الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مالكولم إكس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط r2.6.6) (روبوت إضافة: fa:مالکوم ایکس
إضافة وسوم وإصلاحات عامة، أضاف وسم يتيمة باستخدام أوب
سطر 1:
{{يتيمة|تاريخ=مارس 2014}}
 
[[w:ar:مالكوم إكس|'''الحاج مالك الشباز''']] أو '''مالكولم إكس''' (19 مايو 1925 - 21 فبراير 1965) قائد أمريكي مسلم ومناضل من أجل القومية السوداء.
[[ملف:Malcolm X NYWTS 4.jpg|تصغير|150بك|لقد غيرت القراءة مجرى حياتي تغييراً جذرياً ولم أكن أهدف من ورائها إلى كسب أية شهادات لتحسين مركزي وإنما كنت أريد أن أحيا فكرياً.]]
السطر 71 ⟵ 73:
 
==== الذئب والنعاج ====
تلك هي فقط بعض الأسئلة السريعة التي اعتقد أنها تستثير بعض الأفكار في عقولكم وفي عقلي فكيف يستطيع من يسمونه بـ" قائد الزنوج " والذين يدعون أنفسهم "قادة متنورين" أن يتوقعوا من النعاج السوداء الفقيرة أن تندمج في مجتمع الذئاب البيضاء المتعطشة للدماء، والتي ما انعكفت تمتص دمنا ما يزيد من أربعمئة عام هنا في أميركا ؟ هل ستثور هذه النعاج السوداء أيضاً ضد " الرعي الزائف " أو القائد الزنجي المختار الشبيه بالعم توم، وتسعي الي الانفصال الكامل لكي ننجو من وكر الذئاب بدلاً من إن نندمج مع هذه الذئاب في وكرها ذاك ؟
 
ولأننا موجودون الآن في كنيسة، وأكثرنا هنا يقرون في الإيمان بالله، فثمة سؤال آخر حين يأتي " الرعي الصالح " - المسيح - هل سيدمج نعاجه الضالة منذ زمن بعيد في الذئاب البيض؟ فوفقاً للكتاب المقدس لن يدع الرب حين يأتي إلي الأرض نعاجه تندمج مع الماعز ؛ ولئن لم تكن النعاج أمنة بالأندماج في الماعز فأنها لن تكون آمنة بالأندماج في الذئاب إن المبجل إليجاه محمد يعلمنا إن ليس هناك شعب في الأرض تنطبق عليه الصورة الرمزية عن النعجة الضالة في الكتاب المقدس بأكثر مما تنطبق علي ما يسمي بالزنوج العشرين مليوناً في أميركا، كما لم يكن في التاريخ قط ذئب أكثر شراسة وتعطشاً للدم من الرجل الأبيض الأميركي
السطر 77 ⟵ 79:
 
==== الانفصال و دور الحكومة ====
يقول المبجل إليجاه محمد إن الحل الدائم الوحيد هو الانفصال الكامل علي قطعة من الأرض يمكننا لأن نقول أنها تخصنا. ولهذا يقول أن من الممكن حل هذه المشكلة، وحلها الي الأبد بمجرد أعادتنا إلي وطننا الأصلي أو الي شعبنا، ولكن علي هذه الحكومة أن تؤمن لنا الانتقال بالإضافة إلي كل ما نحتاجه لكي نتمكن من البدء من جديد في بلدنا الخاص بنا علي هذه الحكومة أن تزودنا بكل ما نحتاجه من آلات ومواد وتمويل يكفينا عشرين أو خمسة وعشرين عاماً حتي نصبح شعباً مستقلاً وأمة مستقلة علي أرضنا الخاصة بنا. وهو يقول إنه إذا كانت الحكومة الأميركية خائفة من إعادتنا إلي بلادنا وإلي شعبنا فعليها أن تحجز لنا منطقة مفصولة هنا في النصف الغربي من الكرة الأرضية، حيث يستطيع العرقان العيش منفصلين وأحدهما عن الآخر ؛ إذ أنه لا يمكننا العيش بسلام ما دمنا معاً. ويقول المبجل إليجاه محمد إن مساحة هذه المنطقة يمكن أن تحدد بناء علي تعدادنا السكاني فإذا كان سبع سكان هذا البلد من السود كان عليكم إعطاونا سبع الأرض، سبع البلد ونحن بهذا لا نطلب الكثير، إذ أننا قد عملنا للرجل الأبيض اربعمئة عام ويقول كذلك إنها يجب ألا تكون في الصحراء، بل حيث يكون المطر الغزير والكثير من الثروات المعدنية. فنحن نريد أرضاً خصبة ومنتجة يمكننا أن نزرعها بحيث تزود شعبنا بالغذاء والكساء والمسكن وخلاصة لما سلف فإنني أكرر لا نريد أي شكل من الإندماج في هذا العرق الشرير من الشياطين.
 
ويقول إليجاه محمد أيضاً إنه يجب ألا يتوقع أحد منا أن نغادر أميركا صفر اليدين. فبعد أربعمئة عام من العبودية هناك دفعات مستحقة لنا فاتورة هم البيض مدينون لنا بها و يجب أن تدفع. فإذا كانت حكومة أميركا نادمة حقا علي ذنوبها ضد شعبنا وتريد أن تكفر عن ذنوبها بإعطائنا حصتنا الحقيقية من الأرض والثراوات. أستطاعت أميركا تنقذ نفسها، ولكن إذا انتظرت أن يأتي الله و يجبرها علي تسوية عادلة، فإن الله سيأخذ هذه القارة بكاملها من الرجل الأبيض، ويقول الكتاب المقدس إن الله حينها سيعطي المملكة لمن يشاء.[http://www.lamalef.net/ak/02/malc.htm]
 
=== بلاغ إلى القاعدة الشعبية ===
(ديترويت - 1963) نريد أن نتحدث معكم حديثاً من غير تكلف حديثاً علمياً وبلغة يستطيع أي كان أن يفهمها بسهولة لقد اتفقنا جميعا في هذه الليلة (..) علي أن لدى أميركا مشكلة خطيرة جداً. وليست أميركا وحدها من يعاني مشكلة بل شعبنا أيضاً لديه مشكلة خطيرة جداً. إن مشكلة أميركا هي نحن ؛ والسبب الوحيد في أن لديها مشكلة هو أنها لا تريدنا هنا (...) نحن جميعا رجال سود، أو ما يسمي بالزنوج. ونحن كلنا مواطنون من الدرجة الثانية، سابقون. أنت لست سوي عبد سابق أنت لا ترغب في سماع هذا ولكن ماذا تراك تكون غير ذلك ؟ أنتم عبيد سابقون أنتم لم تأتوا إلي هنا علي متن "ماي فلاور" بل علي متن سفينة عبيد، مغللين بالسلاسل مثل حصان أو بقرة أو دجاجة. ولقد جلبتم بواسطة الناس الذين أتوا علي متن "ماي فلاور" جلبتم هنا بواسطة ما يسمي بالحجاج أو "الاباء المؤسسين " نحن لدينا عدو مشترك : لدينا مضطهد مشترك مستغل مشترك مميز عنصري مشترك. ولكن ما أن نتبين كلنا أن لدينا عدواً مشتركاً فسنقوم بالاتحاد علي اساس ما هو مشترك بيننا. وأهم ما نشترك فيه ذلك العدو - الرجل الأبيض - فهو عدو لنا جميعا.
 
