الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد متولي الشعراوي»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط (- الثقة + الثقة ، - الشكر + الشكر ، - الأخلاق + الأخلاق ) بوت: استبدال تلقائي للنص
ط (- ان + أن ، - اذا + إذا ) بوت: استبدال تلقائي للنص
سطر 82:
نعيمه ٬ فكأن هذه الرؤية نعيم لأهل الجنة وزيادة في العذاب لأهل النار
 
*ان كل مخلوق اذاإذا اتجه إلى خالقه واستعاذ به يكون هو الأقوى برغم ضعفه وهو الغالب برغم عدم قدرته لأن الله عندما يكون معك تكون قدرتك وقوتك فوق كل قدره وأعلى من كل قوه.
*كلنا نعيش برحمات الله ٬ حتى الكافر يعيش على [[الأرض]] برحمة الله ٬ ويأخذ أسباب حياته برحمة الله ٬ والنعم والخيرات التي يعيش عليها تأتيه بسبب رحمة الله ٬ والمؤمن يأخذ نعم [[الدنيا]] برحمة الله ويزيد الله له بالبركة والاطمئنان.
*لولا عدل الله لبغى الناس في [[الأرض]] وظلموا ٬ ولكن يد الله تبارك وتعالى حين تبطش بالظالم تجعله عبرة ٬ فيخاف الناس [[الظلم]] ٬ وكل من أفلت من عقاب [[الدنيا]] على معاصيه وظلمه واستبداده سيلقى الله في الاخرة ليوفيه حسابه ٬ وهذا يوجب الحمد ٬ أن يعرف المظلوم أنه سينال جزاءه فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه انأن هناك يوما سيرى فيه ظالمه وهو يعذب في النار ٬ فلا تصيبه الحسرة ٬ ويخف احساسه بمرارة [[الظلم]] حين يعرف انأن الله قائم على كونه لن يفلت من عدله أحد
*المقاييس هنا غير المقاييس يوم القيامة ٬ في [[الدنيا]] بإعدادك وجسدك لا يمكن أن ترى الله ٬ وفي الآخرة يسمح إعدادك وجسدك بأن يتجلى عليك الله سبحانه وتعالى ٬ وهذا قمة النعيم في الآخرة ٬ أنت الآن تعيش في أثار قدرة الله ٬ وفي الآخرة تعيش عيشة الناظر إلى الله تبارك وتعالى ٬ وفي ذلك يقول الحق جل جلاله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
*من هم الخاشعون؟ الخاشع هو الطائع لله ٬ الممتنع عن المحرمات ٬ الصابر على الأقدار ٬ الذي يعلم يقينا داخل نفسه أن الأمر لله وحده ٬ وليس لأي قوة أخرى ٬ فيخشع لمن خلقه وخلق هذا الكون له
سطر 97:
*يغيب عن أذهان الناس أن الدين عندما يقيد حركتك فيما لا يجوز لك, يقيد حركة الناس جميعاً من أجلك ...فقال لك لا تسرق من الناس وقال للناس جميعاً ألا تسرق منك. إذن أنت المستفيد الأول من تطبيق منهج الله.
*كل قصص [[القرآن]] قصص تتكرر في كل زمان ٬ حتى في الوقت الذي نعيش فيه تجد فيه أكثر من فرعون ٬ وأكثر من أهل كهف يفرون بدينهم ٬ وأكثر من قارون يعبد المال والذهب ويحسب أنه استغنى عن الله ٬ ولذلك جاءت شخصيات قصص [[القرآن]] مجهلة إلا قصة واحدة هي قصة عيسى بن مريم ومريم ابنة عمران ٬ لماذا؟ لأنها معجزة لن تتكرر ٬ ولذلك عرفها الله لنا فقال "مريم ابنة عمران " وقال " عيسى بن مريم " حتى لا يلتبس الأمر ٬ وتدعي أي امرأة أنها حملت بدون رجل مثل مريم ٬ نقول لا ٬ معجزة مريم لن تتكرر ٬ ولذلك حددها الله تعالى بالاسم أما باقي قصص [[القرآن]] الكريم فقد جاءت مجهلة. فلم يقل لنا الله تعالى من هو فرعون موسى ٬ ولا من هم أهل الكهف ولا من هو ذو القرنين ولا من هو صاحب الجنتين ٬ إلى آخر ما جاء في [[القرآن]] الكريم ٬ لأنه ليس المقصود بهذه القصص شخصا بعينه ٬ وبعض الناس يشغلون أنفسهم بمن هو فرعون موسى؟ ومن هو ذو القرنين.. الخ نقول لهم لن تصلوا إلى شيء لأن الله سبحانه وتعالى قد روى لنا القصة دون توضيح للأشخاص لنعرف أنه ليس المقصود شخصا بعينه ٬ ولكن المقصود هو [[الحكمة]] من القصة.
*الله سبحانه وتعالى في عطائه يجب أن يطلب منه الانسان ٬ وأن يدعوه وان يستعين به ٬ وهذا يتوجب الحمد لأنه يقينا الذل في [[الدنيا]] ٬ فأنت إن طلبت شيئا من صاحب نفوذ ٬ فلابد انأن يحدد لك موعدا أو وقت الحديث ومدة المقابلة ٬ وقد يضيق بك فيقف لينهي
 
