إيمان مرسال
إيمان مرسال |
---|
طالع أيضاً...
|
السيرة في ويكيبيديا |
إيمان مرسال (مواليد 30 نوفمبر 1966 في محافظة الدقهلية)، شاعرة وكاتبة وأكاديمية ومترجمة مصرية. تخرجت في جامعة المنصورة، وحصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة. فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب في الآداب فرع الآداب عام 2021. تركت مصر في أواخر التسعينيات إلى مدينة بوسطن الأمريكية، وسافرت بعد ذلك إلى ألبرتا، كندا، حيث استقرت هناك وعملت كأستاذ مساعد للأدب العربي ودراسات الشرق الأوسط في جامعة ألبرتا. نشرت بعض القصائد في التسعينيات ونشرت ديوانها الأول "ممرّ معتم يصلح لتعلم الرقص" في عام 1995. ثم نشرت أعمالاً أخرى تراوحت بين الشعر والنثر والترجمة مثل "المشي أطول وقت ممكن" (1997)، "حتى أتخلى عن فكرة البيوت" (2013)، "في أثر عنايات الزيات" (2018). ومن بين ترجماتها: "بيرة في نادي البلياردو" لوجيه غالي و"ذبابة في الحساء" لتشارلز سيميك.
اقتباسات من حوارات صحفية
عدل- ليس لدي مشروع شعري، ولا أعد أحداً بشيء. أشك أحياناً أن الكتابة ستظل مكاناً للتوهج بالنسبة لي، وأحياناً أعتقد أنها المكان الوحيد.[1]
- لم يكن السعي لبلاغة قديمة مهيّج أو سبب أو هدف يدفعني للكتابة، فطموحك عندما تكتب يتركز في الوصول لأعمق نقطة ممكنة في معرفتك بذاتك وبالآخرين، أنت تكتب تحت وطأة ما، تناقض، عتمة تستفزك تعريتها، أمراض مزمنة، عدم قدرة على التكيف، تؤرخ لجسدك، لأحلامك، لخيباتك، لوحدتك. أنت تكتب لأنك تقبض على الأشياء في هذه اللحظة كما لم يحدث لك من قبل، في التباساتها وجمالها وقبحها، تستمتع بالكتابة، ربما لأنه الفعل الوحيد الذي تختاره بكامل حريتك، الذي يفرض عليك نفسه ويهيمن. أنت تكتب لأن ثمة وجوداً إضافياً وحقيقياً تكاد تراه غير الوجود المتعين للوقائع.[1]
- اللغة جارحة، لأن ما وراء اللغة جارح، محايدة لأنها يجب ألا تبتز القاريء أو أن تستدر تعاطفه. الجمال ليس في الفداحة والألم كوحدات نفسية خارج الموضوع، بل الجمال في زاوية النظر، في الانحراف، في تقديم ما يراه الآخر عادي ومألوف داخل سياق يمنحه القدرة على الحياة والادهاش. الموت نفسه فعل عادي ويومي، ولم يزل سؤالاً مستفزاً ومدهشاً.[1]
- في دراستي عن تجربة أدونيس، لاحظتُ مثلًا أن خطابه عن "هدم اللغة" هو في معظمه ألعاب مكررة للمفاضلة بين اللغة القرآنية واللغة الصوفيّة، ومواجهة لغة الفقه بالتهويمات العرفانيّة، وخلط تفضيلاته بما يظنه هو لغةً سورياليّة. هناك تجارب شعريّة أخرى انشغلت بنبوّة جماليّة فأنتجت قصائد غامضة يصعب التواصل معها. هل هذا بهدمٍ؟ وهل هناك كاتب يدخل إلى الكتابة بهدف هدم اللغة؟ أعتقد أن مجرّد تعبيرنا عن أنفسنا بطريقة أصيلة في لغتنا الأم هو مسألة معقدة للغاية.[2]
- لا يتكرّس النظام الأبوي على أيدي الرجال فقط، بل على أيدي الرجال والنساء، الآباء والأمهات. وبهذا المعنى، لا تنفصل الأنظمة الأموميّة عن هذا السياق بل تبرّر به وجودها وتقيم في داخله. دور الأم في مجتمعاتنا لا يمكن إلا أن يكون ملحقًا بالنظام الأبوي وداعمًا له؛ كثيرًا ما تفرض الأم ما يُمليه عليها النظام الأبوي عبر الحبّ والحنان، بل وعبر كونها هي نفسها ضحيّة ذلك النظام.[2]
مقتطفات من كتبها
عدلكيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها
عدل- ماذا لو بقينا هنا في هذه الطريق للأبد؟ هل سيبحث أحد عنا أو يجدنا؟
- كل الرعب الذي تصورت أنني نجوتُ منه في الماضي يعود إلي.
- يبدو أن التفكير في الأمومة يستدعي النظر في نفس اللحظة إلى اتجاهين مختلفين؛ اتجاه الماضي عندما كنتِ ابنة لأم، واتجاه المستقبل عندما أصبحت أماً لطفل. لا أعرف بأية طريقة تشكل البنوة أمومتنا لكن في مقدوري أن أتخيل استحالة تحييدها أو تفاديها. هل يمكن أن يكون ذلك في حد ذاته سبباً غير مرئي لتوتر أمومتنا؟ إذا كانت أمك بالغة الحنان فربما تريدين أن تكوني مثلها وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تستطيعين ذلك. إذا كنت مشروع أمك الأول الذي استثمرت فيه كل ما تملك لتكوني كما تريد فقد تكررين نفس الاستثمار مع طفلك، أو قد تراقبين نفسك حتى لا تعذبيه - أنت التي تعذبت لتتحرري من طموحات أمك.
