الينبوع (1934) هو ديوانٌ شعريٌّ للشاعر والطبيب المِصري، أحمد زكي أبو شادي [1]

مقتطف (الصبا المبعوث) عدل


  «يا زهرةً لحبيبتي قد مَثَّلَتْ أعوامَ فُرقَتِنا إليكِ أحنُّ

لم ألقَ غيرَكِ مَنْ تُجسِّمُ ما مَضى مِنْ لوعةٍ في روعةٍ تفتنُّ

مَضَتِ السنُون فكيف كيف أُعيدُها إلَّا بحبكِ أنتِ حين أُجَنُّ؟

لِمَ لا أُجَنُّ وذاك عُمري ذاهبٌ كالنَّبْعِ قد خانَتْ جَدَاهُ المُزْنُ؟

عُمري مضى إلَّا الأقلُّ، وإنه عمرٌ على الحالينِ فيه الحُزْنُ

وأَحَبُّهُ ذاك الشبابُ المنطوي ولديكِ أنت خيالُه المفتنُّ

فإذا عشقتُكِ أنتِ عشقَ حَبيبتي فالبِرُّ يوحي بالهوى والفَنُّ!

قد صِرْتُمَا لي صورتيْ حُبِّي الذي منه نُفيتُ، ومنه منه الغَبْنُ

وله حَييتُ وما أزال أعيش في حُلْمي، فلولا الحُبُّ مات الكونُ!

مَنْ ذا يلوم تَوَدُّدِي لكِ بَعْدَما عانيتُ مما قد جناه البَيْنُ؟

مَنْ مُرْجِعٌ أمسي الذي كفَّنْتُهُ فيعودَ عطفٌ منه ليس يُمَنُّ؟

أنتِ التي هي صُورةٌ من أمِّها فلها الرشاقةُ والصبا والحُسْنُ

وبها زمانُ تَلَهُّفي وتَحَرُّقي يرنو إليَّ، كما شجاني الأَنُّ

ما أنتِ إلَّا فَلذةٌ مِنْ مُهجتي بُعِثَتْ فكيف تَرُدُّ شوقي السِّنُّ؟

وإذا انتسبتِ فإنَّني أَوْلَى بما مَثَّلْتِ مِنْ رُوحٍ إليهِ أَحِنُّ»  

[2]

  1. الكتب، مؤسسة هنداوي. الينبوع https://www.hindawi.org/books/35938090/
  2. أبو شادي، أحمد زكي. الينبوع. مؤسسة هنداوي، 2014 ص33