيَضرِبونني إذا

أعلنتُ عن إضـرابي .

وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْ

رائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِ

سيصلبونني علـى

لائحـةِ الإرهـابِ !

رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ

أمّـا أنا، فإنّني

مادامَ للحُريّـةِ انتسابي

فكُلُّ ما أفعَلُـهُ

نـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !

هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي

فليحصـدوا ما زَرَعـوا

إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي

وفي كُريّـاتِ دمـي

عَـولَمـةُ الخَـرابِ

هـا أنَـذا أقولُهـا .

أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا ..

أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِ

بالقُبقـابِ :

نَعَـمْ .. أنا إرهابـي !

زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها

إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .

لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ

بلْ مخالِبـي !

لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ

بـلْ أنيابـي !

وَلـنْ أعـودَ طيّباً

حـتّى أرى

شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها

عائـدةً للغابِ .

نَعَـمْ .. أنا إرهابـي .

أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ

ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي

أن يرتـدي دَبّـابـةً

لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ

إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي !

شروط الاستيقاظ عدل

_ أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ .

عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ .

عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ .

عندما لا يستحي منْ لُبْسِ ثوبِ الاستقامةْ

ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ

لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ .

_ سوفَ تستيقظُ .. لكنْ

ما الذي يَدعوكَ للنَّومِ إلى يومِ القِيامَةْ ؟

لافتة عدل

طول أعوام الخصام

لم نكن نشكو الخصام

لم نكن نعرف طعم الفقد

أو فقد الطعام

لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،

ولا يمشي إلى الخلف الأمام

كل شيء كان كالساعة يجري بانتظام :

هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام

وهنا جيش نظام جاهز للانتقام

من هنا نسمع إطلاق رصاص

من هنا نسمع إطلاق كلام

وعلى اللحنين كنا كل عام

نولم الزاد على روح شهيد

وننام.

وعلى غير انتظار

زُوجت صاعقة الصلح

بزلزال الوئام!

فاستنرنا بالظلام .

واغتسلنا بالسُخام .

واحتمينا بالحِمام!

وغدونا بعد أن كنا شهودا ،

موضعاً للاتهام .

وغدا جيش العدا يطرحنا أرضاً

لكي يذبحنا جيش النظام !

أقبلي، ثانية، أيتها الحرب ..

لنحيا في سلام !

إلى صفي الدين الحلي عدل

سَلُوا بُيُوتَ الغَوَانِي عَن مَخَازِينَا
 
واسْتَشْهِدُوا الغَرْبَ، هَل خَابَ الرَجَا فِينَا؟


سُودٌ صَنَائِعُنَا، بِيضٌ بَيَارِقُنَا
 
خُضْرٌ مَوَائِدُنَا، حُمْرٌ لَيَالِينَا


خطاب تاريخي عدل

رأيتُ جُرذاً

يخطُبُ اليومَ عن النَّظافَهْ

ويُنْذِرُ الأوساخَ بالعِقَابْ

وحَوْلَهُ

يُصَفِّقُ الذُّبَابْ

ربما عدل

رُبَّمَا الزَانِي يَتُوب

رُبَّمَا المَاءُ يَرُوب

رُبَّمَا يُحْمَلُ زَيْتٌ في الثُقُوب

رُبَّمَا شَمْسُ الضُحَى

تُشْرِقُ مِنْ صَوْبِ الغُرُوب

رُبَّمَا يَبْرَأُ ابْلِيسٌ مِنَ الذَنْب

فَيَعْفُوا عَنْهُ غَفَّارُ الذُنُوب

إنَّمَا لا يَبْرَأُ الحُكَّام

في كُلِّ بِلَاد العَرَب

مِنْ ذَنْبِ الشُعُوب

بدعة عدل

بِدْعَةٌ عِنْدَ وُلاةِ الأَمْرِ

صَـارَت قَاعِدَة

كُلُّهُمْ يَشْتُمُ أمْرِيكَا

وأمْرِيكَا، إذَا مَا نَهَضُوا لِلشَتْمِ

تَبْقَى قَاعِدَة

فِإذَا مَا قَعَدُوا، تَنْهَضُ أمْرِيكَا

لِتَبْنِي قَاعِدَة

الحل عدل

أنا لو كنت رئيساً عربيا

لحللت المشكلة

و أرحت الشعب مما أثقله ..

