الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الغزالي»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط (- الجهل + الجهل ، - الخطأ + الخطأ ) بوت: استبدال تلقائي للنص
ط (- الأخلاق + الأخلاق ) بوت: استبدال تلقائي للنص
سطر 57:
*كان السلف الصالح يتلاقون على الفضائل ويتعارفون بها٬ فإذا أساء أحد السيرة وحاول أن ينفرد بمسلك خاطئ٬ بدا ـ بعمله هذا ـ كالأجرب بين الأصحاء٬ فلا طيب له مقام بينهم حتى يبرأ من علته.
*ترى: ما الذي يحتاج إلى تصحيح: الضمير البشري, أم العقل البشري؟
*قرر الإسلام أن بقاء الأمم وازدهار حضارتها٬ واستدامة منعتها٬ إنما يُكفل لها٬ إذا ضمنت حياة [[الأخلاق]] فيها٬ فإذا سقطت الخلق سقطت الدولة معه. وإنما الأمم [[الأخلاق]] ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ،ويؤكد هذه الحقيقة حديث الرسول لقومه وعشيرته٬ فقد رشحتهم مكانتهم في جزيرة العرب لسيادتها٬ وتولى مقاليد الحكم بها. ولكن النبى أفهمهم ألا دوام لملكهم إلا بالخلق وحده. فعن أنس بن مالك قال: ”كنا في بيت فيه نفر من المهاجرين والأنصار٬ فأقبل علينا رسول االله ـ صلى االله عليه وسلم ـ ٬ فجعل كل رجل يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه.. ثم قام إلى الباب فأخذ بعضادتيه٬ فقال: الأئمة من قريش٬ ولى عليكم حق عظيم٬ ولهم ذلك ما فعلوا ثلاثا: إذا استُرْحموا رَحموا٬ وإذا حكموا عد لوا٬ وإذا عاهدوا وفوا٬ فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة االله والملائكة والناس أجمعين ” .
*دائرة [[الأخلاق]] تشمل الجميع قد تكون لكل دين شعائر خاصة به٬ تعتبر سمات مميزة له. ولا شك أن في الإسلام طاعات معينة٬ ألزم بها أتباعه٬ وتعتبر فيما بينهم أمورا مقررة لا صلة لغيرهم بها. غير أن التعاليم الخلقية ليست من هذا القبيل ” فالمسلم مكلف أن يلقى أهل [[الأرض]] قاطبة بفضائل لا ترقى إليها شبهة٬ فالصدق واجب على المسلم مع المسلم وغيره٬ والسماحة والوفاء والمروءة والتعاون والكرم.. الخ. وقد أمر [[القرآن]] الكريم ألا نتورط مع اليهود أو النصارى في مجادلات تهيج الخصومات ولا تجدى الأديان شيئا. قال االله تعالى : ”و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون“
*لا مكانة لأمة ولا لدولة ولا لأسرة إلا بمقدار ما تمثل في العالم من صفات عالية٬ وما تحقق من أهداف كريمة. فلو أن حكما حمل طابع الإسلام والقرآن٬ ثم نظر الناس إليه فوجدوه لا يعدل في قضية٬ ولا يرحم في حاجة٬ ولا يوفى في معاهدة٬ فهو باسم الإسلام والقرآن قد انسلخ عن مقوماته الفضالة٬ وأصبح أهلا لأن يعن في فجاج [[الأرض]] وآفاق السماء.
*الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل٬ كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن؟ فالحرية النفسية والعقلية أساس المسئولية. والإسلام يقدر هذه الحقيقة ويحترمها٬ وهو يبنى صرح الأخلاق. ولماذا يلجأ إلى القسر في تعريف الإنسان معنى الخير٬ أو توجيه سلوكه إليه٬ وهو يحسن الظن بالفطرة الإنسانية٬ ويرى أن إزاحة العوائق من أمامها كافية لإيجاد جيل فاضل؟ إن فطرة الإنسان خيرة وليس معنى هذا أنه ملاك لا يحسن إلا الخير