تأبط شرا

شاعر عربي بالعصر الجاهلي
(بالتحويل من تأبط شراً)


تأبط شراً هو ثابت بن جابر الفهمي (توفي نحو 530 م), أحد شعراء الجاهلية الصعاليك الذين عاشوا في بادية الحجاز بديار قبيلة (بني فهم) مع الشنفرى والسليك بن السلكة وعروة ابن الورد العبسي. وهو (ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو). وأمه امرأة يقال لها: أميمة، يقال: إنها من بني القين بطن من بطون قبيلة (بني فهم) ولدت خمسة أبناء هم : تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا بواكي له قيل: إنها ولدت سادساً اسمه عمرو.

من أشعاره عدل

أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي عدل

أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي .... عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي

وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها .... وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ

سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني .... فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ

فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها .... نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ

وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ .... وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ

أَنا الَّذي نَكَحَ الغَيلاءَ في بَلَدٍ عدل

أَنا الَّذي نَكَحَ الغَيلاءَ في بَلَدٍ .... ما طَلَّ فيهِ سِماكِيٌّ وَلا جادا

في حَيثُ لايَعمِتُ الغادي عَمايَتَهُ .... وَلا الظَليمُ بِهِ يَبغي تِهِبّادا

وَقَد لَهَوتُ بِمَصقولٍ عَوارِضُها .... بَكرٍ تُنازِعُني كَأساً وَعِنقادا

ثُمَّ اِنقَضى عَصرُها عَنّي وَأَعقَبَهُ .... عَصرُ المَشيبِ فَقُل في صالِحٍ بادا

إِذا المَرءُ لَم يَحتَل وَقَد جَدَّ جَدُّهُ عدل

إِذا المَرءُ لَم يَحتَل وَقَد جَدَّ جَدُّهُ .... أَضاعَ وَقاسى أَمرُهُ وَهوَ مُدبِرُ

وَلاكِن أَخو الحَزمِ الَّذي لَيسَ نازِلاً .... بِهِ الأَمرُ إِلّا وَهوَ لِلأَمرِ مُبصِرُ

فَذاكَ قَريعُ الدَهرِ ماعاشَ حُوَّلٌ .... إِذا سُدَّ مِنهُ مِنخَرٌ جاشَ مِنخَرُ

فَإِنَّكَ لَو قاسَيتَ بِاللَصبِ حيلَتي .... بِلِحيانَ لَم يَقصُر بِكَ الدَهرَ مَقصَرُ

أَقولُ لِلَحيانٍ وَقَد صَفِرَت لَهُم .... عِيابي وَيَومي دَيِّقُ الحِجرِ مُعوِرُ

لَكُم خَصلَةٌ إِمّا فِداءٌ وَمِنَّةٌ .... وَإِمّا دَمٌ وَالقَتلُ بِالمَرءِ أَجدَرُ

وَأُخرى أُصادي النَفسَ عَنها وَإِنَّها .... لَخُطَّةُ حَزمٍ إِن فَعَلتُ وَمَصدَرُ

فَرَشتُ لَها صَدري فَزَلَّ عَنِ الصَفا .... بِهِ جُؤجُؤٌ عَبلٌ وَمَتنٌ مُخَصَّرُ

فَخالَطَ سَهلَ الأَرضِ لَم يَكدَحِ الصَفا .... بِهِ كَدحَةٌ وَالمَوتُ خَزيانُ يَنظُرُ

فَأُبتُ إِلى فَهمٍ وَما كِدتُ آيِباً .... وَكَم مِثلِها فارَقتُها وَهيَ تَصفِرُ

أَلا عَجِبَ الفِتيانُ مِن أُمِّ مالِكٍ عدل

أَلا عَجِبَ الفِتيانُ مِن أُمِّ مالِكٍ .... تَقولُ لَقَد أَصبَحتَ أَشعَثَ أَغبَرا

قَليلَ الإِتاءِ وَالحَلوبَةِ بَعدَما .... رَأَيتُكَ بَرّاقَ المَفارِقِ أَيسَرا

فَقُلتُ لَها يَومانِ يَومُ إِقامَةٍ .... أَهُزُّ بِهِ غُصناً مِنَ البانِ أَخضَرا

وَيَومٌ أَهُزُّ السَيفَ في جيدِ أَغيَدٍ .... لَهُ نِسوَةٌ لَم تَلقَ مِنّي أَنكَرا