أنا لو كنت رئيساً

لدعوت الرؤساء ..

و لألقيت خطاباً موجزاً

عما يعاني شعبنا منه

و عن سر العناء ..

و لقاطعت جميع الأسئلة...

و قرأت البسملة ..

و عليهم وعلى نفسي قذفت القنبلة

هون عليك ( ياسر عرفات ) عدل

لا عليك

لم يَضْع شيءٌ ..

وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ

ما الذي ضاعَ ؟

بساطٌ أحمرٌ

أمْ مَخفرٌ

أمْ مَيْسِر .. ؟

هَوِّنْ عليك ..

عندنا منها كثيرٌ

وسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليك .

دَوْلةٌ ..

أم رُتْبَةٌ ..

أم هَيْبَةٌ ..؟

هون عليك

سَوفَ تُعطى دولةً

أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ

فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك

وسَتُدعى مارشالاً

و تُغَطى بالنياشين

من الدولة حتى أذنيك ..

الذين استُشهدوا

أم قُيْدوا

أم شُرِّدوا ؟

هون عليك

كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك

بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا ..

ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا

ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ

دَخَـــــــلوهــــــا بِــــــــيَدَيكْ

أيُّ شيءٍ لم يَضعِ

ما دامَ للتقبيل في الدنيا وجودٌ

وعلى الأرض خدود

تتمنى نظرة من ناظريك

فإذا نحنُ فقدنا ( القِـبْـلَةَ الأولى )

فإن ( القُـبْلَةَ الأولى ) لديك

وإذا هم سلبونا الأرض والعرض

فيكفي

أنهم لم يقدروا .. أن يسلبونا شفتيك

بارك الله وأبقى للمعالي شفتيك !!!!

السلطان الرجيم ..!! عدل

شيطان شعري زارني فجن إذ رآني

أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان

وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ،

وأنصح الكتمان بالكتمان ،

قلت له : " كفاك يا شيطاني ،

فإن ما لقيته كفاني ،

إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان

فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان

وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،

خط على قريحتي : ،

" أعوذ بالله من السلطان "

درس في الإملاء عدل

كتب الطالب : ( حاكِمَنا مُكـْتأباً يُمسي

و حزيناً لضياع القدس ) .

صاح الأستاذ به: كلاّ … إنك لم تستوعب درسي .

ارفع حاكمنا يا ولدي

و ضع الهمزة فوق ( الكرسي ) .

هتف الطالب : هل تقصدني … أم تقصد عنترة العــبسـي ؟!

أستوعبُ ماذا ؟! ولماذا ؟!

دع غيري يستوعب هذا

واتركني أستوعب نفسي .

هل درسك أغلى من رأسي ؟!

حزن على الحزن ..! عدل

- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي

أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ

أنتَ في كُلِّ مكـانٍ

أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .

دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ

مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .

عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!

أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟

أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟

ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ

تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .

تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ

ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .

مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!

وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ

أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!

- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا

إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !

دمعة على جثمان الحرية عدل

أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،

أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،

ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،

أأكتب أنني حي على كفني ؟

أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟

لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ،

وإرهابا

وطعنا في القوانين الإلهية ،

ولكن اسمها والله ... ،

لكن اسمها في الأصل حرية

التكفير والثورة عدل

كفرتُ بالأقـلامِ والدفاتِـرْ .

كفرتُ بالفُصحـى التي

تحبـلُ وهـيَ عاقِـرْ .

كَفَرتُ بالشِّعـرِ الذي

لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ .

لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ

لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ

ولـمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ .

لعنتُ كُلَّ شاعِـرْ

ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّـةِ الوثيرةْ

وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ .

لعنتُ كلّ شاعِـرْ

يستلهِمُ الدّمعـةَ خمـراً

والأسـى صَبابَـةً

والموتَ قُشْعَريـرةْ .

لعنتُ كلّ شاعِـرْ

يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ

في زمَنِ الكلابِ والمخافِـرْ

ولا يرى فوهَـةَ بُندُقيّـةٍ

حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرةْ !

ولا يرى رُمّانـةً ناسِفـةً

حينَ يرى الأثـداءَ مُستديرَةْ !

ولا يرى مِشنَقَةً

حينَ يرى الضّفـيرةْ !

في زمَـنِ الآتينَ للحُكـمِ

على دبّابـةٍ أجـيرهْ

أو ناقَـةِ العشيرةْ

لعنتُ كلّ شاعِـرٍ

لا يقتـنى قنبلـةً

كي يكتُبَ القصيـدَةَ الأخيرةْ !

الرئيس المؤتمن عدل

زار الرئيس المؤتمن

بعض ولايات الوطن

وحين زار حيّنا

قال لنا

هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن

ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن

فقال صاحبي حسن

يا سيدي

أين الرغيف واللبن؟

وأين تأمين السكن؟

وأين توفير المهن؟

وأين من

يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟

يا سيدي لم نر من ذلك شيئا أبداً

قال الرئيس في حزن

أحرق ربي جسدي

أكلّ هذا حاصل في بلدي؟

شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي

سوف ترى الخير غدا

وبعد عام زارنا

ومرة ثانية قال لنا

هاتوا شكاواكم بصدق في العلن

ولا تخافوا أحدا

فقد مضى ذاك الزمن

لم يشتك الناس

فقمت معلنا

أين الرغيف واللبن ؟

وأين تأمين السكن ؟

وأين توفير المهن؟

وأين من

يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟

معذرة يا سيدي

وأين صاحبي حسن ؟

حبيب الشعب عدل

صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتِّجاهْ

أينما سِرنا نراهْ !

في المقاهي

في الملاهي

في الوزاراتِ

وفي الحارات

والباراتِ

والأسواقِ

والتلفازِ

والمسرحِ

والمبغى

وفي ظاهرِ جدرانِ المصحّاتِ

وفي داخلِ دوراتِ المياهْ

أينما سرنا نراه !

  • * *

صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتّجاهْ

باسِمٌ

في بلدٍ يبكي من القهرِ بُكاهْ !

مُشرقٌ

في بلدٍ تلهو الليالي في ضُحاهْ !

ناعِمٌ

في بلدٍ حتى بلاياهُ

بأنواعِ البلايا مبتلاةْ !

صادحٌ

في بلدٍ مُعتقلِ الصوتِ

ومنزوعِ الشِّفَاهْ !

سالمٌ

في بلدٍ يُعدمُ فيهِ النّاسُ

بالآلافِ ، يومياً

بدعوى الاشتباهْ !

  • * * *

صورةُ الحاكم في كُلِّ اتّجاهْ

نِعمةٌ منهُ علينا

إذْ نرى ، حين نراهْ

أنَّه لمَّا يَزَلْ حَيَّاً

وما زِلنا على قيدِ الحياةْ !!! ...

طائفيون عدل

طائفيوّنَ إلى حَدِّ النُّخاعْ .

نَرتدي أقنعةَ الإنسِ

وفي أعماقِنا طبْعُ السِّباعْ .

وَنُساقي بعضَنا بعضاً

دَعاوى (سِعَةِ الأُفْقِ)

فإن مَرّتْ على آفاقِنا

ضاقَ عليها الإتّساعْ !

أُمميّونَ..

وحادينا لجمْعِ الأُمَمِ المُختلفَهْ

طائفيٌّ يحشرُ الدُّنيا وما فيها

بِثُقْبِ الطّائفه ْ!

وعُروبيّونَ..

نَفري جُثَّةَ (الفَرّاءِ)

إن لم يَلتزِمْ

نَحْوَ وَصَرْفَ الطائِفه ْ!

وأُصوليّونَ..

والأصْلُ لَدَينا

أن يُساقَ الدِّينُ لِلذّبحِ

فِداءً لِدنايا الطائِفَهْ !

وَحَّدَ العالَمُ أديانَ وأعراقَ بَني الإنسانِ

في ظِلِّ بُنى الأوطانِ

حَيثُ الغُنْمُ والغُرْمُ مَشاعْ

واختلافُ الرّأْيِ

لا يَنْضو سِنانَ السَّيفِ

بل سِنَّ اليَراعْ .