- إذا كنتِ تأملين أن الجهد النسوي سينصت إلى تجربتك فربما سيصيبك الإحباط؛ فالكثير من الحركات النسوية تخوض معارك من أجل حقوق المرأة، المساواة في العمل وأمام القانون وفي الفضاء العام. ستجدين أكثر الحركات النسوية راديكالية تدافع عن حقك في استمرار مرتبك أثناء إجازة الوضع، في تقليل ساعات العمل أثناء الرضاعة، في الاعتراض على تقتير الدولة في دعم مؤسسات رعاية الأطفال أو رفعها مظلة التأمين الصحي عن مكتئبات ما بعد الولادة.
في أثر عنايات الزيات
عدل- أحيانًا يهزّ كيانك عمل أدبيّ ما ولا يعني ذلك أنه عمل غير مسبوق في تاريخ الأدب، أو أنه أفضل ما قرأت في حياتك. إنها الصدف العمياء التي تبعث لك رسالة تساعدك على فهم ما تمرّ به، في اللحظة التي تحتاجها تمامًا، دون حتى أن تعرف أنك تحتاجها. الامتنان ليس للأعمال العظيمة فقط، ولكن للأعمال التي كان دورها عظيمًا في فهمنا لأنفسنا في لحظة محددة، حتى إننا عندما نلتفت لحياتنا يمكننا تعريفها بهذه الأعمال.
- البوابون حُرّاس الجغرافيا، ينزحون من قرى صغيرة، ولا يقف أكل عيشهم على حراسة بناية وتنظيف سلالمها وتلبية طلبات سكانها فحسب، بل تسجيل كل تفصيلة في الخريطة التي يتحركون فيها. كأن غرفهم الضيقة التي تكون عادة تحت مستوى الشارع، كاميرا خفية، تُسجل كل ما يمرّ.
- في 21 أبريل 1967 ، نشرت مجلة المصور مقالة قصيرة لمحمود أمين العالِم عنوانها "ماتت وهي تُعلن انتصار الحياة". يبدؤها العالِم بأن "التعبير الأدبي للمرأة، هو أنضج معاركها من أجل الحرية، حريتها في الحب، حريتها في العمل، حريتها في الفكر، حريتها في المشاركة، حريتها كأنثى وكأم وكإنسانة". يرى أن القيود المنظورة وغير المنظورة على المرأة تجعل من تعبيرها الأدبي، دعاءً حارًا من أجل الحرية "لقد أنقذت شهرزاد حياتها من بطش شهريار الفرد، بالسيطرة عليه مستعينة بالحكاية المسلية التي أخفت بها ذاتها. أما شهرزاد الجديدة، فإنها تنفذ حياتها من بطش شهريار - المجتمع لا بالحكاية المسلية - وإنما بالتعبير الإيجابي عن الذات، عملاً ونضالاً وفكرًا وأدبًا.
مقتطفات من قصائدها
عدلديوان: ممر معتم يصلح لتعلم الرقص
عدل- من قصيدة "يبدو أنني أرثُ الموتى:
يبدو أنني أرثُ الموتى
ويوماً ما
سأجلسُ وحدي على المقهى
بعد موتِ جميع من أحبُّهم
دون أيّ شعور بالفقد
حيثُ جسدي سلةٌ كبيرةٌ
ترك فيها الراحلون
ما يدلّ عليهم.
- من قصيدة "رسم القلب":
كان يجب أن أصيرَ طبيبة
لأتابع رسمَ القلب بعينيّ
وأؤكد أن الجلطة مجردُ سحابة،
ستنفكُّ إلى دموع عادية،
إذا توفر قليلٌ من الدفء.
- من قصيدة "أتلقى موتك":
سأتلقى موتَك
على أنه آخر ما فعلته ضدّي
- من قصيدة "فاتتني أشياء":
أمامَ البيت الذي كان لسنواتٍ بيتي
سأعبرُ يوماً
مجرِّبةً ألا أقيسَ منه المسافة إلى بيوتِ أصدقائي،
أن الأرملة البدينة التي كثيراً ما أيقظني شبقُها في الليل
لم تعد جارتي.
سأبتكر أشياءَ كي لا أرتبك،
كأن أعد خطواتي
أو أعضَّ شفتيّ متلذذة بالوجع الخفيف
وقد أشغل أصابعي بتمزيق عُلب كاملةٍ
من المناديل الورقية.
ديوان المشي أطول وقت ممكن
عدل- ولأسبابٍ أُخرى
لم أسمع ثورياً يتكلم
إلا ليُدافع عن ثورتِه القديمة
أمام صامتين جدد.
- يوماً ما ستتلبّسني الحكمة
ولن أذهب الي الحفل
و سيكون علي أن أؤرخ لُحريتي
بتلك اللحظة
التي لم اعد فيها مدينةً لآذانكم
- الكلامُ يتسرّبُ في كلِّ الجهات
ولا يدلّ على أحد.
مصادر
عدل- ↑ 1٫0 1٫1 1٫2 "إيمان مرسال من ممر معتم: أجرى الحوار محمود الورداني - أخبار الأدب- العدد 124- 26 نوفمبر 1995". imanmersal.blogspot.com. 2011-09-27. تمت أرشفته من الأصل في 2017-11-19. اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2024.
- ↑ 2٫0 2٫1 "عن لحظات الصدع: ايمان مرسال تكتب عن مناطقها المعتمة". مجلة رحلة. اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2024.