جعفر بن أبي طالب

صحابي جليل وقائد مسلم، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام رضي الله عنه

جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي المكنَّا أبا عبد الله القرشي المشهور بـجعفر الطيار، ذي الجناحين، أبو الفقراء والمساكين وخامس الخلفاء الراشدين من آل بيت النبي محمد {صلى الله عليه وسلم} هو صحابي وقائد مسلم، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ابنُ عم النبي محمد وأحدُ وزرائه ونجبائه لقوله في الحديث النبوي الشريف: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ». وجعفر هو أخو الإمام علي بن أبي طالب {كرم الله وجهه} (ر) [عليه سلام الله] وأكبر منه سنًا، ويُقال إنه كان أشبه الناس بالرسولِ محمدٍ خَلقاً وخُلُقاً.

جعفر بن أبي طالب
(589 - 629)

جعفر بن أبي طالب
جعفر بن أبي طالب
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

وسائط متعددة في كومنز

قصة إسلامه

عدل

كان الصحابي جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه من أوائل السابقين إلى الإسلام، إذ كان هو الثاني والثلاثين ممن أسلموا

سبب تسمية ذي الجناحين

عدل

كان الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قد شارك في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة، وفي أثناء قتاله قُطعت يداه، وقد سُمّي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ذا الجناحين؛ لأن الله تعالى عوضه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة الكرام، وذلك كما أخبر وبشّر الرسول صلى الله عليه وسلم. ومما يؤيد هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جعفر: (هنيئًا لك أبوكَ يطيرُ مع المَلَائِكَةِ فِيْ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتْ) وكان يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الكلام الصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

مكانته في الإسلام

عدل

(واللَّهِ ما أدري بأيِّهما أفرَحُ ؟ بفتحِ خَيبرَ أم بقُدومِ جعفَرٍ) ولا شك أن قوله في الحديث الصحيح هذا دليل على حبه لجعفر رضي الله عنه. أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أنه منه ويدل على هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: (أما أنت يا جعفرُ فأشبهَ خَلقُك خَلْقي وأشبَه خُلُقي خُلُقُك، وأنت مني وشجرتي) وهذا يدل على مكانته رضي الله عنه عند الرسول صلى الله عليه وسلم.

إنجازاته

عدل
  • كان جعفر من السابقين الأولين في الإسلام، فقد أسلم في مكة مُبكِّراً في بداية الدعوة الإسلامية.
  • كان دخوله في الإسلام حَميَّةً وحِمايةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- من الأذى، ونصراً وعزَّاً للمسلمين، فقد كانوا أذلاء مقهورين، يُقاسون أنواع العذاب من قريش.
  • قام جعفر بأسلوبه الفذ وذكائه وحكمته بإقناع النجاشي بصدق دعوة الإسلام وأحقية رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو بذلك حمى المسلمين من الخطر العظيم الذي كان محدقاً بهم، وذلك عندما ناظرَ عمرو بن العاص الذي جاء مع المشركين في ذلك الوقت، وكانوا يريدون من النجاشي أن يُسلمهم المسلمين، ولكن جهودهم باءت بالفشل بفضل الله -تعالى- وتوفيقه.
  • كان إسلام النجاشي ملك الحبشة على يدي جعفر -رضي الله عنه-.
  • كان جعفر أول من سرج فرسه وأطلق الخيل في الإسلام.
  • قام جعفر بالمحافظة على لواء المسلمين مرفوعاً في معركة مؤتة، وقد كلفه ذلك التضحية بكلتا ذراعيه وبحياته كلها حيث ارتقى شهيداً.

أقواله

عدل
  • خطبة جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي:
      «أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشركْ به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.[1]»  
  • حينما سأله النجاشي ماذا تقولون في عيسى بن مريم قال:
      «نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.»  

