الخنساء

صحابية وشاعرة مخضرمة


الخنساء واسمها تماضر بنت عمرو السلمية. شاعرة مخضرمة. ينطبق عليها التحديد الأصيل لمعنى الكلمة ومدلولها، حيث تطلق كلمة المخضرم عند العرب في الأصل على من أدرك الجاهلية والإسلام ثم أطلقت على طبقة الشعراء الذين أدركوا الجاهلية. عرفت بشعرها في الرثاء بعد موت شقيقيها معاوية وصخر.[1][2]

الخنساء
(575 - 645)

الخنساء
الخنساء
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

أعماله في ويكي مصدر

من أشعارها

عدل

من شعرها في رثاء شقيقيها صخر ومعاوية:

ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصَدرُ كاظِمٌ
 
عَلى غُصَّةٍ مِنها الفُؤادُ يَذوبُ
لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزا
 
وَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ
لَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَليبَةٌ
 
وَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ صَليبُ


يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
 
وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ
فرعٍ منَ القومِ الجدى
 
أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ


ألا يا نفس لا تنسيه حتّى
 
أفارق عيشتي وأزور رمسي
ولولا كثرة الباكين حولي
 
على أمواتهم لقتلتُ نفسي


بَكَتْ عَيْني وعاوَدَها قَذاها
 
بعوَّارٍ فما تقضي كراها
على صَخْرٍ، وأيّ فتًى كصَخْرٍ
 
إذا ما النّابُ لم تَرْأمْ طِلاها
فَتى الفِتْيانِ ما بَلَغوا مَداهُ
 
ولا يَكْدَى إذا بلغَتْ كُداها


هنالِكَ لوْ نَزَلْتَ بآلِ صَخْرٍ
 
قِرى الأضيافِ شَحْماً من ذراها
فلمْ أملكْ غداةَ نعيِّ صخرٍ
 
سوابقَ عبرةٍ حلبتْ صراها


في مدح أخيها صخر:[3]

إذا القومُ مدُّوا بأيديهم
 
إلى المجدِ مدَّ إليهِ يدا
فنالَ الذي فوقَ أيديهمُ
 
مِنَ المجدِ ثمّ مضىٰ مصعدا


في مدح أخيها معاوية:

ألا لا أرى في النَّاسِ مثلَ معاويهْ
 
إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ
بداهِيَةٍ يَصْغَى الكِلابُ حَسيسَها
 
وتخرُجُ منْ سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ
ألا لا أرى كالفارسِ الوردِ فارساً
 
إذا ما عَلَتْهُ جُرْأة وعَلانِيَهْ


بعدما تقدم إليها كثيرون لخطبتها، من بينهم دريد بن الصمة فارس هوازن وكبير بني جشر، رفضته وفضّلت الزواج من بني قومها، فقالت:

اتخطبني هبلت على دريد
 
وقد طردت سيد أل بدر
معاذ الله ينكحني حبركى
 
يقال: أبوه من جشم بن بكر
ولو أمسيت في جشم هديا
 
لقد أمسيت في دنس وفقر


وصيتها لأبنائها

عدل

تحكي بعض المصادر (التي شُكك فيها) أن بعد دخولها الإسلام، التحق أولادها الخمسة (أو الأربعة في مصادر أخرى) بالجيوش التي ذهبت لفتح فارس في عصر خلافة عمر بن الخطاب، وقد قتلوا جميعًا، ويؤثر عن الخنساء أنها أوصتهم قبل ذهابهم قائلةً: "يا بني انكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو انكم لبنوا رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شعرت عن ساقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة."[4]

مراجع

عدل
  1. "الخنساء.. ملأت الدنيا بكاءاً.. وصبرا!". الجزيرة نت. اطلع عليه بتاريخ 15 يناير 2024. 
  2. "الخنساء شاعرة الرثاء الأولى". دعوة الحق. 
  3. ديوان الخنساء. اعتنى به وشرحه: حمدو طماس. بيروت: دار المعرفة (الطبعة الثانية: 1425 ه - 2004 م).
  4. شرح مقامات الحريري - أبو العباس الشريشي. الجزء الثالث. ص171. بيروت: دار الكتب العلمية (الطبعة الثانية 1427 هـ - 2006 م)

وصلات خارجية

عدل