ألف شفق
كاتبة تركية
إليف شفق أو إيليف شفق (بالتركية Elif Şafak) هي روائية تركية تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، وقد ترجمت أعمالها إلى ما يزيد على ثلاثين لغة.
اقتباسات
عدل- تركيا تتراجع منذ عقود إلى نظام أبويّ لا يرحم، تُقَلَّصُ فيه حقوق المرأة والأقليّات يومًا بعد يوم، البلد بكاملها تنزلق إلى دكتاتورية صريحة منذ سنوات، لم أتفاجأ أن تركيا لم تكن قط ديمقراطية ناضجة، قامت تركيا ببعض التحديثات الشكلية، لكنّها أبقت على تزايد التّيار القومي الشعبوي في صفوفها، ومن ثمّ فالتحيّز الجنسي ورهاب المثلية في ازدياد مستمرّ.
- الثّقافة التركية المهيمنة هي السلطة الأبويّة الموجودة منذ عقود. والإسلام يعزّز من وجودها، ولكن لا يزال هناك لاعب ثالث نشط هو: السياسة، على الرغم من أن الكثيرين يتجاهلون الدور السياسي لهذه المتغيّرات، لكن في العام الماضي على سبيل المثال أُقِرَّ مشروع قانون يُعطِي مغتصبي القُصَّر الفرصة للفرار بفعلتهم إذا كانوا على استعداد للزواج من ضحاياهم. هنا يعاقب الضحيّة ويكافأ الجاني.
- عندما يأتي الشعبويون إلى السلطة، يغيّرون جهاز الدولة والقانون الانتخابي، ويحاولون السيطرة على القضاء وهم يتلمّسون الفصل بين السلطات، وفي النهاية يغيّرون المجتمع.
- لم يتمكّن أحد من أن يشرح لي ماذا يعني «إثارة الأفكار والمشاعر المعادية لتركيا». في ذلك الحين انتشرت صوري في شوارع إسطنبول بوصفي «خائنة»، لماذا؟ لأنّني كشفت أحد المحرّمات التي تحدث يوميًّا في المجتمع التركي. أليست هذه وظيفتي ككاتبة، أن أفضح المحرّمات وأشير إلى الانتهاكات؟
- هل الإمبراطورية العثمانية عظيمة؟ أنا ضد ذلك! عظيمة لمن؟ للحرفيّ الأرمني؟ للخبّاز اليهودي؟ للنساء؟ للمحظيّات والجواري؟
- إن كل تلك القبور المجهولة تضم رفات بشر مثلنا.
- التّنوع كلمة قذرة في تركيا اليوم، يرفضها الأتراك.
- أنا ديمقراطية ليبرالية أُومِنُ بالتعددية وأحلم على حد سواء بالتركية كما بالإنجليزية، وأحيانًا باللغتين في الحلم ذاته، فالعقل الإنساني لا يعرف الحدود بين الدول أو اللغات.
- أنّ تركيا لديها تاريخ غني وطويل، لكن المجتمع التركي يعاني للأسف فقدانًا جماعيًّا للذاكرة، فالماضي رومانسي ومُرَاقَب، وعندما نتحدّث عن أمجاد الإمبراطورية العثمانية، فعلينا أولًا أن نسأل أيضًا عن معنى هذه الإمبراطورية بالنسبة إلى صائغ الفضة الأرمني أو الخبّاز اليهودي، كيف كانت حياتك في ظل هذه الإمبراطورية العظيمة؟
- عندما تردّ التاريخ إلى القصص الفردية للأشخاص الذين عايشوه، ستلاحظ أن التاريخ يتغيّر بحسب من يرويه..صحيح أن الماضي مهم، ولكن ليس عن طريق الإغراق فيه، بل للحصول على شيء ما منه لنتعلّم عدم تكرار أخطائنا، والدولة التي ترفض القيام بهذه المحاسبة لماضيها لن يمكن لها أن تصبح ديمقراطية ناضجة.
