السحاب الأحمر


السحاب الأحمر (1924) هو كتابٌ من تأليفِ مصطفى صادق الرافعي، وهو معروفٌ لكتاباتهِ في الشعرِ، والأدبِ [1]

أبرز المقتطات

عدل


  «في قلب الرجل ألف باب يدخل منها كل يوم ألف شيء ولكن حين تدخل المرأة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها»   [2]


  «واعلم أن أرفع منازل الصداقة منزلتان: الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسئ إليك، ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكيلا تسيئ إليه. وأنت لا تصادق من الملائكة، فاعرف للطبيعة الإنسانية مكانها فإنها مبنية على ما تكره، كما هي مبنية على ما تحب، فإن تجاوزت لها عن بعض ما لا ترضاه ضاعفت لك ما ترضاه فوق زيادتها بنقصها ، وسلم رأس مالك الذي تعامل الصديق عليه»   [3]
  «لا أريد بالصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان: لا خير لك إلا في معاداته ومخالفته، ولا ذلك الرفيق الذي يتصنع لك ويسامحك متى كان فيك طعم العسل؛ لأن فيه فيه روح ذبابة، ولا ذلك الحبيب الذي يكون لك في هم الحب كأنه وطن جديد وقد نفيت إليه نفي المبعدين، ولا ذلك الصاحب الذي يكون كجلدة الوجه: تحمر وتصفر لأن الصحة والمرض يتعاقبان عليها، فكل أولئك الأصدقاء لا تراهم أبداً إلى على أطراف مصائبك، كأنهم هناك حدود تعرف بها أين تبتدئ المصيبة لا من أين تبتدئ الصداقة. ولكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها، وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك، فسائرك يحن إليه، فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود، وإذا مات.. يومئذٍ لا تقول: إنه مات لك ميت، بل مات فيك ميت؛ ذلك هو الصديق»  

[4]


  «والقلب الكريم لا ينسى شيئاً أحبه ولا شيئاً ألفه، إذ الحياة فيه إنما هي الشعور، والشعور يتصل بالمعدوم اتصاله بالموجود على قياس واحد، فكأنّ القلب يحمل فيما يحمل من المعجزات بعض السر الأزلي الذي يحيط بالأبعاد كلها إحاطة واحدة، لأنها كلها كائنة فيه: فليس بينك وبين ما مر من حياتك إلا لحظة من الفكر، هي للماضي أقصر من التفاتة العين للحاضر»   [5]


  «يا عجباً لضمير المرأة يظلّ في ليلٍ دامسٍ مِن ذنوبها ثمّ تلمع له دمعة طاهرة في عينيها فتكون كنجمة في القطب.. يعرف بها كيف يتجه وكيف كان ظلاله.. وكأن الله ما سلط الدموع على النساء إلا لتكون هذه الدموع ذريعة من ذرائع الإنسانية تحفظ الرقة في مثال الرقة كما جعل البحار في الأرض وسيلة من وسائل الحياة عليها تحفظ الروح والنشاط لها»   [6]


  «إنّما الحبيب وجود حبيبه لأنّ فيه عواطفه.. فعند الفراقِ تنتزع قطعة من وجودنا فنرجع باكين ونجلس في كل مكان محزونين كأن في قلوبنا معنى من المناحة على معنى من الموت»   [7]


  «والبِنْت قِطعةٌ من أُمها، ولكِنها في الحُزن على أبيها أو أَخيها بِعدة أُمهات»   [8]


  «ما الفراق إلا أن تشعر الأرواح المفارقة أحبتها بمس الفناء لأن أرواحاً أخرى فارقتها؛ ففي الموت يُمسُّ وجودنا ليتحطِّم، وفي الفراق يُمسُّ ليلتوي؛ وكأن الذي يقبض الروح في كفه حين موتها هو الذي يلمسها عند الفراق بأطراف أصابعه! وإن الحبيب وجود حبيبه لأن فيه عواطفه، فعند الفراق تُنتزع قطعةٌ من وجودنا فنرجع باكين، ونجلسُ في كل مكانٍ محزونين، كأن في القلوب معنىً من المناحة على معنًى من الموت! وكلُّ ما فيه الحب فهو وحده الحياة ولو كان صغيراً لا خَطَر له، ولو كان خسيساً لا قيمة له، كأن الحبيب يتَّخذ في وجودنا صورةً معنويةً من القلب! والقلب على صِغَره يخرج منه كلُّ الدم ويعود إليه كل الدم. في الحبّ يتعلم القلبُ كيف يتألم بالمعاني التي يُجرِّدها من أشخاصها المحبوبة وكانت كامنة فيهم، وبالفراق يتعلّم القلب كيف يتوجَّع بالمعاني التي يجرِّدها هو من نفسه وكانت كامنةً فيه. فترى العمرَ يتسلَّل يوماً فيوماً ولانشعر به، ولكن متى فارقنا من نحبهم نبَّه القلب فينا معنى الفراغ؛ فكان من الفراق على أكبادنا ظمأٌ كظمإ السقاءِ الذي فرغ ماؤه فجفَّ وكان الفراقُ جفافَه. ألا ياطائر الحب، إن لك إذا طرت جناحين؛ فما أقرب من هو على جناح الفراقِ ممن هو على جناح الهجر»   [9]


  «لا يفكر الرجل فيما لم يحدث على اعتبار أنه حادث إلا في شيئين..المصيبة التي يكرهها والمرأة التي يحبها»   [10]


  «لو أصابك الهم لحبيبك إذ تراه مهموماً متألماً لذقتَ أحلى أنواع الآلام السعيدة.. فكيف بكَ لو تبدّل همه بغتة فأقبلت عليك قبلاته وضحكاته تزحزح عن قلبك ناموس الكآبة..»   [11]


  «فترى العمرَ يتسلّلُ يوماً فيوماً ولا نشعر به، ولكن متى فارقَنا من نحبهم نبّه القلبُ فينا بغتةً معنى الزمن الراحل، فكان من الفراق على نفوسنا انفجارٌ كتطايرِ عدةِ سنينَ من الحياة»   [12]

  1. https://www.hindawi.org/contributors/53130362/المساهمون، مصطفى صادق الرافعي
  2. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص24
  3. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص84
  4. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص83
  5. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص19
  6. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص48
  7. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص34
  8. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص30
  9. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص34-35
  10. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص25
  11. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص66
  12. الرافعي، مصطفى صادق. السحاب الأحمر. مؤسسة الهنداوي، 2012. ص35