اللقاء ٬ ولكن الله سبحانه وتعالى بابه مفتوح دائما ٬ فأنت بين يديه عندما تريد ٬ وترفع يديك إلى السماء وتدعو وقتما تحب ٬ وتسأل الله ما تشاء ٬ فيعطيك ما تريده إن كان خيرا لك ٬ ويمنع عنك ما تريده انأن كان شرا لك ٬ والله سبحانه وتعالى يطلب منك ان
 
تدعوه وان تسأله فيقول ۞ وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين ۞- غافر - 60ويقول سبحانه وتعالى ۞ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ۞ - البقرة-
 
*إن الانسان المؤمن لا يخاف الغد ٬ وكيف يخافه والله رب العالمين ٬ اذاإذا لم يكن عنده طعام فهو واثق انأن الله سيرزقه لأنه رب العالمين واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن الي انأن الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه
*حين تتخلى الأسباب فهناك رب الأسباب وهو موجود دائما ٬ لا يغفل عن شيء ولا تفوته همسة في الكون ٬ ولذلك فإن المؤمن يتجه دائما إلى السماء ٬ والله سبحانه وتعالى يكون معه.
*إذا كنت تريد عطاء [[الدنيا]] والآخرة ٬ فأقبل على كل عمل باسم الله ٬ قبل أن تأكل قل باسم الله لأنه هو الذي خلق لك هذا الطعام ورزقك به ٬ عندما تدخل الامتحان قل بسم الله فيعينك على النجاح ٬ عندما تدخل إلى بيتك قل باسم الله لأنه هو الذي يسر
 
لك هذا البيت ٬ عندما تتزوج قل باسم الله لانه هو الذي خلق هذه الزوجة وأباحها لك ٬ في كل عمل تفعله ابدأه باسم الله ٬ لأنها تمنعك من أي عمل يغضب الله سبحانه وتعالى ٬ فأنت لاتستطيع أن تبدأ عملا يغضب الله باسم الله ٬ اذاإذا أردت أن تسرق أو أن
 