- جميع الديانات التوحيدية تقوم على هوية جماعية. إنها تتعلّق دائمًا بمقولة: «إنّهم ضدنا»… كما أنّني لا أحبّ اليقين الذي تتمتّع به الأديان الوعظية، أجد اليقين خطيرًا جدًّا؛ ذلك لأنّك عندما تكون متيقّنًا من أنّك على حق، تصبح بسهولة قاتلًا.
- ربّما أكون ملحدة، لكنّني متآلفة مع عالم وفكر وفلسفة المتصوّفين. فهؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم روحانية لكنّهم لا يلتزمون بالدين.
- اليوم يُقارَنُ الدين دائمًا بالإلحاد، كما لو لم يكن هناك شيء آخر. ولكن هناك روحانية فردية، أحبّ فكرة أن الناس في أماكن مختلفة لكن لديهم أيضًا هويّات مختلفة. واحدة من أكبر المشاكل مع الأديان هي أنها لا تقدّم سوى هويّات مصمتة لا لبس أو شكّ فيها. وهذا الفهم لا بدّ له من الاصطدام مع حريّات الناس بالطّبع.
أشهر كتبها
عدلأشهر كتاب صدر لها هو قواعد العشق الأربعون وهي رواية نشرت عقب روايتها لقيطة اسطنبول وفي هذه الرواية تسرد الكاتبة حكايتين متوازيتين، إحداها في الزمن المعاصر والأخرى في القرن الثالث العشر، عندما واجه الرومي مرشده الروحي, الدرويش المتنقل المعروف باسم "شمس التبريزي" وكيف انهما معاً جسدّا رسالة شعر الحب الخالدة
صدرت رواية قواعد العشق الأربعون في الولايات المتحدة الأمريكية في شباط 2010 كما صدرت في المملكة المتحدة عن دار النشر بينغوين في حزيران 2010. وقد بيعت من الكتاب 550,000 فأصبح بذلك الكتاب الأكثر مبيعًا في تركيا.
وصدر لها أيضا رواية شرف (رواية إليف شفق)
قواعد العشق الأربعون
عدلقواعد العشق الأربعون:[3]
- إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة فهذا يعني أن قدرا كبيرا من الخوف والملامة يتدفق في نفوسنا، أما إذا رأينا الله مفعما بالمحبة والرحمة فإننا نكون كذلك.
- إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس فاجعل قلبك لا عقلك دليلك الرئيسي. واجه، تحد وتغلب في نهاية المطاف على النفس بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله
- إن كل قارئ للقران الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه. وهناك أربعة مستويات من البصيرة: يتمثل المستوى الاول في المعنى الخارجي وهو المعنى الذي يقتنع به معظم الناس، ثم يأتي المستوى الباطني. وفي المستوى الثالث ياتي باطن الباطن، أما المستوى الرابع فهو العمق ولا يمكن الاعراب عنه بالكلمات، لذلك يتعذر وصفه.
- يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد أو في الكنيسة أو في الكنيس. إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه، وهو قلب عاشق حقيقي. فلم يعش أحد بعد رؤيته ولم يمت أحد بعد رؤيته، فمن يجده يبقى معه إلى الأبد.
- يتكوّن الفكر والحب من مواد مختلفة. الفكر يربط البشر في عقد، لكن الحب يذيب جميع العقد، إن الفكر حذر دوما وهو يقول ناصحا: “احذر الكثير من النشوة” بينما يقول الحب: “لا تكترث! أقدم على هذه المجازفة”. وفي حين أن الفكر لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركاما من تلقاء نفسه، لكن الكنوز تتوارى بين الانقاض والقلب الكسير يخبئ كنوزا .
- تنبع معظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقا. وعندما تلج دائرة الحب، تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت.
- الوحدة والخلوة شيئان مختلفان، فعندما تكون وحيدا، من السهل أن تخدع نفسك ويخيل إليك أنك تسير على الطريق القويم. أما الخلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك من دون أن تشعر بأنك وحيد. لكن في نهاية الأمر، من الأفضل لك أن تبحث عن شخص، شخص يكون بمثابة مرآة لك ، تذكر أنك لا تستطيع أن ترى نفسك حقا، إلا في قلب شخص آخر، وبوجود الله في داخلك.
