الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مالكولم إكس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 201:
=== من كلماته الأخيرة ===
أجرى مالكوم قبل اغتياله بثلاث أيام مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز وقال فيها '''أشعر كأني رجل كان نائماً وتحت سيطرة شخص آخر لأن ما أقوله وما أفكر به الآن عني أنا وقبل ذلك كان ما أقوله وما أفكر به نابعاً من إلاليجه محمد و إرشاداته. أنا الآن يا سيدي أفكر بعقلي أنا'''. بعد أن عرضنا هذه المواد أشعر أن من الضروري تقديم جانب آخر من شخصية مالكوم أكس وإن كان جانباً سلبياً ألا وهو جانب المغالاة والشطط. وسنورد على ذلك مثاليين من خطبه المثال ألاول أجتزئه عن مقاتلي الماو ماو الذين قاتلوا الاستعمار البريطاني في كينيا.
 
== قالوا عنه ==
; مغالاة مالكوم وكبواته <ref>بقلم محمد الملف.</ref>
قرأت في إحدى المرات قصة وأثبت الماو ماو أنها صحيحة. وتقول القصة إن شخصاً ما سأل مجموعة من الناس : كم منهم يرغب في التحرر فرفع الجميع أيديهم وكان عددهم ثلاثمائة كما أعتقد. ثم سألهم : كم واحد منكم على أستعداد لقتل أي شخص يقف عقبة في طريق تحقيق الحرية فرفع خمسون شخصاً أيديهم. فقال لهؤلاء الخمسين : قفوا أنتم في هذا الجانب وبقى مائتان وخمسون شخصاً جالسين كانوا يرغبون في تحقيق التحرر ولم يكونوا مستعدين للتقل في سبيله. ثم قال للخمسين الواقفين: والآن أنتم تريدون الحرية وقلتم إنكم مستعدون لقتل أي كان يقف في طريقكم. فهل تريدون هؤلاء الأشخاص حريتكم, إنهم يخافون من فعل كل ما هو ضروري لتحقيق الحرية وسيمنعونكم من تحقيقها فتخلصوا منهم وستأتي الحرية من تلقاء نفسها. أنا أؤيد ذلك وهذا ما تعلمه الماو ماو لقد عرفوا أن الشئ الوحيد الذي يقف في طريق استقلال الأفارقة في كينيا هو أفارقة آخرون لذلك بدأو بالتخلص من أعمام توم أولئك واحداً واحداً.
 
نلاحظ مغالاة واضحة في الفقرة السابقة، إذ يريد مالكوم من كل الناس أن يكونوا "أبطالاً والأقربوون أولى بالمعروف وعلينا أن نتذكر أن مالكوم كان في أول نشاطه السياسي يصف قادة حركة الحقوق المدنية بأنهم أعمام توم ومن الواضح أنه كان يحرض على قتلهم. ولو افترضنا أن هناك شخصاً ما في ذلك الزمن لام مالكوم لأنه لم يحمل السلاح ويطلق النار على العابرين في الشوارع، واعتبره "عم توم" فإن مالكوم كان سينادي بقتله وهكذا تبدأ دورة من العنف بين أبناء الجلدة الواحدة لا تنتهي إلا بنهايتهم. ولو كان مالكوم ينادي بقتل الخونه والمتعاونين المكشوفين لهان الأمر ولكنه ينادي بقتل الناس المسالين بطبعهم أو لمجرد أنهم خائفون.
 
ولم يقف مالكوم عند هذا الحد في مغالاته فالمثال الثاني يصل بالمغالاة إلى حد الجنون وهذا المثال أجتزئه من خطبة '''بلاغ إلى القاعدة الشعبية''' ويقول فيها:
 
الصنيون اثناء الثورة ألقوا بالبريطانيين خارجاً وألقوا إلى جانبهم بأعمام توم الصينين فقدموا بذلك مثالاً جيداً. وعندما كنت في السجن قرأت مقالاً .. يظهر فتاة صينية صغيرة تبلغ من العمر تسعة أعوام وهي تضغط على زناد سلاح لتقتل أباها الجاثي على ركبته ويديه لأنه كان عم توم صينياً. وعندما قاموا بالثورة هناك أخذوا جيلاً كاملاًً من الأعمام توم ومحوهم محواً. وفي خلال عشرة سنوات أصبحت تلك البنت الصغيرة امرأة مكتملة لم يعد هناك أعمام توم في الصين. والصين اليوم هي من أقوى الدول وأشدها وأكثرها على وجه الأرض إثارة لهلع الرجل الأبيض.
 