أنا أعلم أن بعضكم يعتقد أن بعضهم - البيض - ليسوا أعداء لنا، ولكن الزمن سيكشف خطل هذا الإعتقاد. في باندونغ وأعتقد أن ذلك كان في العام 1954 حدث أول اجتماع توحيدي منذ قرون للشعوب السوداء وعندما تدرسون ما حدث في مؤتمر باندونغ ونتائج مؤتمر باندونغ، فإن ذلك سيشكل نموذجاً للمنهج الذي نستطيع أنا وأنتم إن نتبعه من أجل حل مشكلتنا. ففي باندونغ اجتمعت كل الأمم والشعوب السمراء من أفريقيا وآسيا وكان بعضهم بوذيين، وبعضهم مسلمين، وبعضهم مسحيين، وبعضهم كونفوشستيين، وبعضهم ملحدين، وبعضهم كانوا شيعوعيين، وبعضهم اشتراكيين، وبعضهم رأسماليين. ولكنهم تآزروا رغم اختلافاتهم الإقتصادية والسياسية وكانوا كلهم سوداً أو سمراً أو حمراً أو صفرا.[http://www.lamalef.net/ak/02/malc.htm]
 
==== العنف واللاعنف ====
أرغب أن أطرح بضع ملاحظات تتعلق بالفرق ما بين السود وثورة الزنوج. فهل هما شئ واحد وإن لم يكونا كذلك فما هو الفرق بينهما ؟ أولاً، ما هي الثورة ؟ أميل إلي الإعتقاد أحيانا أن الكثير من أفراد شعبنا يستخدمون كلمة "ثورة" برخاوة ودون تمعن دقيق في ما تعنيه هذه الكلمة فعلا وما هي خصائصها التاريخية. حين تدرس الطبيعة التاريخية للثوارات ودوافع الثورات وأهداف الثورات ونتائج الثورات والأساليب التي اتبعت في الثورات فأنك قد تغير من استخدامك لهذه الكلمة وربما ابتكرت برنامجاً أخر أو غيرت هدفك أو غيرت رأيك. أنظر ألي الثورة الأميركية عام 1776 لأي سبب كانت تلك الثورة ؟ الأرض. لماذا أرادوا الأرض ؟ لأجل الاستقلال. وكيف تم تنفيذها ؟ بسفك الدماء. والثورة الفرنسية علام استندت ؟ هناك ثار المحرمون من الأرض ضد مالكي الأرض. وما كان هدفها ؟ الأرض. وكيف حصلوا عليها ؟ بسفك الدماء. لم يكن هناك إعتبار للعواطف، ولم تكن هناك تسويات، ولم تكن هناك مفاوضات ها أنا ذا أخبركم أنتم لا تعرفون ماهي الثورة، لانكم عندما تكتشفون ما هي فسترجعون إلي أزقتكم وتتنحون عن الطريق والثورة الروسية علام استندت ؟ علي الأرض المحرمون من الأرض ضد مالكي الأرض. وكيف حققوا ثروتهم ؟ بسفك الدماء. لم تحدث ثورة بدون سفك دماء. وأنتم تخافون أن تنزفوا. ها أنا ذا أقول أنكم تخافون أن تنزفوا حين ارسلكم الرجل الأبيض إلي كوريا للحرب نزفتم. وأرسلكم إلي ألمانيا فنزفتم وأرسلكم علي جنوبي المحيط الهادي لقتال اليابنيين فنزفتم. أنتم تنزفون من أجل الشعب الأبيض ولكن حين ترون كنأسكم تفجر بالقنابل وتقتل بنات سوداوات صغيرات، فانكم لا تقدمون أي نقطة دم أنتم تنزفون حين يقول الرجل الأبيض "انزفوا" وأنتم تعضون عندما يقول الرجل الأبيض "عضواً" وأنتم تنبحون عندما يقول الرجل البيض "انبحوا" أنا أكره أن أقول ذلك عنا، و لكن تلك هي الحقيقة.
 
كيف لكم أن تكونوا لاعنفيين في المسيسيبي وقد كنتم عنفيين في كوريا ؟ كيف يمكنكم أن تبرروا لأعنفكم في المسيسيبي وألاباما عندما تفجر كنائسكم بالقنابل وتقتل بناتكم الصغيرات، وتكونون عنيفين في الوقت ذاته مع هتلر وتوجو واشخاص أخرين قد لا تعرفونهم قط. إذا كان العنف خطأ في أميركا، فهو خطأ ايضاً في الخارج، وإذا كان من الخطأ أن تكون عنيفاً في الدفاع عن النساء السوداوات والاطفال السود والرجال السود، فإن من الخطأ أن تجندنا أميركا وتجعلنا عنيفين في الخارج دفاعاً عنها. وإذا كان لأميركا أن تجندنا وتعلمنا كيف نكون عنيفين دفاعاً عنها، فإنه يحق لكم ولي أن نفعل كل ما هو ضروري لكي ندافع عن شعبنا هنا في هذا البلد.
السطر 94 ⟵ 96:
 
=== زنجي المنزل وزنجي الحقل ===
ولكي نفهم ذلك علينا أن نعود إلي ما ذكره المتحدث الشاب الذي سبقني، عن زنجي المنزل وزنجي الحقل أثناء فترة العبودية، فقد كان هناك نوعان من العبيد: زنوج المنازل وزنوج الحقول. أما زنوج المنازل فقد كانوا يعشون في المنازل الاسياد، وكانوا يلبسون ملابس جيدة ويأكلون طعاماً جيداً لأنهم كانوا يأكلون طعام السيد، أي مما يتبقي منه. وكانوا يعشون في علية البيت أو الطابق التحتاني، ولكنهم كانوا يعشون مع ذلك بالقرب من السيد؛ وقد أحبوا السيد أكثر مما كان السيد يحب نفسه. وكانوا علي استعداد للتضحية بحياتهم لأنقاذ منزل السيد، بل كانوا في ذلك أسرع من السيد نفسه. إذا قال السيد "لدينا منزل جديد هنا " كان زنجي المنزل يقول " نعم لدينا منزل جديد هنا" وكلما قال السيد "نحن".
 
إذا نشبت النيران في منزل السيد كان زنجي المنزل يكافح الحرق بأقوي مما يكافح السيد نفسه وإذا مرض السيد كان زنجي المنزل يقول "ما الأمر ايها السيد، أنحن مرضي ؟ " نحن مرضي! لقد تماهي الزنجي مع السيد بأكثر مما تماهي السيد مع نفسه! وإذا أتيت زنجي المنزل وقلت له " هيا نهرب فلننج بأنفسنا، فلننفصل بأنفسناعن البيض " نظر إليك وقال : " ويحك يا رجل! هل جننت ماذا؟ تعني بالأنفصال ؟ أين نجد بيتاً أفضل من هذا؟ أين يمكنني أن ألبس ملابس خيراً من هذه؟ وأين أستطيع أن أكل طعاماً خيراً من هذا؟ " هكذا كان زنجي المنزل - house negro - وكان يدعي في تلك الأيام " عبد المنزل " - ازدراء - وهذا ما ندعوهم به لأنه ما زال بيننا عبيد منازل يرتكضون من حولنا! زنجي المنزل العصري هذا يحب سيده ويرغب في أن يعيش بالقرب منه، وهو علي استعداد لأن يدفع ثمن منزل بثلاثة أضعاف ما يستحقه لكي يعيش بالقرب من سيده.
 
وبعد ذلك يأخذ بالتباهي" أنا الزنجي الوحيد الذي يعيش هنا" و"أنا الزنجي الوحيد في عملي" وأنا "الزنجي الوحيد في تلك المدرسة " لكنك لست إلا زنجي منزل! وإذا أتاك أحدهم الآن وقال "هيا ننفصل عن الأسياد البيض "قلت ما كان يقوله زنجي المنزل في مزارع العبيد:" وماذا تراك تعني بالأنفصال؟ عن أميركا، هذا الرجل البيض الطيب؟ أين لك أن تحصل لي علي عمل افضل من عملي هنا؟ "ولقلت ايضاً "أنا لم أترك خلفي شيئاً في أفريقيا" بلي يا صاح لقد تركت عقلك هناك! في مزرعة العبيد ذاتها كان هناك أيضاً زنجي الحقل - field negro - وزنوج الحقول هؤلاء كانوا الجماهير. وكانوا يفوقون دوكاً زنوج المنازل. كان زنوج الحقول يلقون العذاب، ويأكلون بقايا الطعام. حين تشب النيران في منزل السيد، لم يكونوا يحاولون إطفاء اللهب، بل كانوا يصلون لكي تهب الرياح وعندما يمرض السيد، كان زنجي الحقل يصلي لموته، وإذا أتي أحدهم زنجي الحقل وقال له "هيا نهرب فلننفصل عن البيض "فأنه لم يكن ليقول "إلي أين نذهب ؟ "بل "إن أي مكان لهو أفضل من هنا" ونحن لدينا زنوج حقول في أميركا اليوم .. .. أنا زنجي حقل، الجماهير زنوج حقول، وعندما يرون بيت الرجل الأبيض يشتعل لا تسمعهم يقولون حكومتنا " بل يقولون" الحكومة تخيلوا زنجياً يقول حكومتنا بل قد سمعت أحدهم يقول: "رجالنا ورواد الفضاء" هذا الزنجي لا يسمحون له بالاقتراب من المصنع لكنه يقول مع ذلك! ويقول:" بحريتنا - our navy - " إن الزنجي قد فقد عقله ؛أنه لزنجي مجنون.
وكما استخدم سيد العبيد في تلك الأيام زنجي المنزل، العم توم لضبط زنوج الحقل، فإن سيد العبيد ذاته في هذا العصر يمتلك زنوجاً ليسوا إلا أعمام توم عصرين، أعمام توم القرن العشرين، وغايتهم إبقاء تحت الرقابة وابقاؤنا تحت السيطرة، وابقاؤنا سلبيين وسلميين ولاعنفيين. إن العم توم هو الذي جعلكم لاعنفيين إن الأمر ليشبه الذهاب إلي طبيب الاسنان: الطبيب يريد اقتلاع سنك فتبدأ أنت بمقاومته حين يبدأ بالشد، فيحقن شيئاً في فكك يدعي نوفوكين - وهو مخدر موضعي - ليحملك علي الأعتقاد بانه لا يفعل بك شيئاً، فتجلس هناك، وتعاني بسلام لأن كل ذلك النوفوكين يسري في فكك. الدم يجري علي عرض وجهك وأنت لا تعلم ما يحدث، لأن ثمة من لقنك أن تعاني بسلام! إن الرجل الأبيض ليفعل بكم في الشوارع المر عينه عندما يريد أن يضللكم ويستغلكم دون أن يخشي مقاومتكم. ولكي يفعل ذلك يأتيكم بالأعمام توم، أولئك الشيوخ المتدينين، لكي يعلموني ويعاني بسلام تماماً مثل النوفوكين.
 
