أنداء الفجر
أنداء الفجر (1934) هو ديوانٌ شعريٌّ للشاعرِ والطبيبِ المِصري، أحمد زكي أبو شادي [1]
مقتطفات
عدل
«مِنْ دُمُوعِ النُّجُومِ، مِنْ سَهَرِ الْعَا شِقِ صِيغَتْ وَمِنْ رَجَاءِ الْحَيَاةِ
فِي حَنَانٍ وَرِقَّةٍ وَهْيَ لَا تَمـ ـلِكُ مِنْ عُمرِهَا سِوَى لَحَظَاتِ
فِي ثُغُورِ الْأَزْهَارِ، فِي ألَقِ الْعُشـ ـبِ، وَفَوْقَ الْغُصُونِ تَحْيَا وَتَفْنَى
وَهَبَتْ حُسْنَهَا الضَّحِيَّةَ لِلشَّمـ ـسِ كَأَن الفناءَ لِلشَّمْسِ أَغْنَى
وَيَعُودُ الْفَجْرُ الْوَفِيُّ بِهَا بَعـ ـثًا وَلَكنْ تَعُودُ تَمْضِي الضَّحِيَّهْ
هِيَ مِلْكٌ لَنَا حَيَاةً وَمَوْتًا وَهْيَ بِالرُّوحِ صُورَةُ الْأَبَدِيَّهْ»
«أُمِّي (الطَّبِيعَة)! فِي نَجْوَاكِ إِسْعَادِي وَفِي ابْتِعَادِي أُعَانِي دَهْريَ الْعَادِي
وَفِي حِمَى إِخْوَتِي مِنْ كُلِّ طَائِرَةٍ وَكلِّ نَبْتٍ نَبِيلٍ وَحيُكِ الْهَادِي
مَا بَالُهَا هِيَ صَفْوِي وَحْدَها فَإِذَا رَجَعْتُ لِلنَّاسِ لَمْ أَظْفَرْ بِإِسْعَادِ
كَأَنَّمَا النَّاسُ أَعْدَاءٌ: فَبَعْضُهُمُو حَرْبٌ لِبَعْضٍ وَحُسَّادٌ لِحُسَّادِ!»
«فُؤَادِي بِرَغْمِ الْحَادِثَاتِ كَبِيرُ وَطَرْفِي وَإِنْ عَزَّ الْعَفَافُ كَسِيرُ
تَلِينُ لِي الْأَيَّامُ فِي كلِّ شِدَّةٍ وَلَوْ أَنَّ جُلَّ الْفَاتِحِينَ أَسِيرُ
سَلَخْتُ مِنَ الْأَعْوَامِ بِضْعًا وَعَشْرَةً أُقِيم عَلَى دِينِ الْعُلَى وَأَسِيرُ
وَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ وَفِي الْقَلْبِ لَوْعَةٌ على أنَّ كُلِّي هِمَّةٌ وَمَرِيرُ
وَمَا انْقَطَعَتْ أَسْبَابُ أُنْسٍ وَنِعْمَةٍ وَلَكِنَّ حَظَّ النَّاقِمِينَ عَسِيرُ!»
«مَلْهى السماء يرشُّنا بنثيرهِ والماءُ ذوبُ أشعَّةٍ وَأَغَانِي
والسُّحْبُ تَلْعَبُ فيه لعبةَ صاعدٍ أو هَابِطٍ دَرَجًا مِنَ الْأَلْوَانِ!»
«يَشُقُّ الْقَاربُ الْمَزْهُوُّ مثلي طَرِيقًا فِي المياهِ مَعَ ابْتِهَاجِي
فَيَكْسِرُ صَفْحَةً لِلْمَاءِ رَاقَتْ وَنَسْمَعُ صَوْتَ تَكْسِيرِ الزُّجَاجِ!»