- مهما حدث في حياتك ومهما بدت الاشياء مزعجة فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الابواب موصدة، فإن الله سيفتح دربا جديدا لك. أحمد ربك! من السهل عليك أن تحمد الله عندما يكون كل شيء على ما يرام. فالصوفي لا يحمد الله على ما منحه إياه فحسب، بل يحمده أيضا على كل ما حرمه منه.
- لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلبا بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر، أما نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة. إن عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقا لأنهم يعرفون أنه لكي يصبح الهلال بدرا فهو يحتاج إلى وقت.
- لا يوجد فرق كبير بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم بها رحلة في داخلك، فإذا سافرت في داخلك، فسيكون بإمكانك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه.
- عندما تجد القابلة أن الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكا بعد لوليدها، فلن تضع وليدها إذا. ولكي تولد نفس جديدة، يجب أن يكون ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتد، كذلك الحب لا يكتمل إلا بالألم .
- إن السعي وراء الحب يغيرنا، فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته، فما أن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل والخارج.
- يوجد معلمون وأساتذة مزيفون في هذا العالم أكثر عددا من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين. فالمعلم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إليه ولا يتوقع طاعة مطلقة أو إعجابا تاما منك، بل يساعدك على أن تقدر نفسك الداخلية وتحترمها. إن المعلمين الحقيقيين شفافون كالبلور، يعبر نور الله من خلالهم. لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟
- إن الله منهمك في إكمال صنعك، من الخارج ومن الداخل. إنه منهمك بك تماما. فكل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكل واحد منا هو عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهدا للاكتمال. إن الله يتعامل مع كل واحد منا على حدة لأن البشرية لوحة جميلة رسمها خطاط ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة. من السهل أن تحب إلها يتصف بالكمال، والنقاء، والعصمة. لكن الأصعب من ذلك أن تحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر أن المرء لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يحب. فلا حكمة من دون حب. وما لم نتعلم كيف نحب خلق الله، فلن نستطيع أن نحب حقا ولن نعرف الله حقا.
- إن القذارة الحقيقية تقبع في الداخل، أما القذارة الأخرى فتزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهو لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع أن نطهر أجسامنا بالزهد والصيام، لكن الحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا.
- إن كل إنسان عبارة عن كتاب مفتوح، وكل واحد منا قرآن متنقل. إن البحث عن الله متأصل في قلوب الجميع، سواء أكان وليا ام قديسا أم مومسا. فالحب يقبع في داخل كل منا منذ اللحظة التي نولد فيها، وينتظر الفرصة التي يظهر فيها منذ تلك اللحظة. يقبع الكون داخل كل إنسان، كل شيء تراه حولك، بما في ذلك الاشياء التي لا تحبها، حتى الاشخاص الذين تحتقرهم أو تمقتهم، يقبعون في داخلك بدرجات متفاوتة. لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك، فالشيطان ليس قوة خارقة تهاجمك من الخارج بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك فاذا تعرفت على نفسك تماما وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق، عندها تبلغ ارقى اشكال الوعي. وعندما تعرف نفسك، فإنك ستعرف الله.
- إذا أراد المرء أن يغير الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب أن يغير اولا الطريقة التي يعامل فيها نفسه. وإذا لم يتعلم كيف يحب نفسه، حبا كاملا صادقا، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يحب. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة، سيشكر كل شوكة يلقيها عليه الاخرون. فهذا يدل على أن الورود ستنهمر عليه قريبا.
- إن الماضي دوامة، إذا تركته يسيطر على لحظتك الحالية فإنه سيمتصك ويجرفك. ما الزمن إلا وهم فحسب، وكل ما تحتاج إليه هو أن تعيش هذه اللحظة بالذات. هذا كل ما يهم.
- لا تهتم إلى أين سيقودك الطريق، بل ركز على الخطوة الاولى. فهي أصعب خطوة، يجب أن تتحمل مسؤوليتها. وما أن تتخذ تلك الخطوة، دع كل شيء يجري بشكل طبيعي وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه. لا تسر مع التيار، بل كن انت التيار.
