جلال برجس

روائي أردني


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلال برجس
(1970 - )

جلال برجس
جلال برجس
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

جلال برجس ،شاعر وروائي أردني، حازت رواياته على عدد من الجوائز مثل جائزة كتارا للرواية العربية و (جائزة رفقة دودين للإبداع) وجائزة (روكس بن زائد العزيزي للإبداع) كما وصلت روايته سيدات الحواس الخمس للقائمة الطويلة في (الجائزة العالمية للرواية العربية/البوكر). يقطن حاليا في الأردن.
Wikipedia logo اقرأ عن جلال برجس. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

من رواية مقصلة الحالم:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • لا بد من ربيع عربي آخر يكون فاتحة لزمن جديد. فلا يمكننا أن نبدل حال البلاد مادمنا بكل هذه الرجعية في العشق. فقد صار لزاماً علينا أن نتعلم كيف نحب؛ حتى ننجز ثورة حقيقية.
  • أكثر البشر خسارة؛ هم ضحايا التناقضات. ليس فقط تناقضاتهم الداخلية؛ إنما تناقضات الذين يعيشون معهم تلك اللحظات التي يحلمون عبرها بالحياة.
  • ليس هنالك تفسيرٌ واضحٌ حول سبب حب رجل لامرأة، وامرأة لرجل. ليست الأرواح هي التي تلتقي فقط. ثمة مسارات أثيرية تمنح كيمياء الجسد أيضاً حق اللقاء.
  • حين تتيقن المرأة من انكسار قلبها؛ تكسر في داخلها قارورةً ادّخرت فيها ذلك الماء السريّ الذي يجعل للأشياء معنى حقيقياً يفضي دائماً للصدق.
  • جنحة عاطفية أن نلوذ بآخر حتى ننسى وجع الحب. جنحة عاطفية يجب أن تدرج في دساتير المحاكم الشرعية حتى يتسنى لرجل أن يقاضي امرأة بتهمة استخدامه للنسيان، وتقاضي امرأة رجلاً على كل هذا الوجع.
  • وأنت توغل في الحبّ تذكر أيّ الأبواب عبرتْ. تذكّر جيداً, أو توقف, ثم التفت, وامنح ذاكرتك فرصة أن تتشبع بتفاصيل المشهد الطريّ. أفعل كل هذه الأشياء, ربما وأنت تتعمق في طريقك تفاجَأ بنهاية مسدودة. حينها يتوجب عليك العودة سريعاً كي لا تقع رهينة للتيه. لذلك تذكر أي الأبواب عبرت.
  • الإنتظار مشي بلا حذاء، على حافة سكين حادة.
  • الغياب التعسفي في الحب؛ رصاصة من ذلك النوع الحارق، الخارق، المتفجر. التي ما إن تخترق سطح القلب، حتى تتشظى من ذاتها في عقره، محدثة خراباً كارثياً يصعب علاج نتائجه.
  • القلب؟ هو الوطن الوحيد الذي ليس لدولة المسافة فيه سفارة أو قنصلية.
  • المعتقل ليس تلك القضبان، التي عادة ما تكون مطلية بلون يثير فيك إحساساً غريباً يشبه الخوف، ولا الجدران التي تبدو مهمتها منحصرة بحجب بصرك فلا تتركه يرتفع عالياً لتحلم بالمدى الشاسع. ولا الأبواب التي عندما توصد تئن أنيناً جنائزياً بارداً كالصقيع، فتتيقن أن نصيبك من الأوكسجين قد انتهى. بل هو ذلك الصديد الذي يسح من جبين روحك، بعد جرح غير قابل لكل محاولات المضادات الحيوية أن يشفى.


