أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
أثار هذا الكتاب جدلًا كبيرًا في الأوساط الفكرية عند ظهوره، حيث اتهم البعض جاك تاجر بتعمد تشويه صورة التاريخ الإسلامي، بينما أكد هو رفضه لفكرة احتسابه على أيًا من الطائفتين المسلمة أو القبطية، وأنه سعى إلى المنهج العلمي المجرد من أي تحيز.
- "والمعلوم أن المصري كره دفع الضرائب منذ العصور القديمة، فكان يُظهر طاعته ً للحكام الذين كانوا يضربون صفحا، لسبب من الأسباب، عن تحصيل الضرائب المستحقة عليه، بينما كان لا يكتم عداوته للسلطة التي تفرض عليه تلك الضرائب"
- "زد على ذلك أن العرب لم يحاولوا قط أن يطمئنوا الشعب المصري على نواياهم؛ إذ كانوا يجهلون اللغتين اليونانية والقبطية، كما لم يحيطوا أعمالهم الحربية بأية دعاية، ومع أنهم قاتلوا — على عكس الفرس — بشيء من الرفق، ولم يقوموا بأعمال تخريبية منظمة أو بإراقة دماء الشعب، إلا أنهم تمادوا مضطرين في بعض الأحيان في اقتراف أعمال مشينة وحركات قمع دامية مما لم يساعدهم على كسب ثقة الشعب وعطفه عليهم."
- " ماذا كان يقصد المؤرخ من كلمة «مصر»؟ هل كان يعني بها البلاد كلها؟ لا أظن هذا، إن الذين كتبوا التاريخ باللغة العربية، كانوا يستعملون هذه الكلمة في البداية 37 أقباط ومسلمون للإشارة إلى المدينة نفسها، وجاء بعد ذلك المقريزي، فأراد أن يدقق في المعنى، ففرق بني «أرض مصر» (أي: القطر كله) و«فسطاط مصر» (أي: المدينة)."
- "ينقل إلينا جميع المؤرخين المعتد بأقوالهم أحداثًا دقيقة عن حكم الخليفة العزيز بالله تدل على الرعاية التي شمل بها النصارى الملكيين واليعاقبة، وكان الناس يعتبرون، حتى ً خلافة العزيز، أن الوالي متسامح إذا أعطى تصريحا بترميم كنيسة أو ببنائها مقابل هدية تساوي بعض مئات من الدنانير، ولكن في خلافة العزيز وبعدها نرى السلطة هي التي تولي العمل ببناء الكنائس للنصارى وتسهر على حراسة العمال، إذا اقتضى الحال ٍ ذلك، وبينما كان المؤرخون النصارى يهللون لوال لم يظلم أبناء جلدتهم، عمل العزيز على إلغاء الفوارق الاجتماعية بني المسلمين والذميين."
- "هيأ محمد علي جوا اجتماعيا جديدا؛ هذه حقيقة لا مفر منها، وقد اقتفى خلفاؤه أثره وأتموا العمل الذي بدأه، ولم يلبث هذا التسامح، الذي ظهرت آثاره في حياة الأفراد ً العامة أولا، أن أثر في قوانين البلاد، وهكذا انتصر في أقل من قرن مبدأ المساواة المطلقة بين المسلمين وغير المسلمين."