وسِباقُ الحُكْمِ لا يُحسَمُ بالطّلْقةِ

في سُوحِ القِراعْ

بل بصوتِ الإقتراعْ .

غَيْرَ أَنّا قد تفرَّدْنا

بشَطْرِ الجَسَدِ الواحدِ أعراقاً وأدياناً

وَوَحَّدْنا لَهُ أجزاءَهُ بالإنتزاعْ !

كُلُّ جُزءٍ وَحْدَهُ الكامِلُ

والباقي، على أغلَبهِ، سَقْطُ مَتاعْ .

حَيثُ رِجْلٌ تَستبيحُ الرّأسَ عِرْقيّاً

وبَطنٌ يُصدِرُ الفَتوى

بتكفيرِ الذِّراعْ !

لَيستِ الدّهشةُ أَنّا

لَمْ نَزَلْ نَقبَعُ في أسفلِ قاعْ .

بَل لأِننّا

نَحسَبُ العالَمَ لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)

خَوْفَ دُوارِ الارتفاعْ !

استدراك ! عدل

تَخَلًّفتُ عَنِّي .

كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي .

تَناهى التّباعُدُ بَيني وَبَيْني

إلى حَدِّ أنيّ

أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ

بِعَتْمةِ ظَنّي !

وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ

ماءَ التَّمنّي !

تَخلّفْتُ عَنّي

لأَنّي تَوقّفتُ أَبني

كِياني وَكَوْني

على كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي !

وَإذ لاحَ أَنّي

بَنَيتُ السِّنينَ على هَدْمِ سِنّي

تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي

فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني !

سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ

بنارِ المعاني

فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني !

وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ

فوقَ الهَوانِ

فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني !

وأَحنيتُ عُمْري

لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني

فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي !

أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ

أَحرقتُ فَنّي ؟

أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ

هَدَّمتُ رُكني ؟

أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ

التي تَحتفي بالعَذابِ

وتبكي بُكاءَ الثّكالى لموت الذِّئابِ

غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني ؟!

إلهي أَعِنّي .

أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي

غَداةَ التئامي

سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي .

أَعِدْني..

لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني .

وأَلقى بذاتي

بقايا حياتي

فأدنو إلى نَسمَةٍ لم أَذُقْها

وأحنو على بَسْمةٍ لم تَذُقْني

وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .

سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .

في جنازة حسون ! عدل

بالأمسِ ماتَ جارُنا (( حسون))

وشيّعوا جُثمانَهُ

وأهلُهُ في أثرِ التابوتِ يندبون :

ويلا هُ يا حسون

أهكذا يمشي بكَ الناعون

لحُفرةٍ مُظلمةٍ يضيقُ منها الضيق

وحينَ تستفيق

يُحيطكَ المكَّلفون بالحسابِ

ثمَّ يسألون

ثمَّ يسألون

ثمَّ يسألون

ويلا ه ياحسون

وفي غمارِ حالةِ التكذيبِ والتصديقِ

هتفتُ في سَمع أبي :

هل يدخُلُ الأمواتُ أيضاً يا أبي

في غُرفِ التحقيقّ؟!

فقالَ : لا يا ولدي

لكنَّهم

من غُرفِ التحقيق ِ يخرجون !

كلب الوالي عدل

كلب والينا المعظم

عضني اليوم ومات

فدعاني حارس الأمن لأعدم

عندما اثبت تقرير الوفاة

أن كلب السيد الوالي تسمم

الحارس السجين عدل

وقفت في زنزانتي

اُقُلُبُ الأفكار

أنا السجين ها هنا

أم ذلك الحارسُ بالجوار ؟

بيني وبين حارسي جدار ،

وفتحة في ذلك الجدار ،

يرى الظلام من ورائها وا ر قب النهار ،

لحارسي ولي أنا صغار ،

وزوجة ودار ،

لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار ،

وبيننا الجدار ،

يوشك أن ينهار

حدثني الجدار

فقال لي : إ نّ ترثي له

قد جاء باختيارهِ

وجئت بالإجبار

وقبل ا ن ينهار فيما بيننا

حدثني عن أسدٍ

سجانهُ حمار

الجثة ..!! عدل

في مقلب القمامة ،

رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،

تجمعت من حولها النسور والذباب ،

وفوقها علامة ،

تقول هذه جثة كانت تسمى كرامة

مأساة أعواد الثقاب عدل

أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ

والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ

وأنـا في داخِلها

عُـودٌ محكـومٌ بالخَنْـقْ .

