الفرق بين المراجعتين لصفحة: «كليلة ودمنة»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: إصلاح التحويلات
ط بوت: تحويل/تصليح HTML
سطر 1:
'''[[w:كليلة ودمنة|كَلِيلَة ودِمْنَة]]''' كتاب يتضمّن مجموعة من القصص، ترجمَهُ [[عبد الله بن المقفع]] إلى [[اللغة العربية]] في العصر العباسي وتحديدًا في القرن الثاني الهجري الموافق للقرن الثامن الميلادي وصاغه بأسلوبه الأدبي مُتصرفًا به عن الكتاب الأصلي الفصول الخمسة (بالسنسكريتية: पञ्चतन्त्र؛ پنچاتنترا)‏. أجمع العديد من الباحثين على أن الكتاب يعود لأصول هندية، وكتب باللغة السنسكريتية في القرن الرابع الميلادي، ومن ثم تُرجم إلى اللغة الفهلوية في أوائل القرن السادس الميلادي بأمر من كسرى الأول.<br />
[[ملف:Kalila-wa-Dimna 1.jpg|تصغير|وينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له؛ وإلى أي غايةٍ جرى مؤلفه فيه عندما نسبه إلى البهائم وأضافه إلى غير مفصحٍ؛ وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالاً: فإن قارئه متى لم يفعل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني، ولا أي ثمرةً يجتني منها، ولا أي نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه هذا الكتاب.<center>~&nbsp;باب عرض الكتاب ترجمة عبد الله بن المقفع</center>]]
تذكر مقدمة الكتاب أن الحكيم الهندي «بيدبا» قد ألّفه لملك الهند «دبشليم»، وقد استخدم المؤلف الحيوانات والطيور كشخصيات رئيسية فيه، وهي ترمز في الأسس إلى شخصيات بشرية وتتضمن القصص عدة مواضيع من أبرزها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بالإضافة إلى عدد من الحِكم والمواعظ. حينما علم كسرى فارس «أنوشيروان» بأمر الكتاب وما يحتويه من المواعظ، أمر الطبيب «برزويه» بالذهاب إلى بلاد الهند ونسخ ما جاء في ذلك الكتاب ونقله إلى الفهلوية الفارسية.<br />
 
يتألف الكتاب من خمسة عشر باباً رئيسياً تضم العديد من القصص التي أبطالها من الحيوانات، ومن أبرز شخصيات الحيوانات التي يتضمّنها الكتاب، الأسد الذي يلعب دور الملك، وخادمه الثور الذي يُدعى «شتربه»، بالإضافة إلى اثنين من ابن آوى وهما «كليلة» و«دمنة». كما يتضمن أربعة أبواب أخرى جاءت في أولى صفحات الكتاب، وهي: باب مقدمة الكتاب، وباب بعثة برزويه إلى بلاد الهند، وباب عرض الكتاب ترجمة عبد الله بن المقفع، وباب بروزيه ترجمة [[بزرجمهر]] بن البختكان. وقد لعبت النسخة العربية من الكتاب دوراً رئيسياً مهماً في انتشاره ونقله إلى لغات العالم إما عن طريق النص العربي مباشرة أو عن طريق لغات وسيطة أُخِذت عن النص العربي. يصنف النقاد العرب القدامى كتاب كليلة ودمنة في الطبقة الأولى من کتب العرب ويجعلونه أحد الكتب الأربعة الممتازة إلى جانب «الكامل» [[المبرد|للمُبَرّد]] و«البيان والتبيين» لل[[الجاحظ|جاحظ]] و«العمدة» لابن رشيق.
سطر 12:
* '''فليس لأحد غني عن [[العقل]]. والعقل مكتسب بالتجارب والأدب.''' وله غريزةٌ مكنونةٌ في الإنسان كامنةٌ كالنار في الحجر لا تظهر ولا يرى ضوءها حتى يقدحها قادحٌ من الناس؛ فإذا قدحت ظهرت طبيعتها. <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/36#p1</ref>
* وكذلك [[العقل]] كامن في [[إنسان|الإنسان]] لا يظهر حتى يظهره الأدب وتقويه التجارب. ومن رزق العقل ومن به عليه وأعين على صدق قريحته بالأدب حرص على طلب سعد جده، وأدرك في الدنيا أمله، وحاز في الآخرة ثواب الصالحين.<ref>https://al-maktaba.org/book/26537/36#p1</ref>
* إن عقل الرجل ليبين في ثماني خصال: <br />الأولى الرفق، <br />والثانية أن يعرف الرجل نفسه فيحفظها، <br />والثالثة طاعة الملوك، والتحري لما يرضيهم. <br />والرابعة معرفة الرجل موضع سره، وكيف ينبغي أن يطلع عليه صديقه، <br />والخامسة أن يكون على أبواب الملوك أديباً ملق اللسان. <br />والسادسة أن يكون لسره وسر غيره حافظاً. <br />والسابعة أن يكون على لسانه قادراً، فلا يتكلم إلا بما يأمن تبعته.<br /> والثامنة إن كان بالمحفل لا يتكلم إلا بما يسأل عنه. <br />فمن اجتمعت فيه هذه الخصال كان هو الداعي الخير إلى نفسه.<ref>https://al-maktaba.org/book/26537/40#p1</ref>
