هي رواية تمثيلية في ثوبٍ تاريخيٍّ، وهذه الرواية تستندُ في جوهرها على حوادث التاريخ العربي والإسلامي في صورة شخصيات يُضفي عليها الكاتبُ بريقَ الخيال وواقعية التاريخ موضحًا المعالم الاجتماعية، والسياسية، والعَقَدِيَّة، والجغرافيةِ لبلاد العرب، ومُجسدًا أحداث ذلك التاريخ في مسرح المدن المصرية، ومدن العراق، والشام، وبرقة، وإفريقية؛ تلك المدن التي أثرت في صياغة أحوال بلاد النيل في هذه الفترة الزمنية، كما يوضحُ لنا الكاتب الدعائم التي استند عليها النبي في إرساء مبادئ الدعوة الإسلامية، وقد حظِيَ هذا الكتاب عند ظهوره على مبلغٍ كبيرٍ من الإشادة والتقدير من قِبَلِ أعلام الفكر الإسلامي.

اقتباسات من الكتاب[1] عدل

  • "وفي عشية الربيع سمرت القافلة سمر الوادع، واشترك أهل نجران في السامر بمعازفهم وأعوادهم وغلمانهم وقيانهم، فشربوا، وغنوا ورقصوا، وتلهوا، إلى أن انتصف الليل أو كاد، فعاد أهل نجران إلى بيوتهم، وانصرف أهل القافلة إلى مراقدهم؛ ليغنموا شيئًا من الراحة قبل الرحيل في بكرة الصباح."
  • "فلما رأى هرميون طريحة الفراش جثا على ركبتيه وتناول يديها يقلبهما ويبكي وهو يقول: برغمي يا سيدتي أن أفارقك، ولكن هذه مشيئة الله. ادعي الله يا سيدتي أن يجعل هذا الفراق إلى لقاءٍ قريب."
  • "ولكن الناس إذا حنت نفوسهم إلى أمر كان لا بد لهم أن يأتموا بزعيم منهم تجتمع في نفسه عواطفهم وأعراضهم؛ ليقودهم حيث يريدون."
  • "بلغ الحارث وصاحباه ميناء لوكياس، ويا هول ما لقي: ما كاد رجال الأسطول يلمحونه حتى خرجت إليه حراقة عليها نفر من شياطين البحر جمعوا سفينته إليهم، ونزل بها ثلاثة رجال شاهرين السيوف يسائلونه من هو؟ ولم جاء؟ وكيف جاء؟ ولم ينتظروا حتى يجيبهم، بل تعاوروه ونقلوه هو وصاحباه إلى سفينتهم، وأنزلوهم في غرفة مما يعد لسجن الجنود حتى ينظروا في أمره."
  • " إذا لم يساعدنا الله هنا فالقسطنطينية واقعة لا محالة في أيدي الفرس، ويحزنني يا مولاي أن أقول إن عينه اغرورقت بالدموع، وهو يقول: من لي بمثل نيقتاس يكون إلى جواري، إني لا أجد معي صديقًا لي آتمنه أو أستشيره، ولكن ماذا أفعل وعاصمتي الثانية توشك أن تقع في يدي أعدائي."

المصادر عدل