من رواية أفاعي النار/حكاية العاشق علي بن محمود القصاد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • اعلمْ، أن وراء قفصك الصدري، عصافير لا يحس برفرفتها سواك، إنها حصيلتك من الأحلام الخضراء، في زمن تأكل فيه النار كل شيء. لذا كن صديقاً دائماً للماء.
  • الحب هو السؤال الوحيد الذي لا ينتظر إجابة، إجابته هي السعي إليه بمتعة، كمتعة دربنا نحو الفردوس.
  • الحب طائر، لايصاب بالسكينة، إلا فيما لا نراه في شكل العش، بل فيما يلمسه الطائر ذاته، وهو يخلد للدفء، مخلفاً وراءه شكل الأرض، أثناء تحليقاته العالية.
  • مثلما يطاوعنا العقل نحو دروب الحقيقة، يطاوعنا نحو وحشة الخرافة، إنْ أهملناه.
  • الصورة رديف ما تخبئه الذاكرة من تفاصيل وملامح.
  • الحب هو السؤال الوحيد الذي لا ينتظر إجابة، إجابته هي السعي إليه بمتعة، كمتعة دربنا نحو الفردوس.
  • الغربة فم رياح عاتية، كلما أوقدتَ ناراً لتدفئ قلبك ،يهبَّ جنونُها، فتموت النار، مخلفة وراءها خشباً نواحه، الدخان.
  • لا شيء يجعلنا أحياء، أكثر من وفاءنا لقلوبنا، التي لولاها، لأصبح العالم في أعيننا، محض بيت يحترق.
  • لا تبتئس. الشيء الذي فقدتَه، لم يتلاش، فقط هو في مكان أنت لا تعلم عنه. وعثورك عليه مرهون بمدى حبك له .
  • عندما ترحل الأمهات، اتركوا باب القلب موارباً، إنهن يأتين ليلاً، ويرتبّن ما خلّفته يد الخسارة.


من رواية سيدات الحواس الخمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • ليس من شيء له أن يحمي أرواحنا من الهشاشة أكثر من الحب
  • الحذر بشّكل مفرط إمّا هو وليد فجيعة كبيرة، أو خوف منْ فجيعة أكبر.
  • لا يكذب الإنسان إلا حينما يصل إلى قناعة بأنّ الفجيعة حدثت منذ زمن.
  • ثمّة مسافة تقع دائمًا بينك وبين الشّيء الذي تحبّه بحاجة لشيء من العناد والصّبر حتّى تتلاشى.
  • ما نفع حواسّنا إنْ لم تكنْ لها القدرة على التّنبّؤ بما يمكن أنْ يحدث لنا.
  • لا تحلَّ أزماتك بعين الرَّسام فيك، حلَّها بوعيِ سياسيٍّ يدرك أنَّ الحياة لعبة، وأنَّ كثيرًا من لاعبيها يزّينون اتّساخهم بارتداء ملابس زاهية، واستخدام عطور طاغية العبق.
  • الكلمات الصّادقة كذخائر الجنديِّ وقت الحرب، علينا أنْ لا نطلقها جزافًا؛ كي لا تصبح قلوبنا ذات يوم خالية الوفاض، و خرساء أمام بوابة الحياة.
  • عمّان مدينة جميلة، لكنّها ليست متمهّلة، كلّ شيء يحدث فيها سريعًا. الطّرقات، البنايات، الموضة، والأغنيات. وكلّ شيء يُنسى فيها سريعًا.
  • كلّنا ضحايا، لكنْ بنسب متفاوتة. عامل التّنظيفات الذي يرى نفسه - بسبب نظرة النّاس إليه - أدنى البشر. اللّص الذي يقبع وراء القضبان في السّجن، الفتى الذي قتل أخته لأنّها أحبّت ابن الجيران، الشّاب الذي قطع رأس أمه تحت تأثير المخدّرات، العاهرة التي تبيع جسدها وتعود مساء تحمل لأولادها طعامًا وفاكهة، الفتى الذي تحوّل بين ليلة وضحاها لإرهابيّ، الفقير الذي أحرق عائلته، وأحرق نفسه كونه لم يجد ما يطعمها، الكهل الذي رأيناه على شاشات التّلفاز يحمد الله أنّه يجد الخبز كلّ يوم في القمامة، الذين باعوا أصواتهم بخمسين دينارًا لمترشّح متنفّذ يحلم بأنْ يجلس تحت قبّة البرلمان. كلنا ضحايا.
  • حينما تحترق الحقول لا مناص من اللّجوء إلى أشجارنا، لعلّ في جذوعها ماء يطفئ النّيران. فإنْ احترقت نحترق معها.
  • ثمّة جزء في البصر لا يمكن لأيِّ جهاز طبِّي أنْ يختبره. إنَّه الجزء الذي حينما نرى الأشياء بصورتها الاعتياديَّة يمنحنا شكلها الآخر المتواري وراء حجر الغفلة. كأنْ ترى دمعة تختبئ خلف ابتسامة عريضة، فتصابُ بِحيرة تخلّفها تلك الابتسامة، وهي تعاند دمعة تنفخ في ناي الأسى.