تشرب الخمر ٬ أو أن تفعل عملا يغضب الله ٬ وتذكرت بسم الله ٬ فإنك ستمتنع عنه ٬ ستستحي أن تبدأ عملا باسم الله يغضب الله ٬ وهكذا ستكون أعمالك كلها فيما أباحه الله
سطر 133:
*كلنا عبيد لله سبحانه وتعالى ٬ والعبيد متساوون فيما يقهرون عليه ٬ ولكن العباد الذين يتنازلون عن منطقة الاختيار لمراد الله في التكليف ٬ ولذلك فإن الحق جل جلاله يفرق في [[القرآن]] الكريم بين العباد والعبيد
*منطقة الاختيار في حياتي محددة ٬ لا أستطيع أن أتحكم في يوم مولدي ٬ ولا فيمن هو أبي ومن هي أمي ٬ ولا في شكلي هل أنا طويل أم قصير ٬ جميل أم قبيح أو غير ذلك - اذن فمنطقة الاختيار في الحياة هي المنهج أن أفعل أو لا أفعل ٬ الله سبحانه وتعالى له من كل خلقه عبادة القهر ٬ ولكنه يريد من الانس والجن عبادة المحبوبية ٬ ولذلك خلقنا ولنا اختيار في أن نأتيه أو لا نأتيه ٬ في أن نطيعه أو نعصيه ٬ في أن نؤمن به أو لا نؤمن
*الله سبحانه وتعالى يريد انأن يطمئن عباده انه رب لكل ما في الكون فلا تستطيع اى قوى تخدم الانسان انأن تمتنع عن خدمته ٬ لأن الله سبحانه وتعالى مسيطر على كونه وعلى كل ما خلق ٬ انه رب العالمين وهذه توجب الحمد ٬ انأن يهيئ الله سبحانه وتعالى للانسان ما يخدمه ٬ بل جعله سيدا في كونه
*الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر٬ ومن هنا فإنه لا توجد أسماء في الحياة تعبر عما في الجنة ٬ واقرأ قوله تعالى: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
*أي عقل فيه ذرّة من فكر لا يجعل لله تعالى شبيهاً ولا نظيراً ولا يُشَبِّهُ بالله تعالى أحداً ٬ فالله واحد في قدرته ٬ واحد في قوته ٬ واحد في خلقه ٬ واحد في ذاته ٬ وواحد في صفاته.
*٬المال جزء من الرزق ٬ ولكن هناك رزق الصحة ٬ ورزق الولد ٬ ورزق الطعام ، ورزق في البركة ٬ وكل نعمة من الله سبحانه وتعالى هي رزق وليس المال وحده
*كلمتا الحمد لله ٬ ساوى الله بهما بين البشر جميعا ٬ فلو أنه ترك الحمد بلا تحديد ٬ لتفاوتت درجات الحمد بين الناس بتفاوت قدراتهم على التعبير ٬ فهذا أمي لا يقرأ ولا يكتب لا يستطيع أن يجد الكلمات التي يحمد بها الله. وهذا عالم له قدرة على التعبير يستطيع انأن يأتي بصيغة الحمد بما أوتي من علم وبلاغة ٬ وهكذا تتفاوت درجات البشر في الحمد ٬ طبقا لقدرتهم في منازل [[الدنيا]] ٬ ولكن الحق تبارك وتعالى شاء عدله أن يسوي بين عباده جميعا في صيغة الحمد له ٬ فيعلمنا في أول كلماته في [[القرآن]] الكريم ٬ أن نقول - ٱلْحَمْدُ للَّهِ - ليعطي الفرصة المتساوية لكل عبيده بحيث يستوي المتعلم وغير المتعلم في عطاء الحمد ومن أوتي البلاغة ومن لا يحسن الكلام. ولذلك فإننا نحمد الله سبحانه وتعالى على أنه علمنا كيف نحمده وليظل العبد دائما حامدا ٬ ويظل الله دائما محمودا ٬ فالله سبحانه وتعالى قبل أن يخلقنا خلق لنا موجبات الحمد من النعم ٬ فخلق لنا السماوات والارض وأوجد لنا الماء والهواء ٬ ووضع في [[الأرض]] أقواتها إلى يوم القيامة
*الله سبحانه وتعالى يريد أن نتذكر دائما أنه يحنو علينا ويرزقنا ٬ ويفتح لنا أبواب التوبة بابا بعد آخر ٬ ونعصي فلا يأخذنا بذنوبنا ولا يحرمنا من نعمه ٬ ولا يهلكنا بما فعلنا ٬ ولذلك فنحن نبدأ تلاوة [[القرآن]] الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ٬ لنتذكر دائما أبواب [[الرحمة]] المفتوحة لنا ٬ نرفع أيدينا إلى السماء ٬ ونقول يا رب رحمتك ٬ تجاوز عن ذنوبنا وسيئاتنا ٬ وبذلك يظل قارئ [[القرآن]] متصلا بأبواب رحمة الله ٬ كلما ابتعد عن المنهج أسرع ليعود اليه ٬ فمادام الله رحمانا ورحيما لا تغلق أبواب [[الرحمة]] أبدا
*(وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) ،حين نتكلم عن الرزق يظن كثير من الناس أن الرزق هو المال ٬ نقول له لا ٬ الرزق هو ما ينتفع به فالقوة رزق ٬ والعلم رزق ٬ والحكمة رزق ٬ والتواضع رزق ٬ وكل ما فيه حركة للحياة رزق ٬ فإن لم يكن عندك مال لتنفق منه فعندك عافية تعمل بها لتحصل على المال ٬ وتتصدق بها على العاجز والمريض ٬ وان كان عندك حلم ٬ فإنك تنفقه بأن تقي الأحمق من تصرفات قد تؤذي المجتمع وتؤذيك ٬ وان كان عندك علم انفقه لتعلم الجاهل ٬ وهكذا نرى - وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ -تستوعب جميع حركة الحياة