- لقد خلقنا جميعا على صورة الله ومع ذلك فإننا جميعا مخلوقات مختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الايقاع ذاته. ولو أراد الله أن نكون متشابهين لخلقنا متشابهين. لذلك، فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله.
- لا يصبح المرء مؤمنا بين ليلة وضحاها. إذ يخيل للمرء إنه مؤمن، ثم يحدث شيء في حياته فيصبح ملحدا. ثم يعود ويؤمن ثانية، ثم يصبح متشككا وهكذا دواليك، حتى يبلغ مرحلة معينة. إننا نتردد باستمرار. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلنا نمضي إلى الامام. ومع كل خطوة جديدة، نزداد قربا من الحقيقة.
- عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة، فإنها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة تفسها، فإنها تصبح خمارته. ففي كل شيء نفعله قلوبنا هي المهمة، لا مظاهرنا الخارجية.
- ما الحياة إلا دين مؤقت وما هذا العالم إلا تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك فإما أن يفتتن البشر باللعبة أو يكسروها بازدراء ويرموها جانبا. في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع انواعه لانه سيحطم اتزانك الداخلي.
- يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله، إذ يقول: “ونفخت فيه من روحي”. خلقنا جميعا دون استثناء لكي نكون خلفاء الله على الأرض، فسأل نفسك: كم مرة تصرفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكر أنه يقع على عاتق كل منا اكتشاف الروح الالهية في داخله حتى يعيش وفقها.
- إن جهنم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أو الحلم بالجنة، لأنهما موجودتان في هذه اللحظة بالذات. ففي كل مرة نحب، نصعد إلى السماء. وفي كل مرة نكره أو نحسد أو نحارب احدا فإننا نسقط مباشرة في نار جهنم. هل يوجد جحيم أسوأ من العذاب الذي يعانيه الإنسان عندما يعرف في اعماق ضميره أنه اقترف ذنبا جسيما. هل توجد جنة أفضل من النعمة التي تهبط على الإنسان في تلك اللحظات النادرة من الحياة عندما تفتح فيها مزاليج الكون ويشعر إنه امتلك كل اسرار الخلود واتحد مع الله اتحادا كاملا؟
- يرتبط كل شيء وكل شخص بشبكة خفية من القصص. سواء أدركنا ذلك ام لم ندركه، فإننا نشارك جميعا في حديث صامت. لا ضرر ولا ضرار وكن رحيما ولا تكن نماما، حتى لو كانت كلماتك بريئة، لان الكلمات التي تنبعث من افواهنا لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى مالانهاية وستعود الينا في الوقت المناسب. إن معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعا وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعا نبتسم.
- يشبه هذا العالم جبلا مكسوا بالثلج يردد صدى صوتك، فكل ما تقوله سواء اكان جيدا ام سيئا سيعود إليك على نحو ما. لذلك إذا كان هناك شخص يتحدث بالسوء عنك فإن التحدث بالسوء بالطريقة نفسها عنه يزيد الامور سوءا. وستجد نفسك حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة. انطلق وفكر طوال اربعين يوما وليلة بأشياء لطيفة عن ذلك الشخص. إن كل شيء سيصبح مختلفا في النهاية، لأنك ستصبح مختلفا في داخلك.
- إن الماضي تفسير والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكانه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا، في لوالب لا نهاية لها. إن السرمدية لا تعني الزمن المطلق بل تعني الخلود.
- لا يعني القدر أن حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن ترك كل شيء للقدر وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق. إن موسيقى الكون تعم كل مكان وتتألف من أربعين مستوى مختلفا. إن قدرك هو المستوى الذي تعزف فيه لحنك. فقد لا تغير آلتك الموسيقية بل تبدل الدرجة التي تجيد فيها العزف.