أن مالكوم هنا يهلل لقيام طفلة صغيرة بإطلاق النار على والدها "العم توم" ولمقتل "جيل كامل" من الأعمام توم. ولكن الجرائم - كما نرى تظل جرائم وإن قام بها الثوار وأعتقد أن الصورة في غنى عن أي تعليق. أما كبوات مالكوم فأرغب في أن أورد مثالين عليها أيضاً. والمثال الأول يتعلق بمطلبة المبكر بالانفصال والاستقلال بقطعة أرض تخصصها الحكومة الأميركية للسود - وهذا موقف يشترك فيه قطاع عريض من السود في أميركا. ونلاحظ أن مالكوم لم يحدد تماماً أين يريد قطعة الأرض هذه. فقد قال إنها يحب أن تكون في أفريقيا أو في نصف الكرة الغربي - ولم يحدد أنها ضمن حدود الولايات المتحدة -. فإذا عنى أنها في حدود الولايات المتحدة فهو لا يضع أي اعتبار لأصحاب الأرض الأصليين - الهنود الحمر - ولا يجد حرجاً في أن يأخذ أرضاً مسروقة رويت بدماء أصحابها وإذا لم يعن أنها في الولايات المتحدة وسلمنا أنه ليست هناك بقاع فارغة في العالم وخصوصاً بالمواصفات التي يحددها مالكوم - أرض خصبة وغزيرة الأمطار وغنية بالثروات المعدنية - فسنستنتج أنه يريد حل مشكلة السود في أميركا على حساب شعب آخر أي أنه ينادى بتأسيس دولة تكون نسخة ثانية عن إسرائيل.
 
وهذا يقودنا إلى المثال الثاني عن كبوات مالكوم ألا وهو موقفه من الدولة العبرية. نوجز موقف مالكوم من الدولة العبرية بهذه المقتطفات من كتاب سيرة حياة مالكوم وقد أعده الكاتب الأميركي الشهير اليكس هايلى - مؤلف رواية الجذور - بالتعاون مع مالكوم وصدر عام 1965م. يقول مالكوم في الصفحة 277 من هذا الكتاب ما يلي: لقد قدم اليهود مساهمة لألمانيا أكثر مما قدم الألمان أنفسهم لها. وفاز اليهود بأكثر من نصف جوانز نوبل التي فازت بها ألمانيا. وكذلك كانت كل فروع الثقافة في ألمانيا تحت قيادة اليهود ونشر اليهود أعظم القصائد وكان منهم المؤلفون الموسيقيون والمخرجون المسرحيون ولكن هؤلاء اليهود ارتكبوا خطأ قاتلاً وهو الذوبان في المجتمع الألماني. فعند الحرب العالمية الأولى وحتى ظهور هتلر تزيد الزواج المختلط بين اليهود والألمان. كما قام الكثير من اليهود بتغير أسمائهم ودينهم فتخلوا عن دينهم اليهودي وعن جذورهم الثقافية والعرقية الغنية. لقد تخدروا وانقطعوا حتى صاروا يفكرون بأنفسهم كالألمان. وأفاق اليهود فوجدوا هتلر أمامهم يصعد إلى السلطة من حانات البيرة - بنظريته عن العرق الآري المتفوق - ووجد في متناول يده كبش فداء جاهزاً وهو اليهود الألمان الذي أضعفوا أنفسهم وضللوها. وأكثر ما يثير الاستغراب هو كيف ظل هؤلاء اليهود - بكل ما لديهم من عقول عبقرية وبكل ما لديهم من قوة في كل شئون ألمانيا - مستمرين دون أن يفعلوا شيئاً. لقد كانت عملية غسيل الدماغ التي حصلت من الاكتمال حيث أن كثير منهم ظلوا يهمسون في غرف الغاز لا يمكن أن يكون ما حدث حقيقياً وبعد ذلك أقام اليهود دولة إسرائيل دولة خاصة بهم - وهي الشئ الوحيد الذي حاز احترام كل الأعراق في العالم وتفهم.
 
إن ما أثار استغرابي هو السطران الأخيران من الفقرة السابقة وقد حاولت أن أجد مبرراً لموقف مالكوم فافترضت أنه نابع من جهله بحقيقة الصراع في فلسطين والعالم العربي. ولكن مالكوم لم يجهل ذلك ولاسيما أنه زار المنطقة في العام 1959 والتقى بالقائد [[جمال عبد الناصر]] وكان كثيراً ما يمدح القيادة المصرية والثورة المصرية في خطبه كما أنه زار المنطقة في العام 1964م وأدى فريضة الحج. والمستبعد ألا يكون قد تعرف على مأساة الشعب الفلسطيني. لقد كان مالكوم يرى الصراعات في العلم تدور حول العرق واللون وبدأ بتغيير موقفه هذا في آخر أيامه ويبدو أنه لم يغيره تماماً. فقد كان يحلم دائماً بدولة عرقية للسود وأعتقد أنه كان يرى في إسرائيل نموذجاً لهذه الدولة ولاسيما بكل المساعدات التي تنهال عليها من أميركا والغرب. وألم يكن يطالب أميركا بمساعدة دولة السود المرجوة لمدة عشرين أو خمسة وعشرين عاماً إلى أن يقوى عودها. ولكن أنصافاً لمالكوم ونؤكد أن هذه الفكرة ليست فكرته بل هي ترجع بجذورها إلى الأيام المبكرة من صراع السود في أميركا وإلى ما قبل ماركوس غارفي الذي كان ينادى أيضاً بهذه الفكرة فمنذ القرن التاسع عشر كان قادة السود يطالبون بالانفصال عن أميركا وكانت الحكومة الأميركية المتعاقبة في ذلك الوقت تؤيد هذه الفكرة وقد وضعت في ذلك الوقت خطط عديدة لاستعمار منطقة الكاريبي وبالتحديد هاييتي أو مناطق أخرى من أفريقيا من قبل الملونين في أفريقيا وبدعم من الحكومة الأميركية. وكان الرئيس الأميركي ابرهام لينوكن من أشد المؤيدين لهذه النزعة ووعد في اجتماع له مع قادة الزنوج في العام 1862م بتقديم مساعدات حكومية لخطط الاستعمار وقال ليست هناك رغبة من قبل شعبنا البيض ببقائكم أنتم الملونين الأحرار بيننا.
 
و'''لهذا من الأحسن لنا كلينا أن نكون منفصلين''' ويرجع هذا الموقف إلى أن مجموعة من القادة الأميركيين البيض كانت ترى أن الطريقة المثلى للتخلص من مشكلة العبودية هي التخلص من العبيد وإرسالهم خارج أميركا. ومن جانب آخر هناك موقف مؤيد لإسرائيل وشاع بين شريحة كبيرة من اليساريين إلى درجة تثير الذهول أحياناً. فالكثير منهم تتوقف يساريتهم عن العمل عندما يصل ألامر إلى إسرائيل ويصبحون ملكيين أكثر من الملك. قد يقول قائل إن من غير العدل أن نطلب من مالكوم أكس أن يكون منصفاً بحق نضالات الشعوب الأخرى وهو ينتمي إلى شعب يتعرض للقمع والوحشية منذ عدة قرون ولم يأبه أحد من الشعوب الأخرى لعذاباته. ولكنني أستذكر هنا ما قاله [[مارتن لوثر كنغ]] الابن في رسالته من سجن برمينجهام - المنشورة في العدد 1/ 2 / 199 من الآداب - : '''إن غياب العدل في أي مكان هو تهديد للعدل فى كل مكان'''. إن الحكم الأخلاقي لا يتجزأ. فنحن بدورنا علينا أن نقر بأن تغاضينا عن عذبات أي شعب هو طعنه في نضال شعبنا نفسه. ورب من نافح منا عن حقوق الشعب الفلسطيني بيد وجلد شعباً آخر كالأكراد مثلاً باليد الأخرى.[http://www.lamalef.net/ak/02/malc1.htm]
 
== المصادر ==