الحارث بن عباد

فارس مغوار وشاعر عربي قديم المعروف بلقب فارس النعامة

الحارث بن عباد
(القرن 5 - 570)

طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا


الحارث بن عباد شاعر وفارس جاهلي شهير، من فحول شعراء الطبقة الثانية، وأمير بني يشكر. كان الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بني بكر (توفي سنة 72 ق. هـ - 550 م) أحد سادات العرب وحكمائها، وشاعراً مقلاً ومجيداً، وفارساً لا يشق له غبار. اشتهر بالحكمة، والتوسط بين قومه بني بكر، وبين أبناء عمهم بني تغلب، وشهد مقتل كليب بن ربيعة التغلبي على يد جساس البكري عمرو بن مرة البكري، واندلاع حرب البسوس بين تغلب وبكر، فاعتزلها مع قبائل من بكر، لكنه سعى بين الطرفين المتصالحين بالصلح طوال فترة الحرب، إلى أن قتل الزير سالم بجير ابن الحارث بن عباد (أو ابن أخيه على حسب بعض المصادر) بشسع نعل كليب، فحينها دخل الحارث الحرب وقال قصيدة كلّ شيء مصيره للزوال (المعروفة بقصيدة مربط النعامة).[1]

من قصائده عدل

مربط النعامة عدل

كلُّ شيء مصيره للزوال
 
غير ربّي وصالح الأعمال
وترى الناسَ ينظرون جميعاً
 
ليس فيهم لذاك بعض احتيالِ
قل لأم الاغرّ تبكي بجيراً
 
حيل بين الرجال والاموالِ
ولعمري لا بكين بجيراً
 
ماأتى الما من رؤوس الجبالِ
لهف نفسي على بجير إذا ما
 
جالت الخيل يوم حرب عضالِ
وتساقى الكماة سماً نقيعاً
 
وبدا البيض من قباب الحجالِ
وسعت كل حرة الوجه تدعو
 
يالبكر غراء كالتمثالِ
يابجير الخيرات لا صلح حتى
 
نملأ البيد من رؤوس الرجالِ
وتقر العيون بعد بكاها
 
حين تسقي الدماء صدور العوالي
أصبحت وائل تعج من الحرب
 
عجيج الحجال بالاثقالِ
لم اكن جناتها علم الله
 
وإني بحرّها اليوم صالِ
قد تجنبت وائلاً كي يفيقوا
 
فأبت تغلب عليّ اعتزالي
وأشابوا ذؤابتي ببجير
 
قتلوه ظلماً بغير قتالِ
قتلوه بشسع نعل كليب
 
أن قتل الكريم بالشسع غال
قربا مربط النعامة مني
 
لقحت حرب وائلٍ عن حيال
قرّبا مربط النعامة مني
 
ليس قولي يراد لكن فِعالي
قرّبا مربط النعامة مني
 
جدّ نوح النساء بالاعوال
قرّبا مربط النعامة مني
 
شاب راسي وأنكرتني القوالي
قرّبا مربط النعامة مني
 
للسرى والغدو والآصالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
طال ليلي على الليالي الطوال
قرّبا مربط النعامة مني
 
لا عتناق الأبطال بالأبطالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
واعدلا عن مقالة الجهالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
ليس قلبي عن القتال بسالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
كلما هب ريح ذيل الشمال
قرّبا مربط النعامة مني
 
لبجير مفكك الاغلالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
لكريم متوج بالجمالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
لا نبيع الرجال بيع النعالِ
قرّبا مربط النعامة مني
 
لبجير فداه عمي وخالي
قرّباها لحي تغلب شوساً
 
لاعتناق الكماة يوم القتال
قرّباها بمرهفات حداد
 
لقراع الابطال يوم النزالِ
رب جيش لقيته يمطر الموت
 
على هيكل خفيف الجلالِ
سائلوا كندة الكراموبكراً
 
واسألوا مذحجاً وحي هلالِ
اذا اتونا بعسكر ذي زهاء
 
مكفهر الأذى شديد المصالِ
فقريناه حين رام قرانا
 
كل ماض الذباب عضب الصقالِ

[2]

المراجع عدل

  1. ديوان الحارث بن عباد, أنس عبد الهادي أبوهلال, 2008, صفحة 71
  2. ديوان الحارث بن عباد, أنس عبد الهادي أبوهلال, 2008, صفحة 191