- إن الصوفي الحق هو الذي يتحمل بصبر حتى لو اتهم باطلا وتعرض للهجوم من جميع الجهات ولا يوجه كلة نابية إلى أي من منتقديه، فهو لا ينحي باللائمة على أحد. فكيف يمكن أن يوجد خصوم أو منافسون أو حتى آخرون في حين لا توجد نفس في المقام الاول؟ كيف يمكن أن يوجد أحد يلومه في الوقت الذي لا يوجد فيه الا واحد؟
- إذا أردت أن تقوي إيمانك فيجب أن تكون لينا في داخلك. لأنه لكي يشتد إيمانك ويصبح صلبا كالصخرة يجب أن يكون قلبك خفيفا كالريشة. فإذا أصبنا بمرض أو وقعت لنا حادثة أو تعرضنا لخسارة أو أصابنا خوف بطريقة أو بأخرى، فإننا نواجه جميعا الحوادث التي تعلمنا كيف نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة وأكثر عطفا وأكثر كرما. إن الوسيلة التي تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها وأن يظل فيه متسع لمزيد من الحب.
- يجب ألا يحول شيء بينك وبين الله ,لا أئمة ولا قساوسة ولا احبار ولا أي وصي آخر على الزعامة الاخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين، وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فمهما كانت العقيدة التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة. ابتعد عن عبادة الاصنام بجميع انواعها لانها تشوه رؤيتك. ليكن الله والله وحده دليلك. تعلم الحقيقة يا صديقي لكن احرص على الا تصنع من الحقائق التي تتكون لديك أوثانا.
- على الرغم من أن المرء يجاهد ليحقق شيئا ويصبح شخصا مهما، فإنه سيخلف كل شيء بعد موته. إنك تهدف إلى بلوغ المرحلة العليا من العدم. عش هذه الحياة خفيفة وفارغة مثل الرقم صفر. إننا لا نختلف عن أصيص الزرع، فلست الزينة في الخارج، بل الفراغ في داخلنا هو الذي يجعلنا نقف منتصبي القامة. مثل هذا تماما، فالوعي بالعدم وليس ما نتطلع إلى تحقيقه، هو الذي يبقينا نواصل الحياة.
- لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفا أو سلبيا وولا يؤدي إلى الايمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام، بل على العكس تماما. إذ تكمن القوة الحقيقية في الاستسلام والقوة المنبعثة من الداخل. فالذين يستسلمون للجهور الالهي في الحياة ويعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلو الاضطراب.
- في هذا العالم، ليست الاشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الامام. ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله، وعلى الشخص الكافر أن يتعرف على المؤمن الصامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال مرحلة الإنسان المثالي، فإن الايمان ليس إلا عملية تدريجية ويستلزم وجود نظيره الكفر.
- لقد خلق هذا العالم على مبدأ التبادل، فكل امرئ يكافأ على كل ذرة خير يفعلها وويعاقب على كل ذرة شر يفعلها. لا تخف من المؤامرات أو المكر أو المكائد التي يحكيها الاخرون وتذكر إنه إذا نصب لك أحدهم شركا فإن الله يكون قد فعل ذلك. فهو المخطط الأكبر. إذ لا تتحرك ورقة شجرة دون علمه. آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة، فكل ما يفعله الله يفعله بشكل جميل.
- إن الله ميقاتي دقيق، إنه دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء.فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت.
- ليس من المتأخر مطلقا أن تسأل نفسك، هل انا مستعد لتغيير الحياة التي احياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟ وحتى ولو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه، ففي كل لحظة ومع كل نفس جديد، يجب على المرء أن يتجدد ويتجدد ثانية. ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء في حياة جديدة وهي أن يموت قبل الموت.
- مع أن الأجزاء تتغير، فإن الكل يظل ذاته، لانه عندما يغادر لص هذا العالم، يولد لص جديد، وعندما يموت شخص شريف، يحل مكانه شريف آخر. وبهذه الطريقة لا يبقى شيء دون تغيير، بل لا يتغير شيء أبدا أيضا !إن ديننا هو دين العشق وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب، فإذا انفصلت حلقة منها حلت محلها حلقة أخرى في مكان آخر.
- لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي ام دنيوي، غربي ام شرقي .. فالانقسامات لا تؤدي الا إلى مزيد من الانقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو نقي وبسيط. العشق ماء الحياة، والعشيق هو روح من نار !يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء.