الخليل بن أحمد الفراهيدي
الخَلِيل بن أحمد، (100 - 170 هـ = 718 - 786 م)، الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، أبو عبد الرحمن: من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، أخذه من الموسيقى وكان عارفا بها. وهو أستاذ سيبويه النحويّ. ولد ومات في البصرة، وعاش فقيرا صابرا. كان شعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متمزق الثياب، متقطع القدمين، مغمورا في الناس لا يعرف. قال النَّضْر بن شُمَيْل: ما رأى الرأوون مثل الخليل ولا رأى الخليل مثل نفسه.
تلقى العلم على يديه العديد من العلماء الذين أصبح لهم شأن عظيم في اللغة منهم سيبويه، والأصمعي، والكسائي، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي، ووهب بن جرير، وعلي بن نصر الجهضمي. وحدث عن أيوب السختياني، وعاصم الأحول، والعوام بن حوشب، وغالب القطان، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
الخليل بن أحمد الفراهيدي |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
أعماله في ويكي مصدر |
كان الخليل بن أحمد الفراهيديُّ أوَّل من ألَّف كتابا في إيقاع الشعر العربيِّ، لكنَّ النظريَّـة التي خرج بها على الناس بلغت من العسر والتعقيد ما حَـمَلَ عميد الأدب العربيِّ الدكتور طه حسين على أن يقول في رسالة وجَّهها إلى الآنسة مي: «... لن تستطيعي أن تقولي إنَّ العَـروض العربيَّ فنٌّ حديث أو ثقافة جديدة عبرت إلينا البحر؛ إنَّما هو فنٌّ عربيٌّ خالص قديم. ومع ذلك فالمثـقَّـفون منَّا يجهلونه، وأدباؤنا يجهلونه، وشعراؤنا يجهلونه، لا أكاد أستثني منهم إلَّا نفرًا يُحصَون. وإنَّك لتنظرين في دواوين الشعر فيؤذيك ما تَــرَين من جهل كثير منهم أصولَ العَـروض وقواعدَ القافية، واندفاعِهم إلى خلطٍ في ذلك يؤذي السمع والذوق معًا». ولم يكن العلَّامة الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله أقلَّ من الدكتور طه حسين تبرُّما بعروض الخليل، وقد أعرب عن هذا التبرُّم في كتابه القـيِّم «موسيقى الشعر» فقال: «... وقد ظلَّ الناس يتدارسون قواعد الخليل ويتفهَّمونها حتَّى أيَّامنا هذه، لم يزد واحدٌ عليها حرفًا. ... ولستُ أعلم عِلمًا من علوم العربـيَّـة قد اشتمل على عدد غريب من المصطلحات مثل ما اشتمل عليه العَروض على قلَّة أوزانه وتحدُّدها؛ فقد استخدم تلاميذ الخليل ألفاظا كثيرة قليلة الشيوع وأسبغوا عليها معنى اصطلاحـيًّا يحتاج دائما إلى شرح وتبيان. ... أمَّا أنواع الزِّحافات فكثيرة تُعيِـي الحافظة ... يجد الطالب في تحصيلها مشقَّة وعنتا يجعله ينسى أنَّه بصدد أمرٍ يمتُّ إلى فنٍّ جميل. ... من كلِّ هذا ترى أنَّ العَروض كما وصفه لنا القدماء قد لحق به شيء غير قليل من الصناعة، وأنَّ قواعده قد عُـقِّدت وأُسرِف في تعقيدها. فهل آن الأوان لعرضها عرضًا جديدًا سهلًا بعيدًا عن الصناعة ويمتُّ للشعر بصلة وثيقة قد يجعلها محـبَّـبةً إلى النفوس يسيرةَ التناول؟»
وفي أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين عُني نفـرٌ من أساتذة الجامعات المتخصِّصين في علم اللسانـيَّات الحديث Structural Linguistics بدراسة العروض العربيِّ، فاجتهدوا في استنباط نظريَّـة جديدة تفي بشروطٍ أساسيَّـة ثلاثة هي الكفاية والسهولة والتعميم، معترفين في الوقت ذاته بأنَّ جهودهم ما كانت لتأتيَ أُكُلَها لولا فضلُ الخليل في جمع المادَّة الأوَّلـيَّـة primary data وشرحها وتبويبها. ومن ثمار جهودهم في هذا المجال كتابٌ ألَّفه الدكتور زكي عبد الملك ونشره بعنوان «نَحوَ نظريَّـة جديدة في العروض العربيِّ Towards a New Theory of Arabic Prosody». وللقارئ أن يطالع النصَّ الكامل لهذا الكتاب في الموقع التالي من شبكة الانترنت:The Tajdid Online Forum for Facilitating Arabic Studies
من أقواله
عدل- إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع [1]
مصادر
عدل- ↑ islamstory.com/ar/الخليل_بن_أحمد_عالم_اللغة