النوادر المُطربة


يحتوي هذا الكتاب بين دفتيه على مجموعة من النوادر والطرائف انتقاها إبراهيم زيدان من درر الأدب العربي، حيث غاص بين ذخائر هذا الأدب، فقدم مقتطفات من «البيان والتبيين» للجاحظ، ومن «جمهرة أشعار العرب» للقرشي، ومن «الأغاني» للأصفهاني وغيرها من الذخائر التراثية وغيرها.

اقتباسات من الكتاب[1]

عدل

ذكاء بهلول

  • "مر بهلول بقوم في أصل شجرة يستظلون بفيئها، فقال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نسخر على بهلول، فلما اجتمعوا به قال أحدهم: يا بهلول، تصعد هذه الشجرة وتأخذ منَّ الدراهم عشرة، قال: نعم، فأعطوه الدراهم، فصرها في كمه ثم قال: هاتوا سلما، فقالوا: لم يكن في شرطنا سلم، قال: إن شرطي هو دون شرطكم".

الكرماء يد بيضاء

  • "أتى روح ابن حاتم برجل كان متلصصا في الطريق، فأمر بقتله فقال: أصلح الله الأمري، لي عندك يد بيضاء، قال: وما هي؟ قال: إنك جئت يوما إلى مجمع موالينا «بني نهشل» والمجلس حافل، فلم يتحفَّز لك أحد، فقمت من مكاني، ثم جلست فيه، قال ابن حاتم: صدق، وأمر بإطلاقه، وولاه تلك الناحية وضمنه إياها".

الثقيل والدواء

  • "قيل لمحمد بن زكريا الرازي: أيهما أمر؟ الثقيل المبرم أم شرب الدواء الكريه الرائحة المر الطعم؟ فقال: ما أكسب الدواء إن أعقبه الشفاء، فإن مجالسة الثقيل تُجلب الإسقام وتحل الأجسام وتورث الأحزان وتؤلم الأبدان وتهد الأركان، وشرب الدواء يجلو الأجسام ويحلل الإسقام ويدفع الأحزان وينشط الكسلان ويقوي الأبدان".

الأم الثكلى

  • "قيل لأعرابية مات ولدها: ما أحسن عزائك؟ قالت: إن فقدي إياه أمتني فقد كل سواه، وإن مصيبتي به هونت عليَّ المصائب بعده".

معافى ومبتلى

  • "مرض عمر بن العلاء فدخل عليه رجل من أصحابه فقال له: أريد أن أساهرك الليلة قال له: أنت معافى وأنا مبتلى، فالعافية لا تدعك تسهر والبلاء لا يدعني أن أنام، وأسأل الله أن يهب لأهل العافية الشكر، ولأهل البلاء الصبر".
  1. النوادر المُطربة | إبراهيم زيدان | مؤسسة هنداوي (hindawi.org)