حصة الرفاعي
باحثة وأكاديمية وشاعرة كويتية
حِصَّة الرّفاعي (1947) شاعرة وأستاذة جامعيّة كويتية.
من أشعارها
عدلقصيدة هل يعود الزمن
عدل
| ||
أيا بلدي كفاك الله شر الـ | ـغرور وبهرج العيش الرغيدِ | |
ودهراً فيه أضحى كل شيء | يباع ويُشترى مثل العبيد | |
قلوب الناس قد صارت غلاظاً | أشد من الحجارة والحديد | |
فكم ولد لوالده كنود | يبادله التنكّر في جحود | |
وأم أضمرت بين الحنايا | جراحاً سرُّها غدر الوليد | |
وزوج شابَ فوْداها ولكن | تراها تزدهي بثياب عيد | |
لها بعل تداعى في انكسار | فلا تبدي له عطف الودود | |
وتعزف عنه سادرة بلهو | لتحظى في المباهج بالعديد | |
وأخرى قد حباها الله مالاً | وتطمع بعد هذا بالمزيد | |
ويطربها رنين (الفلس) يحدو | مراكبها إلى الحلم السعيد | |
رخاء العيش يعشينا فننأى | عن المعروف والنهج السديد | |
فوا أسفاً على عهد تولى | به الإحسان من شيم الجدود | |
ويا لهفي على زمن تواصت | به الأجيال بالحب الرشيد | |
وتبّا للحضارة حين جارت | على أبناء مجتمع وطيد | |
تفرق شملهم, فغدوا وكلٌّ | له مسعاه في درب وحيد | |
لقد كانوا على الدنيا شداداً | فصاروا بالتفرق كالحصيد | |
إذا اجتمعوا فحبا للتسلي | بيوم كريهة أو يوم عيد | |
وكل - حيثما اجتمعوا - ينادي | متى سأعود من هذا الوفود | |
وإن يتواصلوا لأداء فرض | سرى في صوتهم برد الجليد | |
عُرى الأرحام واهية تداعت | تداعي الدر من عقد نضيد | |
فكل دائب يسعى لجاه | وكل طامح نحو المزيد | |
متى تنمو زهور الحب فينا | ويأتي الفجر بالنور الوليد | |
وتورق أنفس ويضيء عمر | بإشراق وآداب وجود | |
ألا ليت الزمان يعود يوماً | بمجد العرب في الزمن التليد | |
ولكن التمني غير مجد | بعالمنا المكبل بالقيود |
قصيدة ودام العيد
عدل
| ||
ونورك في جبين الدهر صبحٌ | جلت أضواؤه ليل الصحاري | |
وعيدك في ضمير الشعب لحنُ الـ | .. قلوب النابضات بالافتخار | |
كويت الخير قد حققتِ حلماً | توسل بالجهاد والاصطبار | |
بعشرين وخمس قد مضينا | بطيب العيش ننعم وازدهار | |
مثابرة وإصرار وعزمٌ | جَنَيْنَا قطفه حلو الثمار | |
بلغنا مبلغاً لم يمض فيه | سوانا في الشعوب ولن يجاري | |
يسوس قيادنا حكم رشيدٌ | يشارك شعبه حق القرار | |
فنحن كأسرةٍ بالحب تحيا | مشاعرها تفيض بالاخضرار | |
ينال كبيرها بالحلم مرقى | ويشمل طفلها عطف الكبار | |
حضارة شعبنا خلق ودين | تواكبه الثقافة في المسار | |
فلسنا دولة تبني قصوراً | وتغتال العقول بلا اعتبار | |
ولسنا روضة تختال حسناً | وفي أوصالها رجع الخوار | |
عروبتنا سلامٌ مبتغانا | تَوحُّد إخوة نحو انتصار | |
لنا العيش الرغيد وللأعادي | ـ جزاء عقوقهم ـ عيش احتقار | |
سلمت أيا كويت ودام مجدٌ | تألق في القفار وفي البحار | |
فإنك واحة للأمن فيها | ملاذ النازحين إلى الجوار | |
وإنك قلعة الأحرار دوماً | وإنك للضليل سنا الفنار |