الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ابن حزم»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 2:
 
== اقتباسات ==
* '''الثبات الذي هو صحة العقد والثبات الذي هو اللجاج مشتبهان اشتباهاً لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق. والفرق بينهما أن اللجاج هو ما كان على الباطل أو ما فعله الفاعل نصراً لما نشب فيه ، وقد لاح له فساده ، أو لم يلح له صوابه ولا فساده ، وهذا مذموم ، وضده الإنصاف. وأما الثبات الذي هو صحة العقد فإنما يكون على الحق ، أو على ما اعتقده المرء حقاً ما لم يلح له باطله ، وهذا محمود ، وضده الاضطراب. وإنما يلام بعض هذين ؛ لأنه ضيع تدبر ما ثبت عليه ، وترك البحث عما التزم أحق هو أم باطل'''
* '''كنا نظن أن العشق في ذوات الحركة والحدة من النساء أكثر ، فوجدنا الأمر بخلاف ذلك ، وهو في الساكنة الحركات أكثر ، ما لم يكن ذلك السكون بلهاً. التلون المذموم هو التنقل من زي متكلف لا معنى له إلى زي آخر مثله في التكلف ، وفي أنه لا معنى له . وأما من استعمل من الزي ما أمكنه مما به إليه حاجة ، وترك التزيد مما لا يحتاج إليه = فهذا عين من عيون العقل والحكمة كبير ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو القدوة في كل خير ، والذي أثنى الله تعالى على خلقُه ، والذي جمع الله تعالى فيه أشتات الفضائل بتمامها ، وأبعده عن كل نقص ـ : يعود المريض مع أصحابه راجلاً في أقصى المدينة بلا خُفٍ ولا نعل ولا قلنسوة ولا عمامة ، ويلبس الشعر إذا حضره ، وقد يلبس الوشي من الحبرات إذا حضره ، ولا يتكلف ما لا يحتاج إليه ، ولا يترك ما يحتاج إليه ، ويستغني بما وجد عما لا يجد ، ومرة يمشي راجلاً حافياً ، ومرة يلبس الخف ، ويركب البغلة الرائعة الشهباء ، ومرة يركب الفرس عرياً [بلا سرج] ومرة يركب الناقة ، ومرة يركب حماراً ، ويردف عليه بعض أصحابه ، ومرة يأكل التمر دون خبز ، والخبز يابساً ، ومرة يأكل العناق المشوية ، والبطيخ بالرطب والحلواء . يأخذ القوت ، ويبذل الفضل ويترك ما لا يحتاج إليه ، ولا يتكلف فوق مقدار الحاجة ولا يغضب لنفسه ، ولا يدع الغضب لربه عز وجل'''
* '''إذا ارتفعت الغيرة فأيقن بارتفاع المحبة . الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل ؛ لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره ، وإن يتعدى غيره إلى حرمته ؛ ومن كانت النجدة طبعاً له ، حدثت فيه عزة ، ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام. أخبرني بعض من صحبناه في الدهر عن نفسه ، أنه ما عرف الغيرة قط ، حتى ابتُلي بالمحبة فغار . وكان هذا المخبر فاسد الطبع ، خبيث التركيب ؛ إلا أنه كان من أهل الفهم والجود'''