يَنُحنَ عَلَيهِ وَهوَ يَنزِعُ نَفسَهُ .... لَقَد كُنتَ أَبّاءَ الظُلامَةِ قَسوَرا

وَقَد صِحتُ فيآثارِ حَومٍ كَأَنَّها .... عَذارى عُقَيلٍ أَو بَكارَةُ حِميَرا

أَبَعدَ النُفاثيِّنَ أَزجُرُ طائِراً .... وَآسى عَلى شَيءٍ إِذا هُوَ أَدبَرا

أُنَهنِهُ رِجلي عَنهُمُ وَإِخالُهُم .... مِنَ الذُلِّ يَعراً بِالتَلاعَةِ أَعفَرا

فَلَو نالَتِ الكَفّانِ أَصحابَ نَوفَلٍ .... بِمَهمَهَةٍ مِن بَينِ ظَرَّ فَعَرعَرا

وَلَمّا أَبى اللَيثِيُّ إِلّا اِنتِهاكَنا .... صَبَرتُ وَكانَ العِرضُ عِرضِيَ أَوفَرا

فَقُلتُ لَهُ حَقَّ الثَناءُ فَإِنَّني .... سَأَذهَبُ حَتّى لَم أَجِد مُتَأَخَّرا

وَلَمّا رَأَيتُ الجَهلَ زادَ لَجاجَةً .... يَقولُ فَلا يَألوكَ أَن تَتَشَوَّرا

دَنَوتُ لَهُ حَتّى كَأَنَّ قَميصَهُ .... تَشَرَّبَ مِن نَضحِ الأَخادِعِ عُصفُرا

فَمَن مُبلِغٌ لَيثَ بنَ بَكرٍ بِأَنَّنا .... تَرَكنا أَخاهُم يَومَ قَرنٍ مُعَفَّرا

وَقالوا لَها لا تَنكِحيهِ فَإِنَّهُ عدل

وَقالوا لَها لا تَنكِحيهِ فَإِنَّهُ .... لِأَوَّلِ نَصلٍ أَن يُلاقِيَ مَجمَعا

فَلَم تَرَ مِن رَأيٍ فَتيلاً وَحاذَرَت .... تَأَيُّمَها مِن لابِسِ اللَيلِ أَروَعا

قَليلُ غِرارِ النَومِ أَكبَرُ هَمِّهِ .... دَمُ الثَأرِ أَو يَلقى كَمِيّاً مُقَنَّعا

يُماصِعُهُ كُلٌّ يُشَجِّعُ قَومُهُ .... وَما ضَربُهُ هامَ العِدى لِيُشَجَّعا

قَليلِ اِدِّخارِ الزادِ إِلّا تَعِلَّةً .... وَقَد نَشَزَ الشُرسوفُ وَاِلتَصَقَ المِعى

يَبيتُ بِمَغنى الوَحشِ حَتّى أَلِفنَهُ .... وَيُصبِحُ لا يَحمي لَها الدَهرَ مَرتَعا

عَلى غِرَّةٍ أَو جَهلَةٍ مِن مُكانِسٍ .... أَطالَ نِزالَ المَوتِ حَتّى تَسَعسَعا

رَأَينَ فَتىً لا صَيدُ وَحشٍ يُهِمُّهُ .... فَلَو صافَحَت إِنساً لَصافَحنَهُ مَعا

وَلَكِنَّ أَربابَ المَخاضِ يَشُفُّهُم .... إِذا اِقتَفَروهُ واحِداً أَو مُشَيَّعا

وَكَيفَ أَظُنُّ المَوتَ في الحَيِّ أَو أَرى .... أَلَذُّ وَأَكرى أَو أَبيتُ مُقَنَّعا

وَلَستُ أَبيتُ الدَهرَ إِلّا عَلى فَتاً .... أُسَلِّبُهُ أَو أَذعَرُ السِربَ أَجمَعا