ليس هناك في كتابنا، القرآن الكريم شئ يعلمنا أن نعاني بسلام. بل إن ديننا ليعلمنا أن نكون أذكياء، وأن نكون مسالمينن وأن نكون صالحين، وأن نطيع القوانين، وأن نحترم كل الناس، ولكن إذا مسك أحدهم أرسله إلي المقبرة! إن ديننا دين جيد إنه دين الأيام السالفة الذي كانت أمي وكان أبى يتحدثان عنه، العين بالعين، والسن بالسن، والرأس بالرأس، والنفس بالنفس. إن ذلك لدين جيد حقاً وليس ثمة من يمتعص من تعلم مثل هذا الدين سوي ذئب يعتزم أن يجعلك وجبة له! هذا هو واقع الحال مع الرجل الأبيض في أميركا أنه ذئب وإنكم لنعاج وكلما علمكم وعلمني راع أو قس إلا نهرب من الرجل الأبيض وألا نقاتل الرجل الأبيض في الوقت ذاته فإنه يخونكم. ولا تهدروا حياتكم هباء بل حافظوا عليها، فأنها أثمن شئ لديكم ولئن كان عليكم أن تضحوا بها فلتكن نفساً بنفس.[http://www.lamalef.net/ak/02/malc.htm]
 
==== تآمر قادة اللاعنف ====
أرغب في أن اشير سريعاً إلي أمر آخر، وهو الوسيلة التي يستخدمها الرجل الأبيض وكيف بستخدم "الأسلحة الفتاكة "أو قادة لازنوج ضد ثورة الزنوج. إن هؤلاء القادة ليسوا جزءاً من ثورة الزنوج، بل هم يستخدمون ضدها، فعندما أخفق مارتن لوثر كنغ الابن في دمج مدينة البني في ولاية جورجيا عرقياً وصل النضال حركة الحقوق المدينة في أميركا إلي أدني مستويات، وأفلس كنغ كقائد تقريباً، ووقع "مؤتمر القادة المسيحية الجنوبية" في ضائقة مالية. وغداً قادة زنوج اخرون من حركة الحقوق المدنية، ممن يزعم أنهم ذوو مكانه علي المستوى القومي، اوثاناً محطمة، وراحوا يفقدون هيبتهم وتأثيرهم، وأخذ قادة الزنوج في الأحياء الشعبية يثيرون الجماهير في أجزاء كثيرة من البلاد. وهذا ما لم يفعله قادة الزنوج "ذوو المكانة علي المستوي القومي"؛ إن هؤلاء القادة يسيطرون عليكم ولكنهم لم يحرضون أو يستثيروكم أبداً؛ إنهم يسيطرون عليكم ويحتوونكم لقد أبقوكم في مزرعة العبيد!
 
ما إن أخفق كنغ في بيرمنجهام، حتي نزل إلي الشوارع، ثم ذهب إلي كاليفورينا للمشاركة في مسيرة حاشدة، وجمع تبرعات بلغت ألوف من الدولارات لا أعلم مقدارها، ثم ذهب إلي ديترويت وأقام مسيرة أخرى وجمع ألوف أخري من الدولارات. تذكروا أنه بعد المسيرة مباشرة قام رأي ويلكنز بمهاجمة كنغ وأتهمه هو و"مجلس المساواة العراقية" بإثارة المشاكل في كل مكان ومن ثم حمل "المؤسسة القومية لتقدم الملونين"علي إخرجهم من السجن وصرف الأموال الطائلة لهذا الغرض؛ ثم اتهم كنغ ومنظمته بأنهم يجمعون التبرعات ولا يصرفونها في أعمال النضال. لقد حدث هذا وأستطع أن أقدم لكم أدلة موثقة من الصحف. فقد بدأ روي بمهاجمة كنغ وأخذ منغ بمهاجمة روي ثم قام فارمر بمهاجمتهما كليهما. وما إن أخذ قادة الزنوج هؤلاء " ذوو المكانة علي المستوي القومي " بمهاجمة واحدهم الآخر حتي راحوا يفقدون سيطرتهم علي الجماهير الزنوج.
 
نزل الزنوج الي الشوارع وأخذوا يتحدثون عن الذهاب إلي واشنطن. وفي ذلك الوقت كانت بيرمنجهام قد انفجرت وانفجر الزنوج في بيرمنجهام أيضاً ؛ تذكرو ذلك! وحينها أرسل الرئيس كينيدي جنوداً إلي بيرمنجهام، ثم ظهر علي شاشة التلفزيون وقال: "هذه قضية أخلاقية" وقال أنه سيقدم تشريعا للحقوق المدنية. وحين ذكر تشريع الحقوق المدنية وبدأ العنصريون الجنوبيون يتحدثون عن عزمهم علي مقاطعة التشريع أو تعطيله، بدأ الزنوج يتحدثون .. عن ماذا ؟ عن أنهم سيسيرون إلي واشنطن ويسيرون إلي الكونغرس ليعطوه ويمنعوا الحكومة من العمل. بل إنهم تحدثوا عن عزمهم علي الذهاب إلي المطار والاستلقاء علي المدرجات ومنع الطائرات من الهبوط. ها أنا ذا أخبركم بما كانوا يتحدثون عنه لقد كانت حقيقة تلك كانت ثورة السود الحقيقة. لقد نزلت القاعدة الشعبية إلي الشوارع ، وأخافت الرجل الأبيض خوفاً مميتاً وأخافت هيكل السلطة البيضاء في واشنطن خوفاً مميتاً.
 
لقد كنت هناك و شهدت الأمور بأم العين. وعندما علموا أن قوة السود الساحقة قاموا إلي واشنطن، قاموا بدعوة ويلكنز ودعوا راندولف وقادة الزنوج اولئك الذين "تحترمونهم" وقالوا لهم :"أوقفوا هذا " وقال كينيدي "انظروا أنتم جميعاً تنحون بالأمور منحي خطيراً وعندما قال العم توم العجوز: " يا سيادة الرئيس أنا لا استطيع إيقاف ما حدث لآنني لست أنا من بدأه" ها أنا أخبركم بما قالوه . لقد قال توم العجوز " أنا لست مشاركاً في الأمر أصلاً وأنا لست بالتأكيد علي رأس التحركات " وقال هؤلاء الزنوج يفعلون ما يحلولهم وهم يتقدموننا" وحينها قال الثعلب الداهية كينيدي إذا كنتم جميعا غير مشاركين في الأمر فأنا سأدخلكم فيه بل أنا سأضعكم علي راسه وسأؤيده وأرحب به وأدعمه وأنضم اليه " ولم تمض ساعات حتي عقدوا اجتماعا في مدينة نيويورك وفي فندق كارلايل الذي تمتلكه عائلة كينيدي وهناك قامت جمعية خيرية يرأسها رجل أبيض يدعي ستيفن كوريير بدعوة كل كبار قادة حركة الحقوق المدنية الي الاجتماع في فندق كارلايل وقال لهم : " إنكم بشجاركم ‍تدمرون حركة الحقوق المدنية ولأنكم تتشاجرون بسبب المال الذي يقدمه التحرريون البيض فلنشكل ما يسمي بالمجلس المتحد لقيادة حركة الحقوق المدنية. دعونا نشكل هذا المجلس ونجعل كل فرق حركة الحقوق المدنية تنضوي تحته، وسنستخدمه لجمع التمويل " ولكن دعوني أبين لكم شدة مكر الرجل الأبيض : فما إن شكلوا ذلك المجلس حتي انتخبوا ويتني يونغ رئيساً ومن تراه كان الرئيس الآخر في اعتقادكم ؟ لم يكن ستيف كوريير ذلك الرجل الأبيض المليونير ومارتن لوثر كنغ يعرف أن ذلك هو ما حدث، وكل شخص من الستة الكبار في السود يعرف أن ذلك هو ما قد حدث.
 
