الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ابن حزم»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 2:
 
== اقتباسات ==
* '''من سمع قائلاً يقول في امرأة صديقه قول سوء ، فلا يخبره بذلك أصلاً ، لا سيما إذا كان القائل عيابة ، وقاعاً في الناس سليط اللسان ، أو دافع معرة عن نفسه ، يريد أن يكثر أمثاله في الناس ، وهذا كثير موجود. وبالجملة فلا يحدث الإنسان إلا بالحق ، وقول هذا القائل لا يدري أحق هو أم باطل ، إلا أنه في الديانة عظيم. فإن سمع القول مستفيضاً من جماعة ، وعلم أن أصل ذلك القول شائع ، وليس راجعاً إلى قول إنسان واحد ، أو اطلع على حقيقته إلا أنه لا يقدر أن يوقف صديقه على ما وقف هو عليه ، فليخبره بذلك بينه وبينه في رفق ، وليقل له: النساء كثير ، أو حصن منزلك ، وثقف أهلك ، أو اجتنب أمراً كذا ، وتحفظ من وجه كذا. فإن قبل المنصوح وتحرز فحظ نفسه أصاب ، وإن رآه لا يتحفظ ولا يبالي أمسك ، ولم يعاوده بكلمة ، وتمادى على صداقته إياه ، فليس في أن لا يصدقه في قوله ما يوجب قطيعته ، فإن اطلع على حقيقة وقدر أن يوقف صديقه على مثل ما وقف عليه هو من الحقيقة = ففرض عليه أن يخبره بذلك ، وأن يوقفه على الجلية. فإن غيّر فذلك ، وإن رآه لا يغير اجتنب صحبته ؛ فإنه رذل لا خير فيه ولا نقية'''
* '''ولا تأس إن ذممت بما ليس فيك ؛ بل افرح به ، فإنه فضلك ينبه الناس عليه ، ولكن افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح ، وسواء مدحت به أو لم تمدح ، واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم ، وسواء ذممت به أو لم تذم'''
* '''لا تنقل إلى صديقك ما يؤلم نفسه ، ولا ينتفع بمعرفته ؛ فهذا فعل الأرذال . ولا تكتمه ما يستضر بجهله ، فهذا فعل أهل الشر ، ولا يسرك أن تمدح بما ليس فيك ، بل ليعظم غمك بذلك ؛ لأنه نقصك ينبه الناس عليه ، ويسمعهم إياه ، وسخرية منك وهزؤ بك ، ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل'''