* لا شيء أفضل من [[المودة]]. ومن خلصت مودته كان أهلاً أن يخلطه الرجل بنفسه، ولا يدخر عنه شيئاً، ولا يكتمه سراً: فإن حفظ [[السر]] رأس الأدب. فإذا كان السر عند الأمين الكتوم فقد احترز من التضييع؛ مع أنه خليق ألا يتكلم به؛ ولا يتم سرٌ ين اثنين قد علماه وتفاوضاه. فإذا تكلم بالسر اثنان فلا بد من ثالث من جهة أحدهما؛ فإذا صار إلى الثلاثة فقد شاع وذاع، حتى لا يستطيع صاحبه أن يجحده ويكابر عنه؛ كالغيم إذا كان متقطعاً في السماء فقال قائل: هذا غيمٌ متقطعٌ، لا يقدر أحدٌ على تكذيبه. <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/42#p1</ref>
 
سطر 39:
* فمن كان له مالٌ ولا ينفقه في حقوقه، كان كالذي يعد فقيراً وإن كان موسراً.<ref>https://al-maktaba.org/book/26537/64#p1</ref>
* وكذلك يجب على قارئ هذا الكتاب أن يديم النظر فيه من غير ضجرٍ، ويلتمس جواهر معانية، ولا يظن أن نتيجة الإخبار عن حيلة بهيمتين أو محاورة سبعٍ لثورٍ: فينصرف بذلك عن الغرض المقصود.<ref>https://al-maktaba.org/book/26537/64#p1</ref>
* وينبغي للناظر في هذا الكتاب أن يعلم أنه ينقسم إلى أربعة أغراضٍ:<br /> أحدها ما قصد فيه إلى وضعه على ألسنة البهائم غير الناطقة ليسارع إلى قراءته أهل الهزل من الشبان، فتستمال به قلوبهم: لأنه الغرض بالنوادر من حيل الحيوان. <br />والثاني إظهار خيالات الحيوان بصنوف الأصباغ والألوان: ليكون أنساً لقلوب الملوك، ويكون حرصهم عليه أشد للنزهة في تلك الصور. <br />والثالث أن يكون على هذه الصفة: فيتخذه الملوك والسوقة، فيكثر بذلك انتساخه، ولا يبطل فيخلق على مرور الأيام؛ ولينتفع بذلك المصور والناسخ أبداً. <br />والغرض الرابع، وهو الأقصى، وذلك مخصوص بالفيلسوف خاصةً. <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/66#p1</ref>
=== باب بروزيه ترجمة بزرجمهر بن البختكان ===
* قال بروزيه رأس أطباء فارس... فلما همت نفسي بمداواة المرضى، وعزمت على ذلك آمرتها ثم خيرتها بين الأمور الأربعة التي يطلبها الناس، وفيها يرغبون، ولها يسعون. فقلت: أي هذه الخلال أبتغي في علمي؟ وأيها أحرى بي فأدرك منه حاجتي؟ المال، أم الذكر، أم اللذات أم الآخرة؟ <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/67#p1</ref>
سطر 72:
* إن الريح الشديدة لا تعبأ بضعيف الحشيش، لكنها تحطم طوال النخل وعظيم الشجر. <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/100#p1</ref>
* إن أموراً ثلاثةً العاقل جدير بالنظر فيها، والاحتيال لها بجهده: منها النظر فيما مضى من الضر والنفع، فيحترس من الضر الذي أصابه فيما سلف لئلا يعود إلى ذلك الضر، ويلتمس النفع الذي مضى ويحتال لمعاودته؛ ومنها النظر فيما هو مقيم فيه من المنافع والمضاء، والاستيثاق بما ينفع والهرب مما يضر؛ ومنها النظر في مستقبل ما يرجو من قبل النفع، وما يخاف من قبل الضر، فيستتم ما يرجو ويتوقى ما يخاف بجهده. <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/102#p1</ref>
* إنما يؤتى السلطان ويفسد أمره من قبل ستة أشياء: الحرمان والفتنة والهوى والفظاظة والزمان والخرق. <br />فأما الحرمان فأن يحرم صالح الأعوان والنصحاء والساسة من أهل الرأي والنجدة والأمانة، وترك التفقد لمن هو كذلك. وأما الفتنة فهي تحارب الناس ووقوع الحرب بينهم. وأما الهوى فالغرام بالحدث واللهو والشراب والصيد وما أشبه ذلك. وأما الفظاظة فهي إفراط الشدة حتى يجمح اللسان بالشتم واليد بالبطش في غير موضعهما. وأما الزمان فهو ما يصيب الناس من السنين والموت ونقص الثمرات والغزوات وأشباه ذلك. وأما الخرق فإعمال الشدة في موضع اللين، واللين في موضع الشدة.<ref>https://al-maktaba.org/book/26537/103#p1</ref>
* قال دمنة: لا تنظر إلى صغري وضعفي: فإن الأمور ليست بالضعف ولا القوة ولا الصغر ولا الكبر في الجثة: فرب صغيرٍ ضعيفٍ قد بلغ حيلته ودهائه ورأيه ما يعجز عنه كثير من الأقوياء.<ref>https://al-maktaba.org/book/26537/103#p1</ref>
* الرجال ثلاثةٌ: حازمٌ وأحزم منه وعاجزٌ؛ فأحد المخرج منه؛ وأحزم من هذا المتقدم ذو العدة الذي يعرف الابتلاء قبل وقوعه، فيعظمه إعظاماً، ويحتال له حتى كأنه قد لزمه: فيحسم الداء قبل أن يبتلي به، ويدفع الأمر قبل وقوعه. وأما العاجز فهو في ترددٍ وتمنٍ وتوانٍ حتى يهلك. <ref>https://al-maktaba.org/book/26537/112#p1</ref>