ما إن تشكليل المجلس و الرجل الأبيض علي رأسه حتي قام هذا بأغدق الوعود وقدم 800 ألف دولار لكي يقتسمها الستة الكبار فيما بينهم، وأخبرهم أنه بعد القيام بالمسيرة في واشنطن لهم 700 ألف دولار أخرى. والمجموع مليون ونصف مليون دولار لكي يقتسمها القادة الذين كنتم تتبعونهم وتذهبون إلي السجون من أجلهم وتذرفون دموع التماسيح من أجلهم! وعندما تم تنظيم الأوضاع، أمن لهم الرجل الأبيض أفضل الخبراء في العلاقات العامة، ووضع كافة وسائل الإعلام في طول البلاد وعرضها تحت تصرفهم، فأخذت تبرز هؤلاء القادة الستة الكبار بوصفهم قادة المسيرة مع أنهم في الأصل لم يكونوا مجرد مشاركين فيها! وأول حركة قام بها البيض بعد الاستلاء علي المسيرة هي دعوة والتر روثر - وهو رجل أبيض - ودعوة قسيس وحاخام ومبشر عجوز أبيض لقد دعوا العناصر البيضاء عينها التي وضعت كينيدي في السلطة - من الحركات العمالية والكاثوليك واليهود والبروتستانت التحرريين وهذه الزمرة التي وضعت كينيدي في السلطة هي عينها التي انضمت إلي المسيرة في واشنطن.
 
إن الأمر ليشبه أن تكون لديك قهوة شديدة السواد أي شديدة القوة. فماذا تفعل ؟ تقوم بمزجها ببعض الحليب فتضعفها. ولكنك إذا صببت فيها حليبا أكثر مما ينبغي فلن تعرف أن ما تشربه قهوة. فقد كانت ساخنة فأصبحت باردة، وكانت قوية فأصبحت ضعيفة وكانت توقظك في السابق وتنشطك ولكنها الآن تدفعك إلي النوم! وهذا ما فعلوه بالمسيرة إلي واشنطن : لقد انضموا إليها ، وهم لم يدمجوها. بل اخترقوها. انضموا إليها وأصبحوا جزءاً منها واستولوا عليها. ففقدت ميزتها القتالية وتوقفت عن أن تكون غاضبة وتوقفت عن أن تكون حارة، وتوقفت عن أن تكون غير مساومة. بل توقفت عن أن تكون مجرد مسيرة، وأصبحت نزهة أو سيركاً ولقد قمتم بسيك كهذا ههنا في ديترويت - و شاهدناه علي التليفزيون - وكان يقوده مهرجون سود. أنا أعلم أنكم لا تحبون سماع ما لأقوله، ولكنني سأقوله علي أي حال، لأنني استطيع إثبات أقوالي. وإذا اعتقدتم أن ما أقوله غير صحيح فاحضروا مارتن لوثر كنغ وفيليب راندولف وجيمس فارمر والثلاثة الآخرين، ولتروا بأنفسكم إن كان باستطاعتهم أنكار ذلك أمام الميكرفون وجوائز الأوسكار لا، لقد كانت خيانة، كانت استيلاء.
 
وعندما جاء جايمس بالدوين من باريس لم يسمحوا له بالحديث، لأنه لم يكن بإمكانهم إلزامه بالنص. لقد سيطروا علي المسيرة بشدة. فأملوا علي أولئك الزنوج الوقت الذي يمكنهم فيه دخول المدينة، وكيفية الوصول، وأماكن الوقوف، واليافطات التي سيحملونها، والأغاني التي سيغنونها، والخطب التي يمكنهم إلقاؤها، والخطب التي لا يمكنهم إلقاؤها. وبعد ذلك أخبرهم بأن عليهم الخروج من المدينة قبل مغيب الشمس وقد غادر كل الأعمام توم اولئك المدينة قبل غروب الشمس فعلاً لقد كانت المسيرة عبارة عن سيرك أو عرض تمثيلي يتفوق علي كل ما تنتجه هوليود علي الإطلاق. كانت فيلم السنة المميز، ومن الواجب إعطاء والتر روثر وأولئك الشياطين الثلاثة آلاخرين البيض جائزة الأوسكار عن أحسن تمثيل لأنهم مثلوا دور محبي الزنوج وأقنعوا به عدد كبير من الزنوج. أما القادة الزنوج الستة فيجب أن يحصلوا هم ايضاً علي جائزة الأوسكار، ولكن عن الأدوار الثانوية.[http://www.lamalef.net/ak/02/malc.htm]
 
=== ورقة الاقتراع أو رصاصة ===
كليفلاند 3 ابريل 1964: إن السؤال المطروح اليوم وكما أفهمه هو "ثورة الزنوج إلي أين نذهب من هنا " أو "ماذا بعد ؟" وبطريقتي المتواضعة في فهم هذا السؤال فإن الأمر يدفعنا إما الاقتراع وإما إلى الرصاصة. كلنا عانينا في البلد القمع السياسي علي يد الرجل الأبيض والاستغلال الاقتصادي علي يد الرجل الأبيض والتفسخ الاجتماعي علي يد الرجل الأبيض. إذ أتحدث علي هذا النحو فأنني لا أعني أننا ضد البيض، بل يعني أننا الإستغلال وضد التفسخ الاجتماعي وضد القمع. وإذا أردنا الرجل الأبيض ألا نكون ضده, فعليه التوقف عن قمعنا واستغلالنا وسواء أمسيحيين كنا أم مسلمين أم قوميين أم لاأدريين أم ملحدين، فإن علينا أولاً أن نتعلم أن ننسي خلافاتنا. ولئن كنا فلنختلف في السر وحين نظهر علي الملإ فيجب الأيكون لدينا ما نختلف حوله علي الإطلاق إلى أن ننهي خلافنا مع الرجل الأبيض. وإذا كان في إستطاعتة الرئيس الراحل كينيدي أن يلتقي بخروتشيف ويتبادلان القمح فإن بيننا التأكد ما هو أعظم مما كان بينهما.
 
الجمهوريون والديموقرطيون أنا لست سياسياً ولا حتى تلميذ في السياسة أنا لست من أنصار الحزب الديموقراطي ولا من أنصار الحزب الجمهوري بل أنني لا أعتبر نفسي أميركياً. فلو كنا أنا وأنتم أميركيين لما كانت ثمة أية مشكلة. أولئك المنحدرون من أوربا الوسطي أو الشرقية الذين نزلوا لتوهم من السفينة - زمن الهجرة إلي العالم الجديد - أميركيون والمتحدرون من بولندا أميركيون. والمهاجرون الإيطاليون أميركيون. كل شئ يأتي من أوربا. كل شئ أزرق العينين يغدو أميركياً. وعلي الرغم من وجودنا العريق أنا وأنتم في هذه البلاد فأننا ما زلنا غير أميركيين بعد! حسناً. أنا لا أؤمن بخداع النفس. لن أجلس أمام المائدة وأراقبك تأكل دون أن يكون ثمة شئ في صحني. ثم أدعي أنني متغد أو متعش ! لا أنا لست أمركياً بل أنا واحد من 22 مليون أسود يشكلون ضحايا الأمركه. واحد من 22 مليون أسود من ضحايا الديمقراطية التي لا تعدو أن تكون نفقاً مقنعاً. ولهذا لا أقف أمامكم هنا لأتحدث إليكم بوصفي أميركياً أو وطنياً أو محيياً للعلم أو شوفينياً مغالياً في حب الوطن لا، هذا ما لا يمكن أن أفعله. وإنما أتحدث إليكم كضحية من ضحايا هذا النظام الأميركي. وأنني لأري أميركا بعيني الضحية أنا لا أري أي حلم أميركي بل الحق أنني أري كابوساً أميريكياً !
السطر 129 ⟵ 131:
 