فإذا ما فتَحتْها الأيـدي

فلِكـي تُحـرِقَ جِلـدي

فالعُلبَـةُ لا تُفتـحُ دَومـاً

إلاّ للغربِ أو الشّرقْ

إمـَّا للحَـرقِ، أو الحَـرقْ

يا فاتِـحَ عُلبتِنا الآتـي

حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ

الفتـحُ الرّاهِـنُ لا يُجـدي

الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي

ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .

إسحَـقْ عُلبَتنا، وا نثُرنـا

لا تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا

عنـدَ السّحـقْ .

يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُـرّاً

في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .

الأسـوارُ عليها عُشْـبٌ

.. والأبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!

عاصفة الجرم عدل

عاصفةُ الجُرمِ أجيبيني..

هل قصفُكِ حقاً يُنجيني ؟!

أم ضرَّكِ جيشي ومطاري

وسلاحي وأرضي وبنيني؟!

عَشراً والعشرُ تحشَّرتم

ونشرتم شراً يُشقيني

وضننتم -جهلاً- أنَّ غداً

سترونَ دموعي وأنيني

عاصفةُ الجُرمِ .. مُداخلةً ..

هلّا حررتِ فلسطيني ؟! هلّا قاتلتي يهودياً ؟!..

أم أنكِ سيفٌ صهيوني ؟! أم أنَّ قِتَالكِ قُربانٌ ..

والغربُ حليفُكِ في الدينِ !

عاصفةُ الجُرمِ ستنكسري

سينالُكِ غضبُ براكيني

سأخوضُ الحربَ بأسلحتي

قلمي ، أوراقي ، سكِّيني

جنبيَّةُ جَدّي ، بُندُقَهُ ،،

والحكمةُ منها يسقيني

وسأفدي أرضي وترابي

بفؤادي ودمِ شراييني .. بأبي أفديها وبأمي ،،

وبفَلَذةِ أكبادِ بنيني

فأنا يمنيٌّ لا أخضع

حاشاني ماركعَ جبيني

إلا للهِ ، ولــي ربٌّ ..

ينصرني ؛ وغداً تلقيني

في نجدٍ وعسيرٍ وكذا

جيزانُ ونجرانُ عريني

عُضِّي -ساعتها- أنامِلُكِ

ياعاصفة الجُرمِ وهيني

انتفاضة المدافع عدل

خل الخطاب لمدفع هدار

واحرق طروس النثر والأشعار

وانهض فأصفاد ا لا سار لساكن

ومسرة التيسير للـسـيار

كم عازف عن جدول متوقف

ومتابع ميل السراب الجاري

لولا إصطراع الأرض ما قامت على

يم الدجن سوابح الأقمار

وقوافل الغيث الضحوك شحيحة

وكتائب الغيم الكظيم جواري

فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى

كالطارئات لحومة المضمار

أنت القوي فقد حملت عقيدة

أما سواك فحاملو أسفار

يتعلقون بهذه الدنيا وقد

طبعت على الإيراد والإصدار

دنيا وباعوا دونها العليا

فبئس المشتري، ولبئس بيع الشاري

ويؤملون بها الثبات فبئسما

قد أملوا في كوكب دوار

أنت القوي فقل لهم لن أنثني

عما نويت وشافعي إصراري

لن أنثني فإذا قتلت فإنني

حي لدى ربي مع الأبرار

وإذا سجنت فإنما تتطهر

الزنزانة السوداء في أفكاري

وإذا نفيت عن الديار فأينما

يمضي البريء فثم وجه الباري

وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي

مارد عن قارون قرن النار

فكأنما تتصيدون ذبابة

في لجة محمومة التيار

إغرائكم قدر الغرير، وغيرتي

قدر بكف مقدر الأقدار

شتان بين ظلامكم ونهاري

شتان بين الدين والدينار.