السنن النفسية لتطور الأمم


تحوز علوم السلوك الإنسانيِّ والتطوُّر الثقافيِّ والحضاريِّ جانبًا كبيرًا من اهتمام المفكِّرين وعلماء الاجتماع، وفي هذا الكتاب يطرح «غوستاف لوبون» رؤيته للأبعاد النفسيَّة لتطوُّر المجتمعات. ويُوضِّح المؤلِّف عبر دراسة مُتأنِّية أنَّ لكل عرق سماتٍ نفسيَّةً ثابتةً ثبات الصفات البيولوجيَّة، حيث يرث الأفراد المِزاج النفسيَّ لأسلافهم، ويظهر أثر تلك المِزاجات جليًّا في التكوين الحضاريِّ للأمَّة ككل.

اقتباسات من الكتاب[1]

عدل
  1.  "تقوم حضارة كل أمة على عدد قليل من المبادئ الأساسية، ومن هذه المبادئ تُشْتَقُّ نُظُمُها وآدابها وفنونها، وهذه المبادئ تتكون ببطء كبير كما أنها تزول ببطء كبير، وهي إذا غدت من الأغاليط الواضحة لدى أصحاب النفوس المثقفة منذ زمن طويل ظلت عند الجماعات من الحقائق التي لا جدال فيها، واستمرت على عملها في أعمق طبقات الأمم، والمبدأ الجديد، وإن صعب فرضه، لا يقل فرضه هذا صعوبة عن القضاء على مبدأ قديم، فالبشر يتشبثون تشبثًا قاطعًا بالمبادئ الميتة والآلهة الميتة على الدوام."
  2. "ولا تبالي الأمم بما أسفرت عنه مبادئ المساواة من الانقلابات السياسية والاجتماعية مطلقًا، كما أنها لا تبالي بما تتمخض عنه هذه المبادئ من نتائج أشد خطرًا من تلك، واليوم غدت الحياة السياسية لرجل الدولة من القِصَرِ بحيث لا يبالي هذا الرجل بها أكثر من مبالاة الأمم تلك، على أن الرأي العام صار صاحب السيادة، فأصبح من المتعذر عدمُ اتباعه."
  3. "وقد حاول المصلحون الذين تعاقبوا منذ قرن أن يبدِّلوا كل شيء؛ أي أن يبدلوا الآلهة والأرض والناس، وهم لم يستطيعوا صنع شيء فيما أثبته الزمان من الأخلاق المتأصلة في روح العروق."
  4. "وربما لم تكن أوهام المساواة أقل قيمة من الأوهام القديمة التي سيَّرتنا فيما مضى لو لم تصطدم بصخرة التفاوت الطبيعي المنيعة، والتفاوت مع الهرم والموت جزء من المظالم الظاهرة التي ترى الطبيعة مملوءة بها فلا بد للإنسان من معاناتها."
  5. " هل تكون العناصر، التي تتألف منها الحضارة؛ أي: الفنون والنُّظم والمعتقدات، مظاهر مباشرة لروح العروق، وأن هذه العناصر لا تستطيع أن تنتقل من أمة إلى أخرى لهذا السبب؟ "