==== الحقوق المدنية وحقوق الإنسان ====
إلام يؤدي هذا ؟ أولاً نريد كسب أصدقاء إلي جانبنا، نريد حلفاء جدداً. إن كفاح حركة الحقوق المدنية بكامله يحتاج إلي تأويل جديد، تأويل أوسع. نحن نحتاج إلي أن ننظر إلي الحقوق المدنية من زاوية اخرى - من الداخل كما من الخارج أيضاُ - وبالنسبة إلي من ينتمون منا إلي فلسفة القوميين السود فإن الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الانخراط بالكفاح من أجل الحقوق المدنية هي إعطاؤه تأويلاً جديداً؛ فالتأويل القديم يستثنينا و يبقينا خارجاً. نحن بحاجة إلي أن نوسع الكفاح من أجل الحقوق المدنية ونرفعه إلي مستوي اعلي - إلي مستوي حقوق الإنسان - فعندما تكافحون من أجل الحقوق المدنية وحدها تحصرون أنفسكم في ضوابط الرجل الأبيض، وضمن الولاية القضائية للعم سام، فلا يستطيع أحد من العالم الخارجي التحدث بشأنكم ما دام كفاحكم في مستوي الحقوق المدنية لأن الحقوق المدينة تنضوي تحت الشؤون الداخلية لهذا البلد، ولا يستطيع كل إخواتنا في افريقيا وإخواتنا في روسيا وفي أميركا اللاتينية فتح أفواههم والتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة. لكن في الأمم المتحدة ما يسمي "العهد الدولي لحقوق الإنسان " ولديها لجنة مختصة بحقوق الإنسان. ولعلكم تتساءلون لم عرضت كل الفظاعات التي ارتكبت في افريقيا وفي هنغاريا وفي روسيا وفي أميركا اللاتينية علي الأمم المتحدة, في حين لم تعرض عليها مشكلة الزنوج علي الإطلاق ؟
 
إن هذا لهو جزء من المؤامرة ؛ ذلك أن أولئك التحرريين البيض المخادعين من ذوي العيون الزرق الذين يفترض أن يكونوا اصدقاءكم لم يخبرونا قط بأي شئ يتعلق بحقوق الإنسان. بل أبقوكم مقيدين بالحقوق المدنية عندما توسعون الكفاح من أجل الحقوق المدنية إلي مستوي الكفاح من أجل حقوق الإنسان، يمكنكم حينذاك أن تأخذوا قضية السود في هذا البلد وأن تعرضوا علي الأمم المتحدة، ويمكنكم أن تأخذوها أمام الهيئة العامة، ويمكنكم أن تجروا العم سام إلي المحكمة الدولية.
 
==== الإسلام والدنيا ====
أرغب في أن أذكر في النهاية بضعة اشياء تتعلق "بمنظمة المسجد الإسلامي " التي أسسناها مؤخراً في مدينة نيويورك. صحيح أننا مسلمون وأن ديننا هو ألإسلام ولكننا لا نخلط أمورنا الدينية بسياستنا وأمورنا الإقتصادية ونشاطاتنا الإجتماعية والمدنية لن نفعل ذلك كما نفعل سبقاً بل سنبقي أمورنا الدينية في مسجدنا، وننخرط بعد انتهاء الشعائر الدينية كمسلمين في النشاط السياسي وفي النشاطات الإقتصادية والإجتماعية والمدنية، وسنشترك في النشاط مع أى كان وفي اى مكان أو وقت كان وبأى وسيلة هدفها القضاء علي الشرور السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تبتلي الناس في منجتمعاتنا.
 
==== القومية السوداء ====
إن الفلسفة السياسية لقومية السود تعني أن علي السود أن يسيطروا علي السياسة والسياسيين في مجتمعاتهم والفلسفة الإقتصادية لقومية السود هي فلسفة نقية وبسيطة، فهي تعني فقط أن علي السود أن يسيطروا علي اقتصاديات مجتمعاتهم ونحن لا نستهدف في دعوتنا إلي قومية السود أن نجعل السود يعيدون تقييم البيض - فأنتم تعرفونهم من قبل - بل نهدف إلي جعل الرجال السود يعيدون تقييم انفسهم. لا تحاولوا تغيير افكار الرجل الأبيض، فليس بإمكانكم ذلك، وانفضوا عنكم كل الكلام عن استشاد الضمير الأخلاقي لأميركا لأن ضمير اميركا قد أفلس. لقد خسرت أميركا ضميرها منذ زمن بعيد؛ إن العم سام لا يملك ضميراً، وهم لا يعرفون الأخلاق. إنهم لا يحاولون القضاء علي الشرور لأنها شرور أو لأنها غير قانونية أو لأنها غير أخلاقية، وأنما يقضون علي الشرور حين تهدد وجودهم فقط.
 
==== السلاح ====
أخيراً لا أخراً ، علي أن أقول شيئاً بخصوص الخلاف القائم علي امتلاك المسدسات والبنادق، والشئ الوحيد الذي قلته في السابق هو أنه عندما تكون الحكومة عاجزة عن الدفاع عن حياة الزنوج وأملاكهم أو غير راغبة في ذلك، فسوف يكون علي الزنوج أن يدافعوا عن أنفسهم. إن البند الثاني في "التعديل الدستوري " يؤمن لي ولكم الحق في امتلاك بندقية أو مسدس. وهذا لا يعني اننا سنقوم بالحصول علي الأسلحة وتشكيل كتائب لمطاردة البيض، رغم أن ذلك مبرر في حالتنا ولكن ذلك سيكون غير قاوني، ونحن لا نفعل شيئاً غير قانوني. وإذا كان الرجل الأبيض لا يرغب في أن يشتري الرجل الأسود بنادق ومسدسات، فعلى الحكومة أن تقوم بواجبها.
 
=== رسالة من جدة ===
في 13 إبريل 1964: غادر مالكوم أكس الولايات المتحدة في رحلة طويلة زار فيها مصر ولبنان والسعودية ونيجريا وغانا والمغرب والجزائر. وفي أثناء هذه الرحلة قام بأداء فريضة الحج. وقد شكلت هذه الرحلة علامة فارقة في تطوير أفكاره، وكثيراً ما كان يتحدث عنها وعما تعلمه منها. وفيما يلي مقتطفات من الرسالة كان قد ارسلها إلي زوجته من جدة 20 ابريل 1964 :
 
لم اشهد في حياتي ضيافة كريمة وروحاً غامرة بالأخوة الحقة كاللتين شهدتهما من أناس من شتي اللوان والأعراق في هذه الأرض العريقة المقدسة، وطن إبراهيم ومحمد وكل أنبياء الكتب المقدسة الآخرين. فقد كنت خلال الاسبوع الماضي مفتوناً وعاجزاً عن التعبير عما رايته من كرم يعرضه الناس من حولي علي إختلاف ألوانهم. كان هناك عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم، وكانوا من شتي الألوان من الشقر ذوي العيون الزرق، إلى الأفارقة سود البشرة. ولكنهم كانوا جميعاً يمارسون الطقوس الروحية ذاتها، وكانوا يكشفون عن روح من الوحدة والأخوة التي قادتني خبرتي في أميركا إلي الإعتقاد باستحالة وجودها بين البيض وغير البيض. إن أميركا لفي حاجة إلي فهم الإسلام، لأن هذا هو الدين الوحيد الذي يمحو مشكلة العرق من مجتمعها.
 
أثناء رحلاتي في العالم الإسلامي التقيت وتحدثت بل واكلت مع أناس كانوا سيعتبرون "بيضاً" في أميركا. ولكن دين الإسلام في قلوبهم أزال "البياض" من عقولهم، فراحوا يمارسون أخوة حقيقية وصادقة مع الناس الآخرين أياً يكن لونهم. إن الإسلام الحقيقي يزيل العنصرية لأن الناس من شتي الألوان والأعراق الذين قبلوا مبادئه الدينية ويعبدون إلها واحد هو الله عز وجل يقبلون أيضاً وتلقائياً واحدهم الآخر بوصفهم إخوة وأخوات بغض النظر عن اختلافهم في المظهر. قد تصعقين حين تسمعين كلامي هذا، ولكنني كنت علي الدوام رجلاً يحاول مواجهة الحقائق، وتقبل واقع الحياة كما تكشف عنه المعارف والخبرات الجديدة. ولقد علمتني تجربة الحج هذه الشئ الكثير، وكل ساعة أقضيها في الأرض المقدسة تفتح عيني أكثر فأكثر. وإذا تمكن الإسلام من غرس روح الأخوة الحقة في قلوب " البيض" الذين قابلتهم هنا في أرض الأنبياء، فمن المؤكد أن باستطاعته أن يمحو سرطان العنصرية من قلوب الأميركيين البيض.
 
=== خطابه في قاعة الأودوبون ===
نيوريورك 20 ديسمبر 1964 : عندما تنظرون إلي تاريخنا النضالي، وأعتقد انكم ستتفقون معي علي أننا جربنا أنماطا مختلفة من النضال، وإن كل الطرق التي جربناها لم تأتينا بما كنا نناضل من أجله، فلو كان أي منها منتجاً لكنا تابعناه. ولربما جربنا طرقاً مختلفة أكثر مما جرب أي شعب أخر ولككني أعتقد في الوقت ذاته، أننا جربنا طرقاً مختلفة خاطئة أكثر مما جرب أي شعب أخر، لأن أكثر الشعوب الأخري حققت قدر أكبر من الحرية التي نملكها. فأنى تولوا أبصاركم تروا شعوباً تحقق حريتها منا، وتحظى باحترام وأعتراف أسرع منا. لقد حصلنا نحن علي وعود ولكننا نحصل قط علي أي شئ حقيقي، وذلك مردة أساسا إلي أنه مازال علينا أن نتعلم الأخطوطة - التكتيك - أو الاستخطاطية - الأستراتيجية - أو الأسلوب المناسب لتحقيق الحرية علي أرض الواقع. وأعتقد أن أحد الأسباب التي أدت بشعبنا في هذا البلد الي تجريب كل هذا العدد الكبير من الطرق هو أن الظروف قد تغيرت بتواتر سريع ؛ فما كان نافعاً قبل عشر سنوات لم يكن نافعاً قبل سبع سنوات أو خمس سنوات أو ثلاث سنوات.
 
==== الناس والبرنامج ====
السطر 165 ⟵ 167:
ما هو الفرق بين عنصرية البيض وعنصرية السود - عادة ينتج العنصري الأسود من قبل العنصري الأبيض. وفي معظم الحالات نجد أن عنصرية السود حين نتفحصها عن قرب إنما هي رد فعل علي عنصرية البيض. وأعتقد أن السود قد أظهروا نزاعات عنصرية أقل من أي شعب آخر منذ فجر التاريخ. إذا استجبنا لعنصرية البيض برد فعل عنيف فإن ذلك في نظري لن يكون عنصرية من قبل السود. فلو أتيت لتضع حبلاً حول عنقي وشنقتك بسبب ذلك فإن ذلك بالنسبة إلي ليس عنصرية وإنما فعلك أنت هو العنصرية إن رد فعلي ما هو إلا رد فعل إنسان يقوم بالدفاع عن نفسه وحماية نفسه. وهذا ما لم يفعله شعبنا بعد وهناك قسم من شعبنا - من حملة الشهادات الأكاديمية العالمية علي الأقل - لا يريدون أن يفعلوا ذلك - ولكن أكثرنا ليسوا من ذلك المستوي. ما هو في إعتقادك سبب التحيز العرقي في الولايات المتحدة.
 
الجشع والجهل بالإضافة إلى برنامج من التجهيل مصمم بمهارة ويترافق مع نظام الإستغلال والقمع الأميريكي أن سكان أميركا لو علموا جميعهم بالطريقة الصحيحة فسيصبح كثير من البيض أقل عنصرية في مشاعرهم. وعندما أقول : تعليمهم بالطريقة الصحيحة فإنما أعني إعطاءهم الصورة الحقيقية عن تاريخ السود وعن إسهامات السود في الحضارة. وعندما سيكون البيض أكثر احتراماً للسود كبشر وسيبطل شعورهم بالتفوق - جزئياً علي الأقل. كما أن مشاعر الدونية لدي السود تستبدل بمعرفة متزنة بأنفسهم، وسوف يشعرون بإنسانيتهم أكثر ويتصرفون كبشر في مجتمع من البشر وعليه فإن القضاء علي العنصرية يتطلب التعليم المناسب اما وجود الجامعات والمعاهد فهذا لا يعني وجود تعليم أو تربية ذلك لأن الجامعات والمعاهد في نظام التعليم الأميركي تستخدم بمهارة من أجل التجهيل.
 
; هل ثورة الزنوج ثورة عرقية
السطر 171 ⟵ 173:
 
; قبل أن تترك إلايجة محمد وتذهب إلي مكة في عالم الإسلام الأصيل كنت تؤمن بالانفصال الكامل بين البيض والزنوج كنت معارضاً للآندماج العرقي والزواج المختلط فهل غيرت معتقداتك تلك؟
أنا أؤمن بأن علي كل كائن بشري أن يقدر بوصفه كائناً بشرياً لا يصفه أبيض أو أسود أو أسمر أو أحمر وعندما تتعامل البشرية وكأنها عائلة واحدة فلن يكون الاندماج العرقي أو الزواج المختلط هو الموضوع بل يكون الأمر أمراً زواج كائن بشري بكائن بشري آخر أو كائن بشري يعيش مع كائن بشري آخر. مع هذا يمكنني القول إنني لا اعتقد أن وزر هذا الأمر يوضع علي السود لأن الرجل الأبيض جمعياً هو أول من أظهر عدائيته للآندماج والزواج المختلط وللخطوات الأخري في طريق التوح. لهذا فأنا كرجل أسود وبالأخص كأميركي أسود لا أري أن علي أن أدافع عن أي موقف اتخذته في السباق لأنه يظل رد فعل علي المجتمع الذي أنتج هذا الأمر.
 
; ولكنك لم تعد تؤمن بإقامة دولة للسود في أميركا الشمالية؟
لا أنا أدعو إلى قامة مجتمع يمكن أن يعيش الناس فيه كبشر وعلي أساس المساوة.
 
; لقد كان هناك كلام وأعتقد أنك أنت الذي قلته أو قاله إلايجة محمد عن معركة فاصلة ستجري في الولايات المتحدة بحلول العام 1984م أنا أتساءل إذا كنت ما تزال تؤمن به ولماذا ذلك الموعد بالتحديد ؟
أعتقد أن الكثير مما علمه إلايجة محمد لا يؤمن به نفسه وأنا أقول ذلك وأستطيع أن أدافع عما أقوله بسهولة إذا ما جلست قبالته ولكني أعتقد فيما يتعلق بصراع فاصل بين الشرق والغرب أن تحليلاً موضوعياً التي تجري حالياً سيشير إلي نشوء نوع من الصراع النهائي الفاصل وهو صراع بإمكانك أن تدعوه صراعاً سياسياً أو حتي صراعاً بين الأنظمة الإقتصادية الموجودة علي هذا الكوكب التي تعتمد علي محاور عرقية تقريباً. أنا أؤمن فعلاً بأنه سيكون هناك صراع بين الشرق والغرب. أنا أعتقد بأنه سيحدث في النهاية صدام بين المقموعين وأولئك الذين يريدون الحرية والعدالة والمساواة للجميع وأولئك الذين يريدون لأنظمة الإستغلال أن تستمر. أعتقد أنه سيحدث يوماً صدام من هذا النوع ولكنني لا أعتقد أنه سيكون مرتكزاً إلي لون البشرة كما علم إلايجة محمد.
 
; عن تنظيم الناس. هل تخطط لاستخدام الكراهية أداة لتنظيم الناس ؟
أنا لا أسمح لك بأن تدعو ذلك كراهية فلنقل أنني سوف أخلق وعياً لدي الناس بما صنع بهم. وهذا الوعي سينتج غضباً عارماً بشكله السلبي والإيجابي ويمكن توجيه هذا الغضب بشكل بناء لقد كان الخطأ الأكبر لدى الحركة أنها كانت تحاول تنظيم أناس نيام لتحقيق أهاف محددة. ولكن عليك أن توقظ الناس أولاً ومن ثم تحصل علي الفعل.
 
; توقظهم علي حقيقة استغلالهم؟
لا نوقظهم علي إنسانيتهم وعلي قيمتهم الذاتية وتراثهم. إن الفرق الأكبر ما بين الاضطهادين المتوازيين لليهود والزنوج هو أن اليهود لم يفقد مطلقاً إعتزازه بكونه يهودياً ولم يتوقف أبداً عن أن يكون رجلاً وكان يعرف أنه قدم مساهمة نفسية إلي العالم وقد أعطاه إحساسه بقيمته شجاعة مكنته من يرد العدوان ومكنه من أن يتصرف ويفكر باستقلالية وهذا علي النقيض من شعبنا وقادتنا.
 
; هل تؤمن بالعمل السياسي ؟ إذا رشحتك الجماعات اليسارية لمنصب عمدة المدينة فهل ستقبل ؟
نعم وأنا أؤمن بالعمل وحسب نقطة علي السطر وأي نوع من العمل سيكون ضرورياً. وعندما تسمعني أقول بكل الوسائل الضرورية فأنا أعني ذلك تماماً. أنا بأي نوع من العمل من أجل تصحيح الأوضاع الظالمة - سواء أكان عملاً سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً أم جسدياً - أنا أؤمن بكل ذلك ما دام موجهاً بذكاء و مصمماً للحصول علي نتائج. ولكنني لا أؤمن بالأنخراط في أي نوع من العمل السياسي أوغيره دون التوقف لتحليل احتمالات النجاح أو إخفاق. وأعتقد أيضاً أن على الجماعات ألا تشير إلي نفسها بتصنيفات من قبيل "يساريين" أو "يمينيين" أو "وسطيين" بل أنا أعتقد أن عليهم أن يكونون وألا يدعوا الناس يضعون لهم ألقاباً وتصنيفات إذ إن التصفيات قد تدمرك أحياناً.
 
; لقد اعربت عن رغبتك في ترشيح مرشحين من الثوريين السود لمناصب حكومية عامة ، " فهل سترشح نفسك ايضاً ؟
لا أعرف ذلك حالياً. ولكنني اعتقد أنني سأكون أكثر فاعلية في مهاجمة مؤسسة الحكم فالمرء لا يستطيع فعل ذلك عندما يصبح في داخل المؤسسة.
 
; هل تعتقد أن هناك حاجة إلي أحزاب مقتصرة علي السود حزب الحرية الآن الموجودة في ميشيغان ؟
نعم ففي بعض الحالات علينا أن نبتكر آليات جديدة للعمل وفي حالات أخري من الأحسن أن نسيطر علي آليات موجودة فعلا. وفي كلتا الحالتين سنكون منخرطين في كل مستويات العمل السياسي بدءاً من العام 1965م ربط المشكلات.
 
; في النقاش الأخيرة الذي جري في الأمم المتحدة حول الكونغو قام من ممثل الأمم الأفريقية بشجب تدخل الولايات المتحدة في الكونغو وربطوا بين دورها هناك وبين معاملتها للسود في المسيسيبي. " ثم أحد معلقي الصحف إنك أنت مسؤول جزيئاً علي الأقل عن اتخاذ الوفود الأفريقية لهذا الموقف ؟
السطر 201 ⟵ 203:
 
; إن الخلاف بين مالكوم أكس وقادة حركة الحقوق المدنية هو خلاف حول أخطبوطة العنف في مقابل أخطبوطة اللاعنف أو هو كما يعبر مالكوم خلاف حول الدفاع عن النفس في مقابل المازوخية. هذا الخلاف هو ما يمنع الوحدة التي يشعر مالكوم أنها أحد المفاتيح الرئيسية فى الكفاح.
ليس مرد ذلك إلى عدم وجود الرغبة فى الوحدة، أو أن الوحدة مستحيلة، أو لأنهم لا يتفقون معي في الخفاء، بل إن السبب هو أن معظم المنظمات تعتمد على مال البيض وتخشى فقدانه لقد أمضيت ما يقارب العام دون أن أهاجمهم وكنت أقول فلنجمتع فلنفعل شيئاً ما ولكنهم خائفون بشدة. وأعتقد أن علي التوجه إلى الناس أولاً وان أجعل القادة يلحقون بهم بعد ذلك. وهذا لا يعني أنني أستبعد التعاون بل سوف أحاول تقوية المجالات والنشاطات التي يمكن المجموعات أن تعمل فيهما معاً. و إذا كنا ذاهبين إلى حلبة ملاكمة فليس على قبضتنا اليمنى أن تصبح قبضتنا اليسرى وإنما علينا أن نستخدم رأساً مشتركاً إذا كنا نريد الفوز.
 
=== برقية إلى رئيس الحزب النازي الأميريكي ===
في تجمع حاشد لمنظمة "اتحاد الأفارقة الأمركيين" عقد في حي هارلم بتاريخ 24 يناير عام 1965م قال مالكوم إنه شاهد على التليفزيون في نشرة الأخبار أحد العنصريين البيض يدفع بالقسيس [[مارتن لوثر كينج|مارتن كنغ الابن]] ويوقعه أرضاً. وقال مالكوم لقد سبب ذلك لي الألم وأضاف أنه لو كان موجوداً هناك لهرع إلى مساعدة كنغ. ثم قرأ على الملأ نص برقية ارسلها إلى جورج لينكن روكويل رئيس النازي الأميركي نص البرقية:
 
{{اقتباس خاص|أرسل إليكم هذه البرقية لأحذركم من أنني لم أعد مقيداً عن مقاتلة العنصريين البيض فأنا لم أعد مقيداً من قبل حركة الإليجه محمد للانفصاليين السود المسلمين. وأرسلها إليكم أيضاً لأحذركم من أنه لو سبب تهيجكم العرقي الحالي ضد شعبنا في ألاباما أي أذى جسدي للقسيس مارتن كنغ الابن أو لأي أميركي أسود من الذين يسعون إلى التمتع بحقوقهم كبشر فإنكم ستواجهون أنتم وأصدقاؤكم من منظمة "كو كلوكس كلان" بأقصى الانتقام الجسدي من قبلنا نحن الذين لا يقيدنا فلسفة اللاعنف ولا تجردنا من أسلحتنا الجسدية ومؤمنين بممارسة حقنا في الدفاع عن النفس بكل الوسائل الضرورية.|25بك|25بك|}}
 
=== من كلماته الأخيرة ===
أجرى مالكوم قبل اغتياله بثلاث أيام مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز وقال فيها '''أشعر كأني رجل كان نائماً وتحت سيطرة شخص آخر لأن ما أقوله وما أفكر به الآن عني أنا وقبل ذلك كان ما أقوله وما أفكر به نابعاً من إلاليجه محمد و إرشاداته. أنا الآن يا سيدي أفكر بعقلي أنا'''. بعد أن عرضنا هذه المواد أشعر أن من الضروري تقديم جانب آخر من شخصية مالكوم أكس وإن كان جانباً سلبياً ألا وهو جانب المغالاة والشطط. وسنورد على ذلك مثاليين من خطبه المثال ألاول أجتزئه عن مقاتلي الماو ماو الذين قاتلوا الاستعمار البريطاني في كينيا.
 
== قالوا عنه ==
; مغالاة مالكوم وكبواته <ref>بقلم محمد الملف.</ref>
قرأت في إحدى المرات قصة وأثبت الماو ماو أنها صحيحة. وتقول القصة إن شخصاً ما سأل مجموعة من الناس : كم منهم يرغب في التحرر فرفع الجميع أيديهم وكان عددهم ثلاثمائة كما أعتقد. ثم سألهم : كم واحد منكم على أستعداد لقتل أي شخص يقف عقبة في طريق تحقيق الحرية فرفع خمسون شخصاً أيديهم. فقال لهؤلاء الخمسين : قفوا أنتم في هذا الجانب وبقى مائتان وخمسون شخصاً جالسين كانوا يرغبون في تحقيق التحرر ولم يكونوا مستعدين للتقل في سبيله. ثم قال للخمسين الواقفين: والآن أنتم تريدون الحرية وقلتم إنكم مستعدون لقتل أي كان يقف في طريقكم. فهل تريدون هؤلاء الأشخاص حريتكم, إنهم يخافون من فعل كل ما هو ضروري لتحقيق الحرية وسيمنعونكم من تحقيقها فتخلصوا منهم وستأتي الحرية من تلقاء نفسها. أنا أؤيد ذلك وهذا ما تعلمه الماو ماو لقد عرفوا أن الشئ الوحيد الذي يقف في طريق استقلال الأفارقة في كينيا هو أفارقة آخرون لذلك بدأو بالتخلص من أعمام توم أولئك واحداً واحداً.
 