  •   « الكتابة عز.. المسير كنز»  

  •   «الحرب خدعة.. والمظاهر بدعة»  

  •   « الخيل معقود في نواصيها الخير وماضية بجهادها حتى قيام الساعة»  

  •   « من الميلاد وحتى الاستشهاد... الله ربنا ونحن خير العباد»  

  •   « واعلم أن فارس الحرب بطل يتمنى الموت، كاره للمترددين»  

  •   « الماضي عبرة للناس.. الحاضر آية للكون.. المستقبل سورة للعالمين»  

  •   « كل مسكر خمر وكل مسكر حرام.. والمفعول به براء والفاعل حاخام»  

  •   « هارون أخو موسى.. الحسن أخو الحسين.. علي أخو جعفر»  

  •   « الهداية من القرآن .. والقوة من الأركان»  

  •   « العقل زينة.. العلم مدينة.. العقيدة رصينة»  

  •   « أبي اسمه طالب»  

  •   « الصدق أمانة.. الكذب خيانة»  

  •   « إذا كانت القوة بالهروب.. فإن رجولة المرء في المواجهة»  

  •   « أشجع من صال وجال في المعارك .. خالد بن الوليد»  

  •   « بداية الخليقة بالطيف... ومصرع العدو بالسيف»  

  •   « نفاق إبليس وضلالته هينة.. وكان كيد الشيطان ضعيفا»  

  •   « ميل النفس البشرية للحق عظيم.. وكيد الشيطان للضعف رجيم»  

  •   « الاكتئاب حفرة الشيطان الوحيدة التي وقع بها عندما رفض السجود لآدم»  

  •   « افتخر بعطائك لا بأصلك»  

  •   « لو كان لله دما لرأيت السماء تشع بالاحمرار... و "لو" تفتح عمل الشيطان»  

  •   « المؤمن لايلدغ من جحره مرة واحدة.. والضربة التي لاتقتلك تقويك»  

  •   « التأني من الرحمن ... والعجلة هاوية الشيطان؛ والهاوية التي لا قاع لها هلاك»  

  •   « إن قالوا لك: "اعقل وتوكل".. فالرد: "آمنت بالله وكفرت بهبل"»  

  •   « صنم العبودية الجديد.. الصليب وإن صنع من حديد ومايعقلها إلا العالمون»  

  •   « وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر»  

  •   « إن للشيطان طيفاً.. وإن للسلطان سيفاً»  

  •   « آلام المسيح ودمه.. لم تكن إلا نفاقا لتبرير الغزوات والانحلال»  

  •   « ابحث عن الصلاح.. تحت أوسمة الكفاح»  

  •   « تفاءلوا بالخير تجدوه»  

  •   « الشيخ من شاخ في عقله وحكمته لا من شاب في شعر رأسه ولحيته»  

  •   « لايرمى بالحجارة إلا النخل المثمر»  

  •   « العشق لايوجد فيه حواجز»  

  •   « الفاكهة المحرمة هي الإغواء الأول والآخير لحزب الشيطان .. واسألوا أهل الذكر أولئك حزب الرحمن»  

  •   « طرح الخير والشر ... اختبار لإخراج الحي من الميت بالبداية»  

  •   « عوامل القوة ثلاث: البداية، التحضير، الظهور»  

  •   « إِنَّ اللهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى.. والنيّة لا تُلٍْفَظْ»  

  •   « المعارك إبداع.. كتقويض للسباع»  

  •   « لايكسب المرء من هذه الدنيا سوى الضحك.. والماء الراكد لاتشوبه شائبة»  

  •   « المتكبر أوله نطفة.. وآخره مذرة»  

  •   « الأركان عماد الدين.. والأُس 'اقرأ'»  

  •   « العصا التي شقت البحر ليست بالضرورة بضاعة تهدى وتشترى»  

  •   « السفينة التي رست على ذاك الجبل.. كان اسم الله مجراها والقلم محرابها»  

  •   « الخيل الأدهم.. في دار النبي الأرقم»  

  •   « تفاحة آدم نسبت لحواء والمعنى يتجلى بين التفاسير»  

  •   « القلب القاسي بعيد عن الله وللأسف تلامذته يعلمون»  

  •   « احمدوا الله على العافية وسلوا المولى الرضوان والعفو»  

  •   « الحياة تجارب.. والتجربة الأولى تبوء بالفشل حتما»  

  •   « المؤمن كيس فطن، والكيس من دان على نفسه وعمل لدنياه ومابعد الموت»  

  •   « من أبلس من رحمة الله وقنط، كالعاجز الذي رفض الاتكاء على عكازه»  

  •   « الحياة أشواط.. والفرس إذا شاط عدا إلى غير غاية، والغاية لاتبرر الوسيلة»  

  •   « تجربة الإمكانيات.. تودي لإحقاق الأمنيات»  

  •   « الحياة كالنبات الذي به شوائب.. وعليك بالتصفية للعثور على النقاء»  

  •   « الفقراء أول من يدخلون الجنَّة»  

  •   « لاتحزن إن الله معنا»  

  •   « اخلع نعليك ياموسى لقد مضى عهد الاستعباد.. ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة فحي على الجهاد»  

  •   « الأرض لمن يعمل بها»  

  •   « إن أردت فصل الخطاب ومكارم الأخلاق.. عليك بحكمة الذئب»  

  •   « في مؤتة المظعون من الكفرة عارٍ، والمبطون من الإسلام غازٍ»  

  •   « خير الفقهاء أبي عبيدة الجراح»  

  •   « ملك المؤمنين من فرَّق بين الحق ونقيضه»  

  •   « العبادة لله.. والقيادة لمحمد بن عبد الله»  

  •   « فرح إبليس بنزول آدم من الجنة وماعلم أن الهبوط للغائص في اللجة خلف الدُرِّ صعود»  

  •   « الدين لله والوطن لله وكلشيء لله»  

  •   « شابه عدي أباه حاتم الطائي بالقلم.. ومن شابه أباه فما ظلم والاثنان كفرة فجرة»  

  •   « قوتي أشد من فرس يضرب بها مثالا للصبر والقوة»  
  • شهادة الفرس :
      « خدایی جز خدا نیست و محمد رسول خداست»  

  •   « ما كل من اعتلى عمامة الدين غدى اسمه صلاح الدين»  

  •   « الموت باب وكل ابن آدم داخله»  

  •   « لايسبح مع التيار إلا السمك الميت»  


أدعيته

عدل

  •   « اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء وتذل من تشآء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير»  

  •   « اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف»  


ولاية الجبار

عدل

  •   « إنه لا يذل من واليت... ولا يعز من عاديت»  


أركان الولاية

عدل
  • الإله واحد
  • الشكر
  • الحمد الله
  • القبلة

أشعاره

عدل

وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ تَقرَعُ بِالقَنا فَوارِسها حُمرُ العُيونِ دَوامي
وَأَقبَلَ رَهجٌ في السماءِ كَأَنَّه غَمامَةُ دَجنٍ مُلبَسٍ بِقُتامِ
وَنادى اِبن مريم ذا السباعِ وَيَحصُباً

وِفاطمة في لَخمٍ وَحَيِّ السَّلامِ

تَيَمَّمتُ هَمدانَ الَّذي هُمْ لَه

إِذا نابَ أَمرٌ جُنَّتي وسيفُ حُسامي

وَنادَيتُ فيهِم دَعوَةً فَأَجابني

فَوارِسُ مِن هَمدانَ سود اللِّئامِ

فَوارِسُ مِن هَمدانَ ذُوْ رَهْبَةٍ

غُداةَ الوَغى مِن شاكِرٍ وَشبامِ

وَمن أَرحَبَ ردى الشَمَّ المطاعينَ بِالقَنا

وَرَهُمٌ وَأَحياءُ السَبيعِ وَيامِ

وَمِن كُلِّ حَيٍّ أَتَتني خيَّالَةٌ

ذوُو نَجَداتٍ في اللِقاءِ كِرامِ

بِكُلِّ رُكنِيٍّ وَغَضَبٍ تَخالُهُ

إِذا اِختَلَفَ الأَقوامُ شَعَلَ ضِرامِ

فَخاضوا لَظاها وَاصطَلوا بِشَرارِها

وَكانوا لَدى الهَيجا كَشَربِ مَرَامِ

جَزى اللَهُ هَمدانَ الجِنانَ فإِنَّهُم

سِمامُ العِدى في كُلِّ يَومٍ خِصَامِ

لِهَمدانَ اَخلاقٌ وَدينٌ يَزينهُم

وَلينٌ إِذا لاقوا وَحُسنُ كَلامِ

وَجْدٌ وَصِدقٌ في الحُروبِ وَنَجدَةٌ

وَقَولٌ إِذا قالوا بِغَيرِ آثامِ

مَتى تَأتِهِم في دارِهِم لِضيافَةٍ

تَبِت عِندَهُم في غِبطَةٍ وَطَعامِ

أَلا إِنَّ هَمدانَ الكِرامَ أَعِزَةٌ

كَما عَزَّ رُكنُ البَيتِ عِندَ مَقامِ

أَناسٌ يُحِبّونَ النَبيَّ وَرَبطَهُ

سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ غَيرَ كَهامِ

  1. سيرة ابن هشام، ج1 ص335-336