جعفر بن أبي طالب
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي المكنَّا أبا عبد الله القرشي المشهور بـجعفر الطيار، ذي الجناحين، أبو الفقراء والمساكين وخامس الخلفاء الراشدين من آل بيت النبي محمد {صلى الله عليه وسلم} هو صحابي وقائد مسلم، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ابنُ عم النبي محمد وأحدُ وزرائه ونجبائه لقوله في الحديث النبوي الشريف: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ». وجعفر هو أخو الإمام علي بن أبي طالب {كرم الله وجهه} (ر) [عليه سلام الله] وأكبر منه سنًا، ويُقال إنه كان أشبه الناس بالرسولِ محمدٍ خَلقاً وخُلُقاً.
جعفر بن أبي طالب |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
وسائط متعددة في كومنز |
قصة إسلامه
عدلكان الصحابي جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه من أوائل السابقين إلى الإسلام، إذ كان هو الثاني والثلاثين ممن أسلموا
سبب تسمية ذي الجناحين
عدلكان الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قد شارك في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة، وفي أثناء قتاله قُطعت يداه، وقد سُمّي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ذا الجناحين؛ لأن الله تعالى عوضه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة الكرام، وذلك كما أخبر وبشّر الرسول صلى الله عليه وسلم. ومما يؤيد هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جعفر: (هنيئًا لك أبوكَ يطيرُ مع المَلَائِكَةِ فِيْ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتْ) وكان يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الكلام الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
مكانته في الإسلام
عدل(واللَّهِ ما أدري بأيِّهما أفرَحُ ؟ بفتحِ خَيبرَ أم بقُدومِ جعفَرٍ) ولا شك أن قوله في الحديث الصحيح هذا دليل على حبه لجعفر رضي الله عنه. أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أنه منه ويدل على هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: (أما أنت يا جعفرُ فأشبهَ خَلقُك خَلْقي وأشبَه خُلُقي خُلُقُك، وأنت مني وشجرتي) وهذا يدل على مكانته رضي الله عنه عند الرسول صلى الله عليه وسلم.
إنجازاته
عدل- كان جعفر من السابقين الأولين في الإسلام، فقد أسلم في مكة مُبكِّراً في بداية الدعوة الإسلامية.
- كان دخوله في الإسلام حَميَّةً وحِمايةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- من الأذى، ونصراً وعزَّاً للمسلمين، فقد كانوا أذلاء مقهورين، يُقاسون أنواع العذاب من قريش.
- قام جعفر بأسلوبه الفذ وذكائه وحكمته بإقناع النجاشي بصدق دعوة الإسلام وأحقية رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو بذلك حمى المسلمين من الخطر العظيم الذي كان محدقاً بهم، وذلك عندما ناظرَ عمرو بن العاص الذي جاء مع المشركين في ذلك الوقت، وكانوا يريدون من النجاشي أن يُسلمهم المسلمين، ولكن جهودهم باءت بالفشل بفضل الله -تعالى- وتوفيقه.
- كان إسلام النجاشي ملك الحبشة على يدي جعفر -رضي الله عنه-.
- كان جعفر أول من سرج فرسه وأطلق الخيل في الإسلام.
- قام جعفر بالمحافظة على لواء المسلمين مرفوعاً في معركة مؤتة، وقد كلفه ذلك التضحية بكلتا ذراعيه وبحياته كلها حيث ارتقى شهيداً.
أقواله
عدل- خطبة جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي:
«أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشركْ به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.[1]»
- حينما سأله النجاشي ماذا تقولون في عيسى بن مريم قال:
«نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.»
أدعيته
عدل
« اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء وتذل من تشآء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير»
ولاية الجبار
عدل
أركان الولاية
عدل- الإله واحد
- الشكر
- الحمد الله
- القبلة
أشعاره
عدل
| ||
وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ تَقرَعُ بِالقَنا | فَوارِسها حُمرُ العُيونِ دَوامي | |
وَأَقبَلَ رَهجٌ في السماءِ كَأَنَّه | غَمامَةُ دَجنٍ مُلبَسٍ بِقُتامِ | |
وَنادى اِبن مريم ذا السباعِ وَيَحصُباً |
وِفاطمة في لَخمٍ وَحَيِّ السَّلامِ | |
تَيَمَّمتُ هَمدانَ الَّذي هُمْ لَه |
إِذا نابَ أَمرٌ جُنَّتي وسيفُ حُسامي | |
وَنادَيتُ فيهِم دَعوَةً فَأَجابني |
فَوارِسُ مِن هَمدانَ سود اللِّئامِ | |
فَوارِسُ مِن هَمدانَ ذُوْ رَهْبَةٍ |
غُداةَ الوَغى مِن شاكِرٍ وَشبامِ | |
وَمن أَرحَبَ ردى الشَمَّ المطاعينَ بِالقَنا |
وَرَهُمٌ وَأَحياءُ السَبيعِ وَيامِ | |
وَمِن كُلِّ حَيٍّ أَتَتني خيَّالَةٌ |
ذوُو نَجَداتٍ في اللِقاءِ كِرامِ | |
بِكُلِّ رُكنِيٍّ وَغَضَبٍ تَخالُهُ |
إِذا اِختَلَفَ الأَقوامُ شَعَلَ ضِرامِ | |
فَخاضوا لَظاها وَاصطَلوا بِشَرارِها |
وَكانوا لَدى الهَيجا كَشَربِ مَرَامِ | |
جَزى اللَهُ هَمدانَ الجِنانَ فإِنَّهُم |
سِمامُ العِدى في كُلِّ يَومٍ خِصَامِ | |
لِهَمدانَ اَخلاقٌ وَدينٌ يَزينهُم |
وَلينٌ إِذا لاقوا وَحُسنُ كَلامِ | |
وَجْدٌ وَصِدقٌ في الحُروبِ وَنَجدَةٌ |
وَقَولٌ إِذا قالوا بِغَيرِ آثامِ | |
مَتى تَأتِهِم في دارِهِم لِضيافَةٍ |
تَبِت عِندَهُم في غِبطَةٍ وَطَعامِ | |
أَلا إِنَّ هَمدانَ الكِرامَ أَعِزَةٌ |
كَما عَزَّ رُكنُ البَيتِ عِندَ مَقامِ | |
أَناسٌ يُحِبّونَ النَبيَّ وَرَبطَهُ |
سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ غَيرَ كَهامِ |
- ↑ سيرة ابن هشام، ج1 ص335-336