نلاحظ مغالاة واضحة في الفقرة السابقة، إذ يريد مالكوم من كل الناس أن يكونوا "أبطالاً والأقربوون أولى بالمعروف وعلينا أن نتذكر أن مالكوم كان في أول نشاطه السياسي يصف قادة حركة الحقوق المدنية بأنهم أعمام توم ومن الواضح أنه كان يحرض على قتلهم. ولو افترضنا أن هناك شخصاً ما في ذلك الزمن لام مالكوم لأنه لم يحمل السلاح ويطلق النار على العابرين في الشوارع، واعتبره "عم توم" فإن مالكوم كان سينادي بقتله وهكذا تبدأ دورة من العنف بين أبناء الجلدة الواحدة لا تنتهي إلا بنهايتهم. ولو كان مالكوم ينادي بقتل الخونه والمتعاونين المكشوفين لهان الأمر ولكنه ينادي بقتل الناس المسالين بطبعهم أو لمجرد أنهم خائفون.
 
ولم يقف مالكوم عند هذا الحد في مغالاته فالمثال الثاني يصل بالمغالاة إلى حد الجنون وهذا المثال أجتزئه من خطبة '''بلاغ إلى القاعدة الشعبية''' ويقول فيها:
 
الصنيون اثناء الثورة ألقوا بالبريطانيين خارجاً وألقوا إلى جانبهم بأعمام توم الصينين فقدموا بذلك مثالاً جيداً. وعندما كنت في السجن قرأت مقالاً .. يظهر فتاة صينية صغيرة تبلغ من العمر تسعة أعوام وهي تضغط على زناد سلاح لتقتل أباها الجاثي على ركبته ويديه لأنه كان عم توم صينياً. وعندما قاموا بالثورة هناك أخذوا جيلاً كاملاًً من الأعمام توم ومحوهم محواً. وفي خلال عشرة سنوات أصبحت تلك البنت الصغيرة امرأة مكتملة لم يعد هناك أعمام توم في الصين. والصين اليوم هي من أقوى الدول وأشدها وأكثرها على وجه الأرض إثارة لهلع الرجل الأبيض.
 
أن مالكوم هنا يهلل لقيام طفلة صغيرة بإطلاق النار على والدها "العم توم" ولمقتل "جيل كامل" من الأعمام توم. ولكن الجرائم - كما نرى تظل جرائم وإن قام بها الثوار وأعتقد أن الصورة في غنى عن أي تعليق. أما كبوات مالكوم فأرغب في أن أورد مثالين عليها أيضاً. والمثال الأول يتعلق بمطلبة المبكر بالانفصال والاستقلال بقطعة أرض تخصصها الحكومة الأميركية للسود - وهذا موقف يشترك فيه قطاع عريض من السود في أميركا. ونلاحظ أن مالكوم لم يحدد تماماً أين يريد قطعة الأرض هذه. فقد قال إنها يحب أن تكون في أفريقيا أو في نصف الكرة الغربي - ولم يحدد أنها ضمن حدود الولايات المتحدة -. فإذا عنى أنها في حدود الولايات المتحدة فهو لا يضع أي اعتبار لأصحاب الأرض الأصليين - الهنود الحمر - ولا يجد حرجاً في أن يأخذ أرضاً مسروقة رويت بدماء أصحابها وإذا لم يعن أنها في الولايات المتحدة وسلمنا أنه ليست هناك بقاع فارغة في العالم وخصوصاً بالمواصفات التي يحددها مالكوم - أرض خصبة وغزيرة الأمطار وغنية بالثروات المعدنية - فسنستنتج أنه يريد حل مشكلة السود في أميركا على حساب شعب آخر أي أنه ينادى بتأسيس دولة تكون نسخة ثانية عن إسرائيل.
 
وهذا يقودنا إلى المثال الثاني عن كبوات مالكوم ألا وهو موقفه من الدولة العبرية. نوجز موقف مالكوم من الدولة العبرية بهذه المقتطفات من كتاب سيرة حياة مالكوم وقد أعده الكاتب الأميركي الشهير اليكس هايلى - مؤلف رواية الجذور - بالتعاون مع مالكوم وصدر عام 1965م. يقول مالكوم في الصفحة 277 من هذا الكتاب ما يلي: لقد قدم اليهود مساهمة لألمانيا أكثر مما قدم الألمان أنفسهم لها. وفاز اليهود بأكثر من نصف جوانز نوبل التي فازت بها ألمانيا. وكذلك كانت كل فروع الثقافة في ألمانيا تحت قيادة اليهود ونشر اليهود أعظم القصائد وكان منهم المؤلفون الموسيقيون والمخرجون المسرحيون ولكن هؤلاء اليهود ارتكبوا خطأ قاتلاً وهو الذوبان في المجتمع الألماني. فعند الحرب العالمية الأولى وحتى ظهور هتلر تزيد الزواج المختلط بين اليهود والألمان. كما قام الكثير من اليهود بتغير أسمائهم ودينهم فتخلوا عن دينهم اليهودي وعن جذورهم الثقافية والعرقية الغنية. لقد تخدروا وانقطعوا حتى صاروا يفكرون بأنفسهم كالألمان. وأفاق اليهود فوجدوا هتلر أمامهم يصعد إلى السلطة من حانات البيرة - بنظريته عن العرق الآري المتفوق - ووجد في متناول يده كبش فداء جاهزاً وهو اليهود الألمان الذي أضعفوا أنفسهم وضللوها. وأكثر ما يثير الاستغراب هو كيف ظل هؤلاء اليهود - بكل ما لديهم من عقول عبقرية وبكل ما لديهم من قوة في كل شئون ألمانيا - مستمرين دون أن يفعلوا شيئاً. لقد كانت عملية غسيل الدماغ التي حصلت من الاكتمال حيث أن كثير منهم ظلوا يهمسون في غرف الغاز لا يمكن أن يكون ما حدث حقيقياً وبعد ذلك أقام اليهود دولة إسرائيل دولة خاصة بهم - وهي الشئ الوحيد الذي حاز احترام كل الأعراق في العالم وتفهم.
 
إن ما أثار استغرابي هو السطران الأخيران من الفقرة السابقة وقد حاولت أن أجد مبرراً لموقف مالكوم فافترضت أنه نابع من جهله بحقيقة الصراع في فلسطين والعالم العربي. ولكن مالكوم لم يجهل ذلك ولاسيما أنه زار المنطقة في العام 1959 والتقى بالقائد [[جمال عبد الناصر]] وكان كثيراً ما يمدح القيادة المصرية والثورة المصرية في خطبه كما أنه زار المنطقة في العام 1964م وأدى فريضة الحج. والمستبعد ألا يكون قد تعرف على مأساة الشعب الفلسطيني. لقد كان مالكوم يرى الصراعات في العلم تدور حول العرق واللون وبدأ بتغيير موقفه هذا في آخر أيامه ويبدو أنه لم يغيره تماماً. فقد كان يحلم دائماً بدولة عرقية للسود وأعتقد أنه كان يرى في إسرائيل نموذجاً لهذه الدولة ولاسيما بكل المساعدات التي تنهال عليها من أميركا والغرب. وألم يكن يطالب أميركا بمساعدة دولة السود المرجوة لمدة عشرين أو خمسة وعشرين عاماً إلى أن يقوى عودها. ولكن أنصافاً لمالكوم ونؤكد أن هذه الفكرة ليست فكرته بل هي ترجع بجذورها إلى الأيام المبكرة من صراع السود في أميركا وإلى ما قبل ماركوس غارفي الذي كان ينادى أيضاً بهذه الفكرة فمنذ القرن التاسع عشر كان قادة السود يطالبون بالانفصال عن أميركا وكانت الحكومة الأميركية المتعاقبة في ذلك الوقت تؤيد هذه الفكرة وقد وضعت في ذلك الوقت خطط عديدة لاستعمار منطقة الكاريبي وبالتحديد هاييتي أو مناطق أخرى من أفريقيا من قبل الملونين في أفريقيا وبدعم من الحكومة الأميركية. وكان الرئيس الأميركي ابرهام لينوكن من أشد المؤيدين لهذه النزعة ووعد في اجتماع له مع قادة الزنوج في العام 1862م بتقديم مساعدات حكومية لخطط الاستعمار وقال ليست هناك رغبة من قبل شعبنا البيض ببقائكم أنتم الملونين الأحرار بيننا.