وَإِنّي وَلا عِلمٌ لَأَعلَمُ أَنَّني .... سَأَلقى سِنانَ المَوتِ يَبرُقُ أَصلَعا

وَمَن يُغرَ بِالأَبطالِ لابُدَّ أَنَّهُ .... سَيَلقى بِهِم مِن مَصرَعِ المَوتِ مَصرَعا

مفضلية تأبط شرا عدل

يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ
 
ومَرَّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِياً
 
نفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ
إنى إِذا خُلَّةُ ضَنَّتْ بِنَائِلِها
 
وأَمْسكَتْ بضعيفِ الوصلِ أَحذَاقِ
نَجوْتُ منها نَجائي مِن بَجِيلةَ إِذْ
 
أَلْقَيْتُ ليلةَ خَبْتِ الرَّهِط أَرواقى
ليلةَ صاحُوا وأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ
 
بِالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ
كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصًّا قوادمه
 
أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذى شَثٍّ وطُبَّاقِ
لا شيءَ أَسْرَعُ مني ليس ذا عُذَرٍ
 
وذا جَناحٍ ِبجنْبِ الرَّيْدِ خَفَّاقِ
حتى نَجَوتُ ولمَّا ينْزِعُوا سَلَبي
 
بِوَالِهِ مِن قَبِيض الشَّدِّ غّيْدَاقِ
ولا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَتْ
 
يا وَيحَ نفسيَ مِن شوقٍ وإِشْفاقِ
لكنَّما عَوَلِي إِنْ كنْتُ ذا عَوَلٍ
 
علَى بَصيرٍ بِكَسبِ الحمدِ سَبَّاقِ
سَبَّاقِ غاياتِ مَجدٍ في عَشِيرَته
 
مُرَجِّعِ الصَّوتِ هَدَّا بينَ أَرْفَاقِ
عارِى الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ
 
مِدْلاجِ أَدْهَمَ وَاهِي الماءِ غَسَّاقِ
حَمَّالِ أَلويةٍ شَهَّاِد أَندِيةٍ
 
قَوَّالِ مُحْكَمَةٍ جَوَّابِ آفاقِ
فَذَاكَ هَمِّي وغَزْوى أَسْتَغِيثُ به
 
إذا استَغَثْتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ
كالحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ له
 
ذُو ثَلَّتَيْنِ وذُو بَهْمٍ وأَرباقِ
وقُلَّةٍ كَسِنَانِ الرُّمْحِ بارزَةٍ
 
ضَحْيَانَةٍ في شُهورِ الصَّيفِ مِحرَاقِ
بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وما كَسِلُوا
 
حتَّى نَميْتُ إِليها بَعدَ إِشْراقِ
لا شيءَ في رَيْدِها إِلاَّ نَعَامَتُهَا
 
منهَا هَزيمٌ ومنها قائمٌ باقِ
بِشَرْثَةٍ خَلَقٍ يُوقَى البَنَانُ بها
 
شددتُ فيها سَرِيحاً بعدَ إِطْرَاقِ
بَلْ من لِعَذَّالةٍ خَذَّالةٍ أَشِبٍ
 
حَرَّقَ باللَّوم جِلدي أَيَّ تَحْرَاقِ
يقولُ أَهلكْتَ مالاً لَّو قَنِعْتَ به
 
مِن ثَوبِ صِدْقٍ ومن بز وأعلاق
عاذلتي إِنَّ بعضَ اللَّومِ مَعْنَفَةٌ
 
وهَلْ متاعٌ وإِنْ أَبقيْتُهُ باقِ
إِني زَعِيمٌ لئن لم تتركُوا عَذَلي
 
أَنْ يَسْئَلَ الحيُّ عنِّي أَهلَ آفاقِ
أَن يَسْئَلَ القومُ عني أَهلَ مَعْرِفَةٍ
 
فلا يُخبِّرُهُمْ عن ثابتٍ لاَقِ
سَدِّدْ خِلاَلَكَ من مالٍ تُجَمِّعُهُ
 
حتَّى تُلاَقِي الذي كل امرئ لاقِ
لَتَقْرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ من نَدَمٍ
 
إِذا تذكرتَ يوماً بعضَ أخلاقي

[1]

مراجع عدل

  1. كتاب المفضليات تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون القصيدة الأولى
  اقرأ عن تأبط شرا. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة