الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمر المختار»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط (- الموت + الموت ، - الأرض + الأرض ) بوت: استبدال تلقائي للنص
ط (- الجهاد + الجهاد ، - الحرب + الحرب ) بوت: استبدال تلقائي للنص
سطر 49:
== خطابات ==
 
في مرة من المرات هاجم الإيطاليون إحدى القرى التي كانت تدعم المجاهدين، فأرسل مشايخها إلى عمر المختار يحتجّون مطالبينه بالاستسلام أو الهجرة إلى مصر، فعقد اجتماعاً من قادة [[الجهاد]] بعده أمر خادمه بجلب المصحف وأقسم عليه:
 
{{اقتباس خاص|إخواني وحق كتاب الله هذا النصر لنا لا ريب فيه، ولكني لا أستطيع إخبراكم على أنني سوف أحضره أم لا، الله هو الذي يعلم وأنا عمري ثمانون عاماً وهذا جرحي في رجلي من حرب الفرنسيّين، وأقسم لكم بالله على أنني لن أذهب إلى مصر ولا أتحرك من الجبل الأخضر حتى [[الموت]] أو النصر. وأشهد الله عليكم إنكم في حل من الذهاب إلى مصر أو تسليم أنفسكم للعدو أو الاستمرار معي في جهاد العدو.}}
 
في أحد الاجتماعات مع الإيطاليين قال أحد الرُسل أن يُغري عمر المختار براتب شهري ومنافعه تمنحها له إيطاليا وإقناعه أن جهاده ينافي مبادئ دينه الإسلام بقوله "إن شريعة الإسلام لا تسمح لكم بهذه [[الحرب]] التي لا طاقة لكم بها وإن نبيكم لا يسمح لكم بمقاومة الدولة التي لا تقدرون عل مقاومتها! وإن الحكومة تتعهد بأن تدفع لكم رواتب شهرية لكم ولأتباعكم، إن أنتم سلمتم سلاحكم ودخلتم تحت حكمها"، فقال:
 
{{اقتباس خاص|أنا أعلم بديني وأعلم أنك ارتكبت من الشدة مع الأهالي الخاضعين لكم ما دلَّ على أنك لا تريد الخير لهذه البلاد ولا لحكومتك نفسها، واليوم تطلب منا تسليم السلاح وتهددنا بجيوش حكومتكم في مجلسٍ أنت دعوتنا إليه للتفاهم بما يحل هذه المشكلة بيننا وبينكم، فأما القوة التي لا تُلوّح لنا بها، فقد عرفنا آخر ما عندكم منها، وقد جابهناها على مدى ثمانية عشر سنة ولا زلنا بعون الله كما كنّا.}}
 
وتمت محاولة إغرائه أيضاً في مفاوضات سيدي أرحومة بالتاسع عشر من يونيو عام 1929، فقال الرسول الإيطالي: "لقد جئتُ للاتفاق معكم على ما يكفل راحة البلاد، وإنّني مسرور بهذا الاجتماع الذي عقدناه لإنهاء حالة [[الحرب]] التي منعت العمران الذي جئنا إلى هذه البلاد من أجله، ولولا هذه رأيت بلادك في حالة أخرى لم تخطر ببالك"، فقال عمر المختار:
 
{{اقتباس خاص|صحيح إن البلاد كانت تكون في حالة أخرى لولا هذه الحروب، فلولاها لما رأيتَ فيها عربياً يمشي على وجه [[الأرض]] بل رأيت فيها الإيطاليّين وحدهم يعمرّونها ويحلون محلّ العرب في دورهم ومنازلهم وأراضيهم.}}
سطر 77:
بعد تلقّيه رسالة من رسول إيطاليّ اسمه "عبود أبو راشد الغساني العربي" لبنانيّ الأصل بتاريخ الخامس عشر من سبتمبر عام 1925 دعي فيه للاستتسلام لإيطاليا ردَّ عليها بالتّالي:
 
{{اقتباس خاص|من نائب الوكيل العام عمر المختار إلى الترجمان عبود بك أبو راشد، سلامٌ على من أتبع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى ربّ الآخرة والأولى. لولا وجوب رجوع الخطاب لا أخاطبكم، أتى رقيمكم المؤرَّخ في 26 من صفر وما ذُكِرَ به علمناه. وقولكم إنكم من حين قدومكم لهذا الوطن وأنتم باذلون النّصيحة لأبناء جنسكم وأنك عربيّ. فالنصيحة التي تُؤدّي إلى الركون للعدوّ لا حاجة لنا بها، وقولكم من جهة تعب الوطن وأهله فنحن عارفون مقصدنا ومن عرف ما قصد هان عليه ما وجد. وقولكم أنّ حكومتكم لا تقصد للعرب إلا الشرف، فالذي رأيناه نحن بخلاف ذلك. عاينّا ذلك معاينةً فكلّ إنسانٍ له شرفٌ وحصل تحت سيطرتهم بمجرَّد أقوالٍ واهية تنسب إليه من عدوٍّ أو واشٍ يسجن بالبعد عن أهله ووطنه أعواماً من دون مخابرة. وإذا أحسنوا إليه يترك في زوايا الإهمال وتحت مواطئ النعال. هذه الأفعال أفعال حكومة لها شرف، لا والله. وكل ما ذكر منك لا تتحمَّله نفسٌ عربيَّة ولا ذو الشيم الزكية. وقد نهانا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قال: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسككم النّار. وقولكم إنَّ حكومتكم إن فقدت ضابطاً تأتي بألفٍ بدله أو فقدت بندقية معاملها تصنع ملايين، فهو كذلك وعلاوةً على ذلك أسطولات بحرية وبرية وجوية وملايين النفوس قولكم خمسة وأربعون مليوناً. فنحن ليس لنا لها قوة إلا الإيمان والتمسّك بديننا وسنة نبيّنا، وهو [[الجهاد]] لأنه صلى الله عليه وسلم قال: "لكلّ نبي حرفه وحرفتي الجهاد"، ونحن متمسّكون بهذه الحرفة حتى آخر رمق. الحي لا يموت إلا أمره. والموت أحلى من حياةٍ مُرَّة. وقولكم إذا ترغبوا الاجتماع بنا للمخاطبة في شأن ما يعود بالراحة على الوطن. فلو كان يجدي لأفاد على يد أهله. فهذا الطلب لا يوجد عندنا أصلاً، ونحن متمسّكون بحبل الله الأقوى، قال الله تعالى: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين".}}
 
==حواره مع غراتسياني ==
سطر 93:
غراتسياني: إذاً ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟
 
المختار: لا شيء إلا طردكم من بلادي لأنكم مغتصبون، أما [[الحرب]] فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
 
غراتسياني: لكن كتابتك يقول: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، بمعنى لا تجلبوا الضّرر لأنفسكم ولا لغيركم من الناس، [[القرآن]] يقول هذا.
سطر 117:
غراتسياني: هذا صحيح، لو كانت حرباً حقيقيةً لا قتلاً وسلباً كيف حروبك.
 
المختار: هذا رأي، فيه إعادة نظر، وأنتَ الذي تقول هذا الكلام ولا زلتُ أكرّر لك [[الحرب]] هي الحرب.
 
غراتسياني: بموقفك في موقعة قصر المقدم، ضيَّعت كل أملٍ وكل حقٍّ في الحصول على رحمة وعفو الحكومة